أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - مكابدات الواقع في زمن بعث المراثي















المزيد.....

مكابدات الواقع في زمن بعث المراثي


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:10
المحور: الادب والفن
    



"قراءة في قصص زمن بعث المراثي للقاص محمد عبد الوارث"

في قصص, زمن بعث المراثي, للكاتب السكندري, محمد عبد الوارث. نجد أنفسنا إزاء كاتب مؤرق, وغير محايد, يصطلي بنار المعاناة, ويعيش رماد الحرائق, يقف عند ذهول إدراك البواعث والأسباب وهول النتائج. ويعيش على قضم لحمه أمام الذرائع, وينصهر في مرجله الخاص مبدعا يطلق الصراخ أنينا, ويكتم الفرحة بعد أن فقد لون الضحك منذ بواكير الزمن الأول.. يعيش مكابدات الواقع السياسي والاجتماعي المصري والعربي برؤية الغاضب على المقدمات والمفجوع بالنتائج, التي تأخذ الواقع المعاش إلى حافة الفنتازيا أو الجنون, وتدفع الكاتب إلى ترددات تنعكس توترا غاضبا, واحتراقا داخليا, محمولا على لغة شاعرة تمازج بين الاختبارات الوجدانية, والكتابة البصرية لتوليف مشهدية قصصية تهرب من جفاف مباشرة السياسي إلى الق وتضمينات الإبداعي وتقديم بنى قصصية تشير إلى كاتب يعرف ما يريد تأتيه القصة بعد مخاض طويل..

