أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - خطاب نتنياهو خازوق لكل المعتدلين العرب...















المزيد.....

خطاب نتنياهو خازوق لكل المعتدلين العرب...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


......."نتنياهو" في خطابه كان منسجماً مع فكره وقناعاته ورؤيته ولم يكن بالمفاجئ أو غير المتوقع،رغم أن فريق الاعتدال العربي والفلسطيني،كان يأمل أن يشكل خطاب "نتنياهو" ساتر لعورة هذا النظام الرسمي العربي،وأن يعلن موافقته على مبادرة السلام العربية،ولو بأربعة عشر تحفظاً شبيهة بالتحفظات التي وضعها شارون على خارطة الطريق،وباختصار فريق الاعتدال العربي والفلسطيني،كان يمني النفس بحدوث معجزة آلهية ،وأن يغير الدب جلده، وراهنوا على أن يتحول الذئب إلى حمل وديع،وخصوصاً أن الكثير من جهابذة فريق الاعتدال كتاب وصحفيين وإعلاميين وساسة ورجال فكر،بعد الخطاب الذي ألقاه "أوباما"في جامعة القاهرة،والذي لم يخرج عن كونه مفردات ولغة جديدة لنص قديم ،رأوا في هذا الخطاب تغيراً وانقلاباً دراماتيكياً في السياسة الأمريكية تجاه العملية السلمية في المنطقة،وأن زمن التعامل بقفازات من حرير مع إسرائيل قد ولى؟ وكانوا يتوقعون بأن" نتنياهو" غير قادر على التصادم أو الخلاف مع الإدارة الأمريكية،رغم قناعتي المطلقة أن ما يجري ليس أكثر من توزيع الأدوار ويدخل في إطار إدارة الأزمات وليس العمل على حلها،وأنه في خطابه على الأقل ربما يرسل ببعض الإشارات الإيجابية لمعسكر الاعتدال العربي والفلسطيني،كأن يعلن استعداده لقبول المبادرة العربية للسلام ولو بشروط،ولكن أن يعلن بكل وضوح أن ما انتخب عليه من برامج من قبل المجتمع الإسرائيلي هو أساس موقفه وقناعاته غير القابلة للتخلي أو التنازل عنها،ورغم أن خطاب" نتنياهو" وضع السطر الأخير أو النقطة الأخيرة في المسيرة السلمية والمفاوضات العبثية،إلا أننا وجدنا أن"أوباما" والذي راهن عليه معسكر الاعتدال العربي والفلسطيني"بأن يأتي لهم "بالزير من البير " قد رحب بخطاب ""نتنياهو واعتبره خطوة مهمة على طريق السلام وإقامة الدولتين،وكذلك فعلت أوروبا الغربية،وبما يثبت بشكل جلي وواضح أن أمريكا وأوروبا ما يهمهما بالأساس مصلحة إسرائيل وما تقبله وتوافق عليه وليس غير ذلك.
و"نتنياهو" الذي تولى رئاسة الوزراء الإسرائيلية قبل هذه المرة،أعلن بكل وضوح بأن رؤيته للسلام،تقوم على أساس عدم التنازل عن الأرض،بل على أساس تحسين الشروط والظروف الاقتصادية للفلسطينيين تحت الاحتلال وبمساعدات واستثمارات عربية ودولية،ورؤيته هذه تتلقى حولها معظم الأحزاب الإسرائيلية،حيث أحزاب (كاديما والعمل) رحبت بخطاب "نتنياهو" واعتبرته تمثيل للإجماع الصهيوني.
والصفعة والخازوق في خطاب" نتنياهو" ليس لأمريكا وأوروبا الغربية والأحزاب الإسرائيلية،بل لمعسكر الاعتدال العربي،والذي لا يملك من الخيارات،إلا بضاعة فاسدة غير قابلة للتسويق حتى بأبخس الأثمان،ألا وهي المبادرة العربية التي يجري ترحيلها من قمة عربية لأخرى،ومع كل ترحيل يجري الهبوط بسقفها،لكي يجري تسويقها إسرائيليا وأمريكياً،ولكن رغم ذلك لم تجد قبولاً حتى أن "نتنياهو" في خطابه الأخير لم يتطرق لها بالمطلق،وهو بذلك يقول لكل العرب والمسلمين أنتم ومبادرتكم ليس بوارد حساباتي،وما هو مطلوب منكم هو المشاركة في أوسع تحالف للتصدي لخطر امتلاك إيران للقنبلة النووية،فهذا المطلب له الأولوية على أي مطلب آخر،والمطلب المهم الآخر هو ضرورة تطبيع العرب لعلاقاتهم مع إسرائيل،أما المطلب المتعلق بالدولة الفلسطينية،فشروط إقامته،أصعب من شروط حلم ابليس بالجنة،فعدا عن التنازل العربي والفلسطيني العلني والرسمي عن 78% من فلسطين التاريخية،واعترافهم بيهودية الدولة،وبما يترتب على ذلك من طرد وتهجير ونكبة أخرى لأكثر من مليون ونصف فلسطيني يعيشون في وطنهم وعلى أرضهم،فعليهم الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل،وحق العودة يحل خارج مناطق 48،وغير مسموح بالعودة للاجئ فلسطيني واحد إلى تلك المناطق،والكتل الاستيطانية الكبرى"غوش عتصيون ومعاليه أدوميم ومجمع أرئيل" خارج إطار المحمية الفلسطينية،وهذه المحمية تكون منزوعة السلاح وإسرائيل تسيطر على برها وبحرها وجوها،أي المطلوب سلطة فلسطينية ليس لها أي مظهر من مظاهر السيادة،وأسوء من سلطة لحد التي كانت قائمة في الجنوب اللبناني .
وخطاب "نتنياهو" ليس فقط إعلان حرب وسلام عبيد،بل يتعدى ذلك إلى إنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقه في وطن حر ومستقل،ففي إطار تبجحه وعنجهيته وما يحمله من أفكار مغرقة في التطرف والتوراتية، يقول أنه يتنازل عن جزء من أرض" إسرائيل" إلى الأغراب،والتنازل هذا لا يعني منع المستوطنين من السكن في أي جزء من البلاد يختارونه.
والآن بعد كل هذا الوضوح في الموقف الإسرائيلي،هل بقي هناك ما يمكن المراهنة عليه فلسطينياً وعربياً؟،وهذا الوضوح أليس كافياً من أجل إجراء عملية مراجعة شاملة تطال حتى التفكير الجدي بحل السلطة،هذه السلطة التي دفعت بنا نحو الاقتتال الداخلي والنزاع والصراع على وهم سلطة غير حقيقية؟،وخطاب "نتنياهو” أليس كافياً أيضاً لكي يجعلنا نعمل بشكل جاد وسريع من أجل إنهاء الانقسام والشرذمة والضعف الداخلي.؟
وعربياً هل ما زال هناك رهان على أن مبادرتكم للسلام،رغم كل هذا الوضوح الإسرائيلي ما زالت قابلة للتسويق؟،وهل هي صالحة لكل زمان ومكان؟.أم أن الأمر وصل حد"إكرام الميت دفنه"،وهذه المبادرة ليس المطروح سحبها من التداول فقط،بل لا بد من مواقف جادة وحقيقية تتعدى الإطار اللفظي والنظري والشعاري،نحو اتخاذ خطوات وأفعال ملموسة،أفعال تجعل إسرائيل وأمريكا وأوروبا الغربية تدرك أن الزمن العربي الرديء قد ولى إلى غير رجعة،وأن العرب لن يبقوا خارج الحسابات الإقليمية والدولية،ولا بديل عن الأخذ بالخيارات الأخرى التي تحدث حالة من القطع مع النهج السابق نهج المفاوضات العبثية،وضرورة الزج بكل الطاقات والإمكانيات العربية في المعركة،معركة استعادة الحقوق والكرامة العربية،والتي يجري استجداؤها على أعتاب المؤسسات الدولية والبيت الأبيض وقصر الأليزيه،معركة بدون أن يشعر الغرب والأمريكان أن مصالحهم في الوطن العربي مهددة،وأن هناك تغير جدي في العالم العربي،وهذا التغير يشمل احتضان وإطلاق يد المقاومة،فإن الاستجداء ومسلسل الذل والهوان العربي سيستمر ويصبح أكثر عمقاً وشمولية،وسيتطاول علينا وعلى حقوقنا الصغير قبل الكبير والضعيف قبل القوي،وخازوق "نتنياهو" يجب أن يشكل صحوة لنا كفلسطينيين وعرب،بأن نغادر ما يعشعش في عقولنا من أوهام وأساطير حول سلام يجلبه لنا الأمريكان والأوروبيين.




