أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - أوباما في خطاب ثقافي














المزيد.....

أوباما في خطاب ثقافي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدءاً لابد من القول إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما استخدم لغة غير مألوفة لدينا من قبل الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت البيض، على الأقل خلال العقود القليلة الماضية، على خلفية الموقف الأمريكي المعروف من الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك العلاقات الملتبسة بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والإسلامي، خاصة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. سيبرز الأمر أكثر لو قارنا لغة أوباما مع لغة سلفه جورج دبليو بوش التي تنضح بالغطرسة والعدوانية، لا بل بالصبيانية أيضاً، في طريقة فرضه الإملاءات على العالم العربي . اختار أوباما القاهرة بالذات مكاناً لإلقاء خطابه، ليس فقط تقديراً للأهمية السياسية والتاريخية والاستراتيجية لمصر، وإنما لإرسال رسالة مؤداها أن إدارته مستمرة في دعم ما بات يعرف بنهج الاعتدال في العالم العربي . ومن جامعة القاهرة بالذات سعى أوباما، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لإبراز اطلاعه على الثقافة والتاريخ العربيين، واحترام ما يمثله الإسلام من مكانة لا في تشكيل الحضