أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة














المزيد.....

لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 10:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ينشب الخوف أظفاره فينا كعرب فيمنعنا من التجديد أو لنقُل التحديث . المعضلة أن كثيرنا يحسب أن خطوة في هذا الاتجاه إنما تعني التخلي عن تراثنا و هويتنا وثقافتنا،وهذا لا يعقل أن يصدقه عاقل. النتيجة أننا قبل غيْرنا نصِف أنفسنا بالمتأخرين عن رَكب الآخرين ، وتتعاظم المصيبة لأننا نعترف ولا نتغير.
صحيح أننا كُرِمْنا بلغة سامية ،عذبة وجميلة ،تصدح بالبلاغة ،وتضُوع بالعذوبة ،..لكن ذلك يصبح بحكم اللاموجود إذا عاني قلة َ المستمتعين به ، كمثل لوحة جميلة موضوعة في غرفة لا يدخلها إلا شخص أو اثنان ولا يستمتع بها غير الجدران .
من هنا تولد أهمية تحديث لغتنا العربية. وإن كان في الكلمة ما قد يغضب البعض ،فلنقل، إذنْ، "عصرنة" اللغة بما يتواءم مع عصر ناطقيها. ولا يعني التحديث هنا مصادرة الأسس والقواعد التي هي عماد اللغة وجَمالها ،ولا التنكيل بنحوها أو صَرْفها ، ولا ارتكاب مجزرة بإعرابها .ببساطة يعني الأمر التخلي عن التعصب والتطرف بها لدرجة تجعل من أبنائها أول الهاربين منها ،وهذا ما حاصل حقاً،لا افتراءً، في العقود الأخيرة، وأيضا إعادة الفارّين منها إلى أحضانها .
إن بعضَ التحديث ليس إثماً ، خصوصاً أننا نتأرجح على خط رفيع يمينه المتعصبون للغة وشِماله هادموها، حتى انعدمت الوسطية ونحن أمة وسط. ولعلنا نجد في التحديث شفاء يجعل من الحالتين المتجافيتيْن تلاقياً. فلا بأس حينئذ إذا تقدمت كلمة "كافة"ما كان في الأصل قبلها ،فيصبح من الجواز القول : دعوْت كافة الأصدقاء ، وإن كان الأصل دعوْت الأصدقاء كافة ، ما دام المعنى لم يتغير وظل مفهوما ً لسيبويْه أو جهْلويْه .
إن الكثير يفهم الخطأ الشائع أفضل من الصحيح الضائع ، وهذا يبعث بدعوة إلى اللغويين للاتفاق على استحداث قاعدة تجعل من الخطأ صحيحا ًبعد تهذيبه ما دام هو المفهوم والمستخدم أكثر ،فالمطلوب تيسير اللغة لا تعقيدها ،والتيسير لا يؤول إلى التخريب، وهذا ما حدث مع لغات أخرى كالإنجليزية التي لو قارن المرء حاضرها "بإنجليزية" شكسبير،مثلاً ، لوجد بوْناً شاسعاً بين الاثنتيْن .ويجوز الاعتقاد هنا أن لغتنا العربية ليست بمستعصية عن إعادة بناء بعضٍ من صياغاتها حتى يتسنى لِمن لم يقرأوا ابن المقفع ولا القلقشندي ولا المعلقات ، أن يفهموها ، ويعانقوها من جديد .
التحديث الذي قد ينشده آخرون مثلي ،لا يتوقف عند مسألة القواعد الصرفة ، أو مَواطِن الكلمات ، إنما يلامس أيضاً البنية الثقافية ولبنة التقاليد التي جذرتها اللغة في بعض المناحي . فليس خافياً أن لغتنا العربية ، رغم أنوثتها ،فضّلت الذكور على الإناث .
ومن باب الحصر، لا الخصر، سنجد في التالي أبلغ مثال على ذلك. لو كان هناك ألف إمرأة ورجل واحد ،فإن الجميع يعاملون معاملة الذكور الذين نِسْبتهُم هنا واحد لكل ألْف، فيقال : أكلوا وشربوا ...،إلى ما وافق من أفعال، من أجل عينيْ رَجُلٍ واحد ، بينما حرمت النساء التمتع َ بفعل يوافق "جنوستهن"، فألغيت أنوثة ألْف لحساب ذكورة واحد .




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا
- فلسطين قضية وطنية لا -أمرٌ بالمعروف-


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة