أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - شامل عبد العزيز - لحظة ليبرالية ... لو استمرت ؟















المزيد.....

لحظة ليبرالية ... لو استمرت ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 10:40
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


هل فترة الاستعمار وما بعد ( اللحظة الليبرالية ) أفضل لعالمنا العربي أم وأد الليبرالية وظهور الأنظمة الشمولية هي الأفضل ؟
وردت تعليقات على سلسلة المقالات الثلاثة ( تأثير التيارات الدينية في الوعي الاجتماعي للمرأة العربية ) . تطرقت حول الاستعمار ودور البرجوازية في حركات التحرر الوطني.
تطرقنا في مقالات سابقة على أن فترة الملكية في كل من مصر والعراق كانت أفضل بكثير وفي كافة المجالات من فترة ما بعد ثورة 1952 في مصر و1958 في العراق .. هذا بالإضافة إلى الدول الأخرى التي انتهجت نفس المسار..
نحنُ نرى أن جميع مصائبنا وكوارثنا وتخلفنا سببه محاربة تلك الفترة والتي لو قُدر لها أن تستمر لتغيرت أوضاعنا بدون أدنى شك إلى الأفضل مما عليه الآن .
إضافة إلى أن الأستاذ مختار ملساوي وفي عدد من تعليقاته المتنوعة كان يشير بصورة أو بأخرى إلى أن الديمقراطية الليبرالية كانت الأنجع لوطننا بصورة عامة وكان دائماً ما يتساءل بما معناه : كيف انحسر دور الليبرالية في عالمنا العربي.. ( وهذا كان شغلي الشاغل ) . خصوصاً بعد ظهور الأطروحات الإسلامية واليسارية والتوافق بين الإسلاميين واليساريين ضد الليبرالية في تلك الفترة. وهي من الأسباب الرئيسية كما سيتبين لاحقاً...
شغلتني قضية انحسار الليبرالية في تلك الفترة وقرأتُ الكثير عنها ولكنني لم أجد الجواب الشافي ( والسبب الرئيسي أنني حديث العهد ولم أفقه في السياسة) . إلا أن عثرتُ على ما جاء به الدكتور سعد الدين إبراهيم والذي سوف نتناوله فيما بعد . وكان بالنسبة لنا أفضل تحليل للأسباب التي أدت إلى وأد الليبرالية وانحسارها .
سوف تكون الإجابة عن هذا السؤال ( أيهما أفضل لعالمنا العربي ... ؟ ) . من وجهة النظر التي نتبناها وهي أن الاستعمار واللحظة الليبرالية أفضل بكثير . وليس لدينا دليل سوى الواقع الذي يعيشه العالم العربي حالياً مقارنة مع تلك الفترة التي نقصدها بدءاً من نظافة الشوارع وانتهاءاً بصناعة السينما ودار الأوبرا والمرأة و هامش الحرية الممنوح لجميع الشعوب .. ( اللحظة الليبرالية ) : تسمية مقتبسة من الدكتور غسان سلامة وردت في كتابه ( نحو عقد اجتماعي عربي جديد ) .
في الوطن العربي اليوم 22 كياناً قطرياً .. 9 منها في شمال أفريقيا . 13 في غرب أسيا .. يفصل بين المجموعتين حاجز مائي جزئي هو البحر الأحمر .
أولى الدول التي حصلت على استقلالها مصر .. أخر دولة حصلت على استقلالها جيبوتي .
حينما حصلت الكيانات القطرية العربية على استقلالها الجزئي أو الكلي مارس معظمها نوعاً من الديمقراطية الليبرالية على النمط الغربي .
مصر / العراق / سوريا / لبنان / الأردن / السودان / المغرب / تونس / ليبيا / الكويت / الصومال / موريتانيا ..
تم إنشاء مجالس برلمانية .. عقد انتخابات عامة .. استمرت هذه الممارسة الديمقراطية الليبرالية في ظل صحافة حرة نسبياً ..
كان هناك أنظمة حكم ملكية عند الاستقلال : مصر – العراق – الأردن – المغرب – ليبيا – الكويت .
واختارت أن تكون ملكيات دستورية .
وكان هناك أنظمة حكم جمهورية . سوريا – لبنان – السودان – الصومال – موريتانيا . ( انظروا إلى الصومال حالياً لكي يتبين للجميع بوضوح نوعية تلك المقارنة التي نقصدها ) ..
وكان هناك أنظمة حكم ملكية مطلقة : السعودية – اليمن – عُمان – الخليج عدا الكويت .
أو جمهوريات أخذت بنظام الحزب الواحد أو الجبهة الوطنية الواحدة منذ البداية . الجزائر واليمن الديمقراطية .
