أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - حرب أهلية.. هدية اوباما ل.. باكستان..















المزيد.....

حرب أهلية.. هدية اوباما ل.. باكستان..


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 08:10
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تتشكل حرب أهلية بفضل الرئيس اوباما، بتحويله الحرب الأمريكية من العراق "الأعداء الحقيقيون" لتتفاعل في أفغانستان وباكستان. الوضع الخطير القائم هناك ربما لا يتحدى قناعة اوباما في دفع قادة باكستان شن الحرب على شعبهم. البشتون Pashtun يقطنون المحافظة الشمالية والمناطق القبلية اوزيرستان. قبل عقود مضت تورط قادة باكستان في حرب مماثلة ضد شعبهم- البنغال شرق باكستان. ففي العام 1971 شنّ الجيش الباكستاني الحرب ضد Mukti Bahini- قوى المعارضة البنغالية. وتلك الحرب عبّدت الطريق نحو تمزيق الوطن الباكستاني. في العام 2009 بادر الجيش نفسه بتصفية طالبان- قوى بشتون المقاومة. التاريخ يكرر نفسه في باكستان، كما يفعل باستمرار مع شعوب لا تتعلم من أخطاء الماضي.
بملاحظة صلابة البشتون ممن يقاومون الاحتلال بنجاح.. أجبر مستشارو اوباما الحليف الباكستاني التابع subservient المساعدة على كسب الحرب في أفغانستان. وهذه المساعدة تعني الانتحار لباكستان. الحرب الأهلية ستطلق العنان للصراع الطائفي، الإثني، وقوى الانفصال. ومع تصاعد الحرب في الأشهر القادمة، ستواجه باكستان تلاشي اقتصادها economic melting.. وإذا ما خرجت الحرب الأهلية عن السيطرة، فإن الموجودات النووية الباكستانية ستفرض تهديداً عالمياً، وفي هذه الحالة قد يؤول الوضع إلى إخضاع باكستان وإجبارها على نزع قوتها النووية.
* تشويه صورة البشتون Pashtun caricature
فشل الحرب، أقنع صانعي السياسة الأمريكان خلق صورة مشوهة عن البشتون- الإثنية ذات الهيمنة في باكستان. الصورة الكاريكاتورية المختلقة بسيطة ومفروضة: المبالغة الشديدة في اعتبار طالبان العدو الرئيس دون ذكر المقاومة البشتونية على مدى ثمانية أعوام من احتلال أفغانستان. صاروا يُقدمون مقاتلي طالبان على أنهم مجرد مجموعة دينية متطرفة مُدمنة على العدوان والعنف الوحشي، ويعملون على فرض نظام بربري باسم الدين الإسلامي، حيث يختفي مفهوم الحرية في هذا النظام، بخاصة بالعلاقة مع المرأة المسلمة.
لإحداث المزيد من التشويه distort للمقاومة البشتونية في أفعانستان، تم ربط طالبان بالقاعدة- مجموعة إرهابية تعمل تحت السطح under fined، وتحاول بإصرار امتلاك أسلحة دمار شامل، بخاصة ضد الولايات المتحدة. وتستمر عملية التشويه بوصف طالبان بـ: الغرابة، القسوة، قطع الرؤوس.. في سياق الصورة الكاريكاتورية التي خلقوها. في حين لم يتم ذكر القصف الجوي الأمريكي للمدن والقرى، قتل الناس، التعذيب والسجون السرية التي فشلت في إخضاع البشتون في واحدة من أكثر دول العالم فقراً.
* القانون الاجتماعي للبشتون Pashtun Code
يعود الفخر للرئيس اوباما بتشخيصه السليم حقيقة أن بشتون أفغانستان لا يمكن فصلهم عن بشتون باكستان في وجودهم عبر الخط المزدوج- أكثر من 1600 ميل طول الحدود الفاصلة بين أفغانستان وباكستان- دون أن يكون لهذا الفصل تأثير في المجتمع البشتوني الموحد والموزع بين أفغانستان (13 مليون نسمة) وبين الجوار الباكستاني (28 مليون نسمة).. إذ يتركز البشتون جميعاً في المناطق المجاورة بين باكستان وأفغانستان. ويعيشون في مدن كبيرة، مدن صغيرة، والقرى البعيدة: كابول، قندهار، بيشاور، سوات، (و) كوتيا هي مدنهم الكبيرة. يشترك البشتون منذ آلاف السنين بثقافة موحدة، وكذلك في اللهجات والعادات. الأغلبية تعتنق "الإسلام السني". وكمثل بقية المجموعات الثقافية، على أي حال، جمع البشتون بين القانون الإسلامي وبين قانونهم الاجتماعي لما قبل الإسلام المعروف بـ Pashtunwali.
لخّص محارب وشاعر بشتوني Khushal Khan Khattak (1613-1689) مبدأ Nang بكلمات قاطعة حاسمة: "الموت أفضل من الحياة عندما لا يمكن الحياة بكرامة وشرف honor." لفظة Badal تعني عندهم (الثأر)- جزء مكمل للشرف/ الكرامة. الثأر يتطلب مواجهة الانتقام insult بالانتقام (العنف بالعنف والبادي أظلم) ولغاية أخذ الثأر. يتصف البشتون بـ: سرعة الانفعال restless، التلهف anxious، سرعة التضايق uncomfortable حتى مع أنفسهم.. العفو forgiveness ممكن إذا لم يقع الضرر/ الظلم injury دولياً/ خارجياً، أي عند وقوعه محلياً.. لا عفو ولا مغفرة للغازين والمحتلين.. ليس هناك عدو قوي لا يُقهر ليستحق أي قدر من الاستثناء وفق القانون البشتوني. البريطانيون، السيخ، المنغول، الروس، والأمريكان.. أياً كانت الجهة المعتدية على القانون الاجتماعي البشتوني ستواجَه بمقاومة غير محدودة إلى أن يتحقق أخذ الثأر.. جيوش جبارة تم القضاء عليها في أرض البشتون..
* الثأر والحرب الأهلية Reveng anc Civil war
منذ العام 2001، قاومت باكستان ضغوط الانضمام للحرب الأمريكية ضد البشتون. الحرب ضد بشتون أفغانستان هي كذلك حرب ضد بشتون باكستان، والعكس صحيح. لا يوفر مفهوم الدولة الوطنية أو التكامل الإقليمي فصل البشتون عبر الحدود- صار هذا الأمر أكثر صعوبة، بخاصة بعد تعرض أرض البشتون للغزو والاحتلال. كما أن محاولات تشوية سمعة vilification طالبان غير قادرة أيضاً على فصلهم عن قبائلهم من البشتون. وحتى عند وصف طالبان بتزمتهم في إطار المعتقدية الدينية، فمن وجهة بشتون، أن سلوك طالبان مرتبط عميقاً بدستور البشتون. إن مخططات التقسيم والقاعدة السياسية التي طُبّقتْ في العراق بوضع الطائفتين "الإسلاميتين" ضد بعضهما البعض، ليست طريقة فعالة ضد البشتون.. الأمريكان يستمرون في تجاهل الكتابة المدونة على الحائط!
وفي سياق المراهنة على تغيير دروس التاريخ، اوباما البيت الأبيض أجبر باكستان على غلق أبواب المفاوضات والبدء بقتل ما يطلقون عليه: طالبان.. يعلم الرئيس الباكستاني الخانع أن رجال القبائل البشتونية لا يمكنهم أن يتنكروا أو يهجروا أولادهم وإخوانهم في حين أن جيوش الغزو/ الاحتلال ينعتونهم بالأوغاد والإرهابيين. إن الهجمات الانتحارية في: لاهور، إسلام آباد، وكراشي.. تعكس التمسك بالقانون الاجتماعي للبشتون. مناصروا بشتون الأوائل هم ملك أنفسهم ودستورهم.. فدستور البشتون، وقبل تحولهم إلى الإسلام، رسم طريقة حياتهم وشكل أساس نظامهم الاجتماعي.
وهكذا، فمن أجل الحصول على بضعة بلايين من الدولارات من الولايات المتحدة، استسلم الزعيم الذليل للصورة الكاريكاتورية التي رسمها الأمريكان ضد طالبان، وورّط شعبه في حرب أهلية ضد البشتون- المجموعة الإثنية الثانية في البلاد..
ممممممممممممممممممممممممممـ
A Civil War.. Obama s Gift to Pakistan,By LIAQUAT ALI KHAN, uruknet.info,June 17, 2009.
Liaquat Ali Khan is professor of law at Washburn University in Topeka, Kansas, and the author of the book A Theory of International Terrorism (2006).



