أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - الإسلاميون في الحوار المتمدن















المزيد.....

الإسلاميون في الحوار المتمدن


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أكن كاتباً بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، وهذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها مقالاً للحوار المتمدن بعد سنوات من متابعة الجديد والمفيد في شتى حقول الأدب والمعرفة. كان الحوار المتمدن ساحة لزعزعة وخلخلة العفن المتراكم من التراث طوال 1430 عاماً، هي كلها عصور ظلام واستبداد وتخلف وقمع وحجر على التفكير واستنكار للعلم ونتائج المنطق. أكتب هذه المقالة للتذكير بالإسلاميين الذين نهضوا مؤخراً ( للجهاد ضد الكفار ) في الحوار المتمدن، وللأسف الشديد فإن الحوار المتمدن سمح لهم بكرم عقلاني وإنساني أن يكتبوا مقالاتهم وأن يلوثوا بعض الصفحات بشتائمهم وقذارة ألسنتهم، على اعتبار أن منتقدي الإسلام ومحمد إنما ( يشتمون الإسلام ) !!

ولو أن هؤلاء الإسلاميين يعترفون بالآخر ويدخلون النقاش انطلاقاً من مبدأ البحث عن الحقيقة الضائعة، لكان الأمر عادياً، بل ضرورياً لوجود حوار متمدن، لكن هؤلاء يمتلكون الحقيقة الدينية التي بناء عليها يعتبر كل رافض لها ( كافر / مرتد / زنديق / مارق ). يدخلون النقاش بناء على أن الطرف الآخر إما أنه ( ضال ) وإما ( فاسق ) ينبغي ردعه، وبالتالي لم يكن مبرراً السماح لهم بالتواجد في الحوار المتمدن بصفة وحسبان هذا الموقع يسارياً علمانياً ديمقراطياً، وهؤلاء مجرد مجرمين تسببوا في هزيمتنا الحضارية أمام شعوب العالم ولا يزالون بكل وقاحة وصلف يمارسون الاعتداء على الرأي الآخر المنافي للدين أو المنافس لمباديء الإسلام السياسي.

اتهمني السيد عدنان عاكف بأن ردودي تهدف إلى النيل من تراث العرب والمسلمين العلمي والحضاري، بينما اتهمني آخرون بأنني أكيل الشتائم للإسلام دون وجه حق. مؤخراً خرجت علينا ( العبقرية / الشيخة ) تانيا جعفر الشريف التي تتخيل نفسها في حوار ثقافي جدي، بينما هي تمارس تدليس وخربطة لا ترقى لمستوى الأطفال. تقول هي أنني لم أقرأ القرآن ( هكذا ! ) وبأنني ولدت بلا دين ( هكذا أيضاً ). صحيح أننا جميعاً نولد بلا دين، لكن ما يجري عندما يؤذن أحدهم في أذني وعمري لم يتجاوز أسبوع ؟؟؟؟ يبدأ تحفيظي ان لا لإله إلا الله وليس هذا فقط بل إن محمداً رسول الله. ومن أين بلغ تعداد المسلمين 1.3 مليار نسمة ؟ هل تركونا لنكبر ونبلغ سن الرشد وبعد ذلك اخترنا الإسلام ؟؟؟ هل قامت السيدة تانيا باختيار الإسلام ؟؟؟؟ وطالما ان أحداً منا لم يختر الإسلام طواعية بعد الرشد، فكيف يحرم من تغييره بعد الرشد ؟؟؟ هل الإسلام لزقة أبدية مدى الحياة وبالصرمة العتيقة ؟؟؟؟

