أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - الطيب طهوري - إضعاف مستوى التعليم في الجزائر..كيف تم؟ ولصالح من؟















المزيد.....



إضعاف مستوى التعليم في الجزائر..كيف تم؟ ولصالح من؟


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 07:05
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لاشك في أن المدرسة وفي أي مجتمع ينشد المستقبل والمشاركة في بناء الحضارة الإنسانية هي الأساس والوسيلة التي تحقق ذلك ..إلا أن ما يلاحظ في مجتمعات العالم الثالث عموما والجزائر خصوصا، أن المدرسة قد انحرفت عن تلك الأهداف انحرافا كبيرا،وصارت مكانا لملء الفراغ وتخريج العاطلين عن العمل،المتسكعين في الشوارع وأمام أبواب المؤسسات التعليمية ، أو المالئين المساجد بالدعاء عموما، ..فما أسباب ذلك ياترى ،وكيف يمكننا الخروج من هذه الوضعية المزرية التي صارت عليها؟
للإجابة عن هذين السؤالين،لابد أن نتعرف بدءا على الوضعية التي هي عليها ،حيث يلاحظ في هذا الإطار أن مستوى التعليم عامة ومن الابتدائي حتى الجامعي قد انحط بشكل مرعب، ـ ولا تغرينا إطلاقا نسبة النجاح العالية التي تحققت في البكالوريا في السنوات الأخيرة، والتي يعرف العام والخاص أنها كانت نتيجة لأسئلة سُهّلت جدا وطريقة تنقيط تساعد على تضخيم النقاط دون مبرر منطقي وذلك لأسباب وأهداف تعرفها الجهات المشرفة على هذه البكالوريا أكثر منا ـ ..وهي الحالة التي تبرز مدى الأزمة التي تعيشها مدرستنا ،وتدفع كل شاعر بالمسؤولية إلى البحث عن أسبابها حتى نتعرف على كيفية إيصالها إلى ما يجب أن تكون عليه..
في هذا الإطار يلاحظ المتأمل أن هناك أسبابا كثيرة أوصلت المدرسة إلى ماهي عليه الآن من تدهور مؤلم،يمكن إجمالها في:
أ-أسباب اجتماعية:
وتتمثل في الوضعية التي صار عليها إطار التعليم عموما ،حيث أصبح في أسفل المراتب الاجتماعية ،وهي وضعية لاتسمح له إطلاقا بأن يكون مثالا محترما للمتعلمين ،ويكفي أن نشير إلى حالته السكنية ،حيث صار الكثير من المعلمين والأساتذة يسكنون مرائب مستأجرة أوأكواخا قصديرية في أحياء شعبية لاتتوفر حتى على أدنى المرافق الحياتية الضرورية كالماء وقنوات الصرف الصحي،بل وصل الأمر ببعضهم- مرغمين- إلى حد السكن في أكواخ بنوها في المقابر بين الأموات ،ربما هروبا من احتقار الأحياء لهم ،وربما شعورا منهم بتعاطف أولئك الأموات معهم!،كما هو حال أستاذ التعليم المتوسط الذي سكن وأسرته منذ1981،وبأقدمية في مهنة (لايموت فيها ولايحيا)تقارب ال19سنة في مقبرة العالية ،قريبا من الرؤساء الذين تداولوا على حكم الجزائر بعد استقلالها!!كالمرحومين بومدين وبوضياف،لالشيء ،سوى لأن أجرتهم الشهرية لاتسمح لهم حتى ببناء أربعة جدران على أربعة أمتار مربعة تقي أبناءهم حر الصيف وقر الشتاء..!وإذا ما تحركوا مطالبين بحقوقهم الشرعية المهضومة -والتي تقر السلطة ذاتها بشرعيتها -يواجهون بالقمع وبالخصم من رواتبهم الزهيدة!..في الوقت الذي يرون فيه نواب الشعب /نوابهم..!في المجلس الوطني أو مجلس الأمة يتغيبون كثيرا عن الاجتماعات ويتركون قاعاتها(الاجتماعات )فارغة أمام مرأى الجميع وعلى شاشات التلفزة المسماة وطنية!..ولا تمس أجورهم إطلاقا، بل ترتفع وبأثر رجعي إلى ما يفوق الثلاثين مليون سنتيم، مع الكثير من الامتيازات الأخرى..وفي الوقت الذي يرون فيه تخلي رئيس الحكومة ووزرائهااعن مهامهم في إدارة شؤون المواطنين والتحول إلى القيام بالحملة الانتخابية لصالح المترشح الحر/مرشح السلطة دون أن تخصم منهم أجور أيام تلك الحملة أيضا.. وياله من عدل تمارسه سلطتنا.. النزيهة،الموقرة..!!
