أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - هل العراق على شفير الهاوية أم العافية؟














المزيد.....

هل العراق على شفير الهاوية أم العافية؟


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آليت على نفسي ألا أخوض في المعمة السياسية المعقدة والحساسة في العراق، والدائرة رحاها اليوم على خلفية نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي قلبت الموازين السائدة، والانتخابات التشريعية أو البرلمانية المصيرية القادمة في نهاية هذا العام 2009، أي بعد بضعة أشهر لا أكثر، والتي ستكون، كما اعتقد، نقطة تحول جوهرية في جسد العملية السياسية القائمة في العراق، وانعطافة تاريخية في سياق وتوجهات هذه العملية السياسية ، حيث سيكون للمواطن العراقي كلمته الفصل في تحديد مساراتها. لقد حرصت أن أكون بمنأى عن التنافس الشخصي بين قادة وزعماء أكن لهم كل الاحترام والتقدير والثقة التامة لكوني أعتبر نفسي صديقاً شخصياً للكثير منهم. وبغض النظر عن الأسماء والقوى السياسية والدوافع الذاتية والشخصية لهذا الطرف أو ذاك، يحق لنا كمراقبين ومحللين للمشهد السياسي العراقي أن نتساءل ونشخص ونرصد ونتوقع ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل المنظور. إلى أن يسير العراق اليوم؟ إما إلى حتفه، وستكون كارثة على الجميع لا سمح الله، إذا استمرت آفة الفساد تنهش في جسد الأمة، واستمرت المحاصصة وسياسة التوافق وإرضاء الجميع مقابل تنازلات مخجلة وخسيسة لحماية هذا المفسد والفاسد أو ذاك لاعتبارات سياسية أو حزبية، أو أن يعي الجميع هول المأساة التي ستصيب بلدنا وشعبنا ويبادروا إلى إجراء تحول جذري في أسلوب الحكم ومنهجية ممارسة السلطة على أسس علمية مجربة ومعروفة في العالم أجمع، وعلى رأسها الممارسة الديمقراطية الحقة والنزيهة.

