أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حلمي الأعرج - رغم القيد وعتمة الزنازين سنغني ونواصل الحياة














المزيد.....

رغم القيد وعتمة الزنازين سنغني ونواصل الحياة


حلمي الأعرج

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 06:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


على وقع نشيد الحرية وتراتيل الحياة الكريمة في وطن لا زال يئن من ويل الإحتلال ووحشيته اليومية ، تربع الشاب " كايد " 23 عاما نجل الأسير المقدسي القديم جمال حماد ابوصالح على منصة الزفاف في عرس وطني بهيج ضم الرفاق والأصدقاء وزملاء القيد والنضال لوالده المناضل الذي مضى على إعتقاله خلف قضبان سجون الإحتلال ما يزيد عن 21 عاما .
إن العرس الوطني الذي شهدته بلدة العيزرية ليلة امس الأحد فرحا بنجل الاسير المناضل الرفيق جمال ابو صالح ، إنما يثبت يوميا أن هذا الشعب العظيم بتضحياته ونضالاته وصموده ، وعلى الرغم من حجم معاناته الأليمة على الحواجز العسكرية وتحت الحصار الظالم وخلف قضبان السجون الإسرائيلية يرفض الموت ويسعى للحياة الكريمة المستقله ويمارس يومياته وشعائره الإجتماعية والدينية والوطنية بكل فرح وسرور ، متحديا سياسات القتل والإعتقال وإغلاق المدن وتشديد الحصار وبناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتوسيع الجدار .
عرس "كايد" اليوم ، هو عرس لجميع الاسرى في كافة السجون والمعتقلات ، ويذكرني كأسير سابق بتلك اللحظات التي لم تمنعني سنوات الإعتقال خلالها ولا أسوار السجون المحصنة من الإرتباط برفيقة دربي وشريكتي في مسيرة النضال على شبك الزيارة في سجن جنيد المركزي عام 1989، تلك اللحظة التي غنت فيها " سمر" بنرفض نحنا نموت ، لتتحدى بصوتها الجهور صلابة القضبان وصلافة السجان ، وأذكر جيدا كيف أن حراس السجن إستشاطوا غضبا وبدأوا يصرخون بأنهم يقوموا بحجزنا وإعتقالنا داخل السجون ليقتلوا فينا الأمل والفرحة ، لكننا كنا نقاومهم ونتحداهم بإصرارنا على الحياة وعلى الزواج والغناء .
بالتأكيد ، فإن الأسرى اليوم وعلى مختلف إنتماءاتهم وجنسياتهم سوف يحتفلون بكايد ، ويغنون له ولوالده الذي لم يترك مناسبة خاصة بزملائه الاسرى إلا وشاركهم فيها فرحتهم ... اليوم سيحيا ابو صالح وجميع الاسرى الآباء الذين أبعدتهم السجون عن فلذات أكبادهم وسيفرحون كثيرا لأن حياتهم مستمرة ، والأجيال التي تحمل ألويتهم تنمو وتزدهر وتتقدم .
اليوم سيمتشق رفيقنا جمال عبق الابوة والرجولة ويتنفس الصعداء فرحا وفخار ، فهو يدرك تماما أن سلاح صموده القوي يكمن في مساحة الأمل التي لم تستطع ابواب الحديد المصفحه ولا ألواح حجب الشمس المحكمة من إخفاء بريقها عن عينيه الراحلة نحو القدس ومآذنها وكنائسها ... اليوم سيعلن "ابو كايد" من جديد تحديه للسجان وللقضبان ولأصفاد الحديد .
وهناك في عرس الزفاف على مقربة من جدار الفصل والقهر الذي يلتف على خاصرة القدس العتيقة ... سيطّير فارسها الاسير"جمال " قبلاته الوردية لحاراتها وأزقتها وبيوت أسراها القدامى وأضرحة شهدائها الذي ترجلوا دفاعا عن ترابها المقدس ... هناك في عرس الزفاف الذي زينت أهازيجه سماء القدس سيعلن " كايد" أن "جمال" قادم من رحم الطهارة ليطوف حرا في رحاب الاقصى وكنيسة البشارة ...
إن المعاناة التي يتعرض لها الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي من خلال حرمانهم من زيارة أقربائهم ومن مشاركة عائلاتهم وأبنائهم الأفراح والأتراح ومن تلقي التعليم والعلاج ، وتعمد إدارات هذه السجون بفرض العزل الإنفرادي عليهم كقيامها بعزل الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق المناضل أحمد سعدات والعديد من كوادر وقيادات الحركة الاسيرة ، نراها راسخة اليوم في طقوس عرس " كايد" لتحيي في نفوسنا عشرات الأسئلة ، فما الذي يمنع أن يكون الأسير أبو صالح بين هذه الجموع التي إلتئمت في حفل زفاف نجله ؟!! وأين هي العدالة وحقوق الإنسان التي يتغنى بها العالم عندما تحرم السلطات الإسرائيلية مئات الأسيرات والأسرى من لقاء عائلاتهم أو عناق فلذات أكبادهم ، وتتعمد إبعاد الأخ عن أخيه والزوج عن زوجته والإبن عن أبيه ؟!!!
فأين العالم من هذه المعاناة وهذا القهر الذي ترتكبه إدارات السجون الإسرائيلية بحق قدامى الأسرى والاسيرات وبحق المرضى وكبار السن والاطفال والقيادات ؟!! أما آن لكل هؤلاء أن يحيوا حياتهم ؟!! أليس من حقهم أن يرددوا كلمة "الحرية لأسرى الحرية" في سجون وزنازين الإحتلال ؟! الأ يحق لهم ذلك وهم رسل الحرية والإستقلال والسلام العادل لشعبهم ووطنهم ؟!!!

إنتهى





#حلمي_الأعرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حلمي الأعرج - رغم القيد وعتمة الزنازين سنغني ونواصل الحياة