أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام مطلق - توظيف الاستذكار, سوريا كمثال - الجزء السادس : النظرية الأمنية السورية وتطبيقاتها















المزيد.....

توظيف الاستذكار, سوريا كمثال - الجزء السادس : النظرية الأمنية السورية وتطبيقاتها


حسام مطلق

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كنت قد تحدثت في الحلقة السابقة ( سيكلوجيا الخوف من الحرية - http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=174487 ) عن العنصر النفسي الذي يحرك الذهنية السورية, هنا اتحدث عن النظرية الامنية المتبعة في سوريا وتطبيقاتها, على انني سوف اجعل من هذا الموضوع سلسلة منفردة تسير بمحاذاة السلسلة الحالية ( توظيف الاستذكار ) وذلك لاهمية الموضوع من جهة ولكثرة التفاصيل التي يحتاج اليها المواطن كي يحمي نفسه..
توظيف الاستذكار,سوريا كمثال - الجزء السادس: النظرية الأمنية السورية وتطبيقاتها
تفترض النظرية الأمنية المتبعة في سوريا أن العدو يختبىء في طوية المجتمع الداخلية, هو عدو ملتبس الهوية, وبما انه يستخدم المجتمع, وبما أن المجتمع هو من يقدم له الحماية, فالمجتمع بالتالي هو العدو الذي يجب ان يحتاط منه.
ما اقدمه ليس عرضا شخصيا للفهم للتركيبة الامنية في سوريا, انه حوار دار بحضور الرئيس الراحل حافظ الاسد حين اعترض من اعترض على تطبيق النظرية الامنية قائلا : شو بدكم تحاربوا المجتمع منشان تظلوا بالكرسي ؟. فجاء رد السيد علي حيدر : بنحارب أبو. وكان قد سبق تعليق اخر قال بالحرف : اي بدكم تخلوا المجتمع شراميط وقوادين؟. بدهم يعرصولنا بنسوانا قدام عيونا؟. خلي هنن يدورا مثل كل جهاز مخابرات عن بنات ويشغلوهم. فكان رد الرئيس الراحل حافظ الاسد : هاي تمشي على الكل, كلنا بنبتعت بناتنا وبدأوا ببناتي .
قبل ان الج مسترسلا في شرح النظرية لابد من التوقف عند قرار صدر قبل سنوات بالزام العاملين في جهاز المخابرات بالزواج من العاملات داخل الجهاز بعد شكوى تقدمت بها احداهن عن انهن يفقدن سمعتهن وفي النهاية لايتمكن من تأسيس اسرة وحين يتزوج زملائهن يختاروا اخريات. فصدر امر من الرئيس حافظ الاسد بالالزام الجميع, ومن المفيد انه حين ابلغ اللواء منصورة, وكان يومها مديرا للامن السياسي في القامشلي,بالقرار وهو الى اليوم اعزب, بعد ان خطب ابنة حافظ الاسد ولم توافق, حين أبلغ بالقرار كان رده بالحرف التالي : شو بدكم ياني اتزوج وحدة انا باعتها تعرص هون وهون؟. فقرر الرئيس الراحل اعفاءه استثنائيا.
طبعا التطبيق يتم وفقا لتفاهمات داخلية, فعظام الرقبة يتم تزويجهم فذلك بفتيات ارسلن مشوارا على الواقف مع شاب في الجامعة, كما حدث ويحدث مع اسرة الاسد, أما أبناء " الفلاحيين " فيتم تزويجهم, ليس فقط بمن عرص بهن في مخادع العزاب بل باللاتي عرص بهن رجال الامن السياسي. لاحظوا كيف يكرر المتعاملون مع الأمن السياسي هذه العبارات خلال الحديث عن زوجاتهم " كانت بنت " " اي كلهن بيبعتوهن هيك مشاوير بس انا مرتي كان مشوار خفيف" حسنا سوف اسأل هذا المتذاكي بضعة اسئلة :
هل مشوار خفيف يعني فقط قامت بمص قضيب رجل؟.
ام هل يعني ان احدهم فقط قام بلعق فرجها؟.
ام هي فقط اتاحت له ثدييها كي يداعبهما؟.
ثم هل كانت زوجتك عذراء ام تم تخيطها؟.
ذلك ان جزء من " العمل الوطني " يقوم على ان يكسر رجال الامن السياسي العنصر النفسي لديها بنقلها من رجل لاخر كي لايبقى لديها اي منانع نفسي عن ممارسة الجنس مع اي هدف يختارونه لها, اي تحويلها الى عاهرة مخابراتية, وسوف اورد قصة تفصيلية عن ابنة احدى كبرى العائلات السورية من الطائفة الدرزية ممن ساهمت في تحقيق استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي وجدها الاكبر كان قائدا درسنا حياته في كتب التاريخ وكيف ارسلت عام في نهاية عام 2005 الى عمان وتم تأجير سكن لها مع آخريات وضاجعت عدد من رجال المخابرات الاردنية في وقت يعتقد السوريون انهم يستدرجون رجال المخابرات الاردنية فيما الاردنيون يعرفون بامرها من البداية وكان تعليق احدهم حين سأل عن سبب عدم توقيفها : تعريص بالمجان من الحمير, ليش نوقفها, وفوق هيك بنعطيها معلومات خطأ تضللهم. المرأة الدرزية هي مطلقة و تعمل اليوم في مكتبة في الشارع الرئيس في جرمانا قبل ساحة السيوف, ولدى المخابرات الاردنية تسجيلات لها وهي تضاجع من هذا وذاك والتفاصيل اكثر من ذلك انتظروها في وقتها المناسب.
في كل الاحوال انت حر في كيف وبمن تتزوج, لكن ليس لاحد ان ينتهك حق الخيار للاخرين. انت اخترت ان تتعامل معهم, فزوجوك عذراء او اخرى عرصوا بها, ذاك شأنك, ولكن بأي حق توظف الدولة امكانياتها لخداع المواطنيين والمواطنات والتلاعب بكرامتهم؟. على كل سوف اعرج على آراء جان بودان في الاخلاق وادراة الدول في منطقة مناسبة من السلسلة.
