أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - روشن قاسم - خامنئي من ال-قم- الى القمع















المزيد.....

خامنئي من ال-قم- الى القمع


روشن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عاد رئيس الوزراء الايراني الاسبق ميرحسين موسوي بعد ابتعاد دام أكثر من عشرين عاماً الى الساحة السياسية الايرانية بهيئة المحافظ المعتدل ليخلق جوا متوترا لايروق لمزاجيات المحافظين المتشددين يدعمهم الحرس الثوري والذين أصبحوا يسيطرون ليس فقط على المؤسسة العسكرية بل ايضا على الاقتصاد الايراني.

ورغم ان موازين القوى في ايران أصبحت معقدة بعد الانتخابات الايرانية، الا ان الاختلاف في التوجهات بين هذه الموازين لايعني ان يقدم اي طرف من الاحزاب السياسية الايرانية على الاستمرار حتى العظم في احداث التغيير المبتغى لدى تيارات الاصلاح والمعتدلين والبراغماتيين في ايران، والسبب هو ان جميع هذه الاحزاب والقوى السياسية تلتقي تحت عباءة وضمن أطر عمامة الخميني الدينية، وهذا مايجعل من الصعب طرح مشروع يتعدى الاصلاح الى التغيير، فيما يصر المتشددون على بتر اي محاولة للاصلاح يصعب توقع نتائجها المستقبلية على ما انجز للحرس الثوري منذ ان تشكيله في بداية الثورة على يد الخميني، خاصة انه لعب دورا رياديا ابان حرب الخليج الاولى او الحرب( المفروضة على ايران ) كما تسمى عند الايرانيين الى ان تسلم نجاد الابن البار للحرس الثوري منصب الرئاسة ويعتبر الانجاز الاكبر للمتشددين

كما ان الواقع السياسي في ايران ترجم خلال الحملة الانتخابية، الازمة المحدقة بالامن والاستقرار الداخلي وأعلنت بعد ان شهدت الحملة الانتخابية تجاذبات حادة بين الاصلاحين والمحافظين المتشددين، متمثلة بتنافس مير موسوي وأحمدي نجاد والتي تطورت الى مظاهرات واعتصامات في الشارع الايراني اثر فوز احمدي نجاد، وعدم قبول النتائج من قبل انصار الموسوي، الا انه من غير المنطقي تحميل الاحداث في الشارع الايراني أكثر من حجمها الطبيعي المتمثل بصراع على مصادر السلطة بعد ان سحب الحرس الثوري البساط من تحت اقدام رجال الدين السياسيين في ايران اي انتقال السلطة من الملالي الى العسكر، وهذا ما حدا بالاصلاحين التهافت على شعارات الاصلاح والعودة الى ايام الثورة الاسلامية على امل استعادة دورهم المسلوب في الجمهورية الاسلامية الايرانية .

بدوره "خامنئي" الذي يمثل الجبهة الملتزمة بثوابت الجمهورية الاسلامية سواء على مستوى دور الدين في الساحة السياسية، او الالتزام بموقف العداء لامريكا على اعتبارها "الشيطان الاكبر"خلق بذلك تابوهات امام اللاعبين السياسيين في الجمهورية الاسلامية، لايمكن المس بها، وبالتالي فرض خطوط حمراء لايمكن للاصلاحيين المضي في المعنى الحقيقي للاصلاح، في ظل نظام راديكالي، هم ايضا من ساهموا في دسترته واستمراريته ليصبح الاصلاح اشكالية متعددة الجوانب للقوى المتصارعة ضمن بوتقة الثوابت والمحظورات، و ماظهر على السطح انما هو إفراغ النظام الايراني من مبررات وجوده في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة و الانفتاح الذي يشهده العالم ولايمكن ان تتجاوزه الانظمة المنغلقة دون دفع ثمن من استقرارها

