أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - حل الدولتين وعقدة الحل















المزيد.....

حل الدولتين وعقدة الحل


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 07:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


البحث عن حل للصراع العربي الصهيوني الدائر على مدار ما يزيد على ستة عقود، ما زال حتى اللحظة يؤكد على صعوبة ايجاد حل يرضي كافة الاطراف، فرغم استعداد قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة برئيسها لتقديم تنازلات ثمنا للسلام كما تدعي، الا ان الجانب الصهيوني ما زال يصر على مواقفه ولاءاته التي دائما يرددها، لا لحق العودة، لا لتقسيم القدس، لا للعودة لحدود ال 67، لا لازالة المستوطنات، وغيرها من اللاءات، التي لا تعد ولا تحصى، وهذه المواقف ليست وليدة اليوم، وانما هي نتيجة لسياسة هذا الكيان منذ احتلاله للارض الفلسطينية، والقائمة على مصادرة الاراضي وتفريغ الارض من سكانها الاصليين.

طرفي الصراع العربي الصهيوني يسيران بخطين متوازيين لا يلتقيان، لكل طرف رؤيته الخاصة لوضع نهاية لهذا الصراع الدائر، فالرؤية الفلسطينية العربية الرسمية تضغط باتجاه حل الدولتين بالمرحلة الحالية، مع ايجاد حل عادل للاجئين، وهذا التراجع بالموقف العربي الفلسطيني، جاء نتيجة الرهان المتواصل على الحل السلمي من خلال التفاوض بعد ان اسقط النظام العربي وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية اللاءات الثلاثة التي تم اقرارها بمؤتمر القمة بالخرطوم عام 1967، ويراهن الجانب العربي والفلسطيني على المفاوضات لحل الصراع الدائر.

اما الجانب الصهيوني فرؤيته للحل تختلف كليا عن المواقف العربية، التي تعود الى طبيعة البنية العنصرية الاستيطانية للكيان الصهيوني، والنابعة اساسا من الايديولوجية الصهيونية، والتي عبر عنها بنيامين نتنياهو بخطابه الاخير والقائمة على يهودية الدولة، فالاشتراطات الصهيونية متواصلة من الطرف الصهيوني على الجانب العربي والفلسطيني، فالمتتبع للرؤية الصهيونية لحل الصراع يجد أن الكيان الصهيوني يبحث عن طريقة للتخلص من الخطر الديمغرافي الذي يجد به خطرا على مستقبل هذا الكيان وعنصريته، وما يريد ان يصل له الكيان من مفاوضاته مع الجانبين الفلسطيني والعربي، هو ضمانة هيمنته وسيطرته وسيادته على الارض الفلسطينية والعربية ومواردها الطبيعية، وهذا بشكل عام يتناقض كليا مع الرؤية العربية والفلسطينية.

حلان يتناقضان كليا، الاول يدفع للحفاظ قدر الامكان على الحد الادنى من الحقوق، وهذا الطرف ممثل بالجانب الفلسطيني الرسمي الذي يقدم المزيد من التنازلات حتى لا تضيع الفرص، من اجل استتباب السلام بالمنطقة، مؤكدا على دولتين، اما الجانب الاسرائيلي فهو يدفع باتجاه ان يلعب الجانب الفلسطيني للموافقة اولا على شروطه التعجيزية، وثانيا ليلعبوا دورا اساسيا باقناع الدول العربية والاسلامية على شروطه، ولتمارس ضغطا على الحكومات العربية والاسلامية للموافقة عليها، فالطرف الفلسطيني بمواقفه، واستعداداه للتنازل من اجل السلام، واستمرار رهانه على المفاوضات للوصول الى الحل، وملاحقته للمقاومه، تجرد الطرف الفلسطيني من كافة اوراق القوة التي يمكن ان يستفيد منها بمعركته مع هذا الكيان.

فخطاب اوباما الذي سبق خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني باسبوع، جاء ليؤكد للحكومات العربية والقيادة الفلسطينية ان الحل مرهون بمقدار موافقة الجانب العربي على الرؤية الصهيونية الامريكية لحل الصراع، القائمة اولا على حق الكيان الصهيوني بالعيش بامان ضمن حدود معترف بها عربيا، وثانيا ليرمي الكرة بالملعب العربي والفلسطيني، على اساس ان الفرصة قد حانت من جديد للتعايش السلمي بعد كل هذا الصراع، واهمية استغلال هذه الفرصة التي اتحاتها هذه الزيارة التاريخية، وعدم تكرار تجربة عام 1947عندما رفضوا قرار التقسيم، فهل الفلسطينين سيضيعوا هذه الفرصة من جديد؟

الادارة الامريكية والكيان الصهيوني يقومان بتوزيع الادوار بينهما، لفرض هيمنة وسيطرة كاملة وشاملة على المنطقة العربية، وليرميي الكرة بالملعب العربي والفلسطيني، محاولين حرف وجهة الصراع، باعتبار ان الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة هي اجندة خارجية، وبهكذا طرح نعود بالذاكرة الى الوراء قليلا، عندما عززت الادارة الامريكية من ترسيخ قدرات وطاقات العديد من الدول العربية الرسمية ضد الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وضد العديد من الحركات اليسارية بالمنطقة العربية، باعتبار ان الخطر الذي يهدد المنطقة هو الخطر الشيوعي، لحرف الانظار عن العدو الحقيقي الجاثم على الارض العربية والفلسطينية، واليوم يريدون ان يجندوا المنطقة العربية لخدمة المصالح الامبريالية الامريكية والصهيونية ،ويجردوا العرب من حقهم بالمطالبةلانهاء الاحتلال الصهيوني، ومنع اي سيادة عربية كاملة على كافة الاراضي العربية، وحرمان اللاجئين الفلسطينين من حق العودة الى ديارهم ووطنهم، تريد الادارة الامريكية والكيان الصهيوني من الدول العربية جنودا بالخندق الامامي لمواجهة الخطر الايراني والتخلص من المتشددين والذي يعنوا بها بعض الحركات الاسلامية ودولا عربية، لتصب بالمحصلة بخدمة المصالح الامبريالية الامريكية الصهيونية للمنطقة.

