أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخميسي - نتنياهو - المهزلة والدراما














المزيد.....

نتنياهو - المهزلة والدراما


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


في خطابه في 14 يونيو الحالي طرح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي تصوره لوقف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولشروط السلام . واعتبر بنص كلماته أن " الشرط الرئيسي لإنهاء النزاع " ولقيام دولة فلسطينية هو: " الاعتراف بأن دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي " ، أي بيهودية إسرائيل ، أي الاعتراف بطابع إسرائيل الديني والعنصري ، في الوقت الذي رفض فيه نتنياهو – في الخطاب نفسه - وجود أي كيان ديني آخر مثل " حماستان " على حد قوله . ذلك أن الدولة الدينية حكر على إسرائيل وحدها مثلما أن القنبلة النووية حكر عليها وحرام على إيران وغيرها . وقد ذكرتنا الأستاذة تهاني الجبالي بأنه حينما أعلن قيام دولة إسرائيل في منتصف القرن الماضي في إطار مخططات بريطانيا الاستعمارية ، سخر الفنان العالمي شارلي شابلن من مبدأ تلك الدولة الديني ، وطابعها اليهودي ، وكتب في يناير 1947 بمقال نشره في جريدة " فيران تيرو " السويسرية يقول : " أن تكون يهوديا أومسلما أو مسيحيا يعني بالنسبة لي أن تكون طويل القامة أو قصيرها ، أما إنشاء دولة لليهود بالقوة المسلحة فإنه يعني أن سم العنصرية النازي قد تسلل من جسد الجلاد إلي الضحية ، فصارت الضحية بدورها جلادا تبحث عن ضحية ستصبح هي الشعب الفلسطيني ، وفكرة جمع اليهود في دولة كهذه تشبه أن يفكر أحد في جمع الكاثوليك في الفاتيكان " . وفي حينه رفض شابلن قبول الدعوة الموجهة إليه بأن يحمل جواز السفر رقم 1 في إسرائيل ، وحدد موقفه بوضوح من قيام إسرائيل لأنه فنان عالمي حقا ذو ضمير إنساني وليس مجرد أفاق مثل الموسيقى " بارينبويم " الذي دافع عنه بعض المثقفين بحكم أو بحجم رواتبهم . لكن ما كان شابلن يسخر منه قد تحول على يدي نتنياهو إلي واقع كئيب ! وقد كان مطلب إسرائيل في البداية أن يعترف العرب بدولة إسرائيل ، وبحقها في الوجود ، واعتبرت إسرائيل أن عدم الاعتراف هو العقبة الوحيدة في وجه السلام ، فاعترف العرب والفلسطينيون بذلك عبر اتفاقيات للسلام مضى عليها أكثر من ثلاثين عاما وأكدوا اعترافهم عبر مبادرات سياسية أخرى لاحقة، فإذا بإسرائيل تبرز في خطاب نتنياهو مطلبا جديدا هو الاعتراف بيهودية الدولة معتبرة أن ذلك هو العقبة الوحيدة في وجه السلام ! وحينما يعترف العرب والفلسطينيون بيهودية الدولة ستجد إسرائيل مطلبا آخر كأن يعترف العرب بأن الهواء والماء يهوديان ، وستكرر حديثها عن العقبة الوحيدة وعن تعنت العرب . ذلك أن الكيان الصهيوني العنصري لا يريد سلاما وقد منحه العرب فرصة ثلاثين عاما كاملة من السلام رسخ خلالها نهج التوسع والاستيطان والحروب . وقد صار حتى الحجر ، والخشب ، والحديد ، يعي أن إسرائيل لا تبحث عن أي نوع من السلام ، حتى مع المعتدلين جدا مثل " منظمة فتح " التي لامها نتنياهو لأنها غير مستعدة للاعتراف بيهودية إسرائيل . وقد نسف الخطاب أولا فكرة الدولة الفلسطينية وسيادتها بالحديث عن دولة منزوعة السلاح ، بلا جيش ، لا سيطرة لها على أجوائها ، ولا حق لها في عقد تحالفات عسكرية ، وخاضعة لمراقبة دولية وإسرائيلية . ثم نسف مبدأ أن تصبح القدس العربية عاصمة الدولة الفلسطينية مؤكدا أن القدس ستظل " عاصمة إسرائيل الموحدة " ثم نسف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ( 3 مليون ) بتأكيده أن تلك المشكلة ينبغي حلها " خارج دولة إسرائيل " ، الأخطر من ذلك أن رسخ لإسرائيل حق مواصلة الاستيطان بقوله إن المستوطنين هم : " أشقاؤنا وشقيقاتنا وهم جمهور طليعي يحمل معتقدات صهيونية ويتميز بقيمه الرفيعة " ! . لقد جاء خطاب نتنياهو في جوهره أقرب إلي إعلان حربي يؤكد علاقة إسرائيل العدوانية بالمنطقة مستقبلا وأنه لا سلام ولا حتى هدوء مع إسرائيل ، هذا ما أدركته حتى " قلوع المراكب " .

***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمير المصري يستقبل أوباما بمسرحية - فضيحة أبو غريب -
- حزب مصري جديد .. معارض للحياة
- محمد الفضالي .. مبدع جديد
- الأوبرا المصرية مغلقة أمام سيد درويش مفتوحة للإسرائيليين ؟
- عداء السامية لنا
- انتظار - قصة قصيرة
- المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني
- الحرية لمجدي حسين
- أنطون تشيخوف الحبيب
- المثقفون البريطانيون - ينبغي لإسرائيل أن تخسر - !
- المصريون وغزة
- الحذاء العراقي الطائر
- جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها
- حيرة - قصة قصيرة
- منع النشر علينا !
- بيرسترويكا أمريكية ؟
- المدارس المصرية .. عذاب الطفولة
- نحن والقمر جيران .. فكيف سبقتنا الهند إليه ؟
- بركة الثقافة الشعبية
- الأزمة العالمية.. مالية أم سياسية ؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخميسي - نتنياهو - المهزلة والدراما