أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي سعد - عن المسألة الطائفية مرة أخرى!














المزيد.....

عن المسألة الطائفية مرة أخرى!


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:13
المحور: المجتمع المدني
    


تعود "المسألة الطائفية" وتطرح نفسها على بساط البحث مع بروز كل سلوك طائفي يحتم الشروع بدراسة عميقة للعقلية الطائفية التي تعتبر من السمات البارزة للمجتمع المتخلف المتجرد من العقلانية والتفكير الليبرالي. ولا شك أن أحداث العنف الأخيرة في شفاعمرو ما هي إلا أحد إفرازات العقلية الطائفية المتخلفة، وليست "حدثًا عابرًا قامت به مجموعة من الشباب الطائشين" كما يدّعي البعض.

ممارسة العنف على خلفية طائفية يمكن إدراجها في خانة سلوكيات الإنسان المقهور، الذي يسعى إلى التنفيس عن نقصه وشعوره بالدونية من خلال القيام بأفعال بربرية تطال أبناء الطائفة التي يناصبها العداء وممتلكاتهم العامة والخاصة. الإنسان المقهور يتواجد في حالة استعداد دائم للانقضاض على "الفريسة" ويتحين الفرصة المواتية لتفريغ حقده على الآخر بسلوك همجي لا يعرف حدودًا وضوابط اجتماعية وأخلاقية.

الإنسان المقهور يعيش في حالة من التوتر الوجودي الناتجة عن الخوف من الآخر ظنًا منه أن الجماعة المختلفة عنه تشكل خطرًا على بقاء الجماعة التي ينتمي إليها. لذلك نجد هذا الإنسان يحاول وضع جماعته في حالة "ضحوية" تكون فيها محاطة بأعداء كثر يحاولون القضاء عليها. ولدرء هذا الخطر الوهمي فإنه يلجأ إلى ممارسة العنف على كافة أشكاله بحق الطائفة الأخرى ويُخيَّل له بأنه حقق نصرًا مظفرًا عليها وقضى على ميولها العدوانية تجاه طائفته.

إن السلوك الطائفي العنيف ليس وليد لحظة حدوثه كما يعتقد البعض، بل هو نتاج تراكمات عديدة تنتظر سببًا مباشرًا يشعل فتيل الحقد القاتل المتأصل في نفسية الإنسان المقهور. فلا يعقل تحول خلاف تافه بين شخصين إلى موجة من العنف الطائفي بدون وجود خلفيات من التعصب والكراهية متجذرة في بنية المجتمع المتخلف.

العنف الطائفي يعتبر مشكلة حقيقية تهدد الأمن الذاتي والاستقرار الاجتماعي، الأمر الذي يحتم معالجة جذرية للأسباب الكامنة وراءه وليس الاكتفاء بالعمل على إخماد الحالة العينية الحادثة. في حالة شفاعمرو فإن القيادات السياسية والدينية في المدينة تمثل دور "رجال الإطفاء"، فهم يقومون بكل ما بوسعهم من أجل فك الاشتباك ووقف النزاع وينهون القضية تحت شعارات رنانة من قبيل "الوحدة والتآخي والتعايش"، ولكنهم لا يتقدمون بطروحات عملية لعلاج هذه الظاهرة من جذورها الأمر الذي يضعنا في حالة انتظار للحدث العنيف القادم.

للحد من ظاهرة العنف الطائفي نحن بحاجة إلى تضافر جهود مختلف الجهات لبناء برنامج عمل يسعى إلى تقريب أبناء البلد الواحد من بعضهم البعض ويهدف إلى تعريف كل طائفة بالطائفة الأخرى، لنزيل الأفكار النمطية المسبقة التي تسيطر على نظرتنا إلى الآخر ونساهم في بناء مجتمع يقوم على أسس المواطنة والحوار وقبول الآخر.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد اليسار الدرزي!
- نبني يسارًا جديدًا مع الجبهة
- الليبرمانية تشكل خطرًا على الديمقراطية الإسرائيلية!
- حمد عمار وخيانة الذات!
- ثقافة الحذاء!!
- نحو نهضة شفاعمرية حقيقية
- قائمة - دروز شفاعمرو- تستغل الدين لأهدافها السياسية !!
- الوحدة من أجل حشر قائمة -المستقبل- في الزاوية!
- لا مكان للمشاريع الأصولية الإسلامية في شفاعمرو!
- قائمة -مستقبلية- بمفعول رجعي !!
- ماذا بعد -إسقاط عرسان- ؟!
- الإسلام الأصولي والتدين الغوغائي!!
- عن -الديمقراطية الشعبوية-!
- حول مسيرة إحياء ذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو
- نحو إلغاء التجنيد الإجباري!
- نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل
- -صرخة العسفاويات- يجب أن تتحول إلى -صرخة الدرزيات-
- تحية للطائفة الدرزية أم جريمة بحقها ؟!
- السنيورة مرة أخرى!
- نحو مفهوم جديد للعروبة


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي سعد - عن المسألة الطائفية مرة أخرى!