أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - مشاعل العنف في شوارع طهران














المزيد.....

مشاعل العنف في شوارع طهران


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أظهرت الانتخابات الإيرانية قبل أيام أن إيران منقسمة على نفسها أشد الانقسام ، بحيث قيل أن مشاعل العنف كانت بديلا عن التصويت ، ولن يسمح للإصلاحيين بالتعبير عن إرادتهم ، وقد وصلت البلاد إلى حد الاحتقان المبشر بالانهيار .. وان الإصلاحيين يصّرون على أن السلطة خطفها المحافظون منهم من خلال التزوير الذي مورس في كل مكان من إيران ! لقد أعيد انتخاب محمود احمدي نجاد عقب انهيار واسع النطاق عبرت عنه اخطر اضطرابات تشهدها طهران في عشر سنوات ! لقد أذيعت النتائج مع حلول الليل ومع قطع خدمات الهاتف الخليوي ليخرج نجاد في خطاب تلفزيوني يبّشر بالنصر .. في وقت كانت شوارع طهران تشهد المزيد من أعمال الشغب والحرائق في الليل والمصادمات العنيفة مع الشرطة .. وعلى الرغم من ضبابية الصورة ولما حدث بشكل فاضح على العالم ، فان الأنباء تكلمت عن ثورة عدة مئات من المتظاهرين الذين اظهروا شجاعة كبيرة في الاشتباكات العنيفة التي خاضوها ، كي يعلنوا عن موقفهم وقد اظهروا العديد من العلامات ، وارتدوا الألوان الخضراء ، نسوة ورجالا ، وهم يؤيدون الإصلاح وينادون بمرشحهم مير حسين موسوي الذي وقف ممثّلا لهم ، ومعبرا عن إرادتهم ضد سياسات المحافظين الذين يقودهم محمود احمدي نجاد .. لقد وصل الصراع إلى ذروته سياسيا عندما اتهم موسوي المحافظين هاتفا بـ " أن الحكومة كذبت على الشعب " ! إن ثورة إيران اليوم لم تعد صامتة ، فلقد أشعل المحتجون النار في إطارات السيارات خارج وزارة الداخلية ، وصدتهم شرطة مكافحة الشغب بالهراوات وحطموا أعداد من السيارات ، وتولي الشرطة أمر مطاردة الثائرين سيرا على الأقدام ، وظهر فجأة البعض الآخر من المدنيين ، متصلين ببعضهم بغمغمة متواصلة ، وهم عصابات على الدراجات النارية ، وطاردت المتظاهرين الذين كانوا يجوبون الشوارع ، وهم يرفعون قبضاتهم في الهواء. لقد انهال رجال الشرطة بالضرب السريع على المحتجين بالهراوات والركل بأحذيتهم .. وقام المتظاهرون بضرب الحجارة ..
إن وصول الحالة إلى حدوث " اشتباكات عنيفة" اثر تراشقات وملاحقات .. واستمرار حرائق من قبل المتظاهرين .. مع انتقال هتافات علنية لشباب وشابات وصلت أوج انتقاداتهم وهم يهتفون "الموت للدكتاتور ، و" الموت لأحمدي نجاد" وأضافوا قائلين : "نريد العودة لتصويتنا" و " لا نريد الحسم السريع " .. الخ كلها تشير إلى أن المجتمع السياسي الإيراني اليوم منقسم على نفسه انقساما خطيرا ، وعندما نرى النتائج التي أظهرت أن 6. 62 في المئة من الأصوات قد منحت لاحمدي نجاد ، وان 33.75 في المئة منها قد أعطيت لمير موسوي -- وهو رئيس وزراء سابق ، وغدا اليوم بطلا لحركة الشباب نحو الإصلاحات بدافع البحث عن مزيد من الحريات وألطف وجها لإيران في الخارج. إن كل ذلك يمنحنا نتائج غاية في الأهمية ، خصوصا ، وان الانتخابات جرت والسلطة بأيدي المحافظين الذين اقفلوا الأبواب أمام أي فرصة للإصلاح والتغيير ، وخصوصا ، الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ، الذي يفترض فيه أن يكون أبا روحيا لكل إيران والإيرانيين ، وان يستخدم إرادته كي لا يمارس أي تعاطف مع أي طرف من الأطراف ، فهو الوحيد الذي يمتلك سلطات لا حدود لها ، وصلاحيات لا نهايات لها ، للتدخل في النزاعات ، فكيف يمكنه أن يظهر في رسالة على شاشة تلفزيون الدولة ، كي يحث الأمة على التوحد وراء محمود احمدي نجاد ، واصفا النتيجة "تقييم الهي" !! ؟
إنني اعتقد بأن إيران ستمشي بعد هذه " اللحظة التاريخية المريرة " في طريق آخر ، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوحد الأمة الإيرانية وراء مرشّح يدعمه سيد البلاد الروحي كونه تقييم الهي ! ولقد رفض موسوي النتيجة وقال أنها مزورة ، ودعا أنصاره إلى مقاومة حكومة "الأكاذيب والديكتاتورية" ! وقال : "أنا احذّر من الاستسلام لهذا التلاعب" ، وقال بيان نشر على موقعه على الانترنت : "نتيجة ما شهدناه من أداء المسؤولين ، فهو خطير جدا يهز دعائم جمهورية إيران الإسلامية المقدسة ". واستطرد قائلا : "لن تحترم الناس أولئك الذين قاموا بالاستيلاء على السلطة عن طريق الغش " و " لن نستسلم لهذا التلاعب الخطير". وقام موسوي بمناشدة الإمام خامنئي مباشرة للتدخل ووقف ما قال انه يمثل انتهاكا للقانون .. ، فهل سيجني موسوي غير خيبة الأمل ، هذا إن استطاع أن يحافظ على حياته ، وكلنا يعلم بأن الإمام خامنئي رجل دين لم ينتخب ، ولكنه سيد إيران الحقيقي ، ويحمل السلطة السياسية في إيران بيديه ، ويسيطر على جميع القرارات الرئيسية المتعلقة بالسياسات.
إن إيران اليوم على مفترق طرق صعب ، وهي بحاجة إلى وحدة بين الفرقاء ، وكان خطاب المنتصر احمدي نجاد مثيرا ، وكأنه انتصر في معركة حربية ضد أعداء حقيقيين ، كي يصف خصومه الإصلاحيين بشتى التهم .. إن المرحلة القادمة مليئة بالمفاجئات ، وذكرت الأخبار أن السلطات الإيرانية اعتقلت زهرا إشراقي حفيدة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، وزوجها الدكتور رضا خاتمي شقيق الرئيس السابق ، فكليهما من الرواد الإصلاحيين .. إنني اعتقد انه مهما كانت الانتخابات الإيرانية نزيهة ، فهي مفتقدة مشروعيتها كون البلاد بيد ولي فقيه ، وبحكمه الذي يدعي انه مستمد من الآلهة .. فلا وجود لسلطات دستورية ، وحتى إن وجدت ، فلا فصل في ما بينها . هنا تكمن تناقضات المشكلة الأساسية عند الإيرانيين والحقيقية للانقسام بين محافظين وإصلاحيين .. مع وجود ملايين الصامتين !



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجية أمريكية .. وتجربة عراقية غامضة!
- التوافقيّة هي “المحاصصة” بالمعنى العراقي!
- العقل العربي في سجن رقم (1) !
- الناشرون العرب يستبيحون الملكية الفكرية !
- مشروعنا حضاري أولا وأخيرا: دعه يعمل.. دعه يمر!
- الخروج من عار التخلّف !
- محاكمة الثقافة العربية: لماذا ؟
- العراق : لا إمبراطورية ولا دوقيات !!
- مقبرة الإمبراطوريات.. خوفاً من مستنقع أفغانستان
- التلفزيون يتسّلط على مجتمعاتنا !
- إستراتيجية مصالحة أم اعتدال وممانعة ؟
- التفكير بعيدا عن زنزانة سوداء !
- العرب بعد خمسين سنة !!
- أين صارت مبادرات الإصلاح؟
- خطوة عراقية نحو التغيير !
- الأحفاد في الشتات
- رسالة إلى الأصدقاء اليساريين العراقيين
- ميسون .. أو أسامة : أحقّ من غيرهما أيها النوّاب
- العراق 2008: تقرير سنوي رصد كورنولوجي للإحداث وتوقّعات للعام ...
- دَرس غَزّة : التوّحد بعد الانقسام !


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - مشاعل العنف في شوارع طهران