السيدة تانيا تخلط بين السكون والحركة وبين الحياة. فعندما علقت على مقالتها بأن لا وجود لساكن في الطبيعة قالت ( الساكن هو الذي لاروح فيه ولا شعور والموضوع سيدتي لايتعلق بالحركه والسكون مجردا من الحياة التي في الجسم والاحياء المعروفه هي الانسان والحيوانات والنباتات والكائنات الصغيره ). هل الطائرات التي تطير في الجو ساكنة وهي بلا روح ؟! ثم لنتامل معاً ردها على تعليقي ( الامر الثاني الذي اشرت اليه في تعليقك اللاحق هو ما قلته انا في مقالي وبعض تعقيباتي من إن البعض يؤاخذ الاسلام بافعال المسلمين وانت منهم ما علاقة الله بالرواتب والمخصصات ..وهل ان الطبيعة الصماء هي التي تمنح الرواتب وتبعث الرخاء ام ثمة اناس معينين قدر للهم ان يكون القرار بيدهم .. ) وهنا نسأل الشيخة تانيا:
هل قتل أكثر من 180 ألفاً من الأنفس ومن بينهم أطفال رضع في الجزائر ناتج فقط عن سلوك ( بعض ) المسلمين ؟؟؟؟
هل العمليات الانتحارية والمفخخة في شوارع وأسواق العراق التي قتلت أكثر من مليون عراقي ناتج عن ممارسات ( بعض ) المسلمين فقط ؟؟؟؟
هل اغتصاب فتيات المدارس في دارفور على يد مليشيا الجنجاويد الإسلامية المدعومة من الحكومة معزول عن آيات اغتصاب نساء الكفار الواردة بالقرآن ؟؟؟؟ هل قرأت الشيخة تانياً آية ( والمحصنات من النساء / النساء 24 ) التي يبيح فيها مؤلف القرآن لأتباعه جواز نكاح سبايا الحرب من النساء حتى لو كن متزوجات ؟؟؟ من الذي لم يقرأ القرآن يا سيدة تانيا ؟؟؟؟
هل إشاعة الفوضى في الصومال وتدميرها بالحرب الأهلية ناتج عن سولك ( بعض ) المسلمين ؟؟؟ هل هذا الكلام معزول عن ( جهاد الكفار ) - الآية / يا ايها النبي جاهد الكفار والمنفقين واغلظ عليهم.
تدمير أفغانستان وإغلاق مدارس البنات هناك وزراعة المخدرات ناتج عن سلوك ( بعض المسلمين ) فقط ؟؟؟؟
هل العمليات الانتحارية في مساجد باكستان بين السنة والشيعة، ناتجة فقط عن سلوك ( بعض ) المسلمين ؟؟؟؟؟
هل تكفير العلماء وقتل الفلاسفة عبر التاريخ ناتج عن سولك ( بعض المسلمين ) ؟؟؟؟
إن كل عملية فصل بين جرائم الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي وبين نصوص القرآن والإسلام نفسه هو محاولات للتضليل والتزوير وهي وجه آخر مستحدث من وجوه الإرهاب الإسلامي الذي يهدد البشرية جمعاء، بل إنني أستنكر توجهات الإدراة الأمريكية الجديدة التي ارتأت الاستمرار بدعم الخبث الديني لمصالحها الرأسمالية مثلما اعتمدت عليهم كعملاء أثناء الحرب الباردة، ولا ينبغي على المثقف العربي التعويل على سياسة أمريكا بل على قراره العقلاني بضرورة هز وخلخلة مسلمات الوهم الديني التي أدت إلى كل هذا الضياع.
إن اعتبار القتلة والمجرمين والمجانين والمعاتيه هم أصحاب رأي آخر تصح محاورته هي كارثة أخرى يقع فيها المثقف العلماني، بل يقع فيها الحوار المتمدن. هؤلاء يحكمون بالموت على كل مخالف لهم، فما الهدف من محاورتهم إذن ؟؟؟؟ هؤلاء لا يعترفون بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان لأنها وثيقة كفر وضلال تستهدف النيل من الإسلام ( هكذا ). أنا على استعداد لمحاورة أي شخص مهما اختلفت آراؤه مع آرائي، شريطة ألا يكون هذا الرأي إرهابياً إسلامياً. ما جدوى الحوار مع الإرهاب ؟؟؟؟؟

أما علاقة الله بالرواتب والمخصصات التي جاءت تعبيراً متشنجاً من الشيخة تانيا، فإنني أذكرها بأن المقارنة بدأت عندما افترضت هي أن القرآن وضع نظاماً عادلاً لإنصاف الفقراء والضعفاء، وعلقت على كلامها بأن الأنظمة الغربية الحديثة تكفل حقوق الفقراء اكثر مما كفلها القرآن ودللت على ذلك بالرواتب والمخصصاتالتي يحصل عليها الفقراء في بلاد الغرب الكافر، وبدلاً من الاعتراف بهذه الحقيقة المرة، حاولت جاهدة طمسها بقولها ( ما علاقة لله بالرواتب والخصصات ) ؟؟؟؟ أليست الزكاة والصدقات للفقارء هي مخصصات من الله للفقراء، بينما الرواتب هي مخصصات الإنسان ( الكافر ) وأنني ما زلت جازماً بأن الأنظمة العلمانية الديمقراطية أكثر إنصافاً من القرآن للفقراء.

