أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004 - مصطفى محمد غريب - آيار الرمز والأمل والغبطة والفرح القادم















المزيد.....

آيار الرمز والأمل والغبطة والفرح القادم


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 821 - 2004 / 5 / 1 - 03:20
المحور: الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004
    


لن تستطيع فلول الظلام من ايقاف العجلة.. وذلك يعتمد على القوى الوطنية والديمقراطية والطبقة العاملة وحركتها النقابية ومنظمات المجتمع المدني

يأتي آيار هذه السنة بأريجه والعراق يعيش حالة الموت والدم والقتل والعنف والاحتلال بعد معاناة استمرت 35 عاماً من الحكم التسلطي الارهابي الذي حارب الطبقة العاملة ونقاباتها فقام باعتقال واعدام وتشريد قادتها ثم حرف نقاباتها بالسيطرة عليها من خلال مؤسساته القمعية وازلامه من رجال أمن ومخابرات وحزبين ينفذون مخططات وسياسة الدكتاتورية ، وخلال ذلك الحكم البغيض جرى التجاوز على الكثير من حقوق العمال والحركة النقابية بواسطة القوانين الجائرة والغاء قسماً من الطبقة العاملة بقرارات فوقية واستبدال قانون العمل والضمان الاجتماعي بقوانين شرعت اساساً من اجل خدمة توجهات الدكتاتورية وحزبها حزب البعث العراقي..
يَقْدم آيار والقوى الشريرة تعمل ليل نهار من أجل ارجاع العجلة إلى الخلف وقتل طموحات الطبقة العاملة والجماهير الشعبية الكادحة والمثقفين الثوريين في عراق ديمقراطي تعددي فدرالي يمنح لأول مرة الحرية لجميع المواطنين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم حرية الاختيار والتنظيم وقيام مؤسسات المجتمع المدني بما فيها حرية التنظيم النقابي واستقلاليته التامة.. فقوى الشر والارهاب في الداخل وفي الخارج ترعبها كلمة الديمقراطية والحرية والمساواة والاخاء والسلام وبناء البلاد والاستقرار وحرية التنظيم النقابي على أسس مبادئ الديمقراطية النقابية وتأسيس النقابات المستقلة التي تناضل من أجل حقوق العمال الطبيعية المشروعة وقيام حكومة وطنية منتخبة من قبل الشعب العراقي.. وهي تعتبرقضية تحقيق الديمقراطية قضية موت أو حياة بالنسبة لها، ولهذا تعمل بكل ما تستطيع عليه لوقف هذه التوجهات لا بل وتصارع حتى الموت على بقاء العراق تحت نير الاحتلال لكي تعطل عملية انتقال السلطة للعراقيين وقيام الدولة العراقية بمؤسساتها الوطنية التي تستطيع من خلالها تطبيق القوانين والقيام بعملية اعادة بناء العراق وتحريره من قوات الاحتلال.. ولا نغالي إذا قلنا أن الفلول الظلامية الارهابية استطاعت بعض الشيء تعطيل الاسراع في انهاء الاحتلال واعادة بناء العراق بعد خراب دام سنوات طويلة..
إلا أن الامر ليس بالسهولة على الرغم من الاضطرابات والاوضاع المتردية وعدم الاستقرار والتفجيرات والاغتيالات وتفشي ظاهرة الجريمة المنظمة لأن القضية تمس حياة الملايين المكتوين بنار الارهاب والتعسف والظلم ولهذا لن تستطيع هذه الفلول الظلامية من ايقاف العجلة.. ونحن على ثقة كاملة ان ذلك يعتمد على القوى الوطنية والديمقراطية والطبقة العاملة وحركتها النقابية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين الوطنين وجماهير شعبنا المتضررة من الدكتاتورية والحرب والاحتلال وكل من تعز عليه قضية العراق واستقلاله وقضية الشعب العراقي في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.. نحن على ثقة ان المخطط لن يمر وسوف ينتصر الشعب والعراق اخيراً مهما كانت التضحيات جسيمة..
يأتي آيارفي كل عام بأريجه وبنفحات الصراع الذي امتد منذ نشوء الطبقة المحرومة التي تبيع سر الوجود وتكتفي بالقليل، والحديث عن الصراع العنفوان منذ بداية شيكاغو وحتى اللحظة الراهنة قوس قزح في سماء تنث رذاذ الورود لتظهر انها بالرغم من ذلك اليوم الدامي والذي صعد فيه عمالها منصة الاعدام كان تلبية لخلود آيار باعتباره النقلة الحقيقية لصراع فاز دائما بالحقيقةً على اثبات انها القوية التي تبني ولا تهدم والتي تخلق دائماً السعادة لمن حولها..
آيار عيد الكادحين الذين يبيعون قوة عملهم لكي يعيشوا بالفتات القليل بينما يغتني القلة من جبابرة رأس المال ليمارسوا طغيانهم ضدهم..
آيار هو يوم الاحتجاج بوجه النظام الاستغلالي الذي استثمر العنف الارهابي للطبقات المُسْتغِلة ضد الكادحين الذين تتناقض مصالحهم مع آلة الاستغلال البشعة..
لقد كان الاول من آيار 1886 يوم الاضراب العام، وبقى يرمز لقوة وتكاتف المسحوقين من اجل تحسين ظروف معيشتهم وحياتهم والتأكيد على انسانيتهم بمطالبتهم حينذاك بثمانية ساعات عمل.. وعندما كان المؤتمر في 4 آيار في شيكاغو مؤتمراً سلمياً هب رجال الشرطة الذين كانوا ينفذون اوامر الطغمة الحاقدة على العمال وهاجموا اولئك العزل فراح ضحية عنفهم وقسوتهم أربعة شهداء ، ولم تكتف سلطة جبابرة الغلاة في الحقد والكراهية المتعطشين إلى الدماء فاعتقلوا ثمانية من قادة العمال وسرعان ما حوكموا وحكم عليهم بالاعدام.. وفي تشرين الثاني عام1887 نفذ باربعة منهم حكم الاعدام ( أدلف فيشر و البرت بارسونز و اوجست سبينز و جورج انجيل ) فكانوا حقاً ليس ابناء الطبقة العاملة الامريكية فحسب وإنما الطبقة العاملة العالمية والقوى التقدمية في العالم.
اذن الاحتفال بالاول من آيار ينصب اساساً بتعرية الهمجية اللانسانية في قوانين الاستغلال والسرقة المشروعة حسب شريعة الغاب الرأسمالية، ومنها يجري الانطلاق على تعميق مفهموم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والنضال من اجل حياة حرة وكريمة لترسيخ مبادئ الديمقراطية النقابية في العمل النقابي وحرية التنظيم وعدم التدخل من قبل اجهزة القمع للضغط على العمال وتحريف توجهات النقابات لكي يقودها اصحاب الياقات البيضاء او ممن فضلوا الفتات الرأسمالي والدكتاتوري على طبقتهم فانسلخوا منها ليكونا كما الشرطة ورجال الأمن ضد العمال..
واذا تابعنا بشكل دقيق نجد ان مفهوم الحرية والديمقراطية مرتبطان بيوم أول آيار لانهما يحميان العمال من الاضطهاد والعنف البربري الموجه للطبقة العاملة وجميع الكادحين، حتى اصبح الاحتفال بهذا اليوم انسانيا فضلاً عن كونه طبقياً، لقد وجدت الانسانية التقدمية في مشروعية آيار وحقوق الطبقة العاملة طريقاً مكملاً لحريتها وتقدميتها وتوجهاتها الانسانية نحو عالم خال من الاستغلال يشعر بالامان والسلام والنضال ضد الحرب وآلتها من الاسلحة التقليدية والنوووية والكيمياوية والجرثومية وضد العقول المتخلفة المتعطشة للدماء التي تمجد الحرب وتعمل من أجل اشعال آوارها لتكون الطبقة العاملة وعموم الجماهير الغفيرة وقوداً لها..
يأتي آيار بأريجه وفكر الطبقة العملة بخير لا بل اغتنى وفي الوقت نفسه أغنى الفكر الانساني وطموح البشرية في عالم يسوده السلام والامان والحرية..
من هذه النافذة نستطيع ان نقول أن آيار رمز الأمل والغبطة والفرح القادم.. رمز كفاح ملايين العمال والكادحين والبشرية التقدمية من أجل ان تتحقق العدالة الاجتماعية والمساواة والقضاء على الاستغلال واحلال السلام في العالم، رمز لنضال الطبقة العاملة العراقية من أجل العراق الوطني الحر المستقل ..
30 / آيار / 2004



