أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الكلاواي - مسرحية قصيرة: ماذا نريد…؟!














المزيد.....

مسرحية قصيرة: ماذا نريد…؟!


علي الكلاواي

الحوار المتمدن-العدد: 163 - 2002 / 6 / 17 - 07:02
المحور: الادب والفن
    


 

ضمتني وأياه دعوة صديق مشترك على الغداء ..كنت أعلم أن تلك الدعوة هي لوداعه ..لقد قرر السفر الى أوربابتهريبه عبر البحر وأن لم يفصح عن ذلك وكذلك صديقنا المشترك ..لأن مثل تلك الامور تتم بسريةوأن كانت مشاعة .. _ماذا بعد اللجوء ؟..ماذا نريد ؟
كان السؤال بصيغة الجمع للتمويه بأنه غير المقصود ..لم يباغته السؤال فأجاب هو أيضا بصيغة الجمع …
_ماذا نريد ..؟ ..نريد مركبا يصل بنا الى شواطىء أوربا سالمين ..سواء كان المركب خشبي او مطاطي ..نريد حين ندخل المياه الأقليمية لأوربا أن لايحتجزنا خفر السواحل لأيام في عرض البحر ..أن لايشتمونا ويسمعونا بلغتهم أقذع الالفاظ ..أن لايستفزونا بتفتيش حتى ملابسنا الداخلية ..نريد حين نصل الى الشاطىء أن ينقلونا الى مخيمات أحتجاز مريحة ..نرتاح فيها من عناء رحلة شاقة ومتعبة في عرض البحر ..نريد من المحقق بعد الراحة في المخيم أن يكون سمحا لطيفا يسأل أسئلة نتمكن من الاجابة عليها ..لاأن يطرح أسئلة تختلط أجابتنا عليها ببعض ولا نكاد نحن أنفسنا نعرف عن ماذا نجيب أو كيف نجيب .. نريد من القضاة أن يحكموا لصالحنا بسرعة لنتمكن من أستلام وثيقة تمكننا من السفر وقتما نشاء وتصرف لنا الاعانات الشهرية والتي تمكننا من الاستلقاء بكسل في الشقق المخصصة لنا ..نرتاح ونتسكع في شوارع اوربا وعلب الليل والمواخير ..وحين نرى ان الاعانة تكاد لاتكفي...
نريد حين نبحث عن عمل أن نجد بسهولة عملا أسود يضمن لنا أستمرار الاعانة ..نريد أن تمضي الايام وتمر وتنقضي المدة المطلوبة لنحصل بعدها على الجنسية ونودع والى الابد كوابيس العودة الى الجيش الذي لامدة محددة له وأحتياطه الذي يحطم الامال والاحلام ونودّع كذلك مخاوف العودة الى الجيش الشعبي وتقارير الرفاق ..نريد أن تكون لنا الجنسية سندا ..لنترك بواسطتها الهموم والمشاكل والاحزان والقهر والحرمان وأكثر من ذلك وطن أسير محطم تملاءه العتمة الناتجة من تراكم الرعب الذي أعمى أعيننا وبتنا لانرى الا العتمة ..نريد أن نكون أوربيين وأولادنا كذلك وأن نتصرف على هذا الاساس ..ان تكون أوربا وطننا الجديد والتي ستعطينا مالم نحصل عليه في وطننا الاصلي …الامان والاستقرار ..نريد حين نضع رأسنا على الوسادة ان لاننظر الى السقف أرقاأو قلقا..نريد أن نشعر بأنسانيتنا وحريتنا بعد أن كنا نشعر بثقل الاغلال في أعناقنا كالحيوانات او العبيد ..نريد أن نشعر بأننا نستطيع الكلام والاستماع ولسنا صم وبكم ..هذا ما يمكن ان توفره لنا أوربا ..وطننا الجديد ..لهذا ليشتمنا الغريب أن كنا نُشتم في الوطن ..وليذلنا الغريب أن كنا نُذل في الوطن ..لكن كل ذلك سينتهي بعد فترة في الغربة ولكنه لن ينتهي أن بقينا في الوطن ..لهذا نريد مركبا يوصلنا الى شواطىء اوربا ..
لم أكن مقتنعا بطرحه ولكنني تركته يكمل كلامه أحتراما للمجلس الذي يضمنا وحين أنتهى قلت معقبا …
_خسارة كنت أعتقد بأننا نريد وطننا حرا ..ونريد من ديارنا ديار عز وكرامة ..وأذا بي أسمع عن الهروب وهجر الديار
فأجاب وأبتسامة حزينه أرتسمت على وحهه ..
_أستاذي العزيز ..من سيجعل من وطننا حرا ؟..من سيجعل من ديارنا ديار عز وكرامة ؟..سياسيونا هجروا الوطن ليشكلوا أحزابا معارضة في أوربا ..يختلفون ولايجتمعون حتى من أجل القضية التي خرجوا من أجلها ..وطننا مجرد أسم يطرز راياتهم ..مثقفونا وأدباؤنا والمفكرون خرجوا من الوطن ليشكلوا منتديات وصالونات في اوربا ويتنافسون للأستقطاب ..فهولاء جماعة أعلان أستوكهولم ..وأولئك جماعة لاهاي ..وهناك ملتقى لندن ..وطننا في كتاباتهم موضوع أنشائي ..تهاجم تلك الجماعات بعض ويُسقطون من يكتب أن لم يكن من جماعتهم على أساس موضع الهمزة..هولاء هم قادة البلد المفترضين في أوربا ..أكثير علي وأنا المدرس البسيط أن أكون معهم ؟..أكثير علي أن أمضي ما تبقى من أيامي وأنا أنعم بما تجود عليّ حضارة الحاسوب والانترنت ؟ ..أكثير عليّ أن أضمن أيامي ؟ …يكفي مااخذ الجيش من شبابي ..وما أخذ الحصار من مستقبلي ..يكفي ماذا تريدون من أمثالي ..ماذا تبقى لنا لنعطيه ؟!!! دعني أمضي في سبيلي ..
حاولت التعقيب على كلامه ..ألاأنه أضاف ..
_ حين يعلم قادتنا المفترضين ماذا يريدون ويتحدون من أجل مايريدون ..عندها فقط ..عندها فقط …عندما يتحدون ولا يهاجمون بعض فقط سيولد الامل في داخلنا نحن البسطاء ..وهذا حقيقة ما نريد …الامل

[email protected]

 
 
 



#علي_الكلاواي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الكلاواي - مسرحية قصيرة: ماذا نريد…؟!