أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم البهرزي - ديمقراطية الاسلام السياسي.......وعملية صيد الافيال باستخدام القراءات الشعرية















المزيد.....

ديمقراطية الاسلام السياسي.......وعملية صيد الافيال باستخدام القراءات الشعرية


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ربما يكون عالم الفيزياء الألماني هايزنبرغ هو الذي علق على مبدأ ( اللاتعيين ) في الفيزياء الحديثة أو فيزياء الكم التي طرحها عالم الفيزياء (ماكس بلانك ) حين تراءت له صعوبتها ولامعياريتها واقترابها من التخمين والافتراض لدرجة لا يعول فيها الكثير على المسلمات الرياضية , ربما هو (وأكون شاكرا لو كان المعني عالما آخر يصوب لي اسمه احد الأصدقاء)او سواه الذي سخر من النظرية واصفا إياها بأنها :
تشبه عملية صيد الأفيال عن طريق قراءة المزيد من الأشعار لها !!!!
مضيفا : أن قراءة الأشعار بشكل مستمر للأفيال ..سيأخذها إلى الانسحار بالقصائد !!...والذهاب بعيدا في الأحلام !!...حتى تنعس حالمة ... فيصيدها الصيادون بيسر !!.....

يشبه هذا الحال والوصف ما يطلق عليه عملية (انتخابات ) في ظل نظام إسلامي ..كالذي تتبعه وتعلن عنه بجرأة ثورية ..دولة إقليمية كبرى مثل (جمهورية إيران الإسلامية )..!!1

ولا اعرف بالضبط ما الذي يضطر دولة ذات أسلوب حكم ديني (إيران أو سواها ...واخذ إيران هنا كمثال قد ينطبق على أنظمة حكم دينية تتمثلها السعودية وإسرائيل ...وربما كوريا الشمالية!!!)....طبعا مع اختلاف الطبعات ..التي عادة لا تتغير فيها إلا المقدمة ..وشكل الغلاف ....

ما الذي يضطر إيران لإجراء انتخابات رئاسية ...بل ما الدافع إلى تحديد ذلك في الدستور ؟
ماهو حجم التغيير الذي يمكن أن يحدث لو تغير اسم الفائز من (كروبي ) إلى (نجادي )او (موسوي ) او رضائي ؟.....
لاشيء على الإطلاق جوهريا !!!....ولكنها بدعة الغرب المأخوذة على محمل الهزل !...
حين أتحدث عن التغيير فأنني لا أتحدث عن تغييرات شكلانية تتعلق بتسهيلات في (محددات ) الحجاب للمراة ...-كان يتم إرجاع ربطة العنق بضعة سانتيمترات عن مفرق الجبهة أو تقديمها بضعة سانتيمترات الى مقدمة الحنك !!)...فاعتبار مثل هذه المتغيرات على أساس أنها مكتسبات فعلية تستحق التظاهر والاحتجاج ...وتستأهل فرز التسمية بين (إصلاحي ) و(محافظ ) هو ضرب من الخداع اللفظي ....وصرف انتباه قطاعات كبيرة من الشعب (وخصوصا من فئات الشباب ) عن حجم الفساد والبيروقراطية والتخلف الذي تكرسه المؤسسات الدينية الحاكمة ...من خلال تركيب صمام أمان مسيطر عليه controlled safety valve يقوم من خلال هذه الكرنفالات الموسمية بتخفيف درجات الغليان الشعبي الذي يعتمل في صدور الأجيال الجديدة التي لا زال محكوما عليها بالانضباط المفرط والسيرورة تحت قانون طواريء الثورة الإسلامية ...وغطاءه الفولاذي ممثلا بولاية الفقيه (من خلال شخص المرشد الأعلى )....

قد يبدو هذا الكلام في ظاهره مجرد غض طرف عن حجم الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنتائج الانتخابات وإهدارا لقيم التضحية التي أودت بالعشرات من المحتجين ما بين قتيل وجريح ومعتقل ....
فهؤلاء المحتجون يحملون في دواخلهم رغبات بالتغيير أوسع مما يطلبها (او يسمح له بها ) محركوها ومستثمروها أمثال السيد مير موسوي ورضائي ..بل وخاتمي ورفسنجاني ايضا!!

