أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - إيران من شريط التسجيل الى الهاتف النقال














المزيد.....

إيران من شريط التسجيل الى الهاتف النقال


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمة الإيرانية بكل اثنياتها القومية، ودياناتها السماوية، وتعدداتها الطائفية، وتنوعاتها الثقافية، تستحق الاحترام والإعجاب، لأنها أمة حية، لا تكف عن المحاولة، ولا تسقط في غياهب الإحباط.

وكثيرون في العالم، مازالوا يذكرون عنفوان الثورة الإيرانية في العام 1979، حين تمكن رجل كبير السن في منفاه في باريس، أن يسقط آخر شاهنشاه في طهران، بواسطة شريط الكاسيت، شريط التسجيل، الذي يرسل إلى إيران، فتنسخ منه آلاف النسخ، فيبدو الخميني كما لو أنه موجود في مدن وقرى طهران، في الجامعات والمساجد، في المصانع والمزارع وثكنات الجيش، يتحدث للجميع مباشرة، عبر شريط صوتي مسجل، إحدى تكنولوجيات العصر في ذلك الزمن قبل ثلاثين سنة.

الحوار والحراك داخل إيران لم يتوقف منذ ذلك الوقت، يعلو صوته أحياناً، ويخفت أحياناً أخرى، إصلاحيون ومحافظون، رجال دين وعلمانيون، ولاية الفقيه والجمهورية، العقل الكلي والعقل الجزئي، ميراث زرادشت والمانوية أم الإمامية، الجعفرية، الاثنا عشرية، أحقاد القادسية الأولى وافتعالات القادسية الثانية، أحلام عادلة نحو الشرق أم أوهام عدوانية نحو الجوار، الحوار لم يتوقف، والحراك لم يتوقف، وظلت الأمة الإيرانية تنظر إلى الواقع وتقارنه بالوعود، وتنظر إلى الداخل لتحكم على انجازات الخارج، حتى وصلنا إلى يومنا هذا، إلى الانتخابات الرئاسية العاشرة، إلى أكثر من أربعمائة وخمسين مرشحاً تم اختزالهم إلى أربعة، والأربعة كلهم من أبناء النظام الإيراني، ولدوا تحت خيمته، وتولوا في رحابه مهمات رئيسية، لا أحد منهم مجهول النسب عقائدياً أو سياسياً، ولكن نظرتهم إلى المستقبل أشد الاختلاف، ولعل رئيس البرلمان الإيراني السابق مهدي كروني لخص الوضع كله في رسالته الأخيرة لمرشد الثورة، حين طالبه بان يلغي نتائج الانتخابات المعلنة حتى لا يتفسخ النظام الإيراني.

ولعل مير حسن موسوي الذي شغل موقع رئيس الحكومة الإيرانية في أشد اللحظات صعوبة أيام الحرب العراقية الإيرانية، قد عبّر عن الحاحية التغيير، وحتمية التغيير حتى لا تنهار الجمهورية الإيرانية، حين خاطب أنصاره الذين بالملايين، طالباً منهم مواصلة التظاهر والاحتجاج، قائلاً لهم أنه على استعداد للاستشهاد.

ومرّة أخرى:

نرى النشطاء في الأمة الإيرانية الحية، يستخدمون تكنولوجيا العصر في مواجهة أساليب القمع والمنع والتعتيم القديمة، فكان الهاتف فكان الهاتف النقال، يلتقط الصورة الممنوعة، ويرسلها إلى حيث يجب أن تصل إلى الإيرانيين في أنحاء العالم، وغلى كل من يتابع الوضع في إيران.

قوات الباسدران، وقوات الباسيج، سواء كانوا يرتدون زيهم الرسمي أو ملابسهم العادية، كانت تلاحقهم تلك العدسات الصغيرة اللاقطة، تلتقط الحدث بعفويته، بطزاجته، ببشاعته، ببطولته، فيصبح الذين يستخدمون الهراوات أو البنادق أو قنابل الغاز، عراة مكشوفي الظهر، أمام الجاليات الإيرانية في الخارج، وأمام المراقبين، وأمام الفضائيات التي تعيد بث ما التقطته كاميرات الهاتف النقال، فيستقبله الداخل الإيراني بكل حيوية.