إذن أغلبية الأقطار العربية عند الاستقلال بدأت بديمقراطيات على النمط الغربي .
وهذا ما يسميه الدكتور غسان سلامة ( باللحظة الليبرالية ) في الوطن العربي ..
يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم المنسق والمحرر لكتاب ( المجتمع والدولة في الوطن العربي ) :
ساعد على ذلك ( اللحظة الليبرالية ) أن الصفوة السياسية النشطة التي قادت النضال ضد الاستعمار من أجل الاستقلال كانت الطبقة الوسطى الحديثة ذات التعليم العصري والمتأثر بالفكر الليبرالي والقومي الأوربي .
وحاولت تكوين أحزاب على النمط الغربي : الوفد في مصر / الاستقلال في المغرب / الدستوري في تونس .
ولأن هذه كانت أحزاباً جماهيرية كبرى وقامت بدور حاسم في قيادة الكفاح من أجل الاستقلال فقد ارتضت النخبات الحاكمة التقليدية الملكية تلك الصيغة الليبرالية التعددية عند الاستقلال .
دامت الحقبة الليبرالية في عدد من هذه الأقطار عدة عقود قبيل الاستقلال وبعده .. وأدت هذه الممارسة الليبرالية عدة وظائف أهمها :
- أضفت شرعية على الكيان القطري ( في ظل الهيمنة الأجنبية المباشرة).
- أضفت شرعية على بعض النخب التقليدية الحاكمة .
- أعطت الأحزاب التي ناضلت من أجل الاستقلال شرعية .
يستمر الدكتور سعد الدين إبراهيم في عنوان له ( ظهور الأحزاب والتنظيمات والأيديولوجيات اللاديمقراطية ) ( وهذا هو الذي أشرنا إليه في السطور السابقة ) فيقول :
بعد سنوات من الاستقلال الاسمي ( الجزئي أو الكلي ) وفي ضوء التطاحن بين الأحزاب ذات التوجه الليبرالي وتلاعب القصر أو القوى الأجنبية في مجريات الممارسة الديمقراطية بدأت تظهر في عدد من الأقطار العربية أحزاب وتنظيمات تعبر عن سخطها حيال اللعبة الديمقراطية .. وتعزو إليها التلكوء في استكمال الاستقلال أو عدم تحويله إلى حقيقة واقعة ..( لغاية في نفس يعقوب ) . أو التعثر في تلبية مطالب شعبية أخرى مثل العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والوحدة العربية ( أو المغربية ) أو الأصالة الإسلامية ( وظلت لحد الآن هذه الشعارات حبراً على ورق من قبل المنادين بها ). ولأن هذه الأحزاب والتنظيمات أدركت أن وصولها للسلطة أو مشاركتها فيها . أمر غير مؤات في ظل الأوضاع السائدة فقد نزعت إلى التشكيك في الصيغة الليبرالية أو مهاجمتها صراحة .( ولا زالت تفعل ذلك ) . وروَجت لأيديولوجيات سلطوية أو شمولية .
بعض هذه الأحزاب والتنظيمات كان متأثراً بالأفكار والممارسات الفاشية الأوربية في فترة ما بين الحربين .. وروَج لمقولات مشابهة .. وإن أخذ بشعارات شعبوية وتراثية مثل ( المستبد العادل – والحاكمية لله والقرآن ) ..
من نماذج هذه الحركات وهذه الأحزاب كل من ( مصر الفتاة ) ( وجماعة الأخوان المسلمين ) في مصر والسودان والمشرق العربي ( وحزب التحرير الإسلامي ) في فلسطين والأردن ( وحزب الكتائب ) في لبنان (والحزب القومي السوري ) في أقطار الهلال الخصيب وبعض أجنحة ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) (وحركة القوميين العرب ) وكل منهما وضع مطلب الوحدة العربية في قمة أولوياته .. ( حديث خرافة يا أم عمرو ) .
كما نجد نموذجاً آخر للتنظيمات ذات الأيديولوجيات اللاديمقراطية التي وضعت المسألة الاجتماعية في قمَة أولوياتها وهاجمت بدورها اللعبة الليبرالية الديمقراطية في أقطارها .. وهي كل الأحزاب الشيوعية الماركسية العربية السرية (حيث لم يكن مصرحا لها بالعمل في معظم الأقطار العربية ) . وقد لاقت هذه الدعوات الشعبوية اللاديمقراطية رواجاً تدريجياً مع استمرار تعثر أنظمة الحكم والأحزاب الليبرالية في إنجاز المطالب الشعبية أو مع إصابتها بانتكاسات وهزائم عسكرية ( حرب 1948 ) .
