أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - طريق الثورة - الماوية سلاحنا في القتال 2: أسس الماوية















المزيد.....

الماوية سلاحنا في القتال 2: أسس الماوية


طريق الثورة

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 08:22
المحور: الارشيف الماركسي
    


لقد استحضر الكراس الأول المنشور في هذه السلسلة الجديدة باقتضاب المراحل الكبرى للثورة الصينية، بالوقوف، خصوصا على المراحل الممتدة من ولادة الحزب الشيوعي الصيني عام 1921، حتى تأسيس الجمهورية الشعبية سنة 1949. ومن خلال تجربة وممارسة الصوريين الصينيين، ولد ما سنسميه الآن الماوية التي تركز وتلخص المائة وخمسين سنة من تجربة الحركة الشيوعية العالمية. إن الأفكار الواضحة/ القوية التي تقدم بها ماو تسي تونغ إلى الأمام وطورها- والتي سوف نتحدث عنها- ليست متناقضة بحال مع العناصر الأساسية للنظرية الثورية التي أعدت قبله من طرف ماركس وانجلز ولينين، بل على العكس من ذلك تماماً. ومن المؤكد أن ماو أضاف لها مساهمته، والأكثر من ذلك أنه جعلها نظريته وطبقها، وعرف كيف يمنح كل الترابط المنطقي والتماسك والمصداقية الثورية لنظرية شوهها جزء هام من الحركة الشيوعية إلى حدود جعلها نظرية مسالمة/ مهادنة. وكما نقول لقد مرت أكثر من عشر سنوات على تبنينا للماوية، ولا يمكن في أيامنا هذه أن نقول بالثورية وخصوصا تطوير ممارسة منسجمة دون التملك والدفاع عن كل ما هو أفضل في التجربة التاريخية للبروليتاريا العالمية، وفي هذا “الأفضل” نجد بكل تأكيد الإسهامات الكبرى لماوتسي تونغ. الثورة قي البلدان التبعية.

كما رأينا في الكراس السالف منذ انضمامه إلى الحركة الثورية، اعترف ماوتسي تونغ ودافع بقوة عن المكانة الهامة التي يحتلها الفلاحون في الصين كما في الغالبية العظمى من البلدان المسماة “دول العالم الثالث” يؤلف الفلاحون بالفعل الطبقة الأكثر أهمية من حيث العدد، ويتعلق الأمر – بالنسبة للجزء الأكبر منهم ( الفلاحون الفقراء والمتوسطين ) – بطبقة مستغلة. هذا النوع من البلدان، تسيطر القوى الامبريالية الأجنبية على البنية التحتية، فالبرجوازية الوطنية غير قادرة على تطوير رأسمالية مستقلة/ حرة، كما أن السلطة- تحت أيدي تحالف طبقي رجعي، يشكل البيروقراط جزءا منه، ويدير البلد لصالح القوى الوصية، وكذلك البرجوازيين “الكمبرادوريين” الذين ترتبط أنشطتهم بالرأسمال الأجنبي، ثم الملاكين الكبار الذين يحافظون على العلاقات من النمط الفيودالي في الريف. على الثورة، إذن ،