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمار من غابة!
- لغز تصاعد التوجه العسكري لدى اوباما
- لعبة كرة جديدة في العراق
- اوباما يرفع مستوى ضبابية -الحقيقة- في خطابه
- اوباما.. أتركْ وأنسَ المفاوضات
- حان الوقت لمقارنة كلمات اوباما السابقة مع أفعاله الحالية
- عنصريون ديمقراطيون!
- مشروع نهر البارد.. يجب أن لا يفشل..
- البنك الدولي: إسرائيل تستحوذ على أربعة أخماس مياه الضفة الغر ...
- توقعات كئيبة بشأن عودة اللاجئين العراقيين
- العراق: الفساد يُقوض برنامج المساعدة الغذائية الشهرية الحكوم ...
- حرب اوباما في أفغانستان وباكستان
- الإمبراطورية المنتفخة والانهيار المالي
- سياسة اوباما الإمبريالية في الشرق الأوسط
- أفغانستان: قصف بالفسفور الأبيض..إصابة طفلة بحروقات مرعبة..
- تجاهل الأطفال ضحايا جرائم حروب بوش
- خطط الولايات المتحدة لإحداث انقلاب في باكستان
- البطالة والفقر في غزة والعقوبات الإسرائيلية ضد العمال
- مذبحة الأقليات في العراق!
- صموئيل هنتنغتون.. هل أساء الفهم؟


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - حرب أهلية.. هدية اوباما ل.. باكستان..