أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004 - أحمد الناجي - هوامش في يوم العمال العالمي














المزيد.....

هوامش في يوم العمال العالمي


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 821 - 2004 / 5 / 1 - 05:43
المحور: الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004
    


الإنسان مجبول بطبيعته الاجتماعية، على التودد مع أبناء جنسه من البشر، وإذا ما تجسد ذلك عبر مناصرة المظلومين والمُستَغَلين والمسحوقين، فأن ذلك يعني التقرب أكثر الى إنسانيته، واكتناز قدراً كبيراً من النقاء داخل الذات عبر تشذيبها من الشوائب والأدران التي تفرضها كثير من العوامل والظروف، ولم تكن قطيعة الاحتفاء في بلدي، بيوم العمال العالمي في الأول من أيار/ مايو، بشكلها الشعبي العام، التي فرضها السادرون في غي تفريغ الديمقراطية من مضمونها، والعنت في الإيغال بفرض قوانين الاستعباد الظالمة والمستبدة على البشر إلا تجريد الإنسان عن واحدة من سماته الإنسانية.
يوم العمال العالمي، يبدأ في استذكار حادثة تاريخية، شهدتها مدينة شيكاغو الأمريكية في الأول من أيار سنة 1889، عبرت عن سطوة قوى الاستغلال في مواجهة الإضراب العمالي بوحشية القمع الدموي في ظل الرأسمالية، ويمتد الى أفاق إنسانية واسعة، وأمال مشروعة، في بناء حياة أفضل، تصون كرامة الإنسان، وتضمن حقوقه، في الحريات والمساواة والعدالة.
بعد ربع قرن، وفي هذه الفسحة المرتهنة لخبايا الزمن، بما فيها نوافذ الفتنة والغدر المشرعة، ولكن بعيداً عن كل المناخات السوداوية التي تحيط بالعراق، لا بد أن يتجدد الاحتفاء بهذه المناسبة، والتضامن مع الشغيلة الكادحة في العراق وكل من يحالفهم في نضالهم الوطني والطبقي، لكي تكون القوى الفاعلة في تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية.

2

من سخرية القدر أن يجري مصادرة حقوق الطبقة العاملة العراقية في ظل أجواء السطوة الاستبدادية بقرار النظام المقبور سنة 1986 في تحويل العمال الى الموظفين، ذلك القرار، السم في العسل، الذي يفضي الى استلاب الكثير من المكاسب والامتيازات والحقوق المالية والمهنية والاجتماعية التي سبق وان حصلوا عبر نضالات مريرة ولسنوات طويلة، كانت حافلة بالتضحيات، مقترناً بمباركة فاقعة من قبل الضحايا أنفسهم عبر إخراجهم قسراً في اليوم التالي في مسيرات التطبيل والتهليل، لتمرير واحد من القرارات الجائرة التي تضر بمصالح شريحة مسحوقة وأساسية من مكونات المجتمع العراقي، وتنبري أقلام الكسبة نفاقاً بائناً، في تزيين سياسة الاستغلال، وبهرجة منهجية الاستغفال، والضحك على الذقون، التي درج على انتهاج ذلك في القضايا التي تمس حياة الناس كل سنوات الحقبة المقيتة.
لم يكن ذلك القرار سوى بداية لنهج سياسة اقتصادية، تم المضي بتنفيذها عبر مشورة دولية من الحليف الستراتيجي في الحرب آنذاك، الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض المؤسسات الاقتصادية العالمية التي كان مهمومة بتقوية النظام، بعدما أملتها ظروف الحرب العراقية الإيرانية حينها لانتشال الاقتصاد العراقي من الانهيار، وإدامة استمرارية الحرب المستعرة، ولسنا بصدد ما تلاها من خطوات على نفس النهج أفضت الى مآسي اجتماعية، استحالت الى كوارث ندفع ثمنها الآن.
أ ليس غريب أن تكون تلك الخطوة في منتصف الثمانينيات وفي العراق بالذات، من مقدمات الاستلاب، شريعة زمن العولمة، ذلك ما سيسبغ العالم كله بعد حين، وتغدو مسبباتها في إبراز الخلل الاقتصادي والإنساني واضحة، ذلك ما تنم عنه طلائع ما يحصل الآن في أرجاء الأرض، من تدهور في وضع الإنسان بشكل عام، يتجلى في ما يستقرأ من فاعلية للأطر الجديدة التي تحيل الديمقراطية شيئاً فشيئاً الى خطاب خاوي من المضمون الحقيقي، وما تفرضه قوانين الاقتصاد الرأسمالي واليات السوق، الذي يحاول جعلها كما الحال في قوانين الطبيعة، وسياسات تفكيك الحقوق الاجتماعية، وخصوصاً التي اكتسبتها الشغيلة الكادحة عبر الزمن، وإلغاء الخصوصيات بشموليات تسعى الى تغيير الحدود ومفهوم المواطنة، وحتى الوطنية كبلت بالقيود صارت مديات مناوراتها محدودة.

3

في محاولة لإضفاء بعضاً من روح الدعابة والمشاكسة، في عيد العمال والشغيلة والكادحين، سأحاول عبر هذه الأسطر القليلة، إثارة موضوع استشراف التغير الذي سيحصل في التكوين الطبقي الكلاسيكي، نتيجة التحولات الهامة، الكيفية، في التكوين الاجتماعي، التي ستؤدي إليها الثورة المعلوماتية على الأمد البعيد، وربما سيثير ذلك هاجس التأمل والمتابعة لدى البعض من القراء وهذا جل ما أبغيه عند طرحي لمثل هذا العنوان الكبير.
يقينا أن ما في حافظة العمر من سنين لا تسعفنا لروية ذلك، ولكن من الممكن استجلاءه عبر المدارك.
ترى هل سيكون هنالك شعار قادم بديلا عن المطرقة والمنجل أم سيضاف عليها ما يدلل على الآلة الجديدة...

انظر: دراسة الدكتور المفكر سمير أمين - مناخ العصر- الجزء الثالث عن نقد ايديولوجيا المعلوماتية والاتصالات – كتاب صادر عن ندوة العولمة والتحولات المجتمعية في الوطن العربي – مكتبة مدبولي – 1999

أحمد الناجي
العراق



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم العراقي بين وشاح للأموات وكرامة للأحياء
- الإرادة العراقية بين الأسود والأخضر ومجلس الحكم
- ضبابية المواقف... من زمن الولاء المطلق الى زمن الولاء المبطن
- المقاومة... حاجة أم إسقاط فرض
- زيف محاولات المزاوجة ما بين المشروع الأمريكي في الاحتلال وال ...
- إرهاصات... لحظة الخروج من الزمن المهدور
- إنَّ مَنْ يأخذ دوره في البناء وسط الخراب.. ذلك هو الذي قلبه ...
- تأملات في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي... صار ...
- قمة تونس تنفض قبل إنعقادها، يشهر العرب فيها سلاح الانبطاح
- قمة تونس تنوء بثقل احباطات الماضي وجسامة الحاضر
- التاسع من نيسان يوم أمريكي محض وقدرنا أنه حدث في العراق
- صدام محطة مريرة لفظها العراقيون من ذاكرتهم ودفعوا ثمنها غالي ...
- بغداد .. أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين
- الدم ينتصر على السيف


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الطبقة العاملـة والعمل النقابي في فلسطين ودور اليسار في المر ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004 - أحمد الناجي - هوامش في يوم العمال العالمي