في أول بيانات التهديد، حذر الباسدران "حرس الثورة" بأنه لن يسمح لحاملي الرايات الخضراء بأن يقوموا بثورة مخملية، المفارقة هنا قاسية جداً، لأن النظام الإيراني تحت ولاية الولي الفقيه يخاف من اللون الأخضر، بعد أن كان يخاف من اللون الأحمر، هذا هو عمق التحول، إنها ثورة في الثورة، إنها ثورة من الداخل، إنها ثورة من صلب الضرورات، إنها ثورة للحفاظ على الجمهورية لكي تعيش بمعايير العصر الذي تعيش فيه ولا تنكفئ إلى كهنوت النار المقدسة.

يتوجب علينا كمراقبين وخاصة في الوطن العربي، أن نطل على المشهد الإيراني بأفق واسع، وأن نقرأ الأحداث كما يجب أن تقرأ، وأن نتعمق في الفهم، وأن نتعلم، ولم لا، فلدينا مشهد عظيم، وعميق، وثري بالإبداعات، لدرجة أن جوقات الكتاب، والمفكرين المزعومين، والمروجين مدفوعي الأجر، الذين جندهم النظام الإيراني منذ سنوات، وحوّلهم إلى قطيع بائس، يمدحون النظام الإيراني على "الفاضي والمليان" كما نقول بالعامية، ويدافعون عنه حتى لو اعتدى على أمتهم العربية، هؤلاء المأجورين يقفون اليوم مشدوهين أمام ما يجري، لا يجدون ما يقولون، لأن مير حسين موسوي، ومهدي كروني، وحسن رضائي الذين يقودون الاحتجاجات، وهاشمي رفسنجاني، ومنتظري ، وخاتمي، وغيرهم المئات، هم أبرز أعمدة النظام الإيراني وليسوا جواسيس صغار لهذا القطب أو ذاك، ولذلك نرى جوقة المأجورين في بلادنا قد ألقموا حجارة في أفواههم، وخرّوا صامتين، فماذا عساهم يقولون عن هذه الأمة الإيرانية التي تكسر قيود الأمر الواقع، وتكسر حلقات الأوهام المقدسة، وتنطلق نحو التغيير، تتطلع نحو الشمس، ولا تقبع في عتمة المعايير الخرافية.

لقد أعجبت كثيراً بالسيدة شيرين عبادي الناشطة الإيرانية المشهورة في مجالات حقوق الإنسان، وخاصة في مجال الأطفال والمرأة، حيث هذا هو اختصاصي الذي أنشط فيه، أعجبت بها كثيراً وهي تتحدث عن حقوق وقوانين ومكتسبات تراجعت كثيراً في إيران عما كانت عليه قبل أكثر من ثلاثين سنة.

ترى ماذا يقول المداحون العرب، هل يطلقون شتائمه8م ضد الأمة الإيرانية الحيّة لصالح الظلم والاستبداد؟

هذه تحية للجماهير الإيرانية التي تقوم الآن بصنع المعجزة الجديدة.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الايرانية من الخارج الى الداخل
- أطفال العالم أمل للمستقبل وضحية للطغيان
- الخامس من حزيران استنهاض للديمقراطية والارادة الوطنية
- الفقر ودروبه الخطرة
- غزة الان تحت الضغط أو تحت الخطر من جديد
- بسرى البربري مشوار طويل وقدرة مذهلة
- ذاكرة لا تنسى وحق لايموت
- حل الدولتين مفتاح السلم ام مفتاح الحرب؟
- حب على الطريقة الفلسطينية
- أقبل الليل
- وكالة الغوث وتعويضات أضرار الحرب على غزة
- لحظات للبكاء
- ريحانة
- سراب
- هجرة الشباب بحثا جماعياعن حياة،أم طردا من الحياة
- تمرد القلوب
- أغنيةٌ للحب
- الطبقة العاملة ميراث من الماضي أم حقية متجددة
- حياتنا الاكاديمية بين وفرة الكم وندرة النوع
- يوم الطقل الفلسطيني


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - إيران من شريط التسجيل الى الهاتف النقال