أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - من ذاكرة حزيران 67














المزيد.....

من ذاكرة حزيران 67


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 07:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرا كُتب عن حرب 67، ولا أودْ أن ألوكَ الأقوالَ والذِكرَيات، ولكني رغِبتُ في عرض ذاكرتي الشّخصية وبشكلٍ مُباشر، دون مُقدمات سياسية وتاريخيّة أصْبَحَتْ معروفة، ولكن هذه الحرب ذات التأثير الاستراتيجي في البنية السياسية والاجتماعية العربية، لهل انعكاسات شخصية وأسرية لدى من عاشوا تجربتها وقد ساهمت في تشكيل وعْيِهم، وساهموا هُم أيضا بالواقع والمبالغة في التأثير على وعي الآخرين.
صباحَ 5/6/67 وكُنت موظفا في قطاعِ المياه، علمت ببدء الحرب عند الساعة التاسعة صباحا من إذاعة صوت العرب، فعدت مسرعا إلى ساحة المدينة حيث إني كنت عضوا في المقاومة الشعبية التي جرى ترتيبها قبل الحرب بأسبوع....التي لا تملك إلا رشاش قديم وقطعتين مختلفتين/ويومها كنت مندوبا للحزب الشيوعي الأردني، وجرت مشاورات مع ممثلي الأحزاب /البعث/القوميين العرب/ حول ما العمل؟ فقد بدأت الحرب، والأردن لم يشارك، والجمهور محتشد، فكان القرار بإطلاق مظاهرة التفت ،الجماهير حولها بسرعة، تطالب بدخول الحرب، وخلال ساعة خرج ضابط شرطة من المخفر الرئيس وأعلن دخول الأردن الحرب حوالي الثانية عشر ظهرا.
تم ترتيب المتطوعين على شوارع المدينة، الأصل والمهمة مساعدة الناس في حال الطوارئ ومراقبة الأوضاع، وأقيمت بشكل عفوي غرفة عمليات شعبية في دار البلدية، يحضرها النواب وقائد الشرطة وباتصال مع قائد المنطقة العسكري حيث هنا لم تعد العلاقات رسمية بين الناس نهائيا فقد هيمن شعور غريب ،بان الوطن للجميع فلا حرج من أية ممارسات أو أقوال سياسية أو اجتماعية .
مساء 5/6 بدأت المدفعية الأردنية إطلاق النار على القدس من (جبل ضاهر) وهو أعلى موقع في المدينة (تقم عليه اليوم مؤسسات رسمية ) وتشاهد منه مساكن القدس الغربية، صباح 6/6 بدأت الطائرات الإسرائيلي تتحرك حيث أطلق المقاومين عليها النار من سطح مبنى البلدية فأصيبت طائرة وهوت عند أطراف المدينة وعند مشارف القدس وقد أقام الإسرائيليون فيما بعد مستوطنة ليهود قادمون من هولندا سميت ب(تل هماتوس) أي (تل الطائرة).
صباح الربعاء6/6 بدأ الإسرائيليين بإطلاق قذائف المدفعية على مدينة بيت لحم فسقط اثنا عشر شهيدا وأربعون جريحا، وللعلم كانت الناس في الشوارع وعلى الأسطح ولا احد يختبئ حيث لا توجد ملاجئ ولان الناس كانت فقط تحتسب النصر !!!، وعلى إثر ذلك قرر المتواجدون في البلدية ومخفر الشرطة المغادرة والاحتماء بمبنى (الكازانوفا) الملاصق لكنيسة المهد والتابع للرهبان الفرنسيسكان، وهناك حدث أمر غريب فقد أصبح الجميع فجأة على مستوى واحد لا قائد ولا مواطن ولا رئيس ولا نائب، وجرت مشاورات مفتوحة ما العمل!! الذهول مهيمن الجيش بداء بمغادرة المواقع وترك الاسلحة في الشوارع .... كان جهاز الترانزيستور مفتوحا على إذاعة إسرائيل فجاء سمعنا نقل مباشر من ساحة المسجد الأقصى لمقابلة مع محافظ القدس "أنور الخطيب" يعلن استسلام القدس.....وهذا الجو انتقل مع تأثير المدافع والإصابات وهرب الجيش وبدا الناس بالنزوح شرقا والرايات البيضاء على المنازل قررالحاضرين في قاعة الفندق تسليم المدينة.....
