أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - الصراع الجاري في إيران ثورة مخملية أن بداية ثورة دامية؟














المزيد.....

الصراع الجاري في إيران ثورة مخملية أن بداية ثورة دامية؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ إن انتخب محمود أحمدي نجاد رئيساً للبلاد قبل أربع سنوات، بدأ النظام الإيراني يولي اهتماما شديداً نحو التسلح، ومحاولة امتلاك ناصية السلاح النووي، مدفوعاً بتطلعات بعيدة المدى تستهدف الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة، والخليج بصورة خاصة، مسخراً معظم موارد الدولة في هذا الاتجاه على حساب المتطلبات المهمة التي تتعلق بحياة الشعب الإيراني المادية والمعيشية، وتأمين الخدمات الضرورية للمواطنين، ومعالجة الفقر والبطالة، والتصدي للتضخم وارتفاع الأسعار التي أرهقت جيوب المواطنين.

إن هذا التوجه لحكومة نجاد قد خلق لإيران مصاعب جمة، سياسية واجتماعية، وأمنية، أقلقت أبناء الشعب الإيراني التواق لحياة آمنة، ونظام ديمقراطي يحترم الحقوق والحريات العامة، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، ولاسيما الجيل الناهض من الإيرانيين الذين أصبحوا أكثر وعياً، واشد اندفاعا، وهم تواقون للخلاص من هيمنة رجال الدين الذين حكموا البلاد منذ عام 1978، والذين يتحكمون في حياة المواطنين وحرياتهم الشخصية، ويستنفذون ثروات البلاد على السلاح، ويتجاهلون المصاعب المعيشية للشعب الإيراني، ولا شك أن لثورة المعلومات التي جاء بها الانترنيت أثره الكبير في نشر الوعي لدى الشباب، وتصميمهم على على تحقيق طموحاتهم في حياة أفضل.

إن حكومة إيران تواجه اليوم ضغوطاً عالميةً متصاعدا تستهدف الحيلولة دون امتلاكها السلاح النووي، وتتصاعد العقوبات التي فُرضت عليها لعدم التزامها بقرارات الأمم المتحدة فيما يخص منع انتشار الأسلحة النووية.
كما تتصاعد لهجة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية من جهة، والتهديدات المضادة من جانب حكومة نجاد من جهة أخرى بالحرب مما يجعل الشعب الإيراني يعيش حالة من الرعب والقلق الدائم لما يمكن أن تؤول إليه الأحوال إذا ما وقعت الحرب، أو حتى وقع خطأ أوحى بوقوع هجوم، مما يمكن أن تنطلق الصواريخ والصواريخ المضادة، وما يمكن أن تسببه من خراب ودمار وضحايا لا يمكن تحديدها.
إن هذا الوضع الخطير الذي يواجهه الشعب الإيراني هو الذي دفعه إلى المطالبة بالتغيير، ومن أجل ذلك خاض الحملة الانتخابية معبئاً جماهير الشعب الرافضة لحكومة احمدي نجاد، ودولة ولاية الفقيه، والصلاحيات المطلقة التي يتمتع بها السيد خامنئي، والوقوف إلى جانب مرشح المعارضة السيد مير حسين موسوي، وكانت كل التقديرات تشير إلى شعبية موسوي الواسعة، والثقة التامة في فوزه بمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات التي جرت مؤخراً، حتى أن السيد مير حسين موسوي أعلن أثناء فرز الأصوات تفوقه على أحمدي نجاد.

لكن المفاجئة جاءت على عكس ذلك، حيث أُعلن عن فوز نجاد بنسبة جاوزت 63% على منافسه مير حسين موسوي الذي قالت مفوضية الانتخابات انه فاز بنسبة 33% من أصوات الناخبين.

