أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - سفر العدم والجنون















المزيد.....

سفر العدم والجنون


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


في قعر الكأس يترائى الله ميتا مستلقيا على الرصيف عاريا بلون الإسفلت جثة منتفخة ينخرها الدود في قعر الكأس يرى ولا يرى ميتا تحوم حول رأسه ذبابة خضراء وذبابة زرقاء تبحث في جيوبه عن سر الخلود مات الله سكرانا غريقا في كأس النبيذ هو الذي لم يكن ولا يكون ولن يكون مات مرة في جنين دهسته دبابة ومرة في قهوة الرشيد مسحوقا مثل بعوضة بحذاء الملك الجديد ومات الله مرة مختنقا بدخان سيجاره مصروعا مصعوقا محترقا إلى الأبد في الجحيم ومات مرة مذبوحا بسكين الحقيقه الرحمن الرحيم فمن يسلخ جلد الذبيحة ويقرأ قصيدة التصوير لا إله إلا أنا خالق الله العظيم وشيطانه الرجيم والجنة والنار وأساطير الأولين والآخرين لا إله إلا أنا متوهجة مضيئة عارمة كالطوفان تسمي الأشياء فتكون تبدع العدم من الوجود والوجود من العدم وتفجر اللغة جسر الجنون وتنتشي برحيق القلق وتنفخ في الريح أشباحا للعيون جدارالصمت حضورا وحجرا في بحيرة الغثيان وتستريح في ظل الكلمات وتبقى تتجذر تتشيأ تترسخ دواما يعبق بالسكون رائحة الكبريت والدخان في الأنفاق والعجز طعم الزفت والقطران والظلمة تلتهم إنعكاس الصور في المرايا أثر الحرائق أزمنة الدهاليز المغلقة شفافية الوعي تبطن المطلق ترسم بحروف الجمر ألف و ألف وبينهما نون ترقص عارية لباسها الكون مسافتها السماء والأفق فضاءها محطة وعرش وصولجانها ياء نهائية صك العبوديه ونص القصيدة يتبرعم وحش الرؤيا زمانها يتوجها مركزا وكفنا يلف الإنفجار منبع الرغبة عاصفة الغبار دواما يعبق بالسكون والزوال عطرينقصه الثبات فراغ بارد الحواشي يرتشف لألأة الضياء ويرصع التوابيت المآسي أرقاما فضاء مربع يتكعب رحيقا بياض ينهش جذور الوميض ويفتق جثث الرموز نقاء يختزل الإشارات شفافية تفجر جدران الأرق لزاجة ودائرة الملح عبور يتسرب المضمون منه والدليل بوابة تحرسها الآلهة والأنبياء والكلاب تحاصر الجثث المعلقة بين الفراغ والفراغ بالأسلاك حديقة الشمس مسيجة بالشاشات والعيون والأشباح يترنح العري بادرة فكرة على حافة الزمن الذرة غبار والرماد أجيج الحديد والزجاج والرخام اللهب ينهش صلابة العناصر ينخر صلابة الإلتهاب صريرا تترنح الأبراج ويهتز العرش يتمايل الأمل واللهفة توابيتا عائمة تتأرجح فوق خطوط الماء ويغرق زورق الهجرة ف راغ أبيض التسطيح أشرعة شراشف الفقرهاجرها النسيم أوروك المضيئه تترائى من بعيد بطاقة الحياة غابة الأرز موت كسول يتبطن بوعد الفناء حفيف الأوراق ورائحة الفطر المضئ في الزوايا نسيان نبتة الخلود كلمة وصورة الماء يتدفق منهجا من باب إلى باب وملحمه مقامات الرغبة تتوازى مللا والحنين الصامت يغمس خصلاته في أضواء الآلة الحاسبة عرقا وصديدا والأنين المارق بين الأسنان يشير إلى مخبأ الفجر نافذة على الفقر رنين الأقواس المشبوهة ينحت بطعم التراب المحترق أسطورة الإله المنتحر تتردد عبر الفضاءات المثقوبة والعقل ينحني يتلاحم الواحد والصفر والتيار شرارة إحصائيات الغبار وذرات القلق إضاءة