أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - النفط دماء الوطن فلا ترخصه جولة التراخيص














المزيد.....

النفط دماء الوطن فلا ترخصه جولة التراخيص


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2692 - 2009 / 6 / 29 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من الحكمة ان تعالج اثار الفساد المالي الذي يعيق الاعمار والبناء بأرخاص النفائس الوطنية ، التي ياتي في مقدها النفط ، هذا الذهب الاسود في معناه المادي ، وهو دماء ارض الوطن في جوهره المعنوي ، وانه ليس جديراً باشعال نار المواقد فحسب ، انما تشتعل نار الحروب الضارية دفاعاً عنه ، وتلجأ الدول اليوم الى شراء النفط وتخزينه حتى بعض الدول التي تنتجة ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فالولايات المتحدة الامريكية تبني اباراً اصطناعية عملاقة وتشتري النفط من شتى انحاء العالم وتخزنه فيها ، علما انها من اكبر المنتجين للنفط ، ذلك لكونه مادة ناضبة وازدياد الطلب عليه مما يضعه ضمن حمى الاحتكار في السوق ، هذا المنهج الرأسمالي الذي تطبقه كبرى شركات بيع وتسويق النفط في العالم ، والبعض الاخر يخزن جزءاً معيناً من موارده المالية الى الاجيال القادمة من ابنائه مثل دولة الكويت ، فأين نحن من هذين المثلين ؟ .
وفي الاشهر القليلة الماضية اوصلت مضاربات القوى الدولية الاقتصادية سعر برميل النفط الى 150 دولاراً ، ولكن سرعان خفضته الى خمسين دولاراً او دون ذلك ، وكانت الغاية هي ارباك اقتصاديات البلدان المصدرة للبترول ، واشعارها بأن مصير نموها وتطورها الاقتصاديين تحت رحمة احتكارات البترول وحكوماتها الغربية تحديداً ، اذاً لابد من الانتباه الى هذه العُجالة المتهالكة الخطيرة في الاعتماد والتركيز على انتاج وتصدير النفط كمورد وحيد خلف دواعي متطلبات اعادة البناء ، ومع ان اقتصاد العراق اقتصاداً ريعياً ويعتمد على كنوزه النفطية المطمورة تحت الارض فقط ، غير انه غني بما هو فوق الارض الذي يمكن ان يضاهي الطاقة النفطية اذا ما احسن استغلاله ، مثل الاراضي الشاسعة الصالحة للزراعة المهملة ، وكذلك موارد السياحة حيث تنتشر في انحاء البلاد الاثار التاريخية لحضارة وادي الرافدين ،هذا اذا لم يلتفت الى احياء الصناعات العراقية التي شيعت الى مثواها الاخير كما يبدو .
لاشك ان الفساد يبتلع نسبة كبيرة من موارد البلاد ، وهذا ما يستدعي اهتماماً كبيراً من الحكومة ، ويتم اغلاق الثقوب التي يتسرب منها المال العام ، فهو كفيل بتوفير امكانيات اقتصادية من شأنها ان تساعد على التقليل من الاعتماد على الموارد البترولية ، ومع هذا سيبقى تطوير الانتاج النفطي امراً مهماً لزيادة موارد البلاد ، ولكن لايجب ان يتم ذلك باي ثمن ، وبخاصة ما يمس الثوابت الوطنية ، ولابد من الاشارة هنا الى ما سمي ( بجولة التراخيص ) التي يتم بموجبها تحكم شركات النفط الاجنبية بما مقداره %80 من الحقول النفطية العملاقة المنتجة ، مثل حقل الرميلة الجنوبي ، وحقل الرميلة الشمالي ، وحقل الزبير ، وحقل غرب القرنة ، وحقل بزركان في ميسان ، وحقل باي حسن في كركوك وغيرها التي ستمتد اليها لاحقاً جولة التراخيص على حد تصريحات السيد وزير النفط الذي اكد فيها بانه سيمضي في هذه الجولة .
ان الشعب العراقي وقواه الوطنية غير جاهلين لاحابيل شركات النفط في السيطرة على عتلات الاقتصاد الوطني ليس في العراق فحسب ، انما اين ما حلت ، بهدف التأثير على سياسة البلد المعني وجعلة تابعاً ، وتجارب الشعوب تغني من يريد الحفاظ على ثرواته ومستقبل بلده المتحرر ، وما يجدر التنويه اليه هو ان بلدنا لا تتوفر لديه الآن اية قدرة اقتصادية غير موارده البترولية ، وعليه فالحذر ينبغي ان يكون في اعلى مستوياته من اي صفقات تتم مع هذه الشركات دون ان يقرها ممثلو الشعب في مجلس النواب ، وتأتي اهمية التأكيد على هذا الهاجس من وجود عجالة في اتمام الاتفاقيات مع الشركات ، تخلو من الشفافية تحصر مجرياتها بين وزارة النفط وشركات البترول الاجنبية ، وعلى سبيل الذكر الاتفاقيات الاخيرة وفق ما سمي بـ ( جولة التراخيص ) ، وان اكثر ما يقلق حقاً هو الاصرار على الاستمرار بها ، رغم وجود معارضة برلمانية حول صلاحيتها و امكانية مساسها باستقلالية وتحرر اقتصادنا الوطني من الارتهان بمصالح القوى الاجنبية .
وتساؤل مشروع يدور بين المواطنين العراقيين حول السبب الذي يدعو المعنيين الى الاندفاع في الدخول من النوافذ الى قلب الاقتصاد العراقي ( النفط ) ولا يحركون ساكناً للدخول من الباب الواسع المتمثل بقانون النفط والغاز الذي ظلت مصاريعه مغلقة ؟ ، مما ترتب عليه الكثير من الخطوات غير القانونية وغير الشرعية في التصرف بمقدرات الثروة النفطية العراقية ، ادت الى اهدار المليارات من اسعار مردودات الدخل من عائدات النفط .




#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية الفقيه
- دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية ولاية الفقيه
- دخان ابيض فوق المنطقة الخضراء
- الانتخابات الرئاسية الايرانية بين زيف وحيف
- الانتخابات العراقية القادمة واسر هيمنة الطبقة الحاكمة
- كل السبل وارد استخدامها لاسقاط حكومة المالكي .. ولكن
- الدستور العراقي قاسم مشترك اعظم لايقبل التحجيم
- تصريحات كنباح كلب اطرش
- دولة المالكي .. في امتحان ام في محنة ؟
- اين ستلقي سفينة المالكي مرساتها لكي تنجو من الانقلاب؟
- مصائب الصابئة المندائيين !!
- نتائج انتخابات المجالس .. لدغة للناخب من جحر مرتين
- بطاقة تهنئة : بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس الحزب الشيوعي ال ...
- الدستور العراقي والموقف من عودة البعث الصدامي
- المصالحة مع الشعب العراقي وبإنصاف ضحاياه
- حقيقة ميل القوى التصوتية العراقية واختلاف التفسيرات
- الناخب العراقي ينتظر سماع صدى صوته
- استعصاء في مجلس النواب
- رهانات لاتتمتع بنصيب وافر
- حصاد الانتخابات .. بحسابات الحقل ام بحسابات البيدر ؟


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - النفط دماء الوطن فلا ترخصه جولة التراخيص