ألم يكن هناك كثير من العنف خلال الثورة الثقافية، ذهب ضحيته أناس أبرياء؟

توحي التقارير المنجزة في الغرب بأن الهجومات العنيفة ضد بعض الأشخاص والتصفية الجسدية للمعارضين كانت بالمباركة الرسمية لماو، وان العنف ــ سواء كان سياسيا أم لا ــ الممارس من طرف بعض الأوباش كان منتشرا جدا، غير أن هذه الادعاءات هــي زعم خاطئ. إن توجيه ماو فيما يخص سيماء الثورة الثقافية، كان محددا منذ البداية في وثائق رسمية كانت موضوعا دسما للنشر. فـ “البيان من 16 نقطة” الشهيــــر الذي تبنته اللجنة المركزية في غشت 1966، شرح بطريقة واضحة بأنه أثناء النقاشات، يجب الاحتكام إلى العقل، والأدلة، والبراهيـــن، وليـس إلى الإكـــراه أو القسر" وقد أكدت هذا التوجيه تصريحات عديدة كان مصدرها التيار الماوي طبعا، وهكذا، منع الحرس الأحمر من حق حمل السلاح، أو اتخاذ إجراءات التوفيق. صحيح أن ماو دعا الجماهير إلى “تفجير مقر القيادة العامة” و إلى الإطاحة بالحفنة المناصرة للرأسمالية داخل الحزب والدولة. لكن كانت كل الانتفاضات التي دعا إليها ماو دائما ذات طابع سياسي، وقد أخذ الصراع الطبقي، خلال فترة الثورة الثقافية، شكل النقاشات، والنقد والتعبئة السياسية للجماهير. وقد منح مسؤولوا الحزب والموظفين الذين كانوا تحت نيران النقد، إمكانية إصلاح أنفسهم والمشاركة في الحركة. وبالفعل فقد كان عدد أطر الحزب الذين طردوا فقط ثلاثة وهذا ما ينفي تماما ما يمكن أن يسمى تطهيرا تعسفيا. ومع ذلك، هل كانت هناك فترات عنف؟ بطبيعة الحال، نعم. فقد تميزت فترة الثورة الثقافية بصراع طبقي حاد و صاخب. وفي إطار حركة جماهيرية كهاته ( ولنذكر أن الحرس الأحمر وحده ضم أكثر من 30 مليون من الشباب المناضلين والمناضلات) وفي بلد واسع كهذا، يضم أكثر من 800 مليون نسمة، سيكون من الصعب تصور شيء غير ذلك. إنه من المحتم أن حركة اجتماعية بهذا الاتساع، حركة تهدف إلى تقويم عدد المظالم Injustices ستقود إلى بعض التجاوزات، غير أنه يجب الإلحاح هنا على ثلاث مسائل. أولا كان العنف الذي مورس محدودا ومتفرقا. ولم يكن إلا ممارسة أقلية من داخل الحركة. ثم عندما ظهرت بعض النزاعات المؤذية في معسكر الشعب ( مثلا ، عندما يعتدي أفراد من الحرس الأحمر على بعض الأشخاص جسديا أو يهينون بعض الموظفين أو أيضا، عندما يحاول البعض استخدم الحركة لتصفية الحسابات الشخصية مع الآخرين) انتقدت و حوربت من طرف القيادة الماوية . و هكذا ، ففيما يخص واحدة من الحلقات التي ميزت الثورة الثقافية ( التي لا نكاد نسمع أحدا يتكلم عنها إلا نادرا) دخل مجموعة من العمال و العاملات، الذين يتبعون خط ماو، جامعات بكين بهدف وقف المعارك بين الطلاب ، و مساعدتهم على حل خلافاتهم بطريقة صحيحة. (4) و أخيرا يجب القول بأن جزأ كبيرا من العنف قد شجعه بالفعل مناصرو الرأسمالية ـ و هم من الصفوف العليا من الحزب ـ الذين كانوا يبحثون عن موقع لهم. و قد كان أحد تكتيكاتهم عندما وجدوا أنفسهم تحت نيران النقد، هو تعبئة مجموعة من العمال و الفلاحين للهجوم على قــطاعات أخرى من الشعب لتعميم الفوضى باسم الثورة الثقافية. و قد ذهب البعض منهم إلى حدود تكوين تنظيماتهم الخاصة من الحرس الأحمر“المحافظين”، الذين كرسوا أنفسهم للتخريب. و كان هؤلاء القادة يهدفون بذلك من جهة إلى تحويل أنظار النقد الموجه إليهم، و من جهة أخرى إلى التقليل من شأن حركة الثورة الثقافية . و كما نعرف فهؤلاء المناصرون للرأسمالية هم أنفسهم الذين أطاحوا بالسلطة البروليتارية، بعد ذلك في سنة 1976 . و بما أننا نتحدث عن العنف، سنسمح لأنفسنا بالإشارة إلى أنهم هم، بالضبط الذين أرسلوا الجيش للهجوم بجبن على الطلاب و العمال، الذين كانوا يحتجون في ساحة التيانامين tianamen عام1989.