إسقاطات على رجع الصدى
في قصة الصوت والصدى تلوينات من مكابدات الواقع المعاش.. تأتي على وقع أصداء عاشها الراوي / المؤلف, من خلال جلب العالم على شاشة التلفزيون متنقلا بين محطات البث, والإعلانات المخادعة, يتابع فريقه في لعبة كرة القدم.. يستفزه سوء الأداء واللامبالاة والتقاعس عن رد الهجوم, وفقدان الحمية لتحقيق أهداف ميسورة, فيخرج عليه المارد الالكتروني الذي يصله باللاعبين, ليحاورهم مباشرة ينبههم للأخطاء.. لكن المتحكم في البث سرعان ما ينتقل إلى فاصل من الإعلانات, وكأنه متواطئ في إيقاع الهزيمة.. مما يجعل الراوي/ المؤلف يذهب إلى السير على الكورنيش,هروبا من إحباط الآني باستدعاء أشواق الماضي, على رجع أغنية محمد عبد الوهاب عن سر الليالي, والنوارس تخفق بأجنحتها على صدر الماء.. يمشي على بلاط الكورنيش, ويتذكر من مر عليه على مر العصور..
وفي البيت تثبت الصورة على جمال عبد الناصر وأنور السادات وقد وقفا متقابلين, كل منهما ينظر للآخر بابتسام, وعندما يحاول مسح شاشة التلفزيون لسبر معنى الابتسامات, يتغير البث إلى فاصل إعلانات..
وفي مقام آخر, يظهر القائد صدام حسين في اجتماع لمجلس قيادة الثورة, يقف إلى جواره حرسه الخاص بغدارته.. يعاتب بطل القصة الرئيس الذي يحب شعب مصر, وشعب مصر يحبه, ويتمنى عليه أنه يترك هامشا للديمقراطية, وحرية التعبير عن الرأي, لكن القائد ينظر إليه شزرا, وتتحرك غدارة المرافق, فيهرب الراوي/ المواطن إلى قناة أخرى تبث طربا. وينتهي بطل القصة إلى سجال على أحدي القنوات, مع أصولي متشدد يفتي بقتل تارك الصلاة ويرفض مناقشة اجتهادات أهل السنة, ويرفض مناقشة أي رأي آخر..
فهل استطاع الكاتب طرح أسئلته وإشاراته حول الفصام الذي تعيشه النخب العربية المتحكمة في القرار, والتي تتجمل بأدوات تزيدها بشاعة, وتؤكد هزيمتها أمام منطق الحياة؟؟
وفي قصة الصوت والانسياب نجد تداعيات الغربة, والحنين لصاحب الصوت الواثق بالحياة الصامد أمام العاتيات, الذي تشكل معه عقله وقلبه على عشق الوطن, يتردد في جوانب وجدانه أغنية "خلي السلاح صاحي", لكن أسراب الخفافيش سكنت في الجوار, حاصرت منابع الرزق, وجففت إرادة الصمود, ما دفعه إلى الهروب من موت القهر في الوطن, إلى موت الحنين في المغترب, وهناك يعمل سائقا لحافلة نقل الركاب من الضواحي إلى قلب المدينة, تلح عليه المقارنة, بين حافلات الوطن المكتظة بالركاب, لدرجة فقدان مساحه الهواء في الصدور, والسير على إسفلت مجدور بالحفر والمطبات, تضيف إلى المعاناة عذابا أمض, وبين حافلات من طابقين لا مكان فيها لواقف, تقف عند المحطات, يصعد إليها ركاب بعدد ما يهبط منها, بدون تزاحم, تسير على إسفلت ناعم أملس, ومع ذلك يداهمه الصوت الواثق رغم بؤس مقارنة يكون الوطن فيها خاسرا, والحياة في موت مؤجل,..
ومع ذلك ينتصر الانتماء, ونسمع في النص, وجيب قلب ينبض ويبوح بما لم يبح به اللسان, من خلال عذابات صامتة, صائمة على جراحها, تنعش فيه وشيجة الوطن, وتسحبه إليه ليعيد اكتشافه من جديد وبأرق جديد..
فنراه في قصة زمن بعث المراثي, يرصد أبا الطيب, المسلم العصامي, عامل صف الحروف في المطبعة, الذي أخذته الحروف إلى الكلمات والسطور وصفحات الكتب, فعشق الكتاب والسنة وأخبار السلف, والتاريخ المضيء, بحث عن سبيل الخلاص وانحاز إلى أهل اليمين, ولكنه سرعان ما ينفصل عن الحزب, بعد أن تيقن أن من رجالاته يقولون ما لا يفعلون..
أبو الطيب يرحل عن مصر بعد صراع الثورة مع الأحزاب, ويعود بعد ثلاثين سنة, ويقيم في ضاحية عند طرف المدينة, ينتقد من ابتعدوا عن جادة الدين الصحيح, ويقرأ على مريديه أخبار السلف, يسقط تواريخ الأحداث على أرقام صفحات كتاب أخضر يقرأ منه, فنراه في العام 112 يأتي على انتصار المسلمين على الفرنجة, وفتح بلاد الأندلس, وفي العاماا91 يأتي على موضوع العفو عند المقدرة, من خلال انتصار صلاح الدين في معركة حطين, وتقوم دعوة أبي الطيب على أسباب نصر المسلمين هي الراية الواحدة, والكلمة الواحدة, والعزيمة وفضل الله, لذلك نراه يذكر مريديه بأقوال الجنرال جورو عند قبر صلاح الدين في جامع الأمويين بدمشق في العام ,1917" قم يا صلاح الدين..ها قد عدنا", ولأن المسلمين تشتتوا فرقا وشيعا يحدث مريديه عن العام 1924 الذي طويت فيه الصحف, وكسرت الأقلام, حيث أدعى البعض الكمال وهم غير ذلك, ربما كانت إشارة لقيام حركة الإخوان المسلمين, وربما كانت تمهيدا لإرهاب السلطة التي أجبرت من لم يشايعها على حرق كتب الرأي الآخر, كما حدث في إشارة لرجل الأمن له الذي يطلب مقابلته, ويذكره بما حدث مع شيخ قبل خمسين سنة اضطر مرغما لحرق الكتب طلبا للنجاة..
والسؤال التي تتركه القصة معلقا, هو أين يقف كاتبنا من موضوع الإسلام السياسي, وقد أصبح ظاهرة تلقي بظلالها على الحياة في مصر والعالم العربي والإسلامي, وما تناسل منها من إرهاب سياسي, حصد آلاف الأرواح, وكرس غريب الأفكار, وفرخ كثيراً من الأحزاب والشيع؟؟
في تقديري أن كاتبنا يربط بين هذه الظاهرة وموضوع غياب الديمقراطية والمشاركة الحقيقية لكافة أطياف الشعب الواحد, كما هو الحال في العالم العربي والإسلامي, ولعل في إشارة معركة الأحزاب غير المتكافئة, إشارة لتسلط فكر المنتصر, الذي يؤدي بالضرورة إلى تشدد مضاد, ولعل ما ورد في القصة عن غياب أبو الطيب وعدم العثور على مداسه وطاقيته, إشارة إلى غيبة مؤقتة يعززها بقاء كتابه الأخضر الذي تداعبه نسمات الريح..
الكاتب دائما يعيش الأرق والغربة, عن عالم اختلت موازينه وقيمه وأعرافه, يعيش الفجيعة ويعبر بوجع ولا يتوقف عند حدود الواقع المصري, بل يتعداه إلى ما هو أشمل على المستوى العربي, بشعور عروبي وحدوي يؤمن بوحدة المصير
في قصة العرس, يفيض به الألم, ويتداعي بلغة شعرية تفيض ألقاً وعذابا, وهو يتتبع العروس التي يجبرها المحتل الصهيوني على مغادرة القرية, حاملة معها ذكرياتها وآلامها, تقطع الطريق المدمر من قبل آليات العدو, وتسترجع صورة ابن عمها, الذي حرقوا يديه في التعذيب قبل أن يقتلوه, وكيف لوح لها فارداً أصبعيه بعلامة النصر, وفي مشهد مقابل يرصد الصلف الصهيوني الذي يقوم على شطب الشعب الفلسطيني, ويرتكب المجازر لتفريغ الأرض من سكانها, ويعيث فسادا وقتلا وتدميرا, ويشير الكاتب برهافة إلى وليد يبقى حيا تحت الأنقاض, يقضم قطعة خبز مبللة بالدم, في إشارة منه إلى استمرار الصراع بين الحق العربي والباطل الصهيوني, على امتداد الأجيال..
ويبدو في القصة أن كاتبنا لم يكن راويا محايدا, وإنما كان متفاعلا مع البطلة, وعلى وعي بما يريد توصيله إلى المتلقي, بعيدا عن الصراخ الفج, راصدا المعاناة الداخلية للبطلة, بلغة تفيض حرارة وعذوبة, محملة بإشارات تاريخية وسياسية, وحتى ودينية مؤكدا على محركات الصراع وبواعثه