كما تتمثل أيضا في هذه البطالة/البطولة التي تضرب أطنابها في الواقع –بفعل التسيير السيئ وغير المسؤول لمسؤولينا- والتي تمس حاملي الشهادات أساسا ،وهو مايحط من قيمتها(الشهادات)أصلا،خاصة وأن القيم الاجتماعية قد انقلبت رأسا على عقب فانحطت قيم العمل المنتج ماديا وفكريا وارتفعت قيم المضاربة والرشوة والمحسوبية..و..وصار المضارب وممارس التجارة و... – مع احترامنا للنزهاء من التجار ، وما أقلهم- أهم بكثير من المتعلم حامل الشهادات العليا..وهو ما انعكس نفسيا - وبصورة سلبية طبعا- على معظم المتعلمين..
وتتمثل أيضا في عجز هذه المدرسة عن تكوين الحس المدني لدى متعلمينا،بما يعنيه ذلك الحس من احترام للقانون والوقت والعمل والآخر إنسانا ورأيا،وابتعاد عن التعصب الأعمى وادعاء امتلاك الحقيقة..وبما يعنيه أيضا من حب للمطالعة ومتابعة للإنتاج الفكري البشري في حاضره وماضيه ،وشعور بالمسؤولية تجاه البشرية في مستوياتها المختلفة ،محليا وإقليميا وعالميا،وطنيا وقوميا وإنسانيا..وبما يعنيه كذلك من موضوعية في التعامل مع مختلف قضايا الحياة ،وتخل عن الأحكام المسبقة الجاهزة ،أحكام العادة والحكم على شتى الأمور بمنظور الأسلاف ،دون تمرير ذلك المنظور على محك النقد والشك المنهجي ..إلخ؟ .. وهي كلها ممارسات تصب في خانة التقليص المتواصل والفضيع للطبقة الوسطى التي تعرف بأنها المحققة للتوازن الاجتماعي والمنتجة لمختلف الإطارت المسيرة لأموره في شتى قطاعاته ، سواء في التعليم أو الصحة أو الإدارة أو الثقافة..إلخ..وهو الوضع الذي أدى إلى ترييع الكثير من تلك الإطارات أي جعلهم أناسا يبحثون عن شتى طرق النهب والسلب للارتفاع بمكانتهم الاجتماعية ،متخلين بذلك عن القيام بالأعمال المنوطة بهم ، وتحولهم بتلك العقلية الريعية إلى أعوان سلطة بامتياز، تعتمد عليهم في المناسبات الانتخابية وغيرها لخدمة توجهاتها وأهدافها ،وتقمع بهم إداريا وقانونيا وعصويا، وبذلك القمع وتلك المكانة الاجتماعية التي صاروا عليها والقوة المعنوية والمادية التي أصبحوا يتميزون بها ساهموا بشكل كبير في ملء قلوب وعقول معظم الناس باليأس من الأمل في أي تغيير إيجابي لواقعهم المزري ،وفي دفعهم إلى الاقتناع بأن طريق تغيير أوضاعهم الشخصية والأسرية نحو الإيجاب لا يمكن تصور حدوثه إلا بالانخراط في إرادة تلك السلطة وخدمتها والخضوع المطلق لها، أو انتظار الحصول عليها في العالم الآخر ، ومن ثمة الإفراط في التدين والأدعية..ولا ريب في أن قتل الأمل في نفوس عامة الناس ، ومن ثمة في نفوس أبنائهم المتمدرسين يعتبر أحد العوامل الأساسية في تعميق الضعف التعليمي الذي نتحدث عنه، وهو وضع لا يخدم إلا النظام المستبد ،من جهة، والأصوليين ، من جهة أخرى، حيث يستمر النظام في ممارساته الاستبدادية بحكم بيئة غياب الوعي والشعور بالمسؤولية الاجتماعية لدى الناس،وعجزهم عن إدراك مصالحهم الحقيقية وكيفية النضال من أجل تحقيقها ، ويتغلغل ( الفكر) الأصولي أكثر في أذهان ونفوس الناس بحكم فقدان الأمل في إمكانية تغيير واقعهم نحو الأفضل ، الأمر الذي يجعلهم يعوضون عنه بالأمل في ملذات عالم الآخرة: قصورا وحوريات وأنهارا من خمر وعسل ولبن .. و..و..