ماذا عن المعاملة التي كانت مخصصة للفنانين و المثقفين ؟ و ماذا عن هذه السياسة الشهيرة التي بموجبها يبعث الناس للعمل في الريف ؟

لم يكن الفنانون و المفكرون ، و الفنيون أبدا مستهدفين كفئة أو كشريحة اجتماعية مميزة أثناء الثورة الثقافية. أكيد أن الفنانين كانوا يحثون على المشاركة في الحركة، خصوصا بالشروع في تقييم ذاتي auto –évaluation فيما إذا كانت أعمالهم و ممارستهم تتقدم بالثورة أم لا . لقد كانوا مدعوين إلى تسجيل أعمالهم في إطار عام ، الذي هو النضال من اجل خلق مجتمع جديد . و قد بحثت الثورة على تحريض الفن الثوري ، الفن الذي يضم الجماهير ، و يساعدها على التقدم بسير التاريخ . لقد كان أحد أهداف الثورة الثقافية هو الحسم مع التفاوتات الكبيرة في هذا المجال ، حيث كان الفنانون و المثقفون و الفنيون مركزين في المدن ، و كان عملهم منفصلا بشكل كبير عن الأغلبية الساحقة للمجتمع ، و خصوصا ال 80 % من ساكنة الريف. لقد أعطت الثورة الثقافية ولادة نقاشات واسعة حول ضرورة تقليص التفاوتات من هذا النوع : بين العمل اليدوي و الذهني ، و بين المدينة و الريف ، و بين الصناعة و الفلاحة ، و أيضا بين الرجال و النساء. فنانين ، أطباء ، ورجال و نساء العلم ، تقنيين ، كلهم كانوا مدعوين للارتباط بالعمال و الفلاحين ، حتى يمكن لمؤهلاتهم أن تلبي الحاجات الاجتماعية ، و حتى يمكنهم مقاسمة الجماهير حياتهم ، و معارفهم ، و أيضا ليتعلموا هم أيضا من الجماهير. و بالفعل استجاب عدد كبير من الشباب و الفنيين بشكل إيجابي لنداء ماو هذا ، الهادف إلى خدمة الشعب ، و توجهوا بشكل تطوعي إلى الريف. هذا يعني ، كي يصل تغيير الذهنية هذا إلى مستوى معين من التطور ، كان من الضروري أن تصبح السياسات الاجتماعية الجديدة مؤسساتية Institutionnalisé . و هكذا تم إلزام أصحاب الشهادات الثانوية بقضاء عامين على الأقل في القرى والمعامل، في الوسط القروي قبل أن يمكنهم الدخول إلى الجامعة؛ كان إذن – بالتأكيد- نوع من القسر والإكراه : لكن يجب فهم أنه ليست كل أنواع القسر سيئة بالضرورة. وهكذا، هل كان يجب معارضة إنهاء التمييز العنصري في جنوب الولايات المتحدة تحت ذريعة أن الأمر يتعلق بإجراء قسري فرض بالضرورة داخل المدارس؟ بالنسبة لكثير من المثقفين فإن ترك امتيازاتهم والارتباط بالجماهير في الريف يشكل تجربة مفيدة و ثمينة. إن الهجومات التي شنت ضد الثورة الثقافية، والتي نزعم أن هاته الأخيرة “أفسدت الحياة” و“خربت مسيرة” بعض الأشخاص، تستهدف فعلا قلب Cœur السياسات الاجتماعية التي كانت متخذة ضد النخبويين بشكل جذري. يقال دائما أن السياسة التي تستهدف بعث الأطباء والمهندسين، والمثقفين وأشخاص آخرين متعلمين إلى الريف، كانت بالنسبة لهم نوعا من “العقاب” لكن هنا أيضا، يجب التمركز داخل السياق السوسيو - اقتصادي للمرحلة، وخصوصا إرادة الصين الوصول إلى تطور متكافئ ومتساو. فبلدان العالم الثالث وكما نعرف تواجه مشاكل التمدن urbanisation الحادة، والتطور اللامتساوي: تصبح المدن في هذه البلدان بفائض سكاني كبير بسرعة كبيرة، وتعرف مشاكل بيئية غير قابلة للتذليل تقريبا. وتحيط بها مدن صفيح شديدة التلوث، ويجب أن تواجه التدفق الهائل للمهاجرين القادمين من الأقاليم الريفية الذين لا يجدون في الغالب فرصا للشغل؛ إن السياسات الاقتصادية ونظام التربية و البنى التحتية الصحية غالبا موجهة في المقام الأول لسد حاجات الأغنياء على حساب الأكثر فقرا ( في المدينة كما في الريف). كانت الصين الماوية تبحث بوعي لتجنب هذا النوع من النمو المفرط للمجال الحضري الذي يميز النموذج الغربي، و ذلك بتأمين تطور صناعي وفلاحي متكامل عن طريق توزيع القدرات الإنتاجية، و محاربة اللامساواة بين الجهات، وقد طبقت استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار رفاهية الريف، وتعطي الأولوية لأولئك الذين استغلوا وأهملوا من قبل.

