جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 10:13
المحور:
الطب , والعلوم
أنا إنسان صادق وبريء وأحب أن أحكي عن تفاصيل حياتي ,وتفاصيل جسمي , فهذا الجسم الذي أحمله اليوم , هو موضوع هام للفلسفة الإجتماعية , فكيف إنتقل أو تطور جسمي من شكل إلى آخر ؟ أعتقدُ أن مقولة العقل السليم في الجسم السليم تنطبق على شخصي
اليوم سأحدثكم عن زيادة وزني , فقد كنت قبل 15 خمسة عشر عاما لا يتجاوز وزني ال 57-60كيلو , واليوم وزني تقريبا 90 كيلو .
ترى ما هو السبب؟
أنا الآن لا أصلح للرقص, أو للدبكات الشعبية , فقد كانت هذه الأمور ممكنة قبل عشرين عاما حين كنت رشيقا ومنعشاَ.
الإنسان كائن أو مخلوق يحبُ نفسه جدا ويعشقها , لذلك دائما يسعى لتحقيق الأفضل لنفسه , فكلما تقدم العمر بالإنسان كلما زادت معرفته بما ينفعه , فيبدأ بالتقرب من الأشياء النافعة والإبتعاد عن الأشياء غير النافعة , وإذا طلب الإنسان الهواء النقي فإنه يطلبه من أجل أن يستفيد جسمه منه , وإذا طلب الماء النقي فهو أيضاَ وغيرها من الأشياء يطلبها فقط للمنفعة .
ومع مرور الزمن وتقدم العمر بالإنسان يبدأ أيضا بالبحث عن الراحة العقلية والجسمانية , ويصبح الفرد خبيرا فنيا غذائيا , وخبيرا جنسيا ,حتى أن النساء اللواتي لا يقرأن ولا يكتبن نجدهن بعد العمر الطويل خبيرات في التغذية والتروية .
ويبدأ الإنسان عادة بمحاولة تحقيق المنفعة الذاتية لعقله وجسمه , فيطلب الراحة في الأعمال المريحة ويبدأ بالإبتعاد عن الأعمال غير المريحة , لذلك يرتاح الجسم من العناء, وتزداد ساعات الرفاهية والترفيه عنده ,فلا يفقد الأغذية السليمة أثناء عمله ولا يحرق السعرات الحرارية التي حصل جسمه عليها من الأغذية السليمة التي كان يطلبها لجسمه.
أما الإنسان القديم فإنه لم يكن يجد الراحة إطلاقاً, لذلك جسمه إعتاد على فقدان السعرات الحرارية التي يحصل عليها , لذلك معظم أجسام القداما ضعيفة ونحيلة وهشة , وغالبية 90 % من أجسام الناس اليوم ممتلأة ومنتفخة , بسبب الأعمال المريحة التي يحصلون عليها بفضل التطور.
هذا موضوع له علاقة بعلم الإجتماع , وبتطور الإنسان , فالإنسان المتخلف إجتماعيا لا يعرفُ أنواع الطعام والأغذية المفيدة لجسمه , أما المتطور أو الإنسان التقني, فإنه يعرف ما هو نافع وما هو غير نافع وما هو الضار.
الإنسان البدائي كان لا يعرف الأشياء النافعة له ولصحته , وبعد أن تقدم الإنسان في الحضارة إزدادت معرفته بأنواع الطعام النافعة , فزاد وزن الإنسان وعمره وتحسن السمع والبصر والجنس عنده .
وكذلك الإنسان في مراحل عمره وتطوره يشبه إلى حد قريب جدا الحضارة والتقدم ونمو المجتمعات , فالإنسان حين يولد يكون معتمدا بشكل رئيسي على حليب الثدي من أمه , وحين يكبر يبدأ بتعاطي الأغذية النافعة لجسمه , وحين ينمو أكثر وأكثر يبدأ بالتعرف على المواد الغذائية المفيدة لصحته ولجسمه ولعقله , والعقل السليم في الجسم السليم .
لذلك كلما تقدم العمر بالإنسان كلما كان قادراً على الخوض في الأغذية المفيدة للجسم , أما الشباب الصغار فإنهم لا يعرفون ما هو ضار وما هو نافع , ويعتمد الصغار في التغذية على أنظمة عشوائية .
يبدأ الإنسان حياته وهو هجين لا يعرفُ ما يضر جسمه وما ينفعه , ومع مرور الزمن يصبح للإنسان خبرات متراكمة بالأغذية فيبدأ بمعرفة ما هو المفيدُ من الأغذية وما هو غير المفيد , فيبدأ بطلب النافع ودفع الضار , لذلك كلما تقدم العمرربالإنسان كلما إزدادت خبرته بالتغذية عن غير قصد منه , فلو مثلاً جالسنا إنسانا متقدما في العمر وفتحنا معه موضوع الطعام والشراب , فإنه سرعان ما يعدد لنا الأغذية النافعة والضارة والأشياء البسيطة الغنية بالفيتامينات والأشياء الضارة أو غير الغنية بالمواد الغذائية .
لذلك كلما تقدم العمر بالإنسان كلما كانت رقابته مشددة على نظام التغذية فيطلب النافع لجسمه من أجل الإنتفاع به , ولا يسأل عن مسألة الكم ويبدأ بالتعامل معها على نظام الكيف وليس الكم.