ولم تكد هذه النتائج تُعلن حتى هبت الجماهير الإيرانية وطلاب الجامعات، والعمال والكسبة وحتى جانب من رجال الدين، وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد خاتمي في مظاهرات صاخبة ضمت مئات الألوف من المواطنين المستنكرين للتزوير الحاصل في الانتخابات وفرز الأصوات، وما لبثت المظاهرات هذه تتوسع وتمتد لتشمل سائر المثقفين والمثقفات مطالبين بإلغاء الانتخابات المزورة، ومعلنين فوز السيد مير حسين موسوي، وأخذت تتصاعد هتافات المتظاهرين بسقوط حكومة نجاد ، ومطالبين بالحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية والسلام؟

لقد أقلقت هذه المظاهرات النظام الإيراني بصورة جدية، وبدأ النظام يحسب لها ألف حساب، ولجأت إلى منع الصحفيين، وكافة وسائل الأعلام المرئية والمسموعة، من نقل صور تلك المظاهرات، وطردت العديد منها، لكن المتظاهرين استطاعوا بث الكثير من الصور عن طريق كامرات الهواتف النقالة، وعن طريق الانترنيت ليطلع عليها العالم أجمع، وأدت تلك الصور إلى حملة استنكار عالمية على المستويين الشعبي والرسمي .

لقد أظهرت الصور التي استطاعت بعض وسائل الإعلام بثها تلك الجموع التي قدرت بمئات الألوف من المواطنين أن هناك في طهران ثورة مخملية قد نشبت تستهدف ليس فقط إبطال انتخاب نجاد، بل وأحداث تغيير حقيقي وجوهري في البلاد، وقد تصدت قوات الأمن للمتظاهرين مستخدمة الغازات المسيلة للدموع، والهراوات، لكن المتظاهرين تحدوا قوى الأمن، وخاضوا اشتباكات واسعة معهم أدت إلى سقوط 7 قتلى، وعدد كبير من الجرحى بعد أن استخدمت قوات الأمن الرصاص لتفريق المتظاهرين، واستمرت المظاهرات بشكل يومي دون توقف، والجماهير تعلن إصرارها على تحقيق مطالبها المشروعة، واستمرت قوات الأمن في التصدي للجماهير، مما ينذر بتصاعد الأزمة، وتحول الثورة المخملية إلى ثورة دموية لا أحد يستطيع تحديد نتائجها، وكل الدلائل تشير إلى أن الشعب الإيراني عازم على مواصلة النضال، وعدم التراجع مهما كبرت التضحيات، وهي مصمصة على تحقيق تغيير حقيقي في البلاد يخرجها من هذه الأزمة، ويحقق حلم الشعب الإيراني في إقامة نظام حكم ديمقراطي تسوده قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة والسلام.






#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد انجاز الانتخابات اللبنانية بسلام، لبنان إلى أين؟
- ينبغي أن يكف حكام الكويت عن ابتزاز العراق وإيذائه
- صدور الطبعة الثانية من كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث ال ...
- من ذاكرة التاريخ : العلاقة بين الحزب الشيوعي وعبد الكريم قاس ...
- من ذاكرة التاريخ : العلاقة بين الحزب الشيوعي وعبد الكريم قاس ...
- من ذاكرة التاريخ : العلاقة بين الحزب الشيوعي وعبد الكريم قاس ...
- من ذاكرة التاريخ : العلاقة بين الحزب الشيوعي وعبد الكريم قاس ...
- من ذاكرة التاريخ: الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ماله وما علي ...
- من ذاكرة التاريخ دماء في الموصل القسم الثاني والأخير
- من ذاكرة التاريخ / دماء في الموصل
- هل سيشهد العراق حرباً أهلية جديدة ؟
- محمود المشهداني قاتل ويتهم الآخرين بالقتل!
- السبيل للخروج بالعراق من المأزق الراهن وبناء دولة القانون وا ...
- من أجل أصلاح جذري لجامعة الدول العربية يؤهلها لقيادة العالم ...
- بمناسبة عيد الثامن من آذار : ماذا حقق الاحتلال الأمريكي للمر ...
- من أجل دمقرطة وتحديث النظام التربوي في العالم العربي
- حساب الربح والخسارة في حرب غزة
- كتاب مفتوح للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي
- هكذا نجح انقلاب 8 شباط الفاشي
- ما قبل وبعد العاصفة، كتاب جديد للباحث حامد الحمداني


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - الصراع الجاري في إيران ثورة مخملية أن بداية ثورة دامية؟