عودة إلى الوراء في الفلسفة و التفكير

يبدو أن هناك ، حقيقة ، أزمة حرية التعبير ونبذ الفكر العقلاني التقدمي والإصلاحي في مجتمعنا العربي - الإسلامي منذ قيام أول نظام سياسي في الإسلام عقب موت النبي محمد صلوات الله عليه ، مع نشوء الدولة الأموية التي تميز نظامها السياسي بالإستبداد والطغيان ، والسلب والنهب ، والقمع والتنكيل بكل من عارض سياستها ، أو إنتقدها ، أو دعا إلى الفكر العقلاني الحر التقدمي والإصلاحي أو آمن بحرية الإنسان ودعا اليها كحق طبيعي للإنسان . فاحتضنت الفكر السني الذي كان يساندها ويبرورون سياستها بكونها قضاءا وقدرا الهيا ، وهكذا فحكام بني أمية إنما ينفذون بسياستهم قضاء الله وقدره .وفي المقابل أعلنت الدولة الأموية حربا على غير السنيين ، وفي مقدمتهم ذوي الفكر العقلاني الحر والتقدي شاهرة فتوى الإلحاد والكفر، كتبرير أيديولوجي ، لملاحقتهم وتصفيتهم . فاستمر الأمر على ما عليه طوال التاريخ الإسلامي لإلى اليوم ، مع استثناء فترة تاريخية محدودة تتجلى في العصر العباسي الأول ، خاصة زمن هارون الرشيد وابمه امأمون، حيث كان الإزدهار الفكري والحضاري في صوره الشاملة ... لكن سرعان ما حدثت ردة مع مطلع العصر العباسي الأول ، حيث حدث إنقلاب سني ظلامي مع الأشعرية والحنبلية والتصوف السني ومن بعده الطرقي ، فعادت الأمور الى ماكانت عليه من ق

         57 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

بغض النظر عن معني التغيير البسيط والسائد لدي العامة والبسطاء فان التغيير في عمقه مرادف سيكلوجي للموت وإعاده الخلق كالبعث من جديد. فمن لا يخاف الموت هو الذي يسعي للتغيير وهذا هو السبب الرئيسي في ان المؤمن بالدين والخوف من احداث يوم القيامة المزعوم هو الذي يخاف التغيير ويربط نفسه بالاوضاع القائمة فيصبح محافظا ويتحول مع الزمن الي متخلف. لهذا يجري وصف رجال الدين بالمحافظين . فهل تم حل اللغز في سؤال السيد كاتب المقال ، لماذا كل مفكر و مبدع يدعوا إلى التغيير إلى الأفضل تنسب إليه تهمة التكفير. هذا من ناحية اما من ناحية السلطة فلاننا في الشرق كما هو حال الغرب قبل عصصر الانوار فان السلطة تعتبر اي تغيير سوف ينتقص من صلاحياتها وبالتالي من مقدراتها وثروتها التي هي غالبا من دم المحكومين بالدين خوفا من ادراكهم لمعني التغيير الذي هو في صالحهم وهم عنه غافلون. ولربما هم عنه مخدرون بالدين. اليست مقولة ماركس الدين افيون الشعوب صحيحة إذن؟

         51 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---