السبب ببساطة يعود إلى أن مشكلة الحكم في دولة دينية هي مشكلة عضوية ستراتيجية تكمن في كنه (الدستور ) الذي يشترط بصرامة(التوجيه الإلهي ) اشتراطاته غير القابلة للحوار أو الجدل بغية التيسير فحسب !!!..فما بالك بالتغيير ؟

نستطيع ببساطة أن نحدد النتيجة الوحيدة التي يتوجب أن يكون رئيس الجمهورية المنتخب مستوفيا لشروطها ...
ألا وهي :
لايمكن ولا يجوز ترشيح شخص لا يلتزم بولاية الفقيه ..ومباديء الثورة الإسلامية الإيرانية التي صاغها السيد الخميني منذ أكثر من ثلاثين عاما!!
والدليل :
أن جميع الذين (سمح ) لهم بالترشيح هم من الرعيل الذي أسس لولاية الفقيه (عن إيمان أو عن تقية ) وساعد في إرساء نظام( جمهورية إيران الإسلامية) وفقا لهذا المبدأ ..وشارك سياسيا أو ميدانيا (عسكريا أو استخباراتيا أو حزبيا )في ترسيخ مباديء (الثورة الإسلامية الإيرانية ) التي حدد أطرها (السيد الخميني )...
ولا يمكن –على الإطلاق – أن يتسرب إلى سوح الانتخابات أي مرشح لا يمتلك الحد الأدنى من هذه الاشتراطات ....وقد وضعت عدة مرشحات (فلاتر ) شديدة التحسس لتنقية العضو المرشح لهذا المنصب والذي غالبا ما يكون من المقربين للمرشد االاعلى (والمقربون على درجات ونفس المرشد الأعلى يكون مع الأقرب لصقا ....وفي حالة الانتخابات الأخيرة كان السيد احمدي نجاد هو منية المرشد الأعلى ....وقد تحقق للمرشد ما تمناه ...بل واعتبره عيدا !!!)
(الفلاتر ) الثلاثة أو معابر التطهير تتألف من كافة العناصر الملتزمة بمبدأ ولاية الفقيه ومن السهمين فعلا في (الثورة الإيرانية الإسلامية ) حربا وسلما ومن السائرين على نهج الإمامين (الخميني ...ثم الخامنئي )..وهي تتألف من :

1-مجلس صيانة الدستور وهو المرتبط مباشرة بالمرشد الأعلى , وغالبا ما بتكون من كبار الفقهاء وقدامى أعضاء مجلس الشورى والساسة المتقاعدين المستمرين بولائهم لنهج الإمام ...وهذا المجلس هو الذي يحدد المرشحين (وقد رفض عدة مرشحين من اليسار والقوميين والإصلاحيين اللبراليين )..ومعيار تحديد هذا المرشح يكون بمدى ولائه للمرشد الأعلى ولولاية الفقيه ...ولا مزية إضافية سوى هذين المزيتين !!

2-مجلس تشخيص مصلحة النظام : وهذا المجلس يختاره المرشد الأعلى شخصيا ومهمته هي حل النزاعات بين الحكومة والبرلمان (وبالتأكيد فانه طالما قد شكل من قبل المرشد الأعلى وان رئيس الحكومة هو من –ينتخب صدفة !!- بحسب هوى المرشد الأعلى ..فان رئيسه يجب أن يتوافر على قدر كبير من القبول والخضوع عند التحكيم لصالح مؤسسات الحكومة !!!...وان لم يمتلك هذه القابلية من الرضا المطلق بأحقية الحكومة ومن خلفها المرشد الأعلى ..فليس أمام رئيسه والمعتدين بآرائهم من أعضائه إلا الاستقالة !!......وهكذا فعل السيد رفسنجاني حين أعلن استقالته من رئاسة المجلس قبل أيام ...احتجاجا على نتائج الانتخابات !!)
يبقى أن نعلم أن المدة الفعلية لعمل هذا المجلس هي ثلاث سنوات –أي اقل من مدة الرئاسة بعام واحد !!- وفي هذا حكمة لمن يتأمل ما أوردنا عن آلية تكوينه وجهة اختيار الأعضاء وعلاقة كل ذلك بعقلية الرئيس المنتخب !!
3-مجلس الخبراء :
هذا المجلس ينتخب مباشرة من خلال الشعب ولكون مهمته محددة بمدى التزام المرشد الأعلى بشروط ولاية الفقيه ...فهو يعد في سياق المجالس الرمزيةوالتشريفية ..طالما أن المرشد الأعلى لا تغيره إلا إرادة الرفيق الأعلى ..والتزامه بشروط ولاية الفقيه أكثر من التزامه بمنصبه نفسه !!