تتشخص تماثيل الملح تنبثق من عدم البداية يتماوج الأحمر المخثر والبياض في معبد الولادة وحوار الإمتزاج بذاكرة الليل نهاية ورخوة اللحم جسرا للمسافة إنكيدو يحتضن أوتارالجسد يهجر البراريي لمنافي المسافات اللذة مرآته والشهوة عودة على الرصيف المبلل يترائى الوهم ورما في الضباب قط يقطع الطريق عبر بركة ماء وظل شجرة الظل حتمية والحنين هوية والأرق قهوة أو كتاب أونرجسة والرغبة عبوة وحزام ينسف الحدود علامات العبور من دائرة إلى دائرة ومن المربع تسقط الياء الزائدة كما الواو المحصورة في فعل التكوين عدما الكلمة جمرة تزفر هواء ولهبا وتنشد السلب الكامن في ملحمة الوجود تتمايل مع الريح رقصة الفجر للغيوم قبل الصعود صحراء المقص الذئبي يتحول خنجرا يلمع في رباعيات الوعود حديدا قمريا يضئ الظهور ونارا الممكن غياب والغياب معبد التجسد وخارطة الوعي ملامحها تشرق وعيا فراغ مجوف يمضغ الطين ذرات تتنفس من كهوف السراب ومغارات الشوق الغابة والبحر والنهر والجبل والسماء الشمس والقمر وما بينهما بين قوسين فراغ الكون قبل الظهور أزمنة الحجر والحديد والزجاج واللغة وبحيرة الماء الساكنة مرآة تتأرجح طقوس العودة صورا وحلما بين خطوة و خطوة كالصدى تتردد ضحكة الوعي المنعكس تشق السماء والمرايا وحده لا شريك له في بداية الإنبثاق هو ما ليس هو وما ليس هو هو مطلق شفاف كرعشة لا باطن له ولا ظاهر هو ما ليس هو وما ليس هو هو لا يختفي ولا يظهر لا ينقبض ولا ينبسط لا ينطوي ولا ينتشر لا يبتعد ولا يقترب ذرة بلا نواة نواة بلا وزن وحجمها السلب يكون ما لا يكون ولا يكون ما يكون الشجرة والكرسي والحجر ومفترق الطرق والزيتونة ا لمتيبسة بجانب السور القديم وبين الشئ والشئ مسافة وامتداد في العين والعين مقياس والجسد مركز معبد الشعوروالمعنى والرغبات والخيال زهرة مطر شجرة عاصفة كتاب سرير قهوة قصيدة سحابة قمر حجر نرجسة رصيف جدار سكين مدينة نهر جبل صحراء غابة رغيف مقص نافذة رصاصة في الثانية تتجدد الصورة جثة ومقصلة تتوالد في دوامة الغموض إيماءة تحبر الصحائف بالكلمات والدواة منشور سري كتاب قدسي ونص تعويدة أو تعويدتين قبل كل وجبة أو بعد نشرة الأخبار شريط مغناطيسي يتمدد في الليل كشراع يلف الكون ويحتل العيون هياكل الحيرة والصدى في علب النور تلحس الكلاب دمها الدافئ وعرق الجبين المحترق والصدى على إمتداد البصر هناك عند الأفق الشجرة والكرسي ومكعب الضوء ومربعات الضجر والصدى جدار باب ساحة مشنقة لا مفتاح للخيال لا مدخل ولا مخرج والإطار زنزانة وما وراء الصورة حائط ومسمار وسحر المطرقة وبين الشئ والشئ مسافة وامتداد في العين والعين مقياس والجسد مركز معبد الشعور والمعنى والرغبات في المرآة يردد لا تكن فقط شعورا كن فكرة لا تكن فقط كلمة كن حجرا وكرسيا وزهرة وكن أيضا رصاصة فالذئب الآلي يغتسل مرتين في نهر الذوبان ويركب قطار الليل إلى مجرة الذكريات وبالعكس يجتاز الزمان فالدائرة مربع والمربع إله والجنة سعير والجحيم حديقة الشمس قرص طيني يتمطط يدور ويدور ويدور ويلمع ويتقيأ التواريخ والتاريخ نسيان والعربة تمتلئ جثثا وأجسادا قصصا وأساطيرا وأشعارا رصاصات فضية وأسفارا تتساقط من الغيوم مساميرا كن