أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - وعادت أدوات البعث البغيضة!!














المزيد.....

وعادت أدوات البعث البغيضة!!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 10:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات
-54-
...انطبع في ذاكرتي كاريكاتير نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية قبل أعوام، للرسام الراحل محمود كحيل : يجلس الطاغية في اجتماع مع قيادته العسكرية، وفي ضربة فرشاة كحيلية ذكية تلبس كل الوجوه الجالسة إلى اليمين وإلى اليسار أقنعة (القائد الضرورة)!!، صورة استنساخ مضحكة قد لاتجد نظيرا لها في أنظمة شمولية في الدول العربية والعالمثالثية، فقد ابتلينا بحكم قره قوشي ولافي الأحلام!!
لقد استرجعت ذاكرتي ذلك الكاريكاتير، بعدما شاهدت في إحدى الفضائيات رئيس أركان الحرس الجمهوري السابق ( اللواء الركن محمد جاسم صالح المحمدي، وتقول الأخبار أنه شارك في ابادة الشيعة والاكراد)، يدخل إلى مدينة الفلوجة لتسلم مهام أمنية، بعد اتفاق تم بين سكانها وقوات الاحتلال!، واستبد الحنين بالقعقاع الجديد (فقد ذكرت الأنباء ان المحمدي دخل الفلوجة مرتديا بزته العسكرية السابقة وقد رفع العلم العراقي الذي يحمل ثلاث نجمات وعبارة الله اكبر على سيارته.!!
وبدا لأي متتبع لأخبار القتال في المدينة المذكورة في الأيام الماضية، أن قوات الاحتلال تكبدت خسائر جسيمة، ولم تستطع اقتحام المدينة إلا في نقاط قليلة، وسواء واجهها ارهابيو القاعدة لوحدهم وهو أمر أشك فيه، أو بقايا فلول النظام ونفر من أهالي الفلوجة ومتطوعون عرب، فقد تبين أن معادلة الفلوجة في قلة حظوظ حسمها لطرف على حساب طرف آخر، قد أصبحت مدخلا مفتوحا على مصراعيه لاحتمالات كثيرة، سياسية وإدارية ومستقبلية، وواضح أن من بينها بل وأخطرها عودة أدوات الدولة البعثة الشمولية البغيضة، فقبل تنصيب اللواء الركن ملكا حرس جمهوريا غير متوج إرضاء لأهل الفلوجة، لأنه أحد أبنائها ومن احدى عشائرها، كانت الولايات المتحدة سربت أخبارا في اليومين الأخيرين تقول : إن الإدارة الأميركية تفكر جديا بتنصيب لواء عسكري عراقي ليس له ميول سياسية رئيسا للعراق!!

وممالاشك فيه أن الحلف القاعدي الارهابي مع البعثيين والحرس الجمهوري والمخابرات، أثمر أخيرا عن كسب جولة ضد قوات الاحتلال، طبعا هذه الجولة سيدفع ثمنها شعبنا العراقي لأنها ضد مصلحته الوطنية وقراره، كما أنها ستنعكس على مصداقية دول الاحتلال وشعاراتها نفسها، وكذلك عملية اجتثاث البعث : الخطوة التي يراها المحتل محلية ونراها نحن وطنية وصحية لمستقبلنا، أما الخطوات الأخرىنحو تبني خيارات الديمقراطية والحرية والانفتاح وبناء الدولة العراقية العصرية، ونبذ أدوات القمع القديمة التي أذاقت العراقيين جميعا أنواع المرارات، فتلك الخطوات ستخضع في الأيام القادمة للمزيد من الاختبارات، للخروج بيقين تام ان لاعودة لأيام العهد البائد.
معلوم أنه بعد سقوط النظام البعثي البشع بقيت أدواته والحرس الجمهوري على رأسها عاطلة عن عمل، لاسيما الضباط الذين كان لهم امتيازات رؤساء دول في دول العالم الثالث حتى في قتل البشر، والمقابر الجماية وحلبجة والانفال أمثلة مأساوية حية في أذهاننا، أقول بقي أولئك الضباط بلاعمل سنة كاملة، ولما كان من مهام القاعدة وتحالفها البغيض مع صدام، إعادة الدولة الشمولية حامية العرب وقاتلة العراقيين، فهاهم الضباط عادوا بفضل التنسيق مع قوى الشر والظلام، وسيقوم أي ضابط عراقي حرس جمهوري بأداء (تعظيم سلام!!) لأي لحية شريرة تورابورية تتوضأ بدماء الشيعة، وتذبح الأكراد وبقية القوميات والاثنيات العراقية.
إن عودة اللواء الركن نسخة الكاريكاتير الكحيلية المضحكة، مع فرقة من القوات العراقية الجديدة، تجعلنا نحن العراقيين في المنافي نقلق على مستقبل شعبنا ووطننا، وإلى أين تسير بهما الارادات السياسية، وتقلبات الأقدار وتجاذبات الأطراف العربية، وكيف يفكر المحتل قبل شهر من تسليم السلطة إلى العراقيين، فلو افترضنا مثلا أن معركة مماثلة لقوات الاحتلال ستنشب –لاسمح الله- في مدينة ذات أغلبية سنية أخرى : الموصل مثلا، هل ستكون هنالك مبررات من وجهة نظر المحتل لإعادة المزيد من الحرس، وربما المخابرات وبقية المنظومة السرية للنظام البائد!!، فللموصل ضباط حرس جمهوري من أبنائها ومخابرات ووزير الدفاع في العهد البائد وأركان وغيرهم، هل سيعيد المحتل جزءا من الحرس بحجة حماية المدينة أو لتسلم مهام أمنية فيها!؟
اللهم احفظ العراق وأهله حتى من مجرد التفكير بعودة دولة البعث الظالمة المجرمة.
30.4.2004



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات في وضع العراق الراهن
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم
- حول ظاهرة خطف الأجانب في العراق!!
- إذا سقط الحلم العراقي!؟
- مقتل عراقي برىء!!
- أوقفوا المجازر ضد شعبنا!
- استلمنا موافقة ملك الأردن على رسالتنا!!
- كلمات-43- 44
- ماذا بعد مجزرة كربلاء والكاظمية المقدستين يامجلس الحكم!؟
- تفجيرات ارهابية مروعة ومتوقعة في العاشر من محرم الحرام!؟
- صفحات من انتفاضة آذار 1991 الباسلة في الناصرية
- لكن كم 19 مليار دولار توجد في عراقنا اليوم!!؟
- أمة عربية واحدة وقصائد أخرى
- متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- قراءة في صورة صدام الأخيرة
- لكل طاغية حفرة حتى يلقى فيها القبض عليه!
- صحافة التسلية ردا على مقال* سمير عطاالله - البحث عن الدوري
- خابت صواريخ البعثيين ضد شعبنا وبلادنا
- محنة الدينار العراقي


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - وعادت أدوات البعث البغيضة!!