أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الثقة المفقودة بين المنطق والحوار والوهن النفسي














المزيد.....

الثقة المفقودة بين المنطق والحوار والوهن النفسي


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع صعوبة تطبيق المنطق بمعناه البسيط (عدم التناقض),لا أعرف قياسا لسداد الرأي سوى سلامة المنطق,إقامة البرهان للتدليل على صواب الرأي أو معقوليته,في القضايا غير المحسوسة أو التي هي خارج متناول أدوات القياس المباشر.لابد من استخدام المنطق رغم المعرفة المسبقة بعدم كفايته.كذلك للمنطق أشكال ومعادلات ذهنية وعقلية متعددة ومختلفة في المجتمع وبالنسبة للفرد نفسه. المنطق الأحادي والثنائي حالات خاصة من المنطق التعددي . الاحتمالية أو اللايقين منحة الفيزياء الرياضية للفكر الحديث, أتاحت نظريا إمكانية الحوار, المنطق الأحادي يحكم الجانب البيولوجي والغريزي في الإنسان وهو متواجد دوما في المستوى النفسي, كذلك دورته المغلقة تتكرر داخل الأسرة البطريركية في سوريا وجوارها. ثمة علاقة مباشرة ودائمة بين فقدان المنطق وغياب الحوار وبين الوهن النفسي .المخطط المنطقي البسيط للوهن النفسي:1- غضب 2-انسحاب 3- عزلة 4- انكار. لأنني خبرت الأطوار الأربعة وأحاول بكل إمكانياتي البدء من جديد, أعرض تجربتي في ذلك بهدف معرفي, مع إدراكي بأن المعرفة لا تكفي (أولى الحقائق القاسية).
الغضب شعور مرير يدخل في حياة الفرد بعد أشهر من الولادة, ويستمر بتخريب متعة العيش,في حده الأدنى أو العتبة ضرورة أوجدتها الخلية الحية, وفي حده الأعلى أو السقف تهديد لهبة الوجود الأسمى والخسران المحتم. في حالة الغضب تعمل الأجهزة الحيوية في طاقتها القصوى,ولا بد من مخارج سريعة, الحل الطبيعي والصحي يتطلب شروطا متعددة ,أهمها دولة القانون ومؤسسات الحماية من المرض والعوز والتعسف بالإضافة إلى سلامة الجسد والنفس والعقل,كم عدد الأفراد الذين تتوفر لهم شروط العيش الكافية,لتجاوز مشكلة الغضب على الصعيد النفسي والاجتماعي على السواء؟! عتبة الغضب تفضي إلى الإنجاز بمعناه الواسع :الحب والعمل والرضى,على العكس من سقف الغضب الذي ينكص إلى الانسحاب,تلك المرحلة الشاحبة, همود يسم الفرد,مع تناقص في الطاقة اللازمة للعيش, والجمود في المجتمع. غياب المبادرة الفردية وتحول الأفكار إلى جدران وسجون ,تصبح الأخطاء الطبيعية جرائم تهدد الأمن , ويتجه الجميع إلى القوقعه, الفرد إلى العادات السرية والمجتمع إلى العشيرة والطائفة,يسود التشابه والتكرار. الانسحاب خطوة واحدة فقط , وبعدها الكائن في عزلته,فتحضر جملة سارتر على كل لسان :الجحيم هم الآخرون.
لا أستطيع وصف العزلة, كل منا يعرف العزلة أكثر بكثير مما تستطيعه الكلمات.سجن الروح والعجز عن الحب ,الأكل والاستمناء والكوابيس في النوم, فجأة نجد أنفسنا كهولا ثم عجائز ينتظرون القدر. يختزل الشعور إلى حدود الجسد,في عزلتي فقدت الثقة والإيمان و تجمدت خارج الزمن.الانكار أقصى الغياب,فقدان المقدرة على أداء أبسط الحركات, أشباح ومؤامرات في الخارج ,نكتفي بالأفعال الغريزية,ونسترخص الحياة , وليت الأمر يقف عند هذا الحد, ثقافة الموت تطرد ما عداها.