وهما صورة في عين الساحرة إشرب نشوة الرحيق عصير الشوك وانعتق من الدم الطافح والخضوع إهرب من المعنى وكن ما لا تريد أن تكون وعي الحجارة غظب الجذور لا تكن ما يريدون لك أن تكون غبارا يسبح بحمد السجون ارتشف كأس الحيرة المسروق وانتشئ فالكشف كشفان ليس وراء الحجاب سوى ما في العيون من غياب والدهر خرقة تلبسها اليد المرتجفة للأشياء شوقا والأشياء إنفجار سلبي فارغ عدمي والعدم شرط التجلي لذرة الغباروقطرة القلق الدامية ولهفة العشب في ظل السور القديم ورهفة الشفرة اللامعة تنغرس في اللسان وقبلة الذئب في عنق الفريسة لحظة إنشقاق الشهوة زبذ الأمواج عطرا ولهاثا وعاصفة تكتسح الفكر والذاكرة ويفيض بئر الأزل نهر بحر طوفان تتعرى المخيلة وتكشف لذة التراب يمرق بين الأصابع الدامية يتخلل مسامات الزجاج وللكشف قطبان كاشف ومكشوف ينسج وسادة للغيم مزينة بسماء ونجوم وسد للرغبات وكفن أبيض حوافه منمنمة بشبق الأموات تتعرى الذاكرة وتكشف وللكشف قطبان مكشوف وكاشف لذة الغبار في الإنزواء في الزوايا والتهام الجثث المتعفنة على أرصفة المجازر لذة الرمل في احتلال فضاءات الجروح كاشف ومكشوف أغصانا من النور حبلى برصاصات الغيوم وأنقاض الفكر تتجلى على صفحات سفر الخشوع أرقاما وصورا سلاسلا وأسوارا تتهجى الوجود بأعشار الثواني المقياس مقصلة الحضارات بذور الفزع على جدران مدن الرماد وفي صحائف الخضوع تتبرعم الأسلاك الشائكة تتمدد في الأفق من الجنوب للجنوب حيث الأمل مارد خرافي طائر سحري يجتاز بفارسه البوابات والحدود البحر والصحراء والغابة والسماء ولحظة الصحويتحول فينيق رغيفا والرغيف رصاصة تأشيرة الولوج للنهار وحدة زمنية معلقة في عنقود الهموم منتفخا بالأشياء مبللا بعرق الكوابيس ودم الفقراء ورذاذ المطر يستيقظ النهاريتجلى الزمان في العيون والجفون مثقلة بغضب أحمر وبالغيوم تنفتح الأبواب تنتظم حركة كل مجهول ومعلوم تتمطط نواة الوجود تنزل من السرير وتدخل في قشرتها النهارية تحتل كرسيا وتشرب شايا أو قهوة تتشيأ عبدا أو سيدا تمتزج وتنحل في الأشياء تختلط بالعلامات والرموز والأسماء ترتقي السلم وتغني تحتفل بشئ ما تحب وتكره تشتاق وتمل تفرح وتغضب تغسل أسنانها وتغني ت طلق النار على وجهها في المرآة وتغني يستيقظ النهار معبقا برائحة الدخان وتختفي الشمس وراء خوذة النبي قبة صومعة أو مناره وربما قيثارة أو صولجان في الليل ترتجف العقول المحاصرة الخوف يلون الوجوه و العيون تختفي القطط والطيور والسحابة تقفل الباب والنافذة وتجذب الستار تملأ الكأس الفضي بحروف الدهشة تتناثر مسحورة ترقص مع الظلال المذعورة تتلاشى الأنا تذوب في قعر الوجود تتشيأ طاولة وكرسيا وفنجان قهوة وربما سيجارة والكلمات تدعوا نفسها لإحتفال العبارة تستلقي على الورق بائسة عارية يابسة فارغة منهارة وتغني وترتقي سلم الحجر حتى القمر



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيال
- الخطوة الأولى لفك الحصار... تسريح الجيوش
- الوعي المحاصر
- الله والشاعر والفيلسوف
- عن الأسرة والكراسي
- طبيعة الكارثة
- مناورات لفك الحصا ر


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعود سالم - سفر العدم والجنون