ب-أسباب تربوية:
تتمثل في الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه أقسامنا الدراسية ،وفي الدروس الخصوصية التي انتشرت بشكل رهيب لايترك للمتعلم أي فراغ يسمح له بالتأمل والتفكير الذاتي الذي يشغّل من خلاله عقله ،أو أية فرصة لقراءة كتب ومجلات تقدم معارف مختلفة لهذا المتعلم من خارج المقرر توسع من مداركه العقلية ، أو أي وقت لإراحة الجسد والعقل من تعبهما المضني نتيجة امتلاء كل وقت التلميذ بالدروس ، حيث يخرج من الدروس النظامية ليجد نفسه في الدروس الخصوصية التي تقدَّم عادة خارج أوقات الدوام الرسمي، أي من الساعة الرابعة حتى التاسعة مساء أحيانا، بل وحتى من الساعة السادسة إلى السابعة والنصف صباحا.. وليت الأمر اقتصر على ذلك.. بل يلاحظ تقديمها طوال مساء الإثنين والخميس ويوم الجمعة.. والغريب في الأمر أن مسيري وزارتنا للتربية لا يتورعون حتى عن فرض تقديم دروس الدعم لتلامذتنا مساء اليومين المذكورين وصبيحة الجمعة وأيام العطل المدرسية كما طالعتنا الخبر يوم الثلاثاء 24 مارس 2009 الأمر الذي جعل تلامذتنا أجهزة استقبال وتسجيل على طول الخط ، ومحاصرين في كل أوقاتهم اليومية بالدروس المكثفة التي جعلتهم يشعرون بالكثير من التعب النفسي الذي حولهم بالضرورة إلى انفعاليين عنيفين، وهو ما يلاحظ في تصرفاتهم مع معلميهم وأساتذتهم ، حيث كثيرا ما تكتب صحافتنا عن تعرض أولئك المربين للعنف من قبل تلامذتهم ..
ولعل هذا الحصار المتواصل لتلامذتنا بالدروس المكثفة وما ينجر عنها من فقدان لأوقات وفرص الراحة التي تسمح لهم بتجديد قدراتهم الذهنية والخيالية وحتى الجسدية هو ما جعلهم متعلقين وبإفراط شديد بكرة القدم أوصلهم إلى حد التغيب المتعمد عن دروسهم النظامية والالتحاق بالملاعب ..
مع الملاحظ أن كثافة الدروس وفرض إنهائها على المعلمين والأساتذة في وقتها المقرر قد دفعت بهم إلى التناول السطحي لها والإسراع في تقديمها وهو ما جعل التلاميذ يعجزون في الكثير من الحالات عن فهمها ، خاصة إذا أدركنا أن البرنامج الجديد يحتاج ـ بالضرورة ـ لتطبيقه بشكل جيد وجعل التلاميذ يستوعبونه فعلا إلى عدد محدود من التلاميذ لا يتجاوز العشرين تلميذا في القسم ، وإلى أسر متعلمة تمتلك الوسائل الحديثة المساعدة لأبنائها على تنفيذ ما يطلبه المربون منها كالحواسيب والإنترنات مثلا.، وهما الشرطان غير المتوفرين في واقعنا، حيث يتجاوز ـ عادة ـ عدد التلاميذ في القسم الـ 35 ويصل في الكثير من الحالات إلى ما فوق الـ 40 ، إلى جانب التخلي عن القيام بالرحلات ومختلف الأنشطة الثقافية التي تجدد في التلميذ القدرة على التفاعل مع الدروس وإعمال عقله ومخيلته لاستيعابها ، والعقل والمخيلة كما هو معروف ضروريان في العملية التعليمية، وبغيابهما تتحول تلك العملية إلى ممارسة مملة لا تؤدي إلا إلى ازدياد الضغط على التلميذ والشعور بالملل ، وهما الأمران اللذان يدفعانه إلى المشاغبة في القسم كنوع من التنفيس عن ذاته، والاعتماد على الجاهز من بحوث في الانترنات بدل البحث فيها وفي مختلف الكتب وإجراء المقارنات والإجابة من خلال تفعيل المجهود الذاتي على ما يكلف به من بحوث.. خلافا لما كان عليه الحال في السبعينات مثلا،حيث كان المتعلم يقرأ الكثير ،وذلك لوجود وقت يسمح له بالقراءة ،من جهة، ولانخفاض أسعار الكتب لكونها كانت مدعمة،من جهة ثانية...