وعلى كل حال هناك بعض التفاصيل عن سبب رفض حافظ الاسد تزويج اللواء منصورة الذي صار لاحقا مديرا للامن السياسي في سوريا وايضا سوف اوردها في مكانها المناسب, بقي ان اشير الى ان مدير احد الاجهزة الامنية المشار اليه بالرمز في مقال " انفجار دمشق : الوطن بكروز دخان " هو اللواء منصورة هو من اعطيته بقشيش خمسة وثلاثون ليرة سورية.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=148997
لنبدأ الان بشرح النظرية :
بما أن المجتمع يقوم على الاسرة, وهو العدو, وكي يفتت العدو لابد من تفكيك وحدته البنيوية, لذا يتم التفكيك الاسرة لا بتقوية الفرد كي يكون حرا ومستقلا أسوة بالمجتمعات الغربية بل باضعاف الفرد, تحطيم شخصيته ( راجع ما اوردته عن تعريف ايريك فروم للسادية في الجزء الرابع - النموذج الاجتماعي والانحراف الكبير ) . العمل ينجز بمعرفة المزيد من التفاصيل عن الحياة الشخصية لافراد الاسرة, وطبعا اهم وسيلة هي الموبايل. التصنت على الموبايل لا يتم فقد على المكالمات ولكن حتى وهو في وضع الانتظار. اي بمجرد ان تكون بالطارية موجودة يمكنهم الاستمار الى مايجري من حوار وذلك بالاتصال بالرقم الخاص بك ولكن وفقا لبرمجية من المخدم, الذي هو سيرياتيل او ام تي ان, يتم منع استجابة الموبايل الخاص بك باي رنين او اي شكل من اشكال الاستجابة وفي نفس الوقت يكون موبايلك قابلا لاستقبال اي اتصال ثالث. دول كثيرة صارت تقدم خدمة ربط الاتصالات بين عدة متصلين لعملائها ولكن في سوريا توظف هذه الخاصة للتصنت على الاسرة والاحاديث الخاصة.
بعد ان تتم معرفة الاحاديث الخاصة يتم توظيفها في ضرب اعضاء الاسرة بعضهم ببعض, وليس فقط من خلال ما قيل ولكن باعادة تلفيق الكلمات. اي ان يسجل للهدف, خصوصا حين يكون كبيرا, يتم تسجيل كل حركة له, اي التسجيل شغال على مدار الساعة, وهذا يتيح لهم ان يجمعوا ومن صوته كل الكلمات وعندما يحتاجون الى استخدام اي من تلك الكلمات في تكوين جمل فلا يتطلب الامر سوى القليل من الجهد من قبل تقني الصوت كي ينتج تسجيلا وكأنك تشتم فلان او تقول فيه ما يضغر نفسه.
وطبعا ليس التسجيل الصوتي والتصريحات الاسرية هي فقط مصدرالمعلومات, خذ مثلا التوظيف الالكتروني عبر الشبكة العنكوتية. فموقع سوريانيوز يدير الان استقصاء عن التعرض للاستغلال الجنسي خلال الطفولة. سوف تاتي صبية ما تعرضت لموقف وبكل براءة تضع تفاصيل ما حدث لها او شيء منه ضمن التعليقات وهي تستخدم اسما مستعارا ولكن وعبر الترميز الالكتروني يمكن لسوريانيوز ان تحدد مصدر الخط الذي سجل التعليق فإن كان خطا منزليا, اي اشتراك منزلي فالقائمة انحصرت على بضع فتيات ما لم تكن واحدة فقط, وان كان الاشتراك لشركة ما فالامر بين الموظفات وان كان من محل انترنيت كوفي شوف فلانه لابد من تسجيل بيانات المستخدم من الوثائق الرسمية فسوف يتاح للامن السياسي معرفة من كان صاحب او صاحبة التعليق.
بعد ان يتم التعرف على صاحب التعليق او صاحبته يرسل له او لها من يدعي انه تعرض لموقف مماثل وربما في الاساس هناك في دائرة هذا الشخص من هو يعمل معهم وشيئا فشيئا ونظرا لتطابق الازمة النفسية يسترسل الهدف في الكشف عن التفاصيل والتي, بدلا من ان تستخدم لرعاية المواطن, خصوصا ان كان صبية مراهقة او شاب صغير مراهق, ففي سوريا وعلى عكس كل دول العالم الدولة تقوم بابتزاز المواطن المراهق بتلك التفاصيل .
طبعا ما قدمته هنا ليس كل التطبيقات, وكما نبهت في المقدمة, هذا فقط عرض سريع, كي لا ابتعد بالقارىء عن سير السلسلة.
في الحلقة القادمة سوف ارود قائمة باسماء لعناصر خلايا تعمل للمخابرات السورية في عدة دول عربية وغير عربية بعضها في لبنان وشارك في احداث احتلال حزب الله لبيروت, وبعضها مرتبط باللواء آصف شوكت, وكل تلك العناصر تستخدم في استدراج وابتزاز مواطنين من دول اخرى.
وربما من المفيد ان أقول أن الشقق المستأجرة من قبل الخليجيين خصوصا السعوديين والعاهرات التي قد ترد اليها انما تدار من قبل الأمن السياسي, اما بتسجيل الأحاديث التي تجري بين المستأجرين انفسهم أو بينهم وبين العاهرات, والمخابرات السورية تحتفظ بارشيف كامل من التسجيلات الصوتية والفيديو لشباب خليجيين في اوضاع جنسية قد تستخدمها ضدهم في حال وصل احدهم الى اي منصب غانيك عن الطلبة العرب .
التفاصيل كثيرة ولكنني اود ان اتابع في سير السلسلة وان يكون موضوع حلقة اليوم " النظرية الأمنية وتطبيقاتها " سلسلة تسير بموازاة سلسلة " توظيف الاستذكار ".
ولي عودة يوم الأثنين.