نعم، ولكن هناك شهادات عديدة مأخوذة مباشرة تحكي معاناة شخصية لأولئك الذين عايشوا الثورة الثقافية؟

إن لمختلف الطبقات وممثليها على المستوى الأدبي مفاهيم مختلفة عن ما هو الصحيح و ما هو الخطأ. وعن ما هو “رهيب” و ما هو “محرر”. ومسألة أن أحدا عايش شخصيا هذا الحدث أو ذاك لا يغير شيئا في هذه الظاهرة، ولا يمنحه بالضرورة فطنة اكبر. هناك فعلا العديد من الفنيين ذوي امتيازات نسبية (خصوصا في الوسط الحضري) أحسوا بــ“المعاملة الجائرة” خلال الثورة الثقافية، لأنهم كانوا عرضة للنقد واختل نمط حياتهم العادي، وتقلصت امتيازاتهم. هذه هي “الجراح” التي عانوا منها ويحكوها لنا الآن... مع إضافة قليل من المبالغة إليها من دون شك. ويجب ألا نندهش إذا كانت أعمالهم قد احتفل بها ونصبت في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الصين عندما تمكن أعداء الثورة من السلطة سنة 1976 . إن التقييمات و التقديرات الإيجابية عن الثورة الثقافية بالنسبة لهم ، التي تمثل ما كان يعني جزءا هاما من الجماهير الشغيلة، لم تنشر عموما من طرف دور النشر الكبرى . لكن لنفكر في ذلك قليلا : ما هو نوع التقييم للثورة الفرنسية الذي سنحصل عليه من طرف “شاهد” كان ينتمي للأرستقراطية القديمة ؟ ماذا سنعرف عن الحرب الأهلية من ريشة عضو من النبلاء الصغار الذين يملك المزارع في و م أ ؟ أو أيضا قريبا منا. ماذا يمكننا أن نستخلص من شهادة رجل أبيض يتأسف عن عدم قبوله في مدرسة الحقوق التي اختارها، بسبب برامج الدخول التي تفضل قبول الافرو - أمريكيين ؟ من الطبيعي أننا سنعتبر مثل هذه التقارير الصادرة على شاهدي “عيان” هؤلاء ، مواربة ضد هذه التغيرات الاجتماعية المهمة التي حدثت، و هذا هو الشيء نفسه مع الثورة الثقافية . فالقوى الاجتماعية ذات الامتيازات قد رأت و ( شوهت ) الثورة الثقافية عبر عدساتها الخاصة . إن هذا لا يعني أنه لا يمكن استنباط أي شيء من شهاداتهم أو انه لم يرتكب أي خطأ في الطريقة التي عومل بها البعض. لكن هذه التقارير، ذات الطابع الشخصي، تعكس الأحداث بشكل خاطئ، وكذا الحركة الجماهيرية والتيارات الرئيسية التي تقاطبت الثورة الثقافية. على العكس، وفي كثير من الأحيان، تعتم هذه الشهادة على المصالح الطبقية والرهانات الاجتماعية التي كانت في قلب التناقضات والصراعات التي ميزت هذه المرحلة.

