أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل احمد خليل - بناء دولة وطنية بمشاركة أكثر ديموقراطية















المزيد.....

بناء دولة وطنية بمشاركة أكثر ديموقراطية


خليل احمد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 07:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أظهرت الانتخابات النيابية (2009) إمكان الديموقراطية إذ أتيح للإرادة الوطنية ان تبلور نفسها ولو جزئياً في تيارات رأي ضمن حكم القانون؛ وبالقوة نفسها أبرزت الحاجة السياسية الى مرحلة انتقالية يتم فيها التحول الارادي من الدولة الطائفية الى الدولة الوطنية، حيث تتماهى إرادة المواطنين وإرادة الناخبين، وحيث تكون دولة السيادة تعبيراً عن الإرادة الوطنية. من شروط هذه المرحلة نبذ العنف في الحياة المشتركة والاحتكام الى العقل السياسي، عقل الرأي والحوار والقرار معاً. ومن علامات نبذ العنف السياسي الانتقال من الخطاب الهستيري، التضليلي/التزويري بطبيعته، إلى خطاب جامعي/ علمي، تأطيري وتنويري بوظيفته ـ كالصوم مثلا عن الكلام الطائفي السياسي واعتماد خطاب القادة أو رجال الدولة، والاستغناء عن خطاب «الكاسيتات» الكاسرة التي يمتلك كل فريق ترسانة منها، يطلقها من حين لآخر على جمهور اهتياج، لا جمهور رأي.
الى ذلك، تحتاج الجمهورية إلى صدقية في احترام واستخدام التراث الجمهوري للشعب اللبناني، فلا تبنى له دولة بدون جمهور وطني سيادي وحر، ولا تكون له مقاومة جزئية بدون دولة وطنية حاضنة ومجتمع منصهر، مواطني، لا مذهبي. إن الحاجة الى دولة هي التي أنتجت الحاجة الى مقاومة وطنية، وبقدر ما انتجت المقاومة حاجة الى سيادة وطنية وارادة شعبية، لا دينية، أنتج المجتمع المدني حاجة إلى تشارك الدولة والمقاومة في تعميم المواطنية والسيادية على مختلف المناطق المكوّنة للجمهورية. وعليه، سنقرأ هنا الفرصة المتاحة أيام اللبنانيين للخروج من أزمة سلاح الدولة، وسلاح الشعب (أو المقاومة):
[[[
1ـ يستفاد من الخريطة السياسية للبنان بعد الانتخابات، وجود خلل في القوة الانتخابية المتاحة للمواطنين، بحسب الدوائر الحالية (26) التي يتراوح عدد المقاعد فيها من 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8 حتى العشرة. فهل من العدل الديموقراطي ان ينتج صوت واحد نائبين، مقابل عشرة نواب للصوت نفسه في دائرة أخرى؟ هذه مشكلة بنيوية تحتاج الى معالجة لكي يتكافأ الناخبون في كل الدوائر، ولكي تكون وظيفة الصوت واحدة في التكوين السياسي الأساسي للبرلمان. هنا تجد اللامركزية الادارية وضرورة تقسيم الدوائر الانتخابية قوتها بما يجعل المشاركة أكثر ديموقراطية في بناء دولة وطنية ذات نظام تمثيلي متكافئ. وهنا من الممكن أن يُعاد توزيع الثلاثة ملايين ناخب على الـ128 مقعداً نيابياً بنسبة دائرة لكل 25000 ناخب، آخذين بعين الاعتبار خفض سن الاقتراع وازدياد عدد الناخبين سنة 2013).
[[[
2ـ ان تصحيح نسبة التمثيل في الدوائر يعطي للمواطنية وظيفتها الديموقراطية، بعدما طغى التمثيل الرقمي على التمثيل الفعلي، وتالياً حل التمثيل الطائفي او المذهبي مكان التمثيل المواطني. هنا تبرز مشكلة التمثيل النسبي، المتمثلة في ظاهرتين:
غياب دور الطبقة الوسطى، وقيام ظاهرة «الدوائر اللاتنافسية».
وعندنا أن السيطرة الفئوية (زعامة طائفية) هيمنة عنف او مال، بلوتوقراطية، تليقراطية، الخ) هي التي تفسر ظاهرة الدوائر اللاتنافسية التي تجلت في كل مناطق زعماء الطوائف. وان غياب التمثيل النسبي هو الذي يفسّر عدم تجدد النخبة السياسية انطلاقاً من طبقة وسطى نخبوية كامنة وراء الاهتياج الطائفي واعتماد القوة، حيث يدعى المواطنون الى تجربة رأي (كالانتخابات). هنا، تبرز مشكلة عدم التمثيل للمتغيبين (مقاطعين، لا مبالين، مصدومين، الخ) والذين تزيد نسبتهم عن 42%.