#حسام_مطلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توظيف الاستذكار, سوريا كمثال - االجزء الخامس : سيكولوجيا الخ ...
- توظيف الاستذكار, سوريا كمثال - االجزء الثالث : إعاقة الحفظ ا ...
- توظيف الاستذكار, سوريا كمثال - فاعلية الصور المستحضرة
- توظيف حفرة الاستذكار, سوريا كمثال - الجزء الرابع : النموذج ا ...
- توظيف الاستذكار, سوريا كمثال - الجزء الأول : روح الأمة
- قليل من الكرز قبل الفراق
- أقل من كلب, اقل من انسان
- بمناسبة الانتخابات الجزائرية : الجزائر وأزمة الهوية
- العرب في نتائج المنظمة العالمية للملكية الفكرية
- الأزمة الإقتصادية نتيجة لتراكم خطأ سياسي وليس إقتصادي
- ردا على اسعد الديري : العلمانية بين العقل الديكارتي والحيوي
- الغدر وطريق ورجلين
- أردوغان وبيريز : من اي زاوية يجب ان ننظر للمشهد
- نضال بالسوائل المنوية
- المثلية الجنسية – حدد جنسك ذاتيا – الجزء الثاني
- إدراك ما تحت شعوري : الغوص التأملي
- غباء أم لئم
- حوار مع جهلاء
- قراءة في وجود الله تجريديا
- نخوة الحذاء العربي


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام مطلق - توظيف الاستذكار, سوريا كمثال - الجزء السادس : النظرية الأمنية السورية وتطبيقاتها