أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الصالح - ما الهدف من نقد الفكر الديني













المزيد.....

ما الهدف من نقد الفكر الديني


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 09:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نظام التعليق على الرسائل على هذه الصفحة وإعطاء الفرصة للقراء للتعليق على المقالات ومراسلة الكاتب رأسا تعطي الكاتب صورة ولو جزئية عن مقدار تقبل القراء أو عدمه لمقالاته. يصلني بين الحين والآخر رسائل أليكترونية تعلق على مقالاتي التي تنتقد الفكر الديني. بعضها من أصدقاء وأقارب من الوطن وبعضها من مجهولين أو متخفين تحت أسماء مجهولة. بعض تلك الرسائل جادة تسألني عن أمور بدت لمرسليها غير واضحة ، وهذه أرد عليها وأحاول قدر المستطاع أن أشرح ما بدا غامضا منها. بعض الرسائل الأخرى خفيفة الظل كرسالة ذلك الذي وعدني مشكورا بأن يصلي من أجلي ويدعو الله أن يهديني، فأرسلت إليه أشكره ورجوته أن يضف إلى دعاء هدايتي دعاءا بتحرير فلسطين والعراق من المحتلين الصهاينة والأمريكان ، ثم رسالة آخر طلب مني أن أذهب للمسجد وأصلي لله طالبا العفو منه. بعض الرسائل تثير فعلا الشفقة على كاتبيها، فهي تدل على الجهل الذي يصل في بعض الأحيان حد الغباء. ولكن كثيرا من الرسائل تعاتبني وتسألني لماذا أوجه انتقاداتي للفكر الديني الإسلامي حصرا ولا أنتقد بقية الأديان؟ بعضهم وخاصة أؤلئك الذين بعيشون في أوروبا مثلي يتهمونني بأنني بانتقادي الفكر الديني الإسلامي أحاول إرضاء الأوروبيين.
أولا وقبل كل شيء أنا أنتقد كل فكر يؤثر سلبا على المجتمعات التي ينتمي إليها أهلي وأبناء شعبي في العالم العربي ويمنع تقدمهم وتطورهم والتحاقهم بركب الحضارة والتقدم. ولقد قمت بانتقاد الفكر اليهودي التلمودي العنصري والذي يتسلح به الصهاينة والقائمين على الدولة العنصرية المغتصبة،إسرائيل. ولي في ذلك عدة كتب بالعربية والتشيكية وهناك قضية رفعت ضدي في المحاكم السلوفاكية منذ سبع سنين ولا تزال قائمة تحت تهمة العداء للسامية بسبب كتابي الذي صدر باللغة التشيكية " لماذا القتل في إسرائيل-صرخة فلسطينية".
أنا أنتقد الفكر أو الخطاب الديني الإسلامي المعاصر لأنني مسلم ولأن هذا الفكر يعنيني وله نأثير ضخم على المسيرة الحضارية لشعبي ولأن هذا الفكر تحول إلى فكر رجعي كلياني و تسلطي يرفض الآخر ويحجر على العقل و حرية الفكر مما يمنع مجتمعاتنا من التقدم والتطور ويلقي عليها جوا من الإرهاب الفكري الذي يصل إلى حد الإرهاب الجسدي.
لا شك في أن الفكر الديني المسيحي في حاجة ماسة إلى التجديد وكل فكر مهما كان نوعه يحتاج إلى التجديد وإلا تحجر، وكثير من التأويلات اللاهوتية التي يقوم عليها الفكر الديني المسيحي مثل نزول الله إلى الأرض وتجسده في جسم المسيح وغيرها بعيد عن المعقولية وغير مقبولة من الفكر العقلاني. كما أنه بين الحين والآخر تظهر حركات أو مجموعات مسيحية ذات هوس قيامي تدعو أعضاءها للإنتحار الجماعي من أجل الإنتقال إلى عالم الأبدية السعيد، ولكنها حركات محدودة ومعزولة. وفي نهاية المطاف فإن نقد الفكر الديني المسيحي وتفكيكه وتجديده منوط بالمسيحيين أنفسهم. ولكننا يجب