إلخ .. وتتمثل أيضا في تدخل المحيط الخارجي في عملية توجيه التلاميذ ،وفي الحد من تنفيذ قرارات مجالس الأقسام ،وهو ما أدى إلى فقدان الأقسام التجانس بين تلامذ تها ،حيث نجد في القسم الواحد من هو قادر من التلاميذ على متابعة وفهم ما يلقى من دروس ـ نسبيا ـ ،ومن هو عاجز كل العجز عن تلك المتابعة لأسباب مختلفة،مما يجعل الأستاذ يكرر تناول القضية المطروحة في درسه أكثر من مرة دون أن يحقق إلا القليل من هدف الدرس ،كما يضطر إلى عدم التعمق في ذلك التناول بفعل ذلك التكرار ،وبحكم أنه ملزم بإنهاء البرنامج المقرر وإلا تعرض للعقوبات التي سرعان ما يلجأ إليها المسؤولون عندنا ، وهو ديدنهم في كل ما يتعلق بما يؤلم ويتعب المربين الذين صاروا يعاملون بقسوة أكثر من قِِبَلِ مسؤوليهم ،ويحمَّلون مسؤولية ذلك الضعف،وهو ما أثر سلبا على الأستاذ،وعلى التلميذ النجيب الذي وجد نفسه يدخل متاهة اللامبالاة ،ويتحول تدريجيا إلى عدم الاهتمام بما يقدم له من دروس..
كما أن هذا التدخل السافر الذي ازداد بوتيرة سريعة وواسعة في السنوات الأخيرة ،حرم حتى الأستاذ من التحكم الجيد في القسم وفرْض وجوده كموجه ،وذلك انطلاقا من فقدان الاحترام نتيجة لا جدوى قراراته ،وإدراك تلامذته أن لا حول ولا قوة له أمام إرادة أولئك المتنفذين وأصحاب الوساطات..ولا عجب إن وجدنا بعض التلاميذ يقولون للأستاذ :لاتهمنا نقطتك ، ولا ملاحظاتك ،وسنرتقي رغما عنك ..
ومع كل هذا الضعف تلجأ وزارتا التربية والتعليم العالي ـ ربما بإيعاز من السلطة الأعلى ـ إلى رفع نسبة النجاح على حساب المستوى في كل مستويات التعليم من أجل تجاوز مرحلة اندفاع الشباب ، ومن ثمة تعويده على اللامبالاة وإفقاده تدريجيا روح العمل الجماعي ، من جهة، وغرس ظاهرة الاتكالية فيه أكثر، من جهة ثانية ، وهو ما يجعله بعد تخرجه من الجامعة عاجزا كل العجز عن المطالبة الجماعية بحقوقه المشروعة في العمل والعيش المحترم..ويكفي في هذا الأطار أن نشير إلى ما صرح به أستاذ في جامعة قسنطينة في محاضرة ثقافية له أمام الجمهور من أن المعهد الذي يدرس فيه قد اضطر إلى قبول النجاح في مسابقة الماجستير بنقطة 05 من 20 لا لسبب سوى كون المشرفين على تلك المسابقة لم يجدوا من بين المشاركين فيها من أخذ أكثر من تلك النقطة..
ـ لجوء الكثير من المربين – مضطرين- إلى الأعمال الموازية لسد العجز الملاحظ في أجورهم ،حتى يستطيعوا قضاء بعض الحاجات الضرورية لأسرهم ،وتسديد بعض ما عليهم من ديون ،وهو أمر يؤثر حتما على تحضيرهم دروسهم ..وربما يصبح عملهم الموازي ذاك أهم حتى من تأدية واجباتهم التدريسية ،نظرا لما يحققه لهم من بعض الرفاهية ،وما يعطيهم من بعض الطمأنينة ،خاصة وهم يرون أن (ثقافة النهب!)هي العملة السائدة في مختلف الطبقات الاجتماعية ،وفي شتى المسؤوليات ،وأنها وسيلة كسب الاحترام في واقع انقلبت فيه كل القيم رأسا على عقب ،وصار مبدأ(مع الواقف) وسلوكات التملق والانتهازية والبني عميسية والتحايل ،هي السلوكات التي لابد منها ،وكل من يترفع عنها يعتبر في نظر أغلبية الناس مغفلا لايفهم شيئا في أمور الحياة!!
