أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - مرحلة الصفاء المؤقت














المزيد.....

مرحلة الصفاء المؤقت


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تبدو القوى السياسية الرئيسة هذه الايام وكأنها تحاول عبور العقبات التي تراكمت عبر الاشهر الماضية بقفزة واحدة، والقيادات السياسية تظهر سعادتها بعقد اللقاءات وتبادل الوعود وكأن المياه ستعود الى مجاريها حقا وبسرعة صاروخية.
المشاكل المطروحة على الساحة السياسية والتي وصلت في أكثر من منعطف الى مرحلة الجمود لن يمكن تجاوزها بسهولة، وهي تحتاج الى وقت طويل قبل أن تصل الى نهاياتها المرضية فالمشاكل لا تقف عند مستوى القضايا اليومية والعابرة بل تتعلق بشكل الدولة والنظام السياسي وإدارة البلاد والنصوص الدستورية والعلاقة بين المكونات السياسية والاجتماعية وتمتد الى توزيع الثروة والسلطة في البلاد.
الاجواء الصافية بين القوى السياسية هي مجرد مرحلة عابرة تقتضيها الضرورات الانتخابية المقبلة كما تقتضيها عملية تنفيذ اتفاقية سحب القوات مع الجانب الامريكي، وأهم ما ستفرزه هذه المرحلة العابرة هو محاولة إعادة انتاج التركيبة السياسية في الاستحقاق الانتخابي القادم وما يتبعه من تشكيلة حكومية، وعند هذا الحد ستتوقف مرحلة الصفاء وتعود المناوشات السياسية والجمود الى حالهما لأن لا أحدا يريد تقديم تنازلات حقيقية كما إن العملية السياسية تفتقر الى توحيد آليات فض النزاعات وحل المشاكل ولذلك يكون التأجيل والتبريد هما الستراتيجية الاوفر حظا في المشهد العراقي.
التأثير السريع الاخر لمرحلة الصفاء المؤقت هو هدوء البرلمان وعودته الى وتيرة عمله السابقة بعيدا عن إثارة المزيد من الاستجوابات أو على الاقل تهدئة وتيرتها لكن في كل الاحوال لن تستمر فورة النشاط التي عاشها مجلس النواب خلال الاسابيع الماضية فقد أدى المجلس جزءا كبيرا من الرسالة التي أرادت القوى السياسية إيصالها للحكومة، وتفيد الرسالة بإن على الممسكين بمقاليد الحكومة عدم الذهاب بعيدا في الثقة بالنفس والتفرد بالقرارات ويبدو إن من استلم الرسالة أخذ بالتعامل معها بسرعة لكن ذلك لا يعني إنه مقتنع بها أو عازم فعلا على تقديم تنازلات حقيقية كل ما في الامر هو إن الاطراف جميعها تحاول الاستفادة من الوقت الى أقصى حد.
كل الاطراف بدأت بتقديم تنازلات لكنها تنازلات غير حقيقية ولا تنوي تنفيذها لأنها تتعلق بقضايا مصيرية بالنسبة لها.
ما يمر به العراق هذه الايام ليس فقط اعادة انتاج التركيبة السياسية بل هو ايضا اعادة انتاج المناخ السياسي الذي سبق ورافق الانتخابات الماضية ولكنه أيضا تكرار للمآزق والحلقات المفرغة والمشاكل العالقة وإحياء للتوترات التي سترافق عملية تشكيل الحكومة القادمة.
في مقابل هذا المشهد هناك أيضا صور متناقضة تتمثل في محاولات تفكيك الحكومة وليس حلها قبل الانتخابات، واثارة الاسئلة حول استعداد الاجهزة الامنية للامساك بالملف الامني بعد انسحاب القوات الامريكية، كما إن هناك القوى السياسية والعشائرية الصاعدة التي لن تقبل بتمرير نسخة جديدة من الحكومة الحالية، كما إن نتائج انتخابات مجالس المحافظات وتوجهات رئيس الوزراء الاخيرة لن تغيب تماما عن مشهد تكوين التحالفات الجديدة بل ستكون المحور الاساس على الاقل في إعادة تشكيل الائتلاف الموحد.
إذن هناك صورتان، الاولى تطفو على السطح القريب وتتمثل بإعادة التركيبة التقليدية، بينما هناك الصورة الاعمق والتي تتمثل بحدوث حراك آخر في المشهد العراقي نتيجة التحالفات التي سيسعى رئيس الوزراء لإقامتها سواء قبل أو بعد الانتخابات، واذا كان كل هذا يدخل في سياق التوقعات فإن ما يبدو مؤكدا هو إن مرحلة الصفاء ستكون قصيرة العمر ولن تنتج حلولا فعلية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية مأساوية
- لائحة ضخمة
- مطالبة متأخرة
- التحالفات القادمة..بناء أم ترميم؟
- إستجوابات في الوقت الضائع
- ضغوط المصالحة
- الأمن في نسخ متعددة
- الخطة -ب-
- الأمن في ظلال السياسة
- محاولة التمديد.. إحترام الدستور والزمن
- هل ما زال في الوقت بقية؟
- حالة شك
- إنتخابات الاقضية والنواحي..مشاكل مبكرة
- معلومات أمنية لاتنفع
- ملحقات الاتفاقية الامنية
- التسويات المؤقتة
- بدعة -إشراك الجميع-
- ملف المعتقلين
- السياسة..معرفة وسلوك
- حدود التفاوض والمناورة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - مرحلة الصفاء المؤقت