أن نعترف إن الفكر الديني المسيحي اليوم نتيجة للفكر النهضوي الذي عم أوروبا فتح على مصراعيه حرية تفكيكه ونقده التي وصلت إلى حد التشكيك بقدسية كتابه "المقدس" ومصدره الإلهي بدون التعرض للتكفير أو الإتهام بالشعوذة والمسائلة والعقاب الجسدي كما كان يحدث في العصور الظلامية. الدين المسيحي تحول بشكل عام إلى دين ومعتقد فردي لا يتدخل في أمور الحكم والدولة ولا يتدخل قصرا في حياة الناس اليومية ولا يجبرهم على معتقد بالقوة ولا يتدخل في مأكلهم وملبسهم ومشربهم وجميع جزيئات معيشتهم اليومية كما يتدخل الفكر الديني الإسلامي. الفكر الديني المسيحي لا يقول أن تارك الصلاة كافر يجب عقابه بالقتل ولا يجبر المسحيين على الصوم وإلا فأنهم خارجون عن الملة حق عليهم الحد، كما أنه لا يجبرهم على لبس لباس شرعي ولا يدعي اليوم أن المرأة ناقصة عقل ودين وعورة يجب حجبها عن أعين الناس. ورغم أنه يكره زواج المسيحي بالمسلمة أو المسيحية بالمسلم فإنه لا يعتبر هذا الزواج إن حصل باطلا. والأهم من كل ذلك فإن للمسيحي حرية كاملة في تغيير دينه والتحول إلى أي ديانة أخرى أو أن يصبح لا دينيا دون الخوف من قطع رأسه أوتطليقه من زوجته وحرمانه من ميراثه.
الفكر الديني الإسلامي هو فكر الحرام والممنوع وهو يتدخل في أدق خصوصيات المسلم وهناك مئات الأمثلة على التدخل التعسفي اليومي لهذا الفكر ويكفي نظرة على قوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية والإسلامية والتي تنبع من الشريعة الإسلامية كي نعرف حجم وعمق هذا التدخل. إنه يدخل علينا غرف نومنا ويتدخل بيننا وبين نساءنا وأبناءنا وبناتنا، يتدخل في طعامنا وشرابنا ولبسنا وعطرنا ومشينا وجلوسنا ودخولنا إلى بيوت الخلاء وخروجنا منها. إنه يتدخل حتى في مماتنا وكيفية دفن أمواتنا وشكل وموقع واتجاه قبورنا ويلاحقنا حتى بعد مماتنا بعذاب القبر وعذاب الآخرة . إنه يتحدث باسم الله وباسم أبينا وأمنا وزوجنا. لقد تحول هذا الفكر إلتى خلايا سرطانية قاتلة وليس له أي علاقة لا بالله ولا بالدين. إنه فكر بشري لا علاقة له بالله ولا بالإيمان. إنه فكر يقوم على إغتصاب العقل وشطب الغير ولذلك يجب نقده وتفكيكه وبناء فكر حر مكانه يفتح الباب على مصراعية لحرية الفكر والعقيدة والدين ويحرر المرأة والإنسان من قيوده. لا يعني هذا أبدا شطب الدين فالدين الإسلامي متجذر في أعماق الملايين من المسلمين ولا يمكن لأحد أن يقلع هذه الجذور، وإنما يعني تحرير العقل والدين من سلطة رجال الدين الذين اغتصبوا العقل والدين.



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ناقصة عقل وعورة وجب إخفاءها عن عيون الغرباء
- العلمانية والدين، صراع بقاء أم حياد إيجابي
- الكتب المقدسة هي جزء من المنتج الأدبي والثقافي الإنساني
- سلطة التاريخ على السياسة
- بين نقد الفكر الديني الإسلامي وسياسة الغرب الإستعمارية. رد ع ...
- رفض الغير ليس حكرا على الغلاة والمتشددين الإسلاميين
- الآخر في الخطاب والفكر الديني
- الله والمؤسسة الدينية
- المسيحيون العرب شركاء لنا في الوطن وليسوا على ذمة أحد


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الصالح - ما الهدف من نقد الفكر الديني