|
الاستناد على العقلانية في التحالفات السياسية
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
و نحن نقترب يوما بعد اخر من الانتخابات البرلمانية لاقليم كوردستان ، و لم تبدا حملات الترويج بعد ، و لكننا نسمع و نقرا تحليلات و تفسيرات و ادعائات و بيان اسباب للتحالفات و الاتفاقيات المنعقدة بين القوى المتعددة، و من اغربها تحالف القوى الغيبية مع مجموعات و جماعات تعتبر نفسها علمانية و يسارية ظاهريا و هي تساوم على المباديء الاساسية للعلمانية واليسارية بشكل خاص من اجل المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة ، و تستند على الانتهازية من اجل الوصول الى المواقع التي تفيده شخصيا و حزبيا و ليس من اجل العقائد و ما يهم الشعب كما يدعي ابدا . ربما يكون سهلا التقارب و التحالف و الاتفاق بين القوى العلمانية و اليسارية و الوطنية و الديموقراطية واليبرالية و حتى الراسمالية ، و لكن ليس من المعقول ان يتحالف من يعتبر نفسه قائد العمال و الكادحين و يدعي الماركسية القحة و يتباكى على مصير الفقراء و هو يتحالف مع الاسلام السياسي و ان اعتبر نفسه ضده استراتيجيا و ضد من يناضل من اجل تحقيق اهدافه و امنياته بحيث لا يجمعه معهم ولو نقطة مشتركة، بل في الاصل هم اضداد الا في المصالح الذاتية فقط ، ان لم يكن هذا تضليلا و ذر الرماد في الاعين بماذا يمكن ان نسميه ، و يمكننا ان نسال على اية نظرية يعتمدون و باي مبدا يقسمون و يتحالفون و يحلفون و لاي شعار و هدف يناضلون و لاي مستقبل يتفاهمون و يتعاونون ، و لاي نظام سياسي يعملون . التحالف كما هو معروف هو عقد و عهد من اجل اهداف عقيدية و فكرية مشتركة مهما كانت اسبابها و كم كانت مدتها ، و لا يمكن باي شكل من الاشكال اتباع اية طريقة خارجة عن المباديء الاساسية و الاطار العام لاي فكرمن اجل التكتيكات القصيرة و لاسباب شخصية و حزبية فقط، و هو بعيد عن العرف العام للجهات على الاقل ان لم نقل انه ضد المعتقدات ، و يمكن تقاسم الواجباتو بين القوى و كل حسب ثقله و قدرته و حجمه ، و هنا يمكن ان نسال ماهي الحقوق و الواجبات المشتركة بين تلك الاضداد. و العجيب في تحالف القوى المتناقضة ان يدٌعوا النقاط المشتركة السياسية و هي بعيدة عن الاستراتيجيات المبدئية و الفكرية و العقيدية لكل طرف . ان التعايش المشترك و انبثاق الافكار في التاريخ جاء من خلال العلاقات الجدلية و كيفية التعامل مع البعض و تحديد المستقبل عبر التاريخ ، و الفكر السليم و العقلية المناسبة هي التي تنظٌرو هي الطليعة لمسيرة و مستقبل افضل ، و لابد من المقارنة بين التوجهات و اختيار الاحسن و ليس الاعتماد على التعامل مع الافكار و التعاون المشترك بين المتضادين و المتناقضين مطلقا ، و هذا ما يخلق النظريات المتضادة و المتناقضة من اجل الاهداف السياسية البحتة ، و الا سيتغلب احد الاطراف على الاخر في الصراع في النهاية حتما ، و لم تبق اية وسيلة الا و يستعملها اي طرف من اجل الفوز السحيق ، و هكذا سينتصر الافضل و الاقوى كما هو سيرة الحياة و التطور و الارتقاء منذ بدء الخليقة . و من كان يتعامل وفق( الاصل في العبادات الحظر الا ماشرعه ) او ( الاصل في المعاملات الاباحة )ام ( الاصل في العبادات العفو ) ، و ينظر الى الفلسفة و معرفة الحقيقة كبدعة لايمكن السماح بها ، بينما الاخر المتحالف سوى كان صادقا ام مضللا وهم يؤمن بمادية الفكر و الخلق و كما يدعي انه يتقيأ من الافكار الغيبية الخرافية ، فبفعلته هذا يعمل لصالح ما لا يؤمن به ، ان لم تكن المصالح الحزبية الشخصية المضرة بالمصالح العامة هي التي تربط هذه التحالفات ، فعلى اية اعمدة فكرية و عقيدية و فلسفية يستندون . و ان حصلوا على الاكثرية المطلقة في الانتخابات البرلمانية ، كيف يختارون و يشرعون و باي عقيدة يشرعون و كيف يرضون مريديهم و مناصريهم ، الحكمة و الحكومة العلمانية ام الاسلامية . اذن يمكن ان تقع التحالفات المؤقتة على راس اصحابها و هي مهزوزة و لا تستند على العقلانية في الفكر و العمل مهما كانت الاسباب الثانوية.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني
-
دور حرية الفرد في تطبيق مفهوم الديموقراطية
-
لن يتم الاصلاح بيد من يقف ضد الديموقراطية
-
الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية
-
ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان
-
متى ننتهي من الدوران في الحلقة المفرٌغة ؟
-
استغلال الانتخابات الرئاسية للتنفيس عن المكبوت عند الشعب الا
...
-
الانسحاب الامريكي و فرصة تضييق الحريات في العراق
-
من سيدفع الثمن ؟
-
ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره
-
عقدة التكبر و الاحساس بالنقص معا في السياسة العراقية
-
من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟
-
كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟
-
اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
-
الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
-
استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
-
الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
-
مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم
-
لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟
-
دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
المزيد.....
-
سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي
...
-
مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي
...
-
بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
-
النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
-
نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
-
الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار
...
-
ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
-
بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن
...
-
روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
-
أطعمة تضر المفاصل
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|