الإبحار في ثنايا الوجع الفردي
لا ينفصل الوجع الفردي عن الوجع العام, بل هو من إفرازاته السلبية, الأكثر إيلاما على الفرد, الذي يكابد الحياة مجردا إلا من غريزة حب البقاء, ونوازعه الإنسانية العامرة بالخير والعطاء, والرغبة الحقيقية في الحياة, لكنه دائما المطحون, قبل أن يستشرف الحلم..
في قصة الوجبة, نرى العامل الفني الميكانيكي, محمد جابر ينتقل إلى العمل في مشروع الاستصلاح البعيد, ويعيش حياة الشظف والحرمان لتوفير خلو الشقة, ويؤجل رغباته حتى يحقق حلمة, ويتعايش مع الطعام الفقير في العمل, ما يولد لديه الإحساس بالقهر كلما تذكر طعام أمه, ويعزز هذا الشعور لديه ما يتسرب من روائح من مطعم المهندسين, وفي يوم يصعد على فاقته ويذهب إلى استراحة المهندسين, ويشعر بالفارق الطبقي بينه وبين فئة تعلوه اجتماعيا, وترأسه في العمل, ولكنه يفاجأ بقرار المدير بإنهاء انتدابه..
هل كان ذلك عقابا له على أحلامه بتجاوز مكانه المرسوم له, ولو بتذوق طعام محرم عليه, أم هي القوانين المفتعلة أو المختلة التي تشوه معالم الحياة..؟
يرصد محمد عبد الوارث هذه التداعيات برشاقة, على عبارات متوترة سريعة, يسقط إشاراته برصده لحال الأبقار في المزرعة التي توازي حاله بطل القصة, فهي وادعة لاهية تسرح في الشمس وتسير على ضفاف الماء موفورة الصحة, عندما يكون بطل القصة في ذروه العطاء, وتتحول إلى جثة ميتة تطفو على سطح الماء في نهاية القصة, عندما يقتل حلم البطل في توفير خلو الشقة, التي تشكل طوق نجاة وعبور لحياة مستقرة...
وفي قصة شطر المدينة, نرى الذي حمله القطار طفلا إلى موطن جديد, يتذكر كيف كان يتلهى حافيا مع أترابه, يتفرجون على المطاعم والمحلات والنساء المتلفعات بالفراء, يفوح منهن عطر لا يدركون مغزاه, فكل ما يملكون هو مواصلة التلهي والفرجة..
ها هي الحافلة تقله إلى محطة القطار بعد أن أنهى خدمة الوطن, وها هو محشور لدرجة الاختناق في الحافلة لتنفيذ المأموريات, يشعر بالاختناق فيهبط من الحافلة, وقبل أن يستنشق هواء الطريق يكتشف أنه سُرق.. وفي مخفر الشرطة يجد الطفل توفيق آدم حسن أمام الضابط متهما بسرقة امرأة تنوء بأساورها وأقراطها الذهبية, تُشهد عليه كل الناس.. فيأمر بتوقيف الطفل على ذمة التعذيب حتى يعترف.. وعندما يفتح الضابط محضر تحقيق مع بطل القصة, يفاجئنا كاتب القصة أن اسم البطل أيضا توفيق آدم حسن.. في إشارة ذكية إلى أن المواطن هو المتهم ببراءته وقناعته في زمن فقد الرحمة
أما في قصة انتصر على شيء ما, نقف مع تداعيات موظف بسيط وإسقاطاته, مع بواكير الصباح الندي, والشوارع خالية تودع بقايا الليل, وكلب ذهبي الشعر يتقافز ويعبر الطريق إلى الرصيف المقابل, وكأنه المنتصر على السيارات التي تمرق عنه كالسهم..
الكلب يبحث في القمامة ويرشق الجدران بولا وكأنه يهزأ من سائقي السيارات الشاخصين إلى لاشيء..
وفي صباح آخر, تظهر على الإسفلت مضغة غريبة مجبولة ببقايا شعر ذهبي لا مع.. ويظهر كلب اسود, يتقافز على الإسفلت للوصول إلى الرصيف المقابل, يطل من عينية وميض غامض
أي غموض يا ترى؟؟
هل هو غموض المصير الذي ينتظره؟ أم وضوح النهايات الحتمية التي باتت تأخذ بطل القصة إلى ذات مصير ذي الشعر الأصفر اللامع, دون التفات أو اهتمام من أحد!!