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدات في خطر ...
- يا داره دوري فينا حتى ننسى وتضيع أراضينا ..
- المال مقابل الدم ...
- ترسيم الحدود بدل وقف الاستيطان ...!
- في ذكرى الخامس من حزيران/ انتكبنا....فانتكسنا ....فانقسمنا . ...
- من يوقف زعرنات وعربدات المستوطنين ...؟؟
- انتخابات المجالس الطلابية في الجامعات/ دلالات معاني ....
- لبنان:- إما ديمقراطية وفق المقاسات الأمريكية،وإما الحرب وتفج ...
- فلسطينيوا الداخل .... تصعيد غير مسبوق
- من وعد بوش الخماسي الى وعد أوباما الرباعي ...
- لعبة توزيع الكراسي وتلبيس الطواقي .....
- من منع القدس عاصمة القافة/ الى منع احياء النكبة ......
- البابا ........المحرقة ......شاليط .....النكبة ...
- المبادرة العربية/ تعديل مش تنازل ...!!
- معارك ومشاغلات في كل الاتجاهات ...
- لنهيل التراب على جثماني الحوار والمصالحة الفلسطينيتين ...
- في الأول من ايار
- بيان الأول من ايار/ جبهة العمل النقابي ...
- المطلوب محكمة احمد نجاد ....؟؟؟
- العلاقات العربية- الايرانية حاضراً ومستقبلاً ..


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - خطاب نتنياهو خازوق لكل المعتدلين العرب...