ج-أسباب اقتصادية:
حيث أغلب الأسر الجزائرية فقيرة ،لاتسمح لها ظروفها الاقتصادية تلك بتوفير الوسائل التربوية كالكتب والإعلام الآلي مثلا، والمعيشية كنوع الأكل المساعد على التعلم، كما لا تسمح لها بالسياحة التي تريح المتعلم من عناء الدروس، وتبعث فيه المرح وتجدد تشاطه ،وتشوقه إلى معانقة الدروس القادمة أكثر..إلخ
وهي الحال التي تنطبق على المربين أيضا ، حيث يعجزون ـ نتيجة ضعف أجورهم ـ عن التواصل المعرفي مع مستجدات مختلف المعارف والعلوم وتطوراتها السريعة والعميقة ، وهو الوضع الذي يضعف من قدراتهم العقلية ويجعلهم يجترون ما كانوا قد تعلموه منذ سنوات بعيدة وبشكل لا إبداع فيه بالمرة ، كما يجعلهم عاجزين عن التلاؤم مع البرامج الجديدة التي يطلب منهم تطبيقها، وهي نفسها البرامج التي لم تتح لهم أية فرصة لفهمها وامتلاك القدرة على تطبيقها ، مثلهم في ذلك مثل المفتشين الذين يطلب منهم مراقبة ومتابعة تطبيقها وهم لا يعرفون عنها شيئا.. وهكذا .. د-أسباب ثقافية:
تتمثل في الانتشار الفظيع لثقافة الاستهلاك الرأسمالية / ثقافة المتعة الجسدية والبصرية،سواء في الشارع الاجتماعي أو عبر وسائل الإعلام الثقيلة، كالفضائيات مثلا،وهو ما ساهم في إحداث تمزق نفسي مفزع عند تلامذتنا ،وولد عندهم طموحات لامحدودة ،هي أكبر من إمكانياتهم بكثير،جعلت اليأس يملأ نفوسهم،وهو ما انعكس بدوره في تعميق ضعف التلاميذ، بل وحتى طلاب الجامعات معرفيا وأخلاقيا،وقتل فيهم روح الإبداع وتكفينا الإشارة هنا إلى ما يحدث من صراعات جهوية بين الطلبة الجامعيين بسبب فرق كرة القدم أحيانا ،أو بسبب التنافس بين طالبين من جهتين مختلفتين على كسب ود طالبة ما (مثلا) أحيانا أخرى..أو.. وهلم قتلا للوعي المسؤول ونضج العقول ..
ويمكن القول أيضا بأن هيمنة الذهنية الاتكالية الناتجة عن تأوصل (من الأصولية) أغلبية المجتمع الجزائري بما تعنيه تلك الأصولية من تصور لامتلاك الحقيقة المطلقة ووجود كل شيء في القرآن ، ومن ثمة عدم الحاجة إلى الآخر ، بل ومعاداته واعتباره المتآمر الدائم على دينها وأوطانها ، من جهة ، وبما تعنيه من تكوين لأذهان ريعية ترفض بذل أي مجهود لتحقيق طموحاتها الفردية والجماعية ، وهو ما يلاحظ لدى تلامذتنا الذين صاروا لا يفكرون إلا في كيفية التحايل للغش في مختلف الامتحانات ، من جهة ثانية..
كما نجدها في نقص الوعي الاجتماعي ،الأمر الذي جعل أولياء التلاميذ لا يهتمون بمتابعة أبنائهم المتمدرسين وتفقد أحوالهم الدراسية ،وهو ما جعل العلاقة أيضا بين المدرسة والأسرة تكاد تكون منقطعة،لاوجود لأي دور تربوي لهذه الأخيرة فيها ..
وهو الوعي الناقص أو المنعدم ذاته الذي أدى بالأسرة عندنا إلى أن تعرف نموا ديمغرافيا كبيرا ،لم يراع فيه سابقا ولا يراعى فيه حاليا (إلا في حدود ظروف الفقر الصعبة التي تمر بها هذه الأسرة) أن كل مولود جديد يحتاج إلى مقعد مدرسي ثم منصب عمل فسكن..وهو النمو الذي ساهم بشكل كبير في هذا الاكتظاظ الذي نعرفه ،رغم البناءات المدرسية الكثيرة..
هـ أسباب نقابية:
تتمثل في تحول نقابات التعليم ـ التي يفترض فيها الدفاع عن المربي والمطالبة بحقوقه والمحافظة على مكتسباته السابقة ـ إلى أجهزة ،همّ مسيريها البحث عن المناصب الإدارية والانتدابات ،ومختلف الامتيازات ،دون أي شعور بالمسؤولية تجاه هذا المربي وما يقاسيه من مشاكل اجتماعية ومهنية تزداد تكاثرا باستمرار..