كما دعم من انتشار دعواتها يأس قطاع واسع من الطبقة الوسطى من فعالية الأحزاب الليبرالية التي أيدتها في فترة سابقة .. ووفود جماعات ريفية كبيرة هاجرت إلى المدن ولم يتم استيعابها في القطاعات الاقتصادية الحديثة بسرعة وسهولة . فأصبحت بمثابة بروليتاريا هلامية تستجيب بتلقائية نسبية للشعارات الشعبوية السلطوية والشمولية ..
هذا فضلاً عن أن الأحزاب الليبرالية المتنافسة ذاتها لم تكف عن اتهام بعضها بعضاً بتزوير الانتخابات أو التلاعب بالأصوات والنتائج . وكانت هذه الاتهامات المتبادلة مادة سهلة في أيدي الأحزاب غير الليبرالية للتشكيك أكثر وأكثر في عبثية التجربة الديمقراطية برمتها .
كل هذه العوامل جعلت التجربة ( الديمقراطية الليبرالية ) محكوماً عليها بالإجهاض أو الموت المبكر ..
مصر 1923 – 1952 / العراق 1930 – 1958 / وفي فترات أقصر سوريا / السودان / ليبيا / تونس / المغرب / الصومال / موريتانيا / الأردن ...
إن الذين مارسوا هذه التجربة ( الديمقراطية الليبرالية ) واستفادوا منها لم يتعدوا الشريحة العليا من الطبقة الوسطى الحديثة والطبقة العليا بكل أجنحتها ( البرجوازية التجارية – كبار ملاك الأراضي – البرجوازية الصناعية ) وكانوا هؤلاء جميعاً لا يتجاوزون 10% من مجمل السكان . أما بقية شرائح الطبقة الوسطى الحديثة وفضلاً عن الطبقة العاملة الجديدة ( البروليتاريا المنظمة ) والبروليتاريا الهلامية والفلاحين (85%) من مجمل السكان فلم يستفيدوا من هذه الديمقراطية .. حتى لو كان بعضهم قد عُبًي بين الحين والأخر للتصويت في الانتخابات النيابية ..
يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم :
إن الليبرالية مثلت لحظة خاطفة في بدايات عهد الاستقلال في معظم الأقطار العربية دون أن تجد التربة أو المناخ المناسبين للتجذَر والنمو ..
مرَت اللحظة الليبرالية الأولى ( إذاً) ولم تترك إلا ذكرى ووعداً بإمكانية العودة ..
أُجهضت الديمقراطية أو وئدت الليبرالية بطريقتين رئيسيتين في الأقطار التي شهدت لحظتها الأولى بعد الاستقلال ..
الطريقة الأولى : من خلال الانقلابات والثورات التي اقتلعت النظام القديم وأحلت محله أنظمة حكم تعتمد على مجالس ثورية أو حزب واحد أو تنظيم جبهوي واحد .
الطريقة الثانية : كانت تقويض التعددية الليبرالية صراحة أو ضمناً دون تغيير نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري أو العكس ..
الآن أيهما أفضل للبلاد العربية تلك الفترة التي تحدثنا عنها ( الاستعمار ولحظة الليبرالية ) أم الفترة التي تلتها والتي نعاني من أثارها لحد الآن وعلى كافة المستويات ؟
لا أدري ؟ فأنا لستُ فقيهاً في الحركات الإسلامية وكذلك لستُ ضليعاً في الحركات والتيارات الأخرى ..



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير التيارات الدينية في الوعي الاجتماعي للمرأة العربية 3 م ...
- تَأثِيرُ التيًاراتِ الدينِيَة في الوعي الاجتماعي للمرأة العر ...
- تَأثِيرُ التيًاراتِ الدينِيَة في الوعي الاجتماعي للمرأة العر ...
- مهدي عامل وتنظير حركة التحرر الوطني ...
- كشف حقيقة الليبراليين المنافقين .. يدا بيد لمحاربة حزب المنا ...
- كيف قرأت الدكتورة وفاء سلطان خطاب أوباما ...
- كل شيء خطر على الإسلام ...
- طائر طارق حجي ... الذي أزعج مخالفيه ...
- أنفلونزا المطاوعة ...
- القضية الفلسطينية .. بين واقعية المعلم الثاني .. وأناركية مح ...
- وفاء سلطان .. طارق حجي .. كامل النجار ..
- أيهما اخطر المساجد أم الملاهي ؟
- اراء في بعض الكتابات والتعليقات ...
- زواج العشاق من أساسه باطل ...
- رأي في الحجاب ... مرة ثانية ..
- رأي في الحجاب ...
- التعليقات على مقالة ( المرأة المسلمة ) ...
- إسرائيل تتقدم بالفيزياء ... ونحنُ بالفقهاء ...
- المرأة المُسلمة ...
- ما حال الإسلام ؟ كما تمناه الدكتور شاكر النابلسي ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - شامل عبد العزيز - لحظة ليبرالية ... لو استمرت ؟