ومن المعروف أن الإنسان وهو شاب صغير جدا يكون جسمه هزيلاً سواء أكان بينتاً أو ولداً , والسبب في ذلك أن الأطفال لا يطلبون الأشياء النافعة لهم , بل الضارة وغير المفيدة , أي أن الأطفال إذا أمعنا النظر بنظام التغذية عندهم نجدهم يأكلون الأشياء الرخيصة التي تصنعها شركات همها الربح السريع فلا توجد بها فيتامينات غذائية على الإطلاق , لذلك تكون أجسام الأطفال والشباب الصغار هزيلة وهشة وضعيفة جدا , بعكس أجسام الكبار التي تبدو أنها مترهلة بسبب زيادة الوزن الناتجة هذه الزيادة عن علم ومعرفة الجسم من أي الطعام يأكل ومن أي الطعام لا يأكل .
أنا ألآن عمري 39 سنة تسع وثلاثون سنة , ووزني الآن تقريباً يساوي 90 كيلو وطولي 172سنتمتر وهو وزن أعتقد أنه متناسب مع هيك طول , بس أنا كان وزني قبل 15 خمس طعشر سنة لا يتجاوز 60 كيلو ,ترى ما السبب ؟
السبب أنني كنت كثير التدخين فقد كنت أحرق في اليوم 3 باكيتات دخان من المارلبورو (صفر 5) وكنت دائم التفكير بالأشياء غير المفيدة ولا أهتم بالتغذية , ولكنني حين بلغت من العمر ما يقرب من 30 عاما شعرت بدوخة بسيطة كدتُ منها أن أسقط على الأرض , وكنت وقتها أبني بيتاً لسيدة فاضلة أخصائية في الأمراض الباطنية , فطلبت مني مراجعتها في عيادتها , وقاست لي الضغط ووجدت أن دمي قوته أكثر من 16, فسألتني :
- بتدخن ؟
- طبعا يا دكتوره .
- إنت دمك قوي بسبب التدخين .
- شو إبتحكي القوة بسبب التدخين ؟!
- آه بسبب التدخين , بس هذي قوة وهمية , جسمك ودمك كله نيكوتين , وهذا النيكوتين مادة سامة ولكنها غذائية , بدك إتراقب نفسك وتترك التدخين وتهتم بنظام التغذية .
- أوكي دكتوره شكرا .
ومن يومها وأنا أحاول ترك التدخين فتركته فجأة وزادة تغذيتي وتحسنت وظائف النوم عندي وأصبحتُ شخصا خبيرا بالتغذية , وصدقوني أنني على الأغلب لا أأكل عند الناس لأنني أعتمدُ في منزلي على نظام غذائي وبرنامج إسبوعي , علما أنني لا أشكو من أي مرض, ولكن فقط للمعرفة فأنا فضولي جدا , أقطع مسافات طويلة من أجل الحصول على الحَمام والزغاليل , أجوب الملاحم والجزارين , وأسأل عن العسالين , فكنت ُ أأكل كل شهر تقريبا أكثر من كيلو عسل , أما اليوم فإنني تقريباً آكل (وقية ) واحدة كل شهر .
وجلستُ مرة بيني وبين نفسي أفكر بالموضوع وأقارن بين نظام التغذية عندي وعند غيري من الناس , وإستنتجت تلك الإستنتاجات الصحيحة 90% منها .
والدليل على ذلك أيضاً أن البنت بعد الزواج تتحسن وظائف التغذية عندها وتبدأ تطلب لجسمها وجنينها ما هو نافع , فقد كانت لي صديقة تُشرفُ على عملي وهي عزباء (مهندسة معمارية )لا تأكل شيئا, أو أنها كانت خفيفة الطعام , وضعيفة في بنيتها أي نحيلة الجسم والقوام, وبعد الزواج كنت كلما أمر بجانب مكتبها أراها تأكل الطعام بنهم فأسألها فتقول كله على شان البيبي ,ورأيتها مرة قبل عام لم أعرفها لأنها بسبب تغير ملامحها الطارئة عن زيادة الوزن.
ألا تلاحظون أن أصدقائكم تتغير ملامحهم بسبب زيادة أوزانهم , وزيادة الأوزان تكون بسبب وعي الإنسان بالمواد الغذائية المفيدة للجسم.
أي أن الإنسان في بداية حياته تكون صحته غير جيدة وهو شاب صغير , ولا يشعر بها بسبب النشاط الكبير في خلاياه , وكلما تقدم العمر بالرجل والمرأة كلما كانت حساسيتهم للطعام زائدة ومستثارة أكثر , فيستطيع الرجل الذي يبلغ من العمر 40 عاما أن يشعر بالجوع أسرع من الشباب الصغار , ولكنه غير قادر على تحمل آثار الجوع فيبدأ بالإحساس أنه يرتجف في الأطراف السفلى والعليا من الجسم , وكذلك للإنتصاب دور كبير فيبدأ بالإحساس بالضعف , لذلك فورا يهتم بنظام التغذية فيبدأ بزيارة النحالين .
وبالنسبة للنحالين لي صديق عنده مزرعة من النحل والعسل فسألته مرة عن أعمار زبائنه فقال :
شوف يا أبو علي , زبائني كلهم شيوخ دين , على شانهم حساسين جنسيا , وكبار السن, أما الشباب الصغار ما بسألوش عن العسل على شان الإنتصاب عندهم قوي والنظر قوي والسمع قوي , أما كبار السن فإنهم يعانون من مشاكل كثيرة فنظرهم يبدأ بالضعف وخبرتهم في المأكولات التي تقوي البصر تزداد يوما بعد يوم , وكذلك تزداد خبرتهم في المأكولات المقوية للجنس, وللسمع وللقلب , لهذه الأسباب تزداد الأوزان يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة ويبدأ الجسم بالترهل والخدر نتيجة زيادة الوزن.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