ومض شرر حارق
كاتبنا يعيش الأرق حتى ذروة الاشتعال,ويختبر العذاب حتى حد التجلي, يرصد ذاته من خلال رصده للحياة من حوله بكل مكوناتها, يستعذب التهويم وامتطاء حصان اللغة, بقدرة عالية على الإيجاز والتضمين, وإطلاق الرسائل عبر نصوص قصيرة جدا, توصل المعني مع البهاء الإبداعي..
في قصة لافتة, يرصد استهلاك كائن بشري, حيث يدخل بوابة مصنع الصناعات الغذائية في الساعة الثامنة صباحاً, فتيا عفيا يطفح بالنضارة والعطاء, وتلفظه ذات البوابة في الرابعة مساء ناحلا ممصوصا متغضن الوجه وكأنه يعاني جوعا أبدياً!!
وفي قصة إشارة يرى في الفضاء حدأتان تطاردان حمامة, ويرى العمارات الشاهقة تحجب وجه أبي الهول, ويرى الناس ينتظرون عند إشارة المرور لاجتياز الطريق إلى الرصيف الآخر, ولكن الإشارة تتبدل كل مرة إلى اللون الأحمر, وكأني به يقول: أن الناس في الوطن يعيشون نزف الانتظار؟!
وفي قصة بث مباشر يهجر صوت المذيع, يلهب الجماهير الزاحفة نحو القدس خلف القائد المظفر, حامل الراية ليثبتها على بيت المقدس, لكن الراية ذات النجمة السداسية هي من يختال في وجه الريح..
وفي قصة طلقة, تكون الشمس معلقة في الفضاء, والنهار يتشبث بخيوط المغيب, والفتى يصوب سلاحه, ويطلق طلقة تمطر الدم فوق الماء المالح..
فهل تكون طلقة الفتى هي سبيل الخلاص؟
وفي قصة فارقة, يرافق المرشد السيناوي فوج السياح إلى الحدود مع الطرف الآخر, ويشرح لهم عن المجازر التي ارتكبها الآخر في حق البشر والشجر والحجر ونسف آبار المياه, وعندما تجتاز الحافلة الحدود إلى هناك, يشاهد السياح الطرق النظيفة, والخضرة والنظام والجنود النشيطين, وفي طريق العودة كان صوت المرشد خابيا ضعيفا لا يصل إلى آذان السياح.. فهل في ذلك تنبيه إلى سبب الهزيمة لعدم تكافؤ مؤهلات الصراع!!
وفي قصة ضَرَبَ, يتداعي مع الفعل ضًربَ, مع الذي ضرب الأرض, فأخرجت ثمار الكنتالوب, والذي ضرب زر الآلة, فأخرجت عبوات الشراب الشهير, والعازف الذي ضرب الآلة فزعقت الموسيقى في مكبرات الصوت, والمعلم الذي ضرب مثلا, وحل المسألة, وانطلق سريعا إلى درس خصوصي, وضارب العملة الذي ضرب أوراق العملة من فئة العشرة والعشرين والخمسين والمائة, فاحتار الموظف الذي دخله 99 جنيها, لأنه لا يستطيع شراء شيء.. لأن المواطن هو المضروب الأزلي بشتى وسائل الاستغلال..

