أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق حجي - بماذا أؤمن ؟














المزيد.....

بماذا أؤمن ؟


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:04
المحور: المجتمع المدني
    


قبل انقطاعي عن النشر لثلاثة شهور (اي لاخر شهر سبتمبر) اقضيها فى لندن ونيويورك سأكون خلالها منشغلا باصدار اكثر من كتاب جديد لي، فانني اود ان يكون مقالي الاخير هذا بمثابة اجابة عن سؤال وردني من قاريء عزيز اذ سألني : (بماذا تؤمن ؟ ) ... ولهذا القاريء الجاد ولأمثاله من قراء هذا الموقع المتميز اقول انني أؤمن بأن الحضارة الغربية فى قسم كبير منها انسانية اكثر من كونها غربية ... أؤمن ان هذه الحضارة هى الوحيدة "الحضارة الحية" ، بينما يصح وصف سائر الحضارات بعكس ذلك... أؤمن بكل ما تعنيه الكلمة بالتعددية فى كل مناحي الحياة والعلم والمعرفة والثقافة والفنون ... أؤمن بالغيرية كقيمة عظمي منبثقة من ايماني العتيد بالتعددية ... أؤمن بعالمية او كونية العلم والمعرفة ... أؤمن ان "النقد" و "النقد الذاتي" و "العقل النقدي" هم من اعظم الانساق القيمية التى طورتها الحضارة الغربية غداة انتصارها على الثيوقراطية ... أؤمن ان الاديان كانت وستبقي عنصرا او عاملا بالغ الاهمية كمصدر للقيم ، ولكن ذلك لا ينبغي ان يمتد خارج نطاق "الشأن الخاص" ، اما الشأن العام كله فلا ينبغي ان يحكم بغير العلم ، ولا شيء غير العلم ، وان رجال الدين يجب ان يمنعوا من محاولات تحكمهم فى الشأن العام لكونهم يفتقرون لألف باء التكوين المعرفي اللازم ... وأؤمن بأن خلط الدين (أيا كان اسمه) بالسياسة هو مدخل مؤكد للحروب ، فملاك الحقيقة المطلقة لا يمكن الا وان يحاربوا ... وأؤمن بالتعايش المشترك حتى بين من كانوا فى حالة عداوة مطلقة ... وأؤمن ان السبل السياسية والحوارية والتفاوضية هى فقط السبل المشروعة لحل الخلافات والصراعات السياسية وان ما يسمي بمعسكر المقاومة ما هو الا غطاء للعنف وثقافة الدم والبغض المتفشية فى عدة مجتمعات وان بقت المجتمعات العربية ملعب هذه الثقافة الاكبر فى عالمنا المعاصر ... وأؤمن ان الانخراط فى التعاملات العلمية والثقافية والمعرفية "مع الآخر" امر حتمي للتقدم وان الخوف (والهلع) من هذا الانخراط هو تكتيك سياسي ممن يرغبون فى بقاء شعوبهم داخل الاقفاص التى صنوعها هم بدعواتهم الثقافية (والدينية) التى تحتاج للانغلاق كي لا تتفتت وكي لا تكنسها مقشة العلم والحداثة ... وأؤمن ان المرأة اكثر اهمية بكثير من كونها عدديا نصف المجتمع وان كفالة كل الحقوق وكل الفرص لها هو شرط اساسي من شروط التقدم ، فوضع المرأة التى يبقيها فى الاطار القرون-أوسطي الذين ينشده البعض كفيل بوجود مجتمع مترع فى التخلف اذ يكون نصفه (عدديا) متخلفا ويكون قسمه الذى ينشيء النصف الآخر ايضا متخلفا وهو ما يضمن التخلف الكلي للمجتمع ... وأؤمن بنفس الكيفية بحقوق الاقليات بشتي صورها واشكالها الدينية والاثنية والثقافية ... وأؤمن ان اهم العلوم الاجتماعية المعاصرة هى علوم الادارة الحديثة التى بوسعها (هى فقط) احداث الطفرات الاقتصادية والمجتمعية ، وهذه العلوم لا دين ولا عرق ولا جنسية ولا هوية لها ، وهى علوم لا تستقيم مع تحكم اية ايدولوجيا فى المجتمع ... وأؤمن ان ما يظنه كثيرون فى واقعنا من تآمر الغرب علينا هو وهم وهو ثمرة سيولوجيا الاقنان المنتشرة فى المجتمعات العربية بوجه عام وفى المجتمعات التى حكمها (وعربد فيها ) المماليك وتركوها وجل ابنائها مسلسلين بسيكولوجيا وسيوسيولوجيا "تراث العبيد" والذى يقابل فى علم الاجتماع الامريكي سوسيولوجيا الزنوج ، بوجه خاص ... وأؤمن ان هناك رابطة ثقافية بين الناطقين باللغة العربية ، ولكن محاولة اجبار هذه الرابطة (بفعل البعثيين والقومجية العرب) على ان تصير رابطة سياسية تأخذ الناطقين بالعربية للوحدة السياسية (البعث ... الناصرية ... القذافية ) قد الحقت ضررا جسيما بالفكرة التى ولدت على يد السوريين المسيحيين وانتهت كتابع للفكرة الاسلامية ... وأؤمن ان نظم التعليم فى المجتمعات الناطقة بالعربية هى نظم ماضوية ومترعة فى التخلف ، بل وتنبثق من فلسفة تعليمية هجرها العالم المتقدم الذى تخلي عن فلسفة التعليم القائمة على التذكر وحشد المعلومات فى الاذهان وانتقل لفلسفة قوامها تطوير القدرات على الابتداع والخلق ... هذه هى اهم القيم التى أؤمن بها ، وكنت ولا ازال (منذ صدر اول كتبي فى المغرب سنة 1978) منشغلا بتقدمها والترويج لها والدفاع عنها ، فهى وحدها (فى ظني) القادرة على قيادة مجتمعاتنا المثخنة بجراح تسببنا نحن (وحكامنا فى مقدمتنا) فيها وليس اعداؤنا بوجه عام واوروبا وامريكا واسرائيل (كما يظن كثيرون) بوجه خاص ... ... طارق حجي : العلمين - مصر 21 يونيه 2009



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفريت الحداثة
- سلامة موسي : كبير المظاليم فى حياتنا الثقافية
- يا طائر الفينيق الأروع إنتصر اليوم للتحضر والتمدن
- خطاب أوباما بجامعة القاهرة - تعليقات أولية.
- نحن ... وثقافة الحوار المتمدن .
- عواقب تآكل الطبقة الوسطى.
- رحلة صعود الإسلام المحارب وإنزواء البدائل
- وهم ضياع الهوية ... أو ثقافة القوقعة !
- مرة أخري : لخدمة هذه القيم أكتب منذ ثلث قرن !
- نحن .. . وقيم التقدم .
- أدب المنشقين السوفييت قبل إنهيار جبل الجليد.
- ثقافتنا: ... بين الوهم والواقع
- بين الإستقرار والفوضى.
- العربي النمطي ... فى الشعر النبطي
- مستقبل العقل المسلم.
- الحالة الإيرانية فى كبسولة.
- من دفاتر طارق حجي القديمة - مسألة ديكتاتورية البروليتاريا
- من دفاتر طارق حجي القديمة : مسألة الدولة فى الفكر الماركسي.
- من دفاتر طارق حجي القديمة : الماركسية - إلى أين ؟
- برقية تلغرافية لكل لبناني حر ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق حجي - بماذا أؤمن ؟