وبعد مرور ثلاثين عاما على الثورة الايرانية كان من الطبيعي ان تكون ضرورات الدولة متقاطعة مع التقوقع في القم واعتماد الخامنئي على خصوم الغد ، و التعويل على استدراك شعارات الثورة امام الواقع ايراني جديد محكوم بالفشل في ظل التطورات التي شهدتها المنطقة والعداءت القديمة التي قد تجد الاسناد وتطفو على السطح فجأة، كل هذا حتم على خامنئي ان يحصن انجازاته بقوة تستطيع صد اي تغيير قد يهدد مركزه، وذلك باعتماده على الحرس الثوري والمؤسسات العسكرية، الذين يشاطرونه التخوفات التي قد تطيح بما حققوه من سيطرة على الاقتصاد الايراني و تبوأهم زمام السلطة في ايران ، اضافة ان ديمومة النهج الايراني التعنتي يشكل قوة مانعة لايمكن اختراقها من من هم خارج السرب المتشدد، و اي ارباك يمس سلطتهم تفهم على انها محاولة لاجهاض الثورة، التي جعلت من ايران قوة لايستهان بها وعمالة لدى جهات خارجية تريد النيل من هيبة ايران، وهو العرف التقليدي المتبع في الاحتفاظ بالسلطة بغطاء شرعي صوري لدى غالبية الانظمة الدكتاتورية

ومن الطبيعي ايضا ان يفضل خامنئي ان يمسك ابنه "مجتبي خامنئي" بمفاتيح الحرس الثوري والاستخبارات والأجهزة الأمنية التي امتدت قوتها من مجرد القوة العسكرية، إلى القوة الاقتصادية والاجتماعية، على ان يتبوأ المكانة الدينية التي تؤهله للقيادة الفقهية ليحمل فقط مرتبة حجة الإسلام وليس آية الله ولابد ان خامنئي يعرف مالذي يعنيه سيطرة العسكر في المستقبل القريب والتحول الذي تسير فيه الجمهورية الايرانية من تطبيق لشعارات الثورة الى مرحلة استغلال الثورة للمرحلة القادمة من قبل المتشددين و عزل المرجعيات الدينية المنافسة لشخصه واعطاء دور محوري للحرس الثوري ولعل أحمدي نجاد يعد تعبيراً عن هذا التحول، باعتباره أول رئيس إيراني من الحرس الثوري.

أما نجاد الولد البار للحرس الثوري والذي أبدى مواجهة متشددة مع الغرب واستطاع ان ينتزع المكانة الاستراتيجية لإيران كقوة ممانعة امام مصالح الغرب في المنطقة ، و اصراره على المضي في الملف الاهم وهو الملف النووي الايراني، وكان تفضيل أحمدي نجاد من قبل خامنئي على من سبقوه ترجمة لعزم المرشد على تحصين الانجازات السابقة واللاحقة لمواليه ومطيعيه، ولم يكن رفسنجاني المنافس القديم لخامنئي مسموحا له العودة مجددا الى السلطة بذريعة سياسته الانفتاحية على المنطقة وتوجهاته البراغماتية الغير منسجمة مع المواقف المتشددة على صعيد السياسة الخارجية، وكان لابد ان يتم اقصاء خاتمي ايضا عن اللعبة السياسية بعد ان شهد عصره تجميد البرنامج النووي من دون الحصول على شيء في المقابل من الغرب.

كما ان خامنئي وبعد تولي أوباما للادارة الامريكية وتحسبا للمرونة التي ابداها اوباما بشأن الانفتاح الامريكي على العالم الاسلامي و على قوى الممانعة في المنطقة، لن يدع المرشد الاعلى الاصلاحيين ليغتنموا فرصة اي تغيير في السياسة الخارجية الامريكية تجاه ايران و يلعبوا دور البطولة في سيناريوهات التسويات المقبلة مع "الشيطان الاكبر"، و احمدي نجاد الذي اتقن لعبة السياسة الخارجية وفق منظور الخامنئي تجاه الغرب ورغم اخفاقاته في السياسة الداخلية والازمة الاقتصادية التي تعاني منها ايران منذ اربع سنوات اي منذ تولي نجاد زمام النظام في ايران الا انه هو المفضل لدى خامنئي للعب دور البطولة في التسويات المحتملة المقبلة.