وبعد:
فالقاص محمد عبد الوارث, في رحلة دائمة لاجتياز مساحات الرؤية, بأقصى ما يستطيع من اللهاث, وإطلاق الفكرة بأضيق ما يكون التضمين والتشفير والترميز.. يلعب لعبة صعبة يجيدها على حصان القصة القصيرة الحرون, فتأتيه القصة طيعة بعد طول مخاض, لأنها تنبثق في الأصل جنينا لفكرة, أو تحديقا مختلفا في ظاهرة, أو إعلاما يتجاوز ما نرى ونعتقد.. وهو المقتصد الحذر من مغريات السرد.. يبعثر الاندياحات والتهويمات هنا وهناك, ولكن المدقق ما بين السطور, وعند منعطفات السرد, يقرأ رسائل الكاتب من خلال القبض على البياض في أتون السواد, والإصرار في مساحات التخاذل, فهو الكاتب الذي لا يتوقف عن الغناء للحياة ..
--
* محمد عبد الوراث قاص مصري يقيم في الإسكندرية
* زمن بعث المراثي – مجموعة قصص قصيرة – منشورات الهيئة العامة لقصور الثقافة- الطبعة الأولى 1999



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمر لا يدخل مدار الهامش
- في جغرافيا ما فوق السحاب
- البحر - قصة قصيرة
- يسرا الخطيب.. وعطش البحر
- شرفة الانتظار
- شظايا آمال الشاذلي وسؤال النوع الأدبي
- مقهى الذاكرة
- مرايا لا تعكس الصور
- حكاية الليلة الثانية بعد الألف..
- فوق الحياة بقليل
- فلتشربوا الأنخاب
- نداء..نداء..
- هنا غزة
- الأميرة.. وهواجس النورس - نص مشترك -
- للصمت أبجدية ولغة..--نص ثلاثي مشترك -
- رسائل في ومن الغربة -نص مشترك-
- المطر
- ما أضيق ثقوب الناي..
- مكابدات السندباد مع طائر الرخ
- تناسل الأسئلة علي ضفاف الدهشة


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - مكابدات الواقع في زمن بعث المراثي