أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن














المزيد.....

اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لا يمر يوما وإلا ونسمح عن مقتل عدد من المواطنين في الجنوب وذلك بسبب خروجهم بمظاهرات تعبر عن رغبتهم وتصورهم لمستقبلهم وكيفية إدارة شئونهم ، والقتل هنا يأتي بشكل سلسل واعتيادي ، وإزهاق الأرواح لا يشكل إي عبء أخلاقي على السلطة التي تأمر بهذا العمل مرارا وتكرارا .

ماذا يعني أن تقتل رجلا ، يعني أنك تمنعه من الحياة و تزهق روحه وترسل جسده إلى القبر وتحرم أطفاله من رؤيته مرة أخرى ، وتزرع في النفوس حقدا لا ينتهي بالتقادم أبدا .
كما أنه يعني أن هذا القتل المستمر استهزاءا بالحياة البشرية وبحياة من تقتلهم يوميا وهم عزل لا يرفعون إلا أحلامهم بحياة أفضل بقليل من حياة العدم التي يعيشونها ، كما أنه يؤكد النفس الإجرامية التي لا ترى في القتل أي جانب سلبي وأنها مستعدة لإبادة شعب بأكمله لو استدعى الأمر ذلك .

لن يكذب علي أحد لو حاول أن يخبرني بأن هذا القتل هو من أجل تعميد جديد بالدماء للوحدة اليمنية ، ولن تنطلي على غيري بأن الرئيس حين يقتل هؤلاء المدنيين إنما يرسخ الحلم اليمني ويؤكد على هوية الوطن الواحد .فوحدة تقوم على أكوام الجثث والجماجم هي وحدة مخيفة لا يمكن تصورها بأي حال وخاصة أن هذا العصر رفع من قيمة الإنسان على حساب الأوطان ، إلا أن حقيقة دواعي هذا القتل ليست لها علاقة بالوحدة من قريب أو بعيد وإلا لو كان الرئيس يمتلك حسا وطنيا وحدويا صادقا لكن عرض تقديم استقالته فورا مقابل أن تبقى هذه الوحدة ، وهي فعلا ستبقى أن رحل ، لكن المسألة برمتها هو الاستعداد لقتل نصف الشعب على أن يبقى رئيسا على النصف الباقي ، المسألة برمتها هي كرسي الحكم ولا شيء أخر سواه .

أن هذا القتل المسعور والممتلئ حقدا هو نتيجة لمعرفة الرئيس شخصيا بأن المتظاهرين رافضين بقائه في الحكم الذي أستمر ثلاثون عاما وبأن الوحدة فشلت تحت حكمه المطلق الصلاحيات ، وان أية عملية إصلاحية هي الآن تجاوزها الزمن بل أنه لا يمكن إطلاقا إصلاح أي شيء إلا عن طريق استئصاله وإعادة بنائه من جديد ، وهذه النتيجة يعرفها القاصي قبل الداني ، وأن القتل الذي يحدث بحق الجنوبيين الآن هي حالة يائس يقوم بها النظام تجاه من يدعي بأنهم مواطنين يمنيين في دولة الوحدة ، أن القتل الممنهج لا تقوم به إلا الدول البوليسية والغارقة في دمويتها حتى النخاع .

حين يقوم نظام أو سلطة بارتكاب مجزرة بحق مواطنين بسبب معارضتهم ورفضهم لطريقة حكمه ، فأن هذا العمل يعتبر جريمة يجب أن يعاقب عليها المتسبب ، والمتسبب بالتأكيد ليس ذلك الجندي الذي أطلق الرصاص ولا قائده ولا حتى محافظ المحافظة ، فنحن في دولة شمولية لا يمكن حدوث أي شيء دون توجيهات من الرئيس مباشرة ، لذا المسئول الوحيد عن حدوث تلك المجازر هو من يحكم البلاد بقبضة حديدية منذ ثلاثون عاما .
النظام الدولي واضح وصريح ، وهنالك عدة نماذج حدثت في منطقتنا تجاه رؤساء تفننوا في حرمان مواطنيهم من كل شيء حتى الحياة ، كما أن المحاكم الدولية زاخرة بمجرمي حرب قاموا بعمليات إبادة جماعية تجاه شعوب عزل ، وأن المجرم ومهما أعتقد أنه بعيد عن يد العدالة فحتما سيأتي اليوم الذي سيسقط ويعاقب أن أستمر باستخدام أسلوبه العنيف تجاه مواطنيه .

العقل ثم العقل في التعامل مع الجميع ، لأن القوة لن تنتج شيء ، والجميع يرى بأن الجنوبيين لديهم قناعاتهم التي تجعلهم يخرجون كل يوم مطالبين بها وهو يعلمون جيدا بأنه قد لا يعودون ألي منازلهم ...ومع ذلك يخرجون رافعين أحلامهم عاليا .
ليس من العار أن تحلم بوطن معافى و سليم يقوده نظام نزيه ومدني يحترم الإنسان ومواطنيه ودستوره ، فالشعب اليمني حين أندفع إلى الوحدة كان يعتقد أنها ستحقق له أحلامه ، لذا حققها بمشهد قل نظيره في التاريخ ، وحين يتراجع عنها فهو يرى بأن هذا التراجع خطوة لتصحيح خطأ ليس بالوحدة ولكن بتوقيت تحقيقها .

الوحدة جميلة ورائعة وشكل اليمن على الخريطة وهي متوحدة أجمل منها وهي شطرين ، واليمن لن تبقى واحدة مادام الرئيس على الحكم ، والرئيس يعلم هذا الشيء وهو مستعد أن يذهب ألي ابعد من تلك المجازر التي تحدث يوميا من أجل أن لا يتزعزع عن كرسيه قيد أنملة ، وهذا المشهد المعقد والمتطرف مخيف للغاية ومرعب جدا مما يعني أن المستقبل متأزم ، وهو سيبقى كذلك مادام هنالك من يغلب مصلحته الفردية على مصلحة وطن بأكمله .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أعبث ...ولكني أعشق الحياة
- بين تقديم الروح فداءً للوحدة اليمنية وعدمية المعارضة .
- في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية
- عزل دول الأعتدال العربي أمر في غاية الأهمية .
- كم تبلغ قيمة حذاء الصحفي منتظر الزيدي
- شكرا مصر
- مواقيت مشبوهة
- ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟
- في بلاد الديمقراطية ، تضامنا مع اليمنيين الذين غيروا دينهم
- من الرائع ان تبقى عروبيا
- اشياء اود أو تعرفيها
- بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية
- على اللقاء المشترك أن يحدد موقفه من موجود ميليشيات دينية
- متى ستسقط العاصمة صنعاء
- مع الأمريكان وضد الأختلاط


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن