أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - ملامح الثورة الإيرانية الجديدة














المزيد.....

ملامح الثورة الإيرانية الجديدة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك ثورة ذات شكل جديد في الشارع الإيراني , تستخدم اليوتيوب و أجهزة الهاتف النقال , إنها ثورة جدية و مؤثرة بلا شك لكنها على ذات القدر سطحية و فارغة و هامشية بالنسبة للوضع العام في إيران , إنها تريد باختصار إيصال موسوي لقصر الرئاسة كهدف أساسي بل و وحيد تقريبا , تذكر هذه الثورة إلى حد كبير بثورات أوروبا الشرقية على الأنظمة الشمولية و ببعض "الثورات" العابرة التي شهدتها أخيرا بيروت و بلغراد و تبليسي و كييف , ثورات انطفأت بذات السرعة التي اندلعت بها , ثورات قامت حول أهداف سياسية محددة جدا و محدودة جدا في نفس الوقت و انتهت , أو اختفت بمجرد تحققها , هذا يشرح إلى حد كبير الأثر السطحي الذي حققته مثل هذه الثورات , يجب هنا أيضا أن نشير إلى الطابع الطبقي لهذه الثورات التي مثلت حركة مؤقتة عابرة للطبقات الوسطى , البرجوازية الصغيرة وفق التصنيف الماركسي , ثورات "مدينية" أساسا , و إلى حد كبير ثورات "استعراضية" أو "مشهدية" , نسبة إلى المشهد أو الاستعراض spectacle ( راجع مجتمع المشهد Society of Spectacle لغي ديبورد – 1967 ) الشكل الذي يأخذه المجتمع المعاصر منذ أن سيطرت السلعة من خلال الصورة - الأيقونة على الوعي و أنتجت جمهورا غبيا من المتفرجين السلبيين , هذه الحركة العابرة المؤقتة ليست إلا جزءا من هذا المشهد , إنها انتصار المشهد على خصومه الذين فشلوا في الانضمام إلى المشهد العام أو لا تؤهلهم صفاتهم الطبقية و بنية وعيهم و شكل سيطرتهم المجتمعية لمثل هذا الانخراط , تخاض هذه الثورات ليس فقط لصالح المشهد العام , بل من داخله و لتعزيزه و تعزيز سيطرته المطلقة , سيطرة الصور المشهدية التي تصبح مقدسة في ذاتها و كلية و شمولية تماما مثل الإيديولوجيات التي كانت تدعي القداسة قبل أن تسقط على مذبح المشهد و صوره التي انتقلت إليها كل قداسة تلك الإيديولوجيات , مثل معبوديهم الذين يسيطروا بالكامل على الوعي , على الصور , في المشهد , نجوم السينما و الغناء و الرياضيين المحترفين , يحصل المشاركون على الإشباع عن طريق مساهمتهم العلنية في المشهد في تماه مع تلك الأيقونات و في تقليد سلبي لها , كجزء من فاصل مشهدي ما تجري هذه الثورات , أمام الكاميرا , ثورة تقوم على الصور النمطية التي نشرها المشهد المعولم تنزع لتقليد نجم المشهد و تكرار كل ما قيل و كل ما جرى تمثيله و تصويره , و بمجرد انتصار القوى التحتية التي تخدم المشهد و يخدمها هو في نفس الوقت يتحقق الإشباع , كنهاية مرسومة سابقا تكفي بحد ذاتها لاستدرار الصراخ من الجماهير تماما كذروة أغنية بوب أو هدف أحرزه رياضي مشهور , الصراع نمطي ككل الصراعات في الفترة الأخيرة : طاغية شعبوي يتقرب إلى الفقراء البعيدين عن المدينة و عن الاتصال بالمشهد المعولم عبر الانترنت و أطباق الفضائيات من خلال بعض الصور أو المواقف الصورية التي تزعم الوقوف إلى جانب عالمهم , الذي هو في الحقيقة عالم قهرهم و استلابهم , هذا هو شكل الاستلاب قبل المشهدي , الشرقي إن شئتم , الذي مارسه عبد الناصر و ستالين و الذي يمارسه نجاد اليوم , الصراع هو بين الشكل قبل المشهدي من الاستلاب و الشكل المشهدي منه , الذي يزعم تفوقا ما من خلال غلبة صوره تكنولوجيا و على صعيد المشاعر و الرغبات التي يحورها إلى طاقة روحية , إلى وعي زائف , ترتبط بصوره , إنه من حيث الاقتصاد السياسي صراع أشكال القهر و الاضطهاد قبل السلعية مع أشكال الاضطهاد و الاستغلال السلعية , هذا يبرر إلى حد كبير لماذا لم تستطع حركات احتجاجية مثل كفاية أو غيرها تحريك الشارع المقهور إلى درجة الجوع و الاستلاب الكامل المطلق ضد طغاته , لتغيير المشهد لا يجب تطويره تكنولوجيا أو استقدام أشكال سلعية مطورة من المشهد , يجب تدميره , يجب تحطيم صوره و أيقوناته , لا ينجب المشهد إلا متفرجين , و الأشكال أو الصور الأكثر تطورا تنتج أشكال أكثر تعقيدا من الاستلاب فقط , و متفرجين أكثر غباءا , إذا كان المطلوب هو تحويل المتفرجين إلى بشر فاعلين يمارسون حياتهم و يسيطرون عليها بالفعل , هذا يعني شيئا واحدا فقط : تحطيم المشهد و قلب العالم رأسا على عقب......



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوشفيتزالفلسطيني
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
- عن خطاب السيد أوباما
- من الاستبداد إلى الاستبداد
- مزايا و محدودية الديمقراطية الكويتية
- وقفة مع كلام المفتي عن الحرية
- في نقد أخلاق العبيد
- في نقد النزعة الإنسانية
- نقد نقد الماركسية و القومية السائدة سوريا
- محاولة لتعريف الأناركية
- في ذكرى رحيل نزار قباني :الشاعر و الزعيم
- في مواجهة قانون الأقوياء
- شيطنة الأصولية
- الشيوعية -التحررية- : لا ديكتاتورية , بل أقصى حرية للمنتجين
- ما بعد خروج الإخوان السوريين من جبهة الخلاص
- الإله و الإنسان
- النخبة , السلطة , المجتمع , و النهضة و الحرية
- المشهد الأوبامي
- العولمة في منظور جون بودريار
- القداسة بين الإسلام السياسي , السلطة , و مفهوم الحرية الإنسا ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - ملامح الثورة الإيرانية الجديدة