السيد عدنان عاكف اتهمني بأنني أحاول النيل من التراث العلمي والفكري للعرب والمسلمين. يا سيدي ما فائدة هذا التراث إذا كنا قد قتلنا معظم علماء العصر العباسي إرضاء للقدرية والأشاعرة ؟؟؟ لماذا لم تكمل قراءتك يا سيدي حول مصير العلماء ومنهم البيروني الذي اتهموه بالكفر والزندقة ؟؟؟؟ إن محاولة نسبة التراث العلمي للعرب والمسلمين هو محض هرطقة ودعاية رخيصة، فالعلم ظاهرة إنسانية شاملة لا جنسية لها ولا قومية ولا دين. لا يوجد شيء اسمه تراث علمي إسلامي !! يوجد تراث علمي للمسلمين، وحتى هذه فإنني أشكك فيها. لم يكن الإسلام هو دين العلماء خاصة في عهد المأمون العباسي. لقد تعصب معظمهم للفلسفة اليوانية وتراث أرسطو وأفلاطون وإقليدس وأرشميدس وفيوجين وهوميروس، بل إن معظمهم نزع للإلحاد، وبينما يظلم تاريخنا الرسمي ( المزور ) مجهودات الملحدين، أجدني مضطراً لإعادة تنوير من لم يشاهد ذلك التراث. لنشاهد فطاحل العلماء وجهابذة التفكير ماذا كان رأيهم بالدين وبالإسلام خصيصاً:
أبو حيان التوحيدي كان إمام المناطقة ومن أشد المؤمنين بمنطق أرسطو. استنتج من خلال مبرهنة عقلية بأن الله لا شيء لأنه لا يخضع للقياس. ابن الرواندي كتب ساخراً يهزأ من نزول الملائكة في معركة بدر فقال: ( لو صح نزول الملائكة في معركة بدر لكان هؤلاء الملائكة مغلولي الشوكة قليلي البطش، فإنهم على اجتماع أيديهم وأيدي المسلمين لم يقتلوا من قريش سوى سبعين قرشياً ). ابن سينا تساءل بصورة مزلزلة ( لماذا خلق الله الكون ؟؟؟؟؟ ). لماذا لم يطلع السيد عدمنان عاكف على حقيقة التراث العربي في عهد الرشيد والمأمون ؟؟ لماذا لم يطلع ولو على جزء من أشعار العبقري ابو العلاء المعري ؟؟؟؟ لماذا لم يتأمل مصير العلامة عمر الخيام الذي انتهى أمره إلى الشك في وجود الله ثم إلى الإلحاد ؟؟؟ هكذا يعتقد البعض ان مجرد الرضوخ للآلة الإعلامية الرسمية سيطمس التراث الناصع والساطع لملاحدة العرب الذين لولا انفتاح عقولهم وتحررها من خرافة الدين لم شاهدنا كتاباً واحداً في علم الهيئة ( الفلك ) ولا في الرياضيات ولا في الفيزياء ( الطبيعة ) ولا في الطب ولا في المنطق والفلسفة !!

أخيراً، لأن تسمية الأشياء بمسمياتها لا يعتبر شتيمة، فعندما نقول أن القرآن سمح باغتصاب نساء المهزومين في الحرب حتى لو كن متزوجات، ثم يصف أحدهم هذا التشريع بأنه همجي وبدائي، فإن ذلك لا يعتبر شتيمة على الإطلاق، وعندما نصف الإسلاميين بالمجرمين والأوباش، فإن ذلك لا يعتبر شتيمة لأن تلك حقيقة تشهد عليها أفعاليهم المشينة من المحيط إلى الخليج !!!

=========================================================
مقالة تانيا جعفر الشريف
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=2308&aid=174681



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - الإسلاميون في الحوار المتمدن