افتحوا الأبواب. افتحوا النوافذ.دعوا الهواء الجديد يدخل.
الثقة المفقودة: لا يكفي الجهد اليائس الذي يبذله الفرد المعذب للخروج من الوهن النفسي,هو بحاجة ماسة للمساعدة. على خلاف التعميم والتجريد اللذان أدخلا اللغة والفكر والحياة في نفق الإنشاء, طريق واحد يتمثل بالتسمية والحدث,تعترضه صعوبات ومخاطر أجل,أكثرها سهولة مواجهة الخجل والبدء بالكشف والتعري, والمكافأة هنا حاضرة وجاهزة وتستحق المجازفة. لكن مشكلة الثقافة وبالتحديد المثقف المسلح هي العقبة الأساسية التي تعترض الفكر النقدي وتؤجل الحوار بشكل مستمر. يسيطر على قنوات الاتصال والتواصل في سوريا المثقف العقائدي الذي يعتبر شتم الإمبريالية والصهيونية والعولمة حاليا,هي الفكر والمعرفة, وهو يحتل الصفوف الأولى في مقاعد السلطة والمعارضة معا. شتم العولمة حل سحري متعدد النتائج أولها التغطية على الجهل الفكري وثانيها تجنب المسؤولية عن الرأي وثالثها الحماية من شر الإختلاف, كذلك تجنب غضب السلطات وضمان المكافأة المادية والمعنوية, لنقرأ هذه الفقرة من كتاب رائج في سوريا يفسر أحداث 11 أيلول ويحظى مؤلفه بالاحترام الأخلاقي والثقافي:( تقول بعض وسائل الإعلام أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شارو ن اتصل بالرئيس الأمريكي جورج بوش في 11ايلول|سبتمبر ودار بينهما الحديث التالي:
شارون : سيدي الرئيس!أرجو أن تقبل تعازي الحارة . ياله من حادث فظيع!هؤلاء الألوف من الضحايا الأبرياء ..تلك المباني العالية...
بوش:أي ضحايا؟ أي مباني؟
شارون :كم الساعة في أمريكا عندكم الآن؟
بوش إنها الثامنة صباحا.
شارون :عذرا, عذرا. سأعود إليك بعد ساعة. انتهت الفقرة من كتاب تورا بورا , أولى حروب القرن للسيد يوسف جهماني,والعنوان الثانوي للكتاب:المؤامرة الأمريكية الصهيونية الكبرى ).
اعترف بأنني فاقد للثقة إلى حد خطير,ولا أرى ما يدعو للتفاؤل,ومع ذلك أؤمن بأن مواجهة المشاكل هي الخطوة الأولى الإجبارية في طريق الحل,وقد عملت بنصيحة الصديق أيهم جعبري بأن النقد عندما يتجنب الخلل والخطأ في أعمال الأصدقاء , تكون الخسارة مزدوجة فتسود الضحالة في الفكر والثقافة والنفاق في الصداقة والمجتمع.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيارة - إلى سوزان
- الحماقة
- لا تسامحهم يا إلهي
- الحداثة السياسية بين الضرورة والوهم
- الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق ال ...
- الطريق
- الخوف والحب
- الأبلهان بين الثرثرة ومحاولة التفكير بصوت عال
- الدم السوري الرخيص
- اسطورة الوطن
- الفرد والحلقة المفقودة في الحوار السوري
- الأكثرية الخرساء من يمثلها!؟
- حلم العيش في الحاضر
- المريض العربي
- جملة إعتراضية
- ملاحظات على مقدمة لن لأنسي الحاج
- المسكوت عنه في سجن (شرق التوسط) رثاء أخرس
- رسالة مفتوحة إلى أحمد جان عثمان
- الوعي الزائف - الآيديولوجيا
- الوعي قعر الشقاء


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الثقة المفقودة بين المنطق والحوار والوهن النفسي