هل يمكنكم ذكر بعض الإنجازات الحقيقية للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى؟

في المقام الأول ما يجب الإلحاح عليه هو أن الثورة الثقافية قد سمحت بالحفاظ على ديكتاتورية البروليتاريا ومنعت البرجوازية أخذ السلطة طيلة فترة لا يستهان بها، مدة عشر سنوات من 1966 إلى 1976، وقد قادت الثورة الثقافية أيضا إلى تغيرات اجتماعية ومؤسساتية عميقة، حول مبدأ “خدمة الجماهير” وهذه بعض الأمثلة: في مجال التربية: تحولت الجامعات التي كانت في بداية الستينات محمية أبناء وبنات كبار المثقفين والأطر والطبقات القديمة ذات الامتيازات تحولا تاما. قلبت البرامج التعليمية رأسا على عقب بالشكل الذي تسد به حاجات مجتمع متساو البناء. وانتقدت المناهج البيداغوجية الأتوقراطية. وعلى كل المستويات تم البدء في اعتبار التربية اكثر من مجرد طريقة لنقل المعارف داخل القاعة أو القسم. بل كورشة كبيرة للنضال والبناء، مرتبطة بالتطور الاجتماعي. وقد كانت الدراسات والأبحاث تتناسب مع متطلبات الإنتاج. وكانت السياسة الثورية والتربية السياسية متكاملان في العملية التربوية. إضافة إلى ذلك أعادت الثورة الثقافية وضع المفهوم القديم موضع تساؤل، هذا المفهوم الذي يريد أن تكون التربية وسيلة للترقية الاجتماعية، وان المؤهلات والمعارف تعمل على تثبيت مصالح هذا الآخر. وقد شجع ذلك انتشار قيم جدية. مثلا كفكرة أن اكتساب واستعمال المعارف يجب أولا أن تخدم المصلحة الجماعية. كانت الجامعات مجبرة على اتخاذ سياسات قبول أكثر انفتاحا: في بداية 1970 أصبح الطلاب من اصل عمالي وفلاحي يشكلون الأغلبية الساحقة داخل الجامعات. وفي المناطق الريفية تطورت الوسائل التربوية بصورة مذهلة. كمثال ساطع: تزايد عدد التسجيلات في المدارس المسماة “متوسطة” من 15 إلى 58 مليون. إن الاتهامات القائلة أن الثورة الثقافية كانت “عقدا ضائعا” على مستوى نظام التربية هو إذن تشويه خالص ومثال آخر على المواربة التي تثيرها الطبقات ذات الامتيازات. في الميدان الثقافي: فــ“الأعمال الثورية النموذجية” التي قدمت و أنتجت في ميدان الأوبرا والباليه تضع هالة حول حياة العمال والفلاحين، وحول مكافحتهم للاضطهاد، مكان الدراما القديمة التي كانت تجري نقصا في الساحات الإمبراطورية. و قد تم ضم التقنيات الغربية إلى الأشكال الصينية التقليدية وبحثت أعمال عديدة، عن تقديم صورة جديدة للمرأة القادرة على تحدي العلاقات البطريركية القديمة. لقد كان هناك انفجار حقيقي للإبداع بين الجماهير: أدب جديد، شعر ، رسم، نحت، موسيقى ورقص. وتنوعت الإنتاجات. وأسست جماعات ثقافية ومجموعات الإنتاج السينمائي في القرى. فمن سنة1972 إلى 1975 نظمت معارض مختلفة في متحف الفنون الجميلة في بكين كانت 65% من العمال المقدمة فيها لفنانين هواة. وقد جاب هذه المعارض 7,8 مليون من الزوار وهو رقم لم يسبق أن كان أبدا قبل الثورة الثقافية.