يبقى السؤال تبعا لهذه الآلية الروتينية المقفلة ...لماذا إذن يتظاهر المتظاهرون ويبيحون دماءهم على مذابح التغيير (الذي يبدو طفيفا جدا كما قدرنا مصيبين أو مخطئين ,فيما ذهبنا إليه أعلاه:؟

الشعوب التي تعاني الملل من روتينية الحياة السياسية (وهذا لا ينفي وجود عقليات داعية للتغيير الجذري ممن لم يتح لهم الحظوة بمرشح يشفي غليل رغائبهم ) تبحث عن اقل منفرج للتعبير عن رفضها لشكل النظام برمته – وقد يخطيء اويصيب كاتب هذه السطور حين يزعم أن غالبية المتظاهرين ..لم يتظاهروا نصرة لموسوي بقدر تظاهرهم رفضا لسياسة السيد احمدي نجاد ..الخارجية تحديدا ..والخاصة بالتدخلات الخارجية والإسراف في المكابرة بالبرنامج النووي الذي يستوجب التعاطي الدبلوماسي ..لا سياسة العناد والمكابرة التي دأب عليها السيد نجاد خلال دورته الرئاسية السابقة والتي أفقدت إيران كدولة ..والإيرانيين-الشباب منهم على وجه التخصيص- الكثير من الآفاق المبتغاة مع الغرب ..والذي تحن إليه الذاكرة الجمعية الإيرانية رغم سياسة التدين الإلزامي المفروضة على مجتمعاتهم ......هذا من جهة :
أما من جهة أخرى فان سياسة الإسراف في التكميم الشخصي –حتى فيما لا لزوم له شرعيا ...أو على الأقل هو محل اجتهاد – يدفع المتظاهرين بالدفاع عن اختيار (أهون الشرور ) آملين بالقليل من فسحات الضوء ..على الأقل عما يتم بفعالية في (بعض )الأوكار المعتمة !!!!

كما لا يمكن استبعاد مسببات ذات فعالية اقل ..مثل الانجذابات القومية (آذرية موسوي المزعومة ...أو احوازية رضائي التي يعلنها باستحياء ...الخ )

ولكن يبقى الدافع المضمر للجميع هو الاحتجاج على الدولة الدينية ونظامها المدعم بالعسكر (الباسيج والحرس الثوري الذي أظهرت الشرائط الفيلمية المسربة مدى قسوته تجاه ...معبرين عن احتجاج على نتائج انتخابات ديمقراطية !!!).....وهو احتجاج أكيد على واقع عياني عن انعدام مطلق للديمقراطية ....
وهي حقيقة لا تقبل القسمة إلا على نفسها ....
لا اثر لديمقراطية في دولة تقوم على أساس ديني ..

الدكتاتورية هي وجه الدولة الدينية طالما تعتقد نفسها المالكة الوحيدة للحقيقة المستمدة من السماء ...والمختلفين من أهل الأرض الجهلاء بوجهات النظر معهم -لا أكثر!!- هم متمردون يستحقون العقاب الإلهي الذي ينبغي أن ينفذ من قبلهم ....لأنهم وكلاء الله على الأرض
ومن الكفر أن تسألهم عن مصدر هذه الوكالة المحسومة صدقيتها وأحقيتها بالنسبة لما يعتقدون !!
فهم أولياء الله بقدرة اللغة..لاغير!!
ويستطيعون صيد العنقاء بتكرار قراءاتهم المطلسمة .....
مثل طريقة هايزنبرغ في صيد الأفيالِِ!!!







#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وجدت بائع الفرح ...ايها الصديق الغريب؟
- سلامات د.كاظم المقدادي....وسلاما لسبعينك التي تابى الاستراحة ...
- من الذي ينبغي ان يدفع التعويضات ...ياعراقيون ويا كويتيون ؟
- ماهي العلاقة بين موضوع الاستاذ عبد العالي الحراك ....و(الكسك ...
- ديوان الحساب ........................(30)
- ديوان الحساب ............................(29)
- على من سابكي غدا؟
- رسالة في مواساة الغرباء..........وماجدوى البكاء يااخت , ان ك ...
- حول الطفولة في العراق ....ثانية!!!.............(شجون اخرى اث ...
- ديوان الحساب .....................(28)
- طفولات كباقات الورود .....ملقاة على مزابل العراق
- بصحتك يا ....(برلمان )!!
- ديوان الحساب ....................(27)
- محنة الرضا ..........امتحان الارادة .....(كبندول الكتابة الذ ...
- ديوان الحساب ..............(26)
- الهرُ........والخمرْ
- ديوان الحساب .........(25)
- ديوان الحساب (23)
- ديوان الحساب .....(24)
- يا كتاب وقراء (الحوار المتمدن )...احذروا فتنة الشقاق التي (ت ...


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم البهرزي - ديمقراطية الاسلام السياسي.......وعملية صيد الافيال باستخدام القراءات الشعرية