أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد خنجي - ايران..على أعتاب تغيير قادم















المزيد.....

ايران..على أعتاب تغيير قادم


حميد خنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلت ايران بعد يوم واحد من الانتخابات الرئاسية العاشرة الحالية مرحلة جديدة في تاريخها المعاصر، سوف يؤرخ بـالثالث والعشرين من خرداد 1388( حسب التقويم الفارسي)، الذي يوازيه في التقويم الجيورجي بـالثالث عشر من يونية 2009.. هذا بالطبع لمن يعرف التاريخ الايراني/ الفارسي جيداً ودرس النفسية المتمردة والعنيدة للشعب الايراني طوال تاريخه المديد..الخصلة التي تتجسد في البداية بفترة سكون طويلة، تتسم بالكثير من الصبر والتحمل من قبل المواطنين الايرانيين، يكتم خلالها الناس في صدورهم مشاعر من الغيظ والغضب المتأتي من الصراع الطبقي والتمايزات الإجتماعية والثقافية. ولكن بعد عقدين أو ثلاثة يتحول ذلك الغيظ المكتوم الى اضطرابات تتوسع تدريجيا. أو قد يتحول الغضب- فجأة وبلا أية توقعات- إلى انفجار يكتسح الشوارع والساحات العامة في حراك اجتماعي/ سياسي/ شعبي عارم ومتميز، لم يلبث إلا ويتوسع – يوما بعد يوم- على شكل حشود بشرية مليونية، تصل إلى نقطة أشبه بعصيان مدني شامل يكون من الصعب السيطرة عليه، يؤدي في النهاية – آجلا كان أم عاجلا- إلى تغيير نوعي مختلف ( ايجابا أو سلبا) ، يجد فيه المجتمع الايراني نفسه في خضم دورة تاريخية/اجتماعية كاملة!

هذا هو مشهد التاريخ الايراني الحديث ( ناهيك عن تاريخه القديم والوسيط )؛ الثورة الدستورية في مستهل القرن الماضي.. نهاية الدولة القاجارية في العشرينات ( بدء ديكتاتورية بهلوي).. أحداث مستهل الخمسينات أي ثورة تأمين النفط الايراني، التي فشلت نتيجة الإنقلاب العسكري الأمريكي/الرجعي.. ثورة "بهمن" في سنة 1979 ( عرفت بالثورة الاسلامية كتجربة جديدة في المنطقة).. والآن بشائر " ثورة تحديثية" في العقد الأول من الألفية الثالثة ضد الدولة الدينية الأحادية الحالية ( سلطة ولاية الفقية المطلقة) حيث باتت نتائجها الآنية غير معروفة ولكن تداعياتها القادمة – في الأفق المنظور- معروفة سلفاً.. بمعنى أن شوارع طهران والمدن الايرانية الأخرى سوف تقرر المصير التاريخي لأفول أيدلوجية "الاسلام السياسي" المتطرفة والأحادية، بنفس الدرجة التي بثت ( الثورة الايرانية) الروح في الحركات "الاسلامية" المتناثرة، في طول المنطقة وعرضها، قبل 30 عاما! والمفارقة الغريبة.. أوالملاحظة الجديرة بالتأمل (المادة الخام الغنية والفريدة لدارسي علم السوسيولوجيا).. هي أن الاحتجاجات الشعبية الايرانية تبدأ عادة بشوارق بسيطة من الاضطربات العادية الروتينية ( موجودة في كل المجتمعات)، التي سرعان ما تتحول – كما أسلفنا- إلى فوران من الغضب الشعبي، تتحول لمظاهرات جماهيرية صاخبة لا تعرف الاستكانة.. تتمترس كلها خلف شعارات ومطالب راديكالية لا تقتنع بالحلول الوسطية ولا تقف في منتصف الطريق مهما كان الثمن ومهما طال الزمن !