يصف الكاتب M.C.F.Gao كاويز الذي شارك في الثورة الثقافية تأثير الثقافة الجديدة في الريف هكذا:" للمرة الأولى تمكن القرويون من تنظيم فرق مسرحية أعطوا تمثيليات تمزج محتوى وشكل الأوبرات الثمان الكبرى النموذجية في بكين، منسجمة في اللغة مع الموسيقى المحلية. فلم يتسل القرويون وينشغلوا فقط، ولكن أيضا تعلموا القراءة والكتابة بهاته الطريقة. وقد نظمت مباريات وتجمعات ومباريات رياضية بالتعاون مع قرى أخرى. لقد منحت مجموع هذه الأنشطة للقرويين فرصا ليجتمعوا ويتناقشوا، ويعشقوا. لقد أعطتهم هذه الأنشطة الشعور بالانضباط والتنظيم، وخلقت أيضا فضاء عاما استطاعت فيه الاتصالات والاجتماعات أن تتجاوز العادات القبلية والعائلية والقروية. إن هذا لم يحدث من قبل قط، ولا حتى من بعد. في مجال الاقتصاد والتسيير: أهملت أشكال التسيير التقليدية والفردية في المصانع وأماكن العمل الأخرى، وقد عوضت بلجان التسيير المسماة “الثلاثة في واحد” جامعة مشاركة عاملات و عمال عاديين وتقنيين متخصصين وأعضاء من الحزب، وكانت لهذه اللجان كمهمة: النظر في التسيير اليومي للمصانع وأماكن العمل.كان يلزم العمال بعض الوقت ليحققوا العمل بأنفسهم على “اليابسة” sur le plan cher des vaches. طرق جديدة لإدارة العمل العلمي: أدخلت السياسة المسماة “البحث بأبواب مفتوحة” وفتحت مراكز البحث في الريف، ليتمكن الفلاحون من دخولها، وفتحت المختبرات بمعنى الكلمة الحرفي أبوابها للعمال و العاملات، و حققت الجامعات في جوارها و في المعامل والأحياء المحيطة بها. وقد نشرت كتب صغيرة معممة لتسهيل المعرفة العلمية للجماهير الشعبية.

إذن ماذا يمكن استخلاصه من كل هذا؟

لقد كانت الثورة الثقافية الصينية حدثا تاريخيا بدون سابق في تاريخ البشرية، وفي وضع تأسس فيه نظام اشتراكي، عرف ماو والثوريون داخل الحزب الشيوعي الصيني إخراج المبادرة والإبداع الجماهيريين لمنع عودة النظام الاجتماعي القديم، وللدفع بالثورة الاشتراكية نحو الشيوعية. وهو ما يعني المحو الكلي للطبقات وعلاقات الاضطهاد. فحتى ذلك الحين لم يعرف التاريخ حركة ونضالا بهذا الاتساع مقادة بطريقة واعية، وبتوجيه سياسي ثوري. ولم يعرف التاريخ أبدا محاولة لتغيير العلاقات الاقتصادية وللمؤسسات الاجتماعية والسياسية وللثقافة ولعادات والأفكار القديمة، أكثر جذرية من هذه. هل ارتكبت أخطاء؟ هل ظهرت “مخالفات” خلال هذه المرحلة؟ بطبيعة الحال، نعم، بل وأيضا ومن دون شك، كانت بعض هذه الأخطاء فادحة.غير أننا إذا وضعناها في سياق الإنجازات الكبرى التي حدثت وأيضا عندما نواجهها بفظاعات المجتمع الرأسمالي الحالي، تظهر هذه الأخطاء كأشياء تافهة. وكيفما كان الحال، فمن البديهي أن على الثورة الشيوعية ألا تبقى فيما أنجز وتحقق. على الشيوعيين أن يتعلموا من تجاربهم الخاصة بطريقة نقدية، وألا يخافوا من التساؤل بطريقة تمكنهم من التطور، وعمل الأفضل في المستقبل لهذه المهمة تتفرغ الحركة الماوية في القرن الجديد الذي بدأ.



#طريق_الثورة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خط بناء أدوات الثورة الثلاث - الحزب الشيوعي للبيرو
- الماوية سلاحنا في القتال 1 -المراحل الكبرى للثورة الصينية:
- بصدد الماركسية –اللينينية- الماوية (الحزب الشيوعي للبيرو)
- الصراع الأيديولوجي و مسألة وحدة الحركة الشيوعية


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - طريق الثورة - الماوية سلاحنا في القتال 2: أسس الماوية