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رنين القادم في التأويل....!
- رؤيا في ظلال العراق الحزين
- هل يبتدأ المشروع لإعادة الروح لحزبٍ كان سبباً في تدمير العرا ...
- مقتدى الصدر وروح الوطنية والعداء للمحتلين متى ترفع الستارة ع ...
- لأنها في هامة الجميع
- مهمات لا بد من تنفيذها من أجل استكمال بناء المجتمع المدني ود ...
- جرب ان تفهم إنّا نحن الوطن المنفي
- كقياس الهامة
- بالضبط وفي كل مساء
- أسرار الكهوف القادمة
- المجتمع المدني والاستقرار الامني
- اللجوء إلى السلاح غير مشروع قانونياً وأخلاقياً لحل المشاكل و ...
- ماذا بعد هذه المحنة! إلى اين مقتدى الصدر بعد عرس الدم؟!
- هل يستلم العراقيون السلطة في حزيران القادم ؟
- ممن تطلب مغفرة وذنوب العالم مثل مجرات الكون ؟
- في كثير من الأحيان لغة التهديد ضريبة تدفعها النساء
- العيد السبعون على ولادة القرنفلة الحمراء لتكن الحياة كالقرنف ...
- لا يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ليس ما نقله باتريك كوكبورن وتر ...
- عملية حسابية بسيطة وليشربوا ماء المحيط إذا استطاعوا وثيقة قا ...
- مابعد الأباريق المهشمة


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- الطبقة العاملـة والعمل النقابي في فلسطين ودور اليسار في المر ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004 - مصطفى محمد غريب - آيار الرمز والأمل والغبطة والفرح القادم