دعم كفاح عمال وزارة الصناعة ضد تعليماتها بغلق معامل الدولة مهمة وطنية آنية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 09:50
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

تستكمل حكومة المالكي مخططات سيدها بوش لانهاء العراق بما فيها وقف جميع مصانع الدولة عن العمل قبل انسحاب قوات الاحتلال الجزئي رغم تغيير الادارة الامريكية تحت ضغط الانعطاف العالمي الذي تشهده البشرية . فقد شكلت ادارة بوش الامريكية ذروة هستريا ووحشية مقاومة علاقات الانتاج الراسمالية مصيرها المحتوم، تلاحقها الانجازات العلمية الجبارة في جميع المجالات ولا سيما الطاقة . فبعد ان كان النفط كمصدر رئيس للطاقة واستخدام الهيمنة على مصادره وطرق تسويقه وسيلة رئيسية للحروب للسيطرة على مصادره وخطوط امداداته والهيمنة من خلال تحكمها بالمصدر الرئيس للطاقة على النطاق العالمي . ورغم كل جهودها كممثلة لقمة العولمة الراسمالية لعرقلة توصل البشرية الى مصادر الطاقة البديلة فان ركضها وراء الارباح من جهة وخضوعها للازمات المتاتية من قوانينها الاساسية تمارس في مختلف انحاء العالم اشكال متعددة من مصادر الطاقة البديلة.
واذ انهزمت ادارة بوش تحت ثقل جرائمها بحق البشرية عموما والشعب العراقي خصوصا وما كلفته لشعبها من ازمات اقتصادية واجتماعية واخلاقية فانها تحتفظ بجميع اجهزتها الادارية والعسكرية والمالية الممثلة لاقطاب العولمة الراسمالية ليس في داخل الولايات المتحدة فقط وانما في ميادين هيمنتها من قوات واجهزة استخبارات ودبلوماسيين امريكان الى وكلاء وادوات من جميع بلدان العالم ولاسيما في البلدان التابعة لها كليا كالعراق.
فحكومة المالكي بكل اجهزتها شكلتها ادارة بوش لتنفيذ جميع مخططاتها في انهاء العراق كدولة وكيان. والعمل جار منذ ست سنوات بدءا بحل الجيش واعادة تكوينه على اساس طائفي بضم مختلف المليشيات الطائفية وبقيادات امريكية واسرائيلية وعراقية تابعة ونسف اقتصاده بالهيمنة على ثرواته النفطية وتعطيل كل الحياة الاقتصادية في البلد وتهديم كل المعالم الحضارية واشاعة مختلف اشكال الجرائم والارهاب ولاسيما جرائم القتل والابادة الجماعية والفردية وتركيزها بحق العنصرين الرئيسيين في كيان المجتمع المرأة والطفل. لتعلن بدون خجل وبدون الشعور بالمسؤولية باعتبارها الدولة المحتلة ، على لسان اجهزة اعلامها الجبارة، بان العراق اصبح يحتل المركز الاول في الاجرام واخطر بلد في العالم . ونشرت كل اشكال الفساد وتخريب الضمائر واغرت كل اجهزة الدولة بالامتيازات واشكال نهب المال العام لتستير نهب ادارتها المدنية والعسكرية لاموال البلد. لتعلن بان العراق البلد الاول في الفساد.
ورغم رحيل ادارة بوش وتعهد ادارة اوباما بسحب قوات الاحتلال الجزئي ليس تعففا وانما، تحت ضغط الازمة الاقتصادية الخانقة التي فاقمت عمقها سياسة ادارة بوش التوسعية العدوانية فضلا عن تحول علاقات الانتاج الراسمالية بما تفرضه من استغلال واستعباد وهيمنة من قيود على تطور قوى الانتاج، فقد صعدت ادارة المالكي من جميع اساليبها ووسائلها في انهاء الدولة العراقية وفقا لمخطط بوش قبل الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال. فهي تسرع في تشريع قانون النفط رغم كل معارضة الشعب له ورغم كل الصراعات بين اطرافها ولاسيما بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم على تقاسم ما يتبقى من ثروات الشعب فيما بينهما . في حين راح وزير النفط يستبق الطرفين في نيل الحظوى لدى الاسياد المحتلين كعادته، بعقد الاتفاقيات مع شركات النفط الامريكية التي تضمن هيمنتها على ثروات البلد لعشرين سنة قادمة.
وفي هذه الاجواء الصاخبة بالتفجيرات التي تفاقمت مخاطرها واتسع نطاقها وتصاعد عدد ضحاياها. فتفجير احد اقضية الموصل شمل تهديم مناطق مأهولة تمتد على مساحة عدة كيلومترات مربعة. هدمت مئات البيوت وقتلت وجرحت المئات واغلبهم من اطفال . وتنزف معظم مدن العراق دما وتهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها وتمارس قوى الامن المتنوعة الاسماء والمختلفة المراجع هجماتها على المواطنيين في بيوتهم وتجمعاتهم وتقترف افضع الجرائم وتعاني الملايين الفقر والعوز، تصدر وزارة الصناعة التعميم رقم 24814 في 15/6/2009 الي ينص على وقف العمل بجميع مصانعها ورمي مئات الالاف من عمالها في احضان البطالة. بعد ان شلت نشاط عمالها وتلاعبت بمصيرهم خلال ست سنوات وتركتهم يتقلبون بين جحيم البطالة والامل باستئناف العمل . وبين اعتبارهم موظفين سيرا على قوانين النظام الدكتاتوري وبين اعتبارهم عمال . وبين الاعتراف بحقهم في التنظيم النقابي وفقا للدستور الحالي رغم كل ثغراته وضرورة وضع قانون النقابات العمالية، وبين حرمانهم من حق التنظيم النقابي . فضلا عما يتضمنه التعميم من حرمان العمال من حق التنظيم النقابي واعتبارهم موظفين بشكل قاطع.
ان مقاومة تنفيذ هذا التعميم مهمة وطنية آنية قبل ان تكون مهمة طبقية. فان توقف عشرات المصانع الكبرى والمتقدمة عن العمل يعني تهديم الاساس الاقتصادي للبلد خدمة للمحتلين واستكمالا لمخططاتهم . ولابد من تصعيد مختلف اشكال الكفاح لجميع القوى الوطنية ولاسيما الطبقة العاملة ، لحماية هذه المشاريع الصناعية وضمان استمرار عملها بما فيها تنظيم الحراسة لها لحمايتها من البيع او النهب والتهديم . واصرار عمالها على مزاولة عملهم وان اضطروا الى احتلالها بدعم الجماهير . فقد آن الاوان للانتقال من الشكوى والتظلم الى ممارسة مختلف اشكال الكفاح الفعالة وتطويرها لتغيير الواقع فعبرالكفاح فقط تتوحد الطاقات وتتفجر المبادرات وتحظى بالدعم الوطني والعالمي .

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات