أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام البغدادي - هل الالحاد دين جديد؟














المزيد.....

هل الالحاد دين جديد؟


بسام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 03:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثيرين مِن الذين أقابلهم, أصدقاء و أقارب, يشعرون بشئ من الحساسية و بعض الاستفزاز بمجرد معرفتهم بموضوع الحادي. الايمان بالله بالنسبة للكثير من البشر شي عميق و متجذر في اللاوعي لدرجة أن الكثيرين يرون بان الايمان هو شيء طبيعي جداً بل يذهب البعض أبعد من هذا ليدعي بأنه فطري من الولادة. لِنتذكر هنا بأن الغالبية العظمى من الناس و بالرغم أنتمائهم لأحد الاديان الشرق أوسطية فأن أهتماماتهم الدينية سطحية و تقتصر في غالبها على الاشتراك بالمناسبات و التمتع بالاجازة في الاعياد. بالرغم من هذا فأن الألحاد لازال في نظر الغالبية هذه شئ مخالف للطبيعة و ليس العادة فقط.

الايمان بشئ ما أكبر و أعظم و أروع و أجمل هي الصفة الغالبة على معظم الذين لم يحددوا موقف معين بخصوص الدين, و هذا يعطيهم بعض الراحة التي لا يعرفون مصدرها. معظم هذه الصفات يتم الصاقها بطبيعة الحال بالله بمجرد ان يجد الانسان نفسه ينتمي لمنظومة دينية معينة. و فجأة يجد نفسه يردد ما تم حشوه في عقله من الصغر في هذا الدين او ذاك بمجرد طرح موضوع الايمان للنقاش لدرجة انك لو تحدثت مع أحدهم فكأنك تحدثت مع المؤمنين في دينيهِ جميعاً. نفس القصص و البراهين و الأدلة و الاسئلة التي تجيب على نفسها بنفسها يسوقها لك كأثباتات على وجود الله ثم عظمة نبيهِ و من ثم النتيجة النهائية التي لا مفر منها بان دينهُ هو الدين الحق.

بطبيعة الحال فأن الايمان من عدمه هو حرية شخصية صرفة و من حق كل أنسان أن يقررها بكل حرية. لكن كقاعدة فأن الالحاد هو موقف واضح حول مسألة معينة بالذات و هي الوجود الالهي. و في حالة قيام أديان أو أنظمة فكرية على هذا الوجود الغير مُثبت فأنه بطبيعة الحال ستنهار هذه الانظمة لدى المُلحد لغياب أسباب و أسس وجودها. على سبيل المثال يدعي الكثيرين بأن المسيحية دينٌ أخلاقي مُسالم. أذا كانت الفكرة مِن أساسها مبنية على الاعتقاد بالوجود الالهي الذي لا دليل عليه فأن من حقِنا التشكيك في مصداقيتها قبل قبولها حيث من غير المعقول ان تكون الافكار المزيفة مفيدة أساساً.

بعض الاسئلة التي يواجهها المُلحد مدروسة و جادة و لكن مع الاسف الشديد أغلب الاسئلة التي أواجهها ساذجة. على سبيل المثال لا الحصر. أنت لا تؤمن بالله لانك لا تستطيع رؤيته؟ أنت تؤمن بأن عقلك موجود رغم أنك لا تراه؟ هل تؤمن بالحب رغم انك لا تراه ولا تفهمه؟ لماذا اذن لا تستطيع الايمان بالله؟ و جوآبي لكل هذا النوع من الاسئلة هو التالي. يا حضرة المؤمن هل تؤمن فعلاً بوجود بطة عملاقة وردية غير مرئية تتحدث سبع لغات و ترقص جوبي تسكن في الحمام و تظهر فقط عندما تنام او تخرج من البيت؟ لماذا لا تستطيع الايمان بها؟ فقط لانك لا تراها او تفهمها؟

و عندما يكتشف المؤمن ضعف و سذاجة هذه الفكرة ينتقل الى أفكار أكثر عُمقاً, و هذا ما أتمناه دائماً. أفكار مثل الكون و الانفجار العظيم و فكرة النظام اللامتناهي في الدقة و جسم الانسان و الطبيعة و غيرها من الافكار. أنها أفكار تبدو للوهلة الاولى ذكية و علمية, لكن طرحها في سياق ديني يفترض بأن كل الاشياء لها "غاية معينة" يفرغها من كل علمية منهجية. شخصياً أؤمن مسبقاً بما توصل اليه العلم, المؤمن يؤمن بأن العلم لن يتوصل يوماً الى الله. بالرغم من هذا يحاول المؤمن أيجاد الفراغات الممكنة في سياق العلم الانساني ليفترض بصورة آنية بأن الله هو الجواب لكل هذه الفراغات العلمية. لدرجة ان الله أكتسب صفة أله الفراغات لدى البعض.

أذا كنا لا نملك اجوبة كاملة لكل الاسئلة و هذا ما نقر بهِ لا يعني هذا بشكل من الاشكال ان الجواب هو الله. الله ليس جواباً لشئ, الله نفسه علامة أستفهام كبيرة لا يجرؤ المؤمن الاجابة عليها أو النظر اليها دون ان تسقط كل رهبة من هذا الكيان الوهمي. كذلك فأن الالحاد ليس فكراً او ديناً او نظام سياسي او أقتصادي او أجتماعي معين. الالحاد هو موقف سلبي من فكرة معينة بالتحديد لا غير. ستالين كان ملحداً لكن هذا لا يعني بان كل الملحدين ستالين و هتلر كان نباتياً و له شوارب هذا لا يعني ايضاً بان كل النباتيين أو الذين لديهم شارب يكرهون اليهود.

ختاماً فأن الألحاد هو موقف مُحدد و مدروس من فكرة معينة بالذات. لا علاقة لها لا من قريب أو بعيد و لا تحمل أي أشارة الى المستوى العلمي او الذكاء او درجة التحرر او اذا ما كان الشخص مؤمناً بالسحر أو الاحجار الكريمة أو الابراج. الالحاد هو عدم الايمان بالوجود الالهي, فقط. ليس أكثر او أقل.



#بسام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الذي هز عرش الرحمن بل قلبه
- التاسع من نيسان يوم تحرير ام سقوط؟
- لا يوجد شئ اسمه ثمن الحرية
- وطني كوكب الارض, وديني سعادة الانسان
- هل أنت مخلوق لا يتطور ام على قمة سلم التطور؟
- هل نستطيع أخذ نظرية الخلق على محمل الجد فعلا؟
- هل نستطيع أخذ نظرية الخلق على محمل الجد؟
- الشعرة التي ستقصم ظهر نظرية التطور
- الرجل الذي أخرج الانسان من كهوف الاديان , الجزء الثاني
- حياة الرجل الذي أعاد رسم خارطة الحياة
- دارون الرجل الذي أخرج الانسان من كهوف الاديان
- هل كان المسيح ابن الله فعلاً ام كان أبن...؟
- هل حان الوقت لمحاكمة نزار قباني؟
- انجازات عام سعيد اسمه 2008
- مؤتمر صحفي مع الله ومحمد و المسيح
- هل سيغير الفيسبوك شكل الخريطة السياسية في العراق؟
- هل تؤمن بالله؟ مفارقات الايمان الاعمى
- مقارنة بين عشتار اله الحياة و الله اله الموت
- عشرة أسئلة لكل من يدعي انه مؤمن ب الله
- القتل بأسم الشعوب


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام البغدادي - هل الالحاد دين جديد؟