محمد زهير الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 08:19
المحور:
الادب والفن
ونحن في ديار المهجر أرادت سلمى -إحدى معارفنا- أن تسافر لزيارة البلد بعد طول غيبة فقلت لها:
باللهِ إن زرتِ دياري مرةً ** مري على أهلي هناكَ وسلمي
وتعمدي أن تذهبي عند الدجى ** تحت الظلام وفي بصيص الانجم
وتلفتي قبل الدخول بحيّنا ** وتجنبي كل العيون لتسلمي
بقالَنَا والمكوجيَّ وجارَهُ ** فالكل عينٌ للوشايةِ فاعلمي
وتنبهي للبائع المتجولِ ** وحذار من متسولٍ متلثمِ
فاذا دخلتي فسلمي وتوددي ** وبعطر زهرالياسمينِ تنعمي
وإذا انتشيت بنسمة في بيتنا ** فبقهوةٍ لازال طعمها في فمي
وإذا أردتي سلامةً في الاوبةِ ** فخذي طريقا غير دربِ المَقْدمِ
وقد بلغت أبياتي هذه صديقي الشاعر طاهر الحمدو (أبوعابد) فأرسل إليّ قائلا:
لا ليسَ كلُ الناسِ عينَ وشايةٍ ** بل هم قليل بين جمعٍ أكرمِ
فالمكوجيّ مهدد في رزقه ** إن لم يُبلّغ فهو مهدور الدمِ
والبائع الجوال عذّب مرةً ** لم يطعموه سوى بشوك العلقمِ
حتى الذي يرنو إليك مراقباً ** أشفق به من مكرهٍ أو مرغمِ
بل قل لها إن زرتِ دارةَ حينا ** حيّي جميع الساكنين وسلمي
فهم الكرام الماجدون وإن يكنْ ** سكتوا فمن خوف الحقود المجرمِ
هم بعض قومكَ يا زهيرُ أحبهمْ ** ملء الفؤادِ وحيّهم ملء الفمِ
في حمص في حلب وفي حوراننا ** وعلى دمشق على حماة فسلمِ
#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