انشطرت الآن النخبة الحاكمة في جمهورية ايران الاسلامية إلى قسمين لدودين، كاستجابة لإنقسام المجتمع (افقيا وعموديا) بعد أن بات من المستحيل تقريبا؛ حدوث تغيير تدريجي نحو الحريات الديمقراطية والمجتمع المدني والتعددي بالطرق السلمية والقانونية، بسلك الدروب الانتخابية العادية. ومرد ذلك أن "اليمين الرجعي" الماسك بزمام الأمور، بقبضة حديدية منذ 2005 قد أغلق الباب نحو التطور الطبيعي للتغيير الموضوعي والتقدم في الساحات السياسية/الاجتماعية/الاقتصادية/الثقافية. وسوف لن يسمح أبداً بحدوث أو بتكرار نتيجة مشابهة للإنتخابات الرئاسية المشهورة في اليوميات الايرانية بملحمة "2 خرداد 1376" ( 1997 ميلادية) حينما اكتسح الديني المتنور" خاتمي" تلك الانتخابات ليصبح أول رئيس جمهورية اصلاحي. والملاحظ أنه ومنذ مجيء "نجاد" في سنة 2005 الى السلطة، مروراً بسيطرة المحافظين المتزمتين على مفاصل النظام في الانتخابات البرلمانية سنة 2008 ، جرت عسكرة النظام بقيادة "الحرس الثوري" (الباسداران) و"البسيج"، حيث صار لهما اليد الطولى للسيطرة الشاملة على كل مناحي الحياة في ايران ومنها نتائج الانتخابات "المسرحية" هذه ( حسب تعبير المعارضة). وإذا صحّت المعلومات التي أفادت بها المخرجة السينمائية الإيرانية المشهورة " سميرة مخملباف" في باريس قبل أيام على إثر خروجها من إيران بعد الأحداث الأخيرة في معرض روايتها وتفسيرها، كونها شاهدة عيان على ما حدث بالضبط.. حين لخّصت بان المسألة عبارة عن انقلاب عسكري على الشرعية والقانون في ايران!.. وروت مباشرة للفضائية "العربية" أنه في مساء يوم الإنتخابات كان قد جرى اتصال رسمي من قبل اللجنة الانتخابية بـ "مير حسين موسوي" ليعلنوا له عن فوزه في الانتخابات، الأمر الذي حدا به من نقل ذلك الخبر لمؤيديه وناخبيه، ولم تمر إلا فترة من الوقت حتى اقتحم عليه ضباط مدجّجين بالسلاح من الحرس الثوري ليفرضوا عليه نتيجة مغايرة مع تهديد مبطّن!

لعل خير تسمية للحركة المعارضة الحالية هي؛ " انتفاضة الناخبين" المسروقة أصواتهم، التي اتسمت بمزايا عديدة-قديمة وجديدة- تتلخص في؛ مشاركة نسوية وشبابية متميزة / تكتيك سلمي عالي الحِرفية يقابل الخطط الجهنمية لوزارات الداخلية والاعلام والمخابرات في محاولاتها المستميتة لجرّ المسيرات لشِرك التخريب بواسطة القمع الشديد المباشر (مجموعة من الضحايا المقتولين حتى الآن) والعسف المتمثل بغارات ليلية على المواطنين العزّل، خاصة الطلاب / الاستفادة المثلى والظرفية من مزايا الانترنيت والهواتف النقالة للتواصل وتغطية تطورات الأحداث وترويج شعارات الحركة بالرغم من "غول" الحظر المتواصل من قبل العناصر الأمنية للحد من تسرب الأخبار المسموعة والمرئية خاصة.. بجانب مزايا أخرى عديدة. إلاّ أن سمة جديدة قد برزت في الانتفاضة الحالية لم تكن موجودة من قبل.. هي تراجع واضح لدور المؤسسة الدينية التي كان لها دائما سهم كبير فيما بين ثورتي "الدستورية" و"بهمن" ، ولو أن الرموز الدينية المعارضة تقود هذه الحركة من الناحية الشكلية، حيث بات واضحا أن حركة الشارع متقدمة على الزعماء الاصلاحيين الذين ما انفكوا يطلبون من الناس أمور معينة لا تجد لها آذان صاغية-على الدوام- من قبل المتظاهرين. وأضحت صرخات الجموع هذه أشبه بحركة مدنية راديكالية ذي صبغة علمانية وعصرية واضحة !



#حميد_خنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران..غدا يوم آخر
- المشهد اللبناني الانتخابي.. والاحتمالات الأربعة
- احزان اليمن السعيد
- أربع كويتيات يدخلن التاريخ
- رائد الديمقراطية الخليجية في مفترق الطرق
- التقدمي يتهيأ لعقد مؤتمره الخامس
- مهام المرحلة الآنية في البحرين
- حول الخصوصية الراهنة في البحرين
- سمة المرحلة الراهنة في البحرين
- طريقان أمام السودان
- صولجان البشير
- الباطة السياسية
- الدولة والثورة في ايران بعد ثلاثين عاما
- رياح بهمن العاتية
- ثلاثينية ثورة بهمن
- لماذا لم تعضد -القوى العصرية- قانون الاسرة في البحرين
- مذبحة غزّة-استان
- قانون الاسرة البحريني ثمرة الاصلاح الخصبة
- مي رمز لثقافة البحرين
- صراع الاخوة الاعداء الى اين ؟!؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد خنجي - ايران..على أعتاب تغيير قادم