اما خصوم نجاد الذين عولوا على الانتخابات الايرانية اكثر مما يجب ،و تناسوا ان أصحاب الخلفيات العسكرية هي من المصادر تتحكم بالسلطة في ايران بعد ان سيطروا على الساحة السياسية ، إذ تشير الوقائع الى ان أكثرمن 60% من البرلمانيين لهم خلفيات عسكرية في مؤسسة "الباسدران" وهذا معلن رسميا كما ان قوات الباسيدج (التعبئة) تشكل القاعدة المتحكمة الى حد ما في الشارع الايراني و الموجهة من "الباسدران" بين الجماهير الايرانية، كل هذا كاف ليدرك الاصلاحيون كابوس الجمهورية الاسلامية الدكتاتورية .

وهكذا يمكن تصور الهوة بين المرحلتين والتي ظهرت في فترة الانتخابات وما بعدها ،الامر الذي برهن لخامنئي انه كان على حق في انتهاج خطوة استباقية تمنع الاصلاحيين من الوصول للسلطة مجددا ، وقطع الشك باليقين بعد ان ظهر له خلال الايام التي عقبت الانتخابات مدى قوة المعارضة وهذا ما سيدفع به الى خطو خطوات أكبر في اعتماده على العسكر، والمرحلة المقبلة في ايران ستشهد تشددا داخليا على غرار المواقف المتشددة للسياسة الخارجية الايرانية، لردع اي تحولات اجتماعية اواقتصادية اوآيديولوجية اوسياسية كبيرة،كما انه استطاع ان يعيد ماء الوجه لجدار الممانعة في المنطقة، واعادة الثقة الى حلفاء ايران ،خاصة بعد خسارة حزب الله في الانتخابات اللبنانية امام الموالاة ،ولن يتحمل التوجه الايراني اخفاقا آخر يزعزع الثالوث الشيعي في المنطقة والمتمثلة في الاقطاب الرئيسة المعلنة وهي ايران والنظام السوري وحزب الله .

اما التيار الاصلاحي سيكون امام اختبار صعب بعد كشف الاوراق، واي تسوية اقليمية قد تطيح بآمال الاصلاحيين في استرجاع مكانتهم المسلوبة، وإجترار ثورة الخميني هي ورقة خاسرة لهم، والخيارات المتاحة هي التحول من الاصلاح الى التغيير بما ينسجم مع واقع حال النظام الايراني بعد ان انتقل من الملالي الى العسكر ومن ال"قم" الى القمع ...



#روشن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان مابعد الانتخابات اجترار للاجندات
- حل أزمة لبنان مرهون بحل أزمات المنطقة
- الحلم الضائع التركي في وادي الأكراد
- لا لإعلامي استبدل قلمه بفردة حذاء
- في نوروز.. استنكار خجول.. وممارسات بعثية فاحشة ...ودم كردي ي ...
- تجليات وهم الوصاية في ظل ترهلات المبررات السورية
- دعاء حالة لاتقبل الزحزحة أو التجاوز
- الادمغة السلفية قنبلة موقوتة تهدد مفهوم الوطن والمواطنة
- إستجلاءات الحرب على لبنان...!؟.
- استحقاقات تستوجب النظر للمعادلة السياسية الكردية في سوريا
- الى متى ستبقى سوريا معلبة بحافظة الفكر البعثي الاوحد؟ !
- المغازلة الايرانية لتركيا الى ماذا تفضي؟!
- مقامرة جديدة حول الوجود الكردي في المنطقة
- النظام السوري بين الفكرالقومجي والهلال الشيعي - القاحل.
- المرأة الكردية بين رحلة النضال وخيبة الانصاف
- الاعلام لن يبرح .... الارهاب سوف يغور
- هروب النظام السوري من الاستحقاقات يحقن الازمة الملتهبة في ال ...
- تراخي الاعلام العربي يخدم دكتاتوريات الشرق
- غيمة الاسلام الاصولي تبدد سماء كردستان
- سوريا اخرجت ورقة الشاهد فجوبهت بجوكر المقبرة الجماعية


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - روشن قاسم - خامنئي من ال-قم- الى القمع