وفي تمام السادسة مساءا تحرك موكب سيارات من ساحة المهد باتجاه القدس في مقدمتهم رجال الدين والبلدية وأخرى للالتقاء مع الجيش الإسرائيلي لتسليم المدينة وكانت السيارة الأولى تحمل علم ابيض كبير!!
عند الاقتراب من خط الهدنة كانت مجموعة من الجنود المعفرين بوسط الشارع وسألوا عن هدف الوفد ...( كان التخاطب بالانجليزية ) فقالوا إن القائد غرب المدينة فرافق الوفد جيب إسرائيلي إلى هناك ، وقتها جرت مفاوضات عسيرة ( كان التخاطب هنا بالفرنسية لان القائد الإسرائيلي يتقنها فتولى احد الرهبان الترجمة )وكان شرط الاسرائيلين تسليم أسلحة المدينة حيث كان حادث الطائرة بالنسبة لهم أمرا ليس بسيطا، ومع تدخل رجال الدين وتوقيع رئيس البلدية على ضمانات بعدم إطلاق النار عليهم...وفرض نظام منع التجول اليومي من الساعة السادسة مساءا حتى الساعة التاسعة صباحا .سلمت المدينة...واحتل الجنود المدارس وأوقفوا دباباتهم وسط المدينة وأعلنوا وقطعت الكهرباء.........
هنا يلاحظ أن التحرك كان شعبيا فجنود الجيش الأردني غادروا من مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء بعد أن صدر بيان للقيادة بالانتقال إلى خط الدفاع الثاني
وهكذا انتهت الحرب التي بدأت ظهر يوم5/6 ووصلت نهايتها يوم الأربعاء 7/6 والأصل أن القدس سقطت وان حرب الأيام الستة كانت رحلة يومين ونصف وان التسمية جاءت لان القتال على الجبهة السورية استمر ستة أيام.
صاحب الاحتلال عمليات تهجير منظمة، فقد دعت قوات الاحتلال منذ اللحظات الأولى المواطنون إلى الالتزام ببيوتهم ورقع الرايات البيضاء، ومن يرغب في المغادرة فأنهم سيوفرون لهم حافلات لنقلهم إلى الجسر. وقد بدأت الحافلات بالتجمع من صباح يوم الخميس، وكانت الهجرة قد بدأت منذ اللحظات التي غادر بها الجيش الأردني، فقد هامت ألاف العائلات على وجوههم في البراري والوديان باتجاه أريحا والبحر الميت، خاصة من سكان المخيمات، وانتظمت الحافلات تسجل أسماء المغادرين المطلوب منهم التوقيع على وثيقة بأنهم غادروا بإرادتهم، وتحرك الشيوعيون إبتداءا لمواجهة الأمر، وكنا نطالب الناس بالصمود، واذكر أنني أنزلت عائلات من الحافلات المغادرة مما عرضني للاعتقال.وكنت أول المعتقلين وكانت أول عملية اعتقال إسرائيلي لي..
وهكذا واجه شعبنا حرب حزيران (يتيما... عاريا... حافي) وهكذا كانت الصدمة عميقة وموجعة، وهكذا لم نعد نثق إلا بما هو ملموس وموضوعي حتى بعد مضي اثنان وأربعون عاما. جورج حزبون






#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة التجربة الشيوعية العربية ضرورية
- صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية الفلسطينية
- مواسم الاستوزار الفلسطيني
- يا عمال العالم اتحدوا
- عشت ذكرى الاول من ايار
- المتغيرات الموضوعية والواقع الفلسطيني
- قمة العرب لم تصل الى قمة العالم
- يوم الارض فلسطيني واول نيسان قمة عربية
- لا زالت السيوف التي حاربناكم بها في اغمادها
- ليس مهمااسم من يواصل الاحتلال بل كيف ينتهي
- م.ت.ف.ممثلنا الشرعي والوحيد
- قراءة أولية لمعركة غزة
- لا زال محمود امين العالم يستطيع ان يقول شيءا لغزة
- غزة حوار بالنار والسياسة
- للحرب على غزة اطراف واهداف
- عملية شمشوم-غزة
- حول وحدة اليسار الفلسطيني
- علاقة الشكل بالمحتوى في تغير المسميات الشيوعية
- الارهاب في خدمة من ؟
- تحية لهذا المنبر التقدمي الكبير


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - من ذاكرة حزيران 67