وهاهي السلطة التنفيذية ـ غير الموقرة ـ تلجأ ،بعد أن أدركت فئة من هؤلاء المربين ،وهي فئة أساتذة التعليم الثانوي والتقني ،أن بناء نقابة تمثيلية نزيهة،حرة وديمقراطية فعلا،تدافع حقيقة عنهم وتطالب بإعطائهم حقوقهم الشرعية والمشروعة ـ نعم ،المشروعة وفق حتى رأي تلك السلطة ممثلة في رئيس جهازها التنفيذي ـ وحل مختلف المشاكل التي يتخبطون فيها ،أمر ضروري وحتمي..أقول هاهي تلك السلطة تلجأ إلى الدوس على القانون الذي يفترض أنها تحميه ،وتكون أول المطبقين له ،وتتحول ـ من خلال وزارة العمل فيها ولمدة طويلة ـ إلى قانون قوة ،تستعمل كل الوسائل وتوظف مختلف الحيل لتحريم هذه الفئة من حقها في اعتماد نقابتها إلا بعد أن ملأت نفوس المنخرطين فيها باليأس الذي جعل الكثير منهم ينسحبون ،وهو سلوك لاغرابة فيه بالمرة ،ذلك أن السلطة التي تلجأ إلى ضرب مربيها بالهراوات تستطيع فعل أي شيئ !! لالشيئ ،سوى قطع الطريق على إمكانية التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه مع النقابات المستقلة الأخرى ،وبعض قوى المجتمع المدني ومن خلال دور قادتها الريادي في التأسيس لمجتمع مدني واسع وحقيقي ،يتحمل مسؤوليته الاجتماعية المتمثلة في الدفع بالمجتمع نحو مرحلة إدراك حتمية فرض تسيير عقلاني جاد ومسؤول لكل أمور حياته ،وفي مختلف القطاعات: اختيارا للمسؤولين ومراقبتهم ومحاسبتهم على أخطاء تسييرهم،واستبدالهم ،من ثمة ،بمن هم أكثر كفاءة ونزاهة منهم ..وبمعنى آخر فرض إعطاء المسؤوليات وفي مختلف مستوياتها لأصحاب الكفاءات لا أهل الوساطات ..
ولاشك أن هذا الموقف المضاد لإرادة الأساتذة واختياراتهم الديمقراطية الحقيقية والفعالة المناقضة لديمقراطية التزييف والتزوير وشراء الذمم بالوعود الوهمية والإغراءات البراقة ،إلى جانب مواقف تلك النقابات الجهازية المهترئة ،هو الذي عمق الشعور باليأس أكثرفي نفوس المربين ،ودفع بالكثير منهم إلى الانعزالية والإحساس بالاختناق ،وإدراك أن هناك إرادة متعمدة من السلطة للزج بهم في فئة الخانة الاجتماعية الضعيفة المضحّى بها ،والمطالبَة بدفع ثمن الأزمة وحدها ، رغم أنها لم تكن ،وبأي شكل من الأشكال سببا في تلك الأزمة، في الوقت الذي لا يدفع المتسببون الحقيقيون فيها(الأزمة) أي شيئ!! بل ربما يستفيدون منها أكثر..كما أدى بهم أيضا إلى أن صاروا يؤدون عملهم التربوي بكيفية آلية مملة ، لا إبداع فيها بالمرة ،ولا حب لها إطلاقا (وهل يمكن لعمل تربوي، لا فرح فيه، أن ينتج شيئا غير الحصرم المتمثل في تكوين أفراد فاقدين اجتماعيتهم ، ومقيلين عقولهم، ومليئين بمشاعر الحقد وسلوك التخريب ؟! ) ..ولو أنهم وجدوا بديلا عن عملهم ذاك لفروا زرافات ووحدانا ..ولكنها لقمة العيش اللعينة !!