أغلب المتربعين على كراسي الحكم اليوم يفتقدون للرؤية الصحيحة والحكيمة والعلمية لممارسة السلطة ويفتقدون لبرنامج سياسي حقيقي وإستراتيجية واضحة وسليمة، مع استثناءات تعد على أصابع اليدين. هذا لا يعني أنهم غير وطنيين أو غير مخلصين، كلا، بل يفتقدون للكفاءة السياسية داخل السلطة والقدرة على ممارسة هذه الأخيرة بطريقة ناجحة. فعندما كانوا في المعارضة أيام النضال السلبي ضد النظام الدكتاتوري المقبور، كانوا يمتلكون تصوراً واحداً هو إسقاط النظام بأي شكل من الأشكال، ولم يكن لديهم تصور واضح للبديل الناجع، ناهيك عن عدم قدرتهم على التكهن بما حصل من حروب واحتلال وما ترتب عليهما من معطيات سلبية، إلى جانب عدم تقدير دور دول الجوار التخريبي وتدخلاتها المؤذية والمدمرة في الشأن العراقي قبل وبعد سقوط النظام ألصدامي. فالفساد ليس وليد اليوم أو من نتائج الحكام الحاليين بل هو آفة خلقها النظام السابق وتسبب بها وتركها إرثاً بغيضاً وخطيراً أغرق في أتونه الجميع بما فيهم أقطاب العملية السياسية الحالية. فالتركة الصدامية ثقيلة وكارثية ولا يمكن لأحد أن يعالجها وحده وبضربة عصا سحرية. هناك نوايا حسنة وخطوات إيجابية كثيرة حدثت في العراق منذ التاسع من نيسان 2003 ، ولكن هناك إهمال وقصور وأنانية وتغاضي واستقطاب واستبعاد واستئثار ولا مبالاة، لاسيما بما يخص الفقراء والمعدمين والأيتام والأرامل وكبار السن والشباب أيضاً، وبالذات العاطلين عن العمل، وكانت الحجج والذرائع تتمترس خلف سوء الوضع الأمني وسطوة الإرهاب والإرهابيين. واليوم وبعد أن تمكنت الحكومة ومعها باقي القوى السياسية المتحالفة معها والمساندة لها من بسط الأمن في أغلب مناطق العراق، ولو نسبياً، والبدء بعملية الإعمار، لم نلمس أي تحسن حقيقي لا في قطاع الخدمات ولا في مجال القدرة الشرائية، ولم يحدث انطلاق حقيقي في الآلة البنائية والتعميرية التي ينتظرها الجميع، لا نسمع سوى الوعود والبرامج والملفات، ولا نرى نتائج. فملف النفط ما زال يراوح في مكانه وبدلا من زيادة القدرة الإنتاجية بقيت هذه على مستواهاالسابق، بل وانخفضت في الفترة الأخيرة تزامناً مع انخفاض أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية مما سبب كارثة مادية ومالية على الميزانيات المعدة للسنة الحالية والسنة القادمة. الكهرباء أصبح في عداد الأحلام المستحيلة التحقيق لدى المواطنين، خاصة مع اقتراب فصل الصيف القاتل في حرارته حيث يتحول العراق إلى قطعة من الجحيم، والأوضاع الصحية متردية في البلاد ويكفي إلقاء نظرة على حالة المستشفيات والصيدليات الأهلية والحكومية لنرى بأعيننا حالة التردي السائدة والتي يعاني منها المواطنون الضعفاء والأبرياء. وكذلك باقي القطاعات كالمياه الآسنة وتصريفها وإعادة معالجتها والمجاري والمياه الصالحة للشرب وأزمة السكن وغلاء المعيشة وغيرها من الأمور الحياتية التي بفتقد لها المواطن العراقي. أنا أعرف وعلى يقين أن الحكومة العراقية الحالية، أو بالأحرى بعض الأفراد الشرفاء والمخلصين فيها، وعلى رأسهم أعضاء في مجلس الرئاسة كالدكتور عادل عبد المهدي، وفي مجلس الوزراء ، كالأستاذ نوري المالكي، ومجلس النواب، كالدكتور أياد السامرائي، الذي أنهى حالة الشلل التي أصابت البرلمان العراقي في عهد السيد المشهداني، على سبيل المثال لا الحصر، يسعون بكل جهدهم للخروج من المأزق والاستعداد للمرحلة القادمة وبكل همة وإيجابية وتخطيط سليم وواعي وأتمنى لهم النجاح والموفقية في خدمة العراق والعراقيين، ولكن يتعين عليهم أولاً تشخيص العلل وتوفير الدواء والعلاج اللازم لكافة الآفات وعلى رأسها الفساد والمحاصصة والتوافق والاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع والله في عون الجميع.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكون بين الخرافة العلمية والخرافة الدينية
- الفقاعة الكونية أو على أعتاب الميتافيزيقيا
- الكون المأهول والأكوان المجهولة
- رحلة الرهانات الصعبة للمالكي
- قصة الوجود الافتراضية كما يرويها العلم
- لعبة القط والفأر بين إيران والغرب
- سياسة الخطوات المدروسة في العراق
- سر السماء ولغز البداية سيناريوهات جديدة عن أصل الكون
- رحلة التحولات الجوهرية في صلب العلاقات العراقية الفرنسية
- لماذا يبحث الإنسان عن الحقيقة إلى الأبد؟
- عودة فرنسا الميمونة إلى العراق
- مؤشرات المستقبل: نحو حضارة كونية من الآن إلى نهاية القرن
- نداء من القلب إلى دولة رئيس الوزراء العراقي
- هل سيتحكم العلم بمستقبل البشرية في القرن الحالي ومابعده؟
- أمريكا والخدعة الكبرى في العراق
- هل تشكل إيران خطراً في الشرق الأوسط ؟
- العراق ومعضلة الشقيقة اللدودة إيران
- العراق وجذور المعضلة السياسية بين السنة والشيعة
- متى يستيقظ الإنسان من خرافة الكون الواحد المحدود؟
- هل نحن وحيدون في هذا الكون؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - هل العراق على شفير الهاوية أم العافية؟