|
كيف يكون البرلمان القادم في كوردستان
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 08:46
المحور:
القضية الكردية
من المتوقع ان يشهد تركيب و محتوى و مضمون البرلمان الكوردستاني في دورته المقبلة تغييرا نسبيا من حيث الجوهر و العمل و الكمال و الشكل و المهام . تنظيم العملية و الحملة الانتخابية و ظهور الاراء المختلفة منذ اليوم الاول في الترويج للقوائم الانتخابية المختلفة و من الايديولوجيات المتنوعة ،يبشر بالخير،بدا العمل مستهلا بالشعارات الوطنية العصرية الجميلة بهدوء ،والنتيجة النهائية لتفاعل المعادلات ترشدنا الى الان ان الاحزاب و متطلباتهم سوف تسيطر على اداء النائب و عقليته ولو بنسبة تختلف عما سبقه ، و لا يمكن انتظار التغيير المطلق ، و انما الاحزاب المتنفذة سوف لم تال جهدا في اعادة كرتها و محاولة بقائها مسيطرة على الامور كافة ، اما من حيث الواجبات و المهامات الخاصة به فان البرلمان سوف يقر القوانين و حسب الطلب كما هو الحال لحد اليوم ،اما مراقبة السلطة التنفيذية و محاسبتها ، لا يمكن التنبوء بها كما هو المامول،و ان كنا نحس هناك ربما توجه في هذا المجال ان كانت هناك كتلة معارضة معتبرة فيه ، و الوضع السياسي العام و المرحلة تتطلب وجود برلمان فعال و طبيعي و ممثل لكافة مكونات الشعب .الدورة البرلمانية المقبلة بحاجة الى اعضاء اصحاب عقليات تقدمية موائمة للعصر و للظروف السياسية والمرحلة و المستجدات على الساحة ،يحتاج الشعب الى ممثلين له في البرلمان الذين يجب ان يتصفوا بالقدرة و الامكانية الثقافية و المعرفية ، اصحاب الراي و الموقف مستبصرين و متنبئين و محللين و مفسرين و باحثين جيدين و اصحاب خبرات في جميع المجالات بحيث يكونوا مجتهدين نشطين وهم يحذروا الشعب من السلبيات و الثغرات ، و يجب ان يقفواضد الفساد و يحددوا اسباب انتشاره و الطرق و الوسائل التي يجب ان تُعتمد من اجل الحد من انتشاره و علاجه بتوجهات و دوافع سلمية و شفافة عن طريق القوانين المعتمدة و باساليب و سلوك و تطبيق واجبات بديموقراطية و حرية ، يجب ان يتعاملوا مع الاحداث بعلمية و عقلانية مستندين على المؤسساتية مذللين للعوائق امام مسيرة التطور محافظين على المصالح العليا للشعب مؤمنين بان الحزب هو الوسيلة لتحقيق اهداف الشعب و ليس الهدف بنفسه ، و يجب الا يهدفوا في العمل ضمان مصالح الحزب على حساب الشعب . ان كان مستوى اعضاء البرلمان عند حسن ظن الشعب على مختلف الاصعدة و ليس اشغال المقاعد البرلمانية و تنفيذ اوامر الاحزاب فقط او الاطاعة العمياء لما يصدر من القائد ، و ان كان من النخبة و له اختصاص معين ، سوف ينتقل البرلمان الى مرحلة اخرى من التطور المنشود له من حيث تنفيذ مهامه . و على البنائب ان يفكر بحرية تامة دون اي قيد او شرط ، و يجب ان يعمل و يفكر خارج اطار الصراعات الحزبية الضيقة و العقليات المنتهية الصلاحية في هذا التاريخ و العصر ، و يجب ان يكون ممثلا حقيقيا للفرد و المواطن و المجتمع ، و يتعايش معهم في السراء و لضراء و يلامس ظروفهم و ينظر الى مستقبل الاجيال و الوطن باستمرار . و لا يمكن الطلب من العضو المنتخب ان يستقيل من حزبه و يبتعد عن تياره و ان يفكر بغير عقليته و مبادئه و قيمه و انما يمكن للعضو ان يتصرف وفق مهام البرلمان العام و ما يضمن المصالح العليا للشعب بشكل عام ، و في كثير من الاحيان يمكن ان تكون له الاراء و المواقف التي لا توائم مع منظور حزبه و اهدافه بل تكون في مقدمة اهداف و امنيات الشعب بشكل عام . خلاصة القول ،و استنادا على كل القراءات و التوقعات و التنظيرات و الوقائع و ما موجود على الارض و الواقع ، بعد قراءة المستوى الثقافي و الاجتماعي و السياسي و العلاقات العامة و الروابط و العقليات ، يمكن ان لا نتفائل كثيرا في النتائج، و مع ذلك لا يمكن التشاؤم ايضا من حيث الاصلاح و التغيير و كيفية عمل البرلمان و فعاليته و نشاطاته التي هي من القضايا المصيرية و من العوامل الهامة الاساسية للتنمية و التطور في كافة المجالات ي كوردستان .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المثقف بين التفاؤل و التشكيك
-
المشكلة اكبر مما بين المحافظين و المعتدلين في ايران
-
الاستناد على العقلانية في التحالفات السياسية
-
موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني
-
دور حرية الفرد في تطبيق مفهوم الديموقراطية
-
لن يتم الاصلاح بيد من يقف ضد الديموقراطية
-
الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية
-
ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان
-
متى ننتهي من الدوران في الحلقة المفرٌغة ؟
-
استغلال الانتخابات الرئاسية للتنفيس عن المكبوت عند الشعب الا
...
-
الانسحاب الامريكي و فرصة تضييق الحريات في العراق
-
من سيدفع الثمن ؟
-
ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره
-
عقدة التكبر و الاحساس بالنقص معا في السياسة العراقية
-
من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟
-
كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟
-
اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
-
الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
-
استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
-
الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
المزيد.....
-
طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
-
تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
-
مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
-
نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي
...
-
أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين
...
-
التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ
...
-
العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما
...
-
قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
-
زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر
...
-
حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|