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح بعد ذكر كل هذه الأسباب:ترى هل الأسباب المذكورة ،ومن خلالها أزمة المدرسة كنتيجة لها، منفصلة عن أزمة المجتمع ككل،أم هي مظهر من مظاهر تلك الأزمة؟
لاشك –مرة أخرى- في أن المتأمل في الواقع يدرك أنها في مجملها نتيجة للأزمة العامة التي تعرفها بلادنا عموما ،حيث إن النمو الديمغرافي المسبب للاكتظاظ( مثلا) يعود أساسا إلى عدم لعب السلطة دورها من خلال وسائلها الإعلامية ومشرفيها الاجتماعيين ورجالها الدينيين في توعية الناس بضرورة تنظيم أسرهم وإدراك خطر ولادتهم غير المحدودة على بناء المجتمع ككل..بل، وتركها المجال مفتوحا لفهم ديني يحرّم ذلك التنظيم ، ويملأ ذهنيات معظم الناس به– ربما لأسباب سياسية- دون أن تحرك ساكنا..وحيث إن تهميش إطار التعليم واحتقاره تتحمل مسؤوليته تلك السلطة نفسها التي لجأت إليه(التهميش)لكي تحط من شأن التعليم عموما ،حتى ينتشر الجهل أكثر ،إدراكا منها أن الجهل الاجتماعي هو البيئة التي تسمح لها بتغييب الديمقراطية ومواصلة الديكتاتورية(على حد رأي الكواكبي رحمه الله) أي تغييب المجتمع المدني الحقيقي واستبداله بتنظيمات تدعي أنها تمثل ذلك المجتمع،ومن ثمة منع المجتمع من خلال منظماته المدنية(المغيبة للأسف !)من المشاركة في تسيير مصالحه،ومراقبة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك التسيير في مختلف مستوياته كما قلنا سابقا..
كما أنها(السلطة)هي المسؤولة أيضا عن تقليص المقروئية ،إن لم نقل قتلها!،وذلك بتخليها عن دعم سعر الكتاب ،وحرمان القراء عموما من الكتاب النقدي الذي يخاطب في الإنسان عقله ،ويساهم من ثمة في بنائه بكيفية واعية ،بدل كتب الطبخ وكتب الثقافة الاستهلاكية الأخرى،وكتب الدين التلقينية التجميعية المبسطة التي تملأ واجهات مكتباتنا..
وهي السلطة ذاتها التي فرضت تلك المناهج التعليمية المقررة التي كنا نتمنى تحقيقها الأهداف المعلنة منها ظاهريا ، والتي أدت ـ للألم الشديد ـ إلى نقيضها ( الأهداف) لا لسبب سوى كون كل ظروف الواقع تقف ضدها ، الأمر الذي يجعلنا نقول بأن الأمر متعمد أساسا من أجل إسقاط المدرسة الجزائرية في التمييع والضحالة،حتى تجد المبررات التي تحوّل بها ومن خلالها التعليم إلى الخوصصة ،كما فعلت مع مختلف القطاعات الأخرى التي خوصصتها أو التي تنوي خوصصتها ، لهدف وحيد هو جعل التعليم طبقيا لاتناله إلا طبقة الأغنياء الجدد الذين اغتنى معظمهم بطرق غير شرعية تجعلهم في خوف مستمر ومؤرّق ومؤلم من أي وعي اجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تغيير الخارطة السياسية ،بما يسمح للنزهاء الذين يشعرون حقا بالمسؤولية الاجتماعية كوعي يملأ عقولهم ،وحب للوطن كإحساس تتشربه قلوبهم،بالوصول إلى المسؤوليات التي تؤدي إلى كشف حقيقة أولئك الأغنياء المتنفذين سياسيا واقتصاديا،والذين يسمون عادة برجال المال والأعمال ، وهم الذين يحكمون الجزائر فعلا ، ويصرون على بقاء الأوضاع سائبة ، إدراكا منهم بأن ذلك هو ما يبقيهم متنفذين ، ليس في مجال المال والسياسة وحدهما، بل حتى في مجال العلم والثقافة، حيث يدرسون أبناءهم في مدارس خاصة ، هنا في الجزائر أو هناك في عالم الغرب ،وبأموال طائلة هي أموال الشعب التي نهبوها بوسائلهم الاحتيالية الكثيرة ، والتي من بينها وسيلة القانون الذي كونوه على مقاسهم..وبعبارة أخرى يريدون احتكار المعرفة بعد أن احتكروا الاقتصاد والسياسة..