الدور الامريكي ياتي لشق الطريق بالحقل العربي من اجل تمرير المشروع الصهيوني، من خلال مطالبة الجانب العربي لمحاربة التشدد والتخلص منه كما يرغب اوباما، وهذا الرؤية بدون ادنى شك، ترفع من حدة الخلافات الداخلية العربية والفلسطينية، وتؤدي الى رفع وتيرة التصعيد والمواجهة بين معسكري الاعتدال والممانعة بالمنطقة كما يرغب بتسميتها البعض، وهذا الدور الامريكي يعزز الانقسام بالمنطقة العربية، كما يعزز الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، فبعض الزعماء العرب ومنهم رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تراهن بكل اوراقها على تغيير بالموقف الامريكي، وعلى مواقف اوباما التي تختلف عن سلفه بكيفية التعاطي مع عملية الصراع بالمنطقة العربية، فاوباما يراهن بمواقف فلسطينية اولا وعربية ثانيا باسترجائه للضغط على حكومة نتنياهو لتتراجع عن مواقفه المتصلبة اتجاه جزء من الحقوق الفلسطينية، فيُشترط( بضم الياء) على الجانب الفلسطيني والعربي المعتدل التغلب على كافة العقبات التي تعترض مسيرة التسوية، لتتمكن الادارة الامريكية من ممارسة ضغوطا على الكيان الصهيوني، ومنها توفير اجماع عربي يعترف باسرائيل اولا قبل اقامة الدولة الفلسطينية حسب الشروط الاسرائيلية، وان تكون هذه الدول ضمن التحالف الامريكي الصهيوني للدفاع عن المصالح الامريكية والتوجهات الامريكية في سياستها الدولية القائمة على العدوان والهيمنة، واستغلال خيرات الشعوب والامم.

اوباما اراد ان يقول لنا اتفقوا يا فلسطينين ويا عرب، لن يكون حلا لقضيتكم الا من خلال اتفاقكم، اما على ماذا ستحصلون فهذا ما ستنتجه المفاوضات الغير مشروطة من طرفكم مع الكيان الصهيوني، يقول لنا اوباما بان صعوبة التوصل الى حل سببه الخلاف الفلسطيني، وان عدم اتفاق الفلسطينين على الاعتراف بالكيان الصهيوني ويهوديته، يعقد الحل، ويقول للعرب والفلسطينين كيف لا يعترفون بشرعية الكيان اذا الامم المتحدة شرعة يهودية هذا الكيان، ويعود ويقول لنا المشكلة ليست بالكيان الصهيوني واحتلاله وليست المشكلة بالوجود الصهيوني على الارض الفلسطينية، ولا الاستفزازات الصهيونية والعنحهية والوقاحة الصهيونية، وانما الكرة اليوم بملعبكم.

على الجانب الفلسطيني والعربي ان لايستمر براهنه على تغيير بالمواقف الامريكية والصهيونية، فامريكا لن تنحاز الا للكيان الصهيوني، ولن تكون مواقفها الا معادية لتطلعات شعوب المنطقة العربية، والكيان الصهيوني لا يطمح الى السلام، ولا يتمسك الا بمفاهيم صهيونية عنصرية استيطانية، قائمة على اساس التوسع والعدوان، فالموقف العربي والفلسطيني الرسمي مهم بالمرحلة الحالية رغم اختلال موازين القوى لصالح الكيان الصهيوني، بالتمسك بالحقوق العربية وعدم اللهاث وراء سراب الحل واوهامه، لان هذا لا يخدم المصلحة الوطنية والقومية العربية جمعاء.

جادالله صفا – البرازيل
16/06/2009



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة موتمرات الجاليه الفلسطينيه والاعيب المنتفعين - البرازي ...
- الموقف الفنزويلي والجالية الفلسطينية بفنزويلا... هل يستحقوا ...
- لماذا الاصرار على حكومة غير شرعية؟
- كيف تم احياء النكبة الفلسطينية بامريكا اللاتينية؟
- ما الذي يحصل مع الفلسطينين؟
- بذكرى النكبة، دولتين ام دولة يهودية؟ وحق العودة اين؟
- فتح وحماس والقوى الاخرى والثقة المفقودة
- لاجئوا البرازيل من لجوء الى لجوء ومن ماساة الى ماساة
- المجتمع الصهيوني هو مجتمع حرب وليس مجتمع سلام
- فلسطين للكل .... وكلنا فلسطينيون
- مطلوب رئيس جمعية فلسطينية بالبرازيل
- سلبيات وايجابيات اليسار باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الف ...
- ليس دفاعا عن ايران
- السيناريو الداخلي الفلسطيني ما بعد غزة
- قطاع غزة ....اخر القلاع الفلسطينية؟
- الانتخابات الفلسطينية مهزلة ام حل؟
- احمد سعدات ضحية مؤامرة تعددت اطرافها
- البرازيل بين قرار التقسيم والتضامن مع الشعب الفلسطيني
- تعددت الشرعيات والرئيس واحد
- الانقسام الفلسطيني ووعد بلفور


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - حل الدولتين وعقدة الحل