[[[
3ـ أظهرت انتخابات 2009 ثنائية سياسية، مع غياب الطبقة الوسطى التي أطل بعض رموزها برؤوسهم في بعض الدوائر، حيث عنفوا وهمشوا بقوة جماعية لا تعترف تماماً بدولة/ القوة، وان استفادت منها، هذه الثنائية عمودية، محورية بطبيعتها (الانقسام الطائفي، التمحور الاقليمي والدولي حول دور لبنان المقبل)، وهي بذلك تحول دون قيام تعددية ديموقراطية، وتاليا دون انبثاق مسارات تدامج وطني، مدني او علماني. هنا، تبدو تجربة «الوسطية» التي أسيء فهمها وطرحها وإحباطها، بحاجة الى تعليل: بينما يحكى عن «ثلث ضامن» ضمن الطبقة السياسية ذات الخمسة نجوم، تبدو المشكلة سوسيولوجيا في مكان آخر، كما ذكرنا ـ تحديداً في الجمهور غير المشارك، وحتى في بعض الجمهور المشارك، الوطني والعلمي، المأخوذ بحمى الانقسام المحوري. وعندنا أن الثلث الضامن للديموقراطية إنما هو في الواقع الثلث النسبي الثالث (128/3= 42,66)، وان الثلث المعطل هو ثلث ثانٍ داخل الطبقة السياسية المنقسمة الى فريقين ـ وهو بظننا ثلث مضلل، لان دعاته هم اقلية برلمانية (59)، مقابل اكثرية (71)، وهذه مسالة أخرى تتعلق بالمحاصصة السلطوية، بينما الثلث النسبي يتعلق بالتمثيل نفسه، بكلام آخر، نقول إن التمثيل غير الديموقراطي هو الذي يجعل النظام السياسي أقل مواطنية، بقدر ما هو اقل ديموقراطية وتكافؤاً.
[[[
4ـ تأكد أن خطاب «التوافقية السياسية» بين أفرقاء الحكم هو تحوير للانقسام السياسي الطائفي. ديموقراطياً، التوافقية بدعة سياسية أنتجها الخطاب الطائفي نفسه، لتسويغ أدائه الطائفي من جهة، وللتغطية على الفئات المواطنية غير الممثلة في النظام ـ وذلك بقوة قانون انتخابي هو نفسه غير منصف. هناك ديموقراطية وطنية، وليس هناك ديموقراطية طائفية (هذه تدعى ديكتاتورية، لا أكثر وتنسف روح الديموقراطية، أي الجمهور في الجمهورية)، وما البدعة التوافقية، الموضوعة أصلاً لتغطية مرحلة انتقالية بين الطائفية وإلغائها (نص الطائف ودستوره)، سوى هرطقة سياسية كالثلث الضامن لمن هم في السلطة (معارضة، رئيس جمهورية، ولا ندري من أيضاً)، وظيفتها تأخير الانتقال إلى صلب مشكلة النظام السياسي الذي صار محكوماً ـ حسب خطاب الأفرقاء ـ بالمذهبية والمالية السياسية (البلوتو ـ قراطية) وبالتشنج الإعلامي (التليقراطية).
[[[
5ـ السؤال، بعد هذه «الهزيمة» الإضافية للدولة الوطنية الأكثر ديموقراطية، هو:
} إلى متى، وكيف يمكن بناء نظام دولة على انقسام طائفي سياسي، وظيفته إنتاج مجتمع مضاد للدولة القوية؟
} هنا تثار مسألة غياب الزعماء الاجتماعيين، وحضور بارونات الطوائف، المسنودين إلى حيطان أموال وماكينات تدجين للرأي العام، الذين يعاملون الجمهور الوطني لا كمواطنين، بل كناخبين، متظاهرين، متقاتلين او مقاتلين... وكلما غاب الجمهور الوطني او غيّب بهذه الطريقة او تلك، عاد السؤال المركزي إلى الواجهة: متى جمهورية جميع المواطنين اللبنانيين؟
صفوة القول إن بارونات الطوائف اعادوا إنتاج أزمتهم، ازمة حكم طبقة بلوتوقراطية، زعائمية، استزلامية، تذوب في مصهرها الاحزاب، حتى الأكثر ديموقراطية وعلمانية ومقاومة او قومية، ويعتمد التصنيف الفلكي ـ ضمن برج المريخ (8 و14 آذار)، وكأن الانقسام الطبقي للمجتمع اللبناني لم يعد موجوداً. وعندنا أن هذه التعمية تشبه مفعول السم الذي ينتجه صاحبه لأعدائه، وحين يتذوقه يكتشف أنه فعّال، وبقوته انه ينتحر وهو يسعى إلى نحر سواه.




#خليل_احمد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل احمد خليل - بناء دولة وطنية بمشاركة أكثر ديموقراطية