والحل ؟..ماهو الحل الذي يمكن أن يعيد للمدرسة دورها الذي ينتظر أن تؤديه،في عالم يعرف الجميع أنه لامكان فيه للمجتمعات الجاهلة التي لاتعرف كيف تحقق لوجودها الفاعلية في العمل المنتج،والفهم العميق لما يحدث في العالم من تغيرات مذهلة وسريعة،والاندماج الواعي في المنظومة البشرية الجديدة وما تصبوا إليه من خلق لمناخ إنساني يشترك الجميع في تحقيقه والاستفادة من خيراته؟
لاشك أن ما تقدم يبين بوضوح أن أزمة المدرسة ما هي إلا بعد من أبعاد الأزمة العامة التي تعرفها بلادنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وقيميا،حيث تمر الجزائر بوضع حرج فقد فيه الأفراد والجماعات التوازن النفسي والحس المدني والاجتماعي والعقلانية الاقتصادية والرشاد السياسي،وتحولت العلاقات بين الأفراد والجماعات والسلطة في مختلف مستوياتها إلى علاقات توحش تستعمل فيها كل حيل ووسائل السيطرة والمحافظة على المصلحة وتعميقها ..وهذا يعني أن حل أزمة المدرسة لايمكن تصوره إطلاقا خارج إطار البحث عن حل للأزمة العامة بكل أبعادها،وهذا هو الدور المنوط بالنخبة المثقفة التي هي مطالبة بممارسة دورها في تكوين الوعي لدى الناس بحتمية وضرورة التسيير العقلاني الديمقراطي، الواعي والمسؤول، لكل مكونات وأبعاد وجودنا الاجتماعي بدء من الأسرة وانتهاء بالسلطة العليا ..كماهو منوط بالأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات الأحياء ومختلف التنظيمات المدنية الحقيقية ،التي ينتظر منها كذلك تحمل مسؤوليتها في تنظيم المجتمع ودفعه إلى الوقوف في مواجهة الفساد والتبذير والتلاعب بمصالح المجموعة الوطنية من خلال هذا التسيير الريعي الذي يجعل إطارات السلطة (ولا أقول الدولة)تستفيد من الكثير من الامتيازات غير المبررة ،بل ويجعل من عامل بسيط – ونحن طبعا لسنا ضد العمال- في سونلغاز ـ بما يأخذه من امتيازات متنوعة ،وبما لا يدفعه في مقابل استهلاكه الكهرباء والغاز ـ أفضل بكثير من إطار جامعي في قطاعي التربية والصحة..ويجعل كذلك إطارا في سوناطراك يأخذ أجرة تساوي ضعف أو أضعاف أجرة حامل نفس شهادته في قطاع آخر..وهي كلها فروقات غير منطقية ،تجعلنا نقترح وئاما أُجوريا على غرار الوئام المدني ،حتى يزال الشعور بالحقرة والغبن الذي يملأ نفوس أغلبية أفراد المجتمع ،ويؤثر سلبا على معنوياتهم ،سواء في علاقتهم بعملهم وحبهم وطنهم ،أو في علاقتهم ببعضهم البعض جراء هذه الفروق الكبيرة في الأجور ،وتلك الامتيازات العجيبة التي لايمكن أن تكون كسلوك إلا في الجزائر والمجتمعات التي تشبهها..
نعم ،نقترح وئاما أجوريا ،حتى يتحقق الوئام المدني فعلا لكل الجزائريين ،ويعطي ثماره المنتظرة ،المتمثلة في إخراج بلادنا من أزمتها، وإزالة كل مسببات تلك الأزمة،ذلك أنه بدون هذا الوئام الأجوري وإعادة بناء الطبقة الوسطى تبقى مسببات الأزمة قائمة دائما، ويمكنها العودة من جديد في أية لحظة يتعمق فيها القمع بكل أشكاله، نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، أكثر ،وهو ما لا يتمناه أي عاقل يشعر ولو ببذرة حب لهذا الوطن ،ويخجل مما يجري فيه من تلاعبات وتحايلات ،في الوقت الذي يرى فيه الأمم الأخرى تتهيأ للسير خطوات أخرى نحو التقدم والازدهار.



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما صار.. ما سيصير
- إسلام الواقع تحدده المصالح
- شبر الخفارين
- الشجاع الأقرع في انتظاركم يا تاركي الصلاة
- شهوات
- رسالة مفتوحة إلى مسؤولي التربيةب (أُذُن مكاننا)
- ناقة قديشة
- المنتظمات الديكتاتورية أفقدتنا تذوق طعم الحياة
- أكواخ وولائم
- عبيد وجوارٍ
- مقابر عربية
- غيم لأعشاب الجفاف
- لماذا لا يهدي الله المسلمين الطريق المستقيم؟
- متى تصير القراءة ركنا إسلاميا..؟
- نفس الطريق أيضا ..؟
- تمرّين ..وهذا دمي
- أغان لتراب الطفولة
- العمدة
- أوتار للفرح الصعب
- أحزان المربي الذي..كان سعيدا


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - الطيب طهوري - إضعاف مستوى التعليم في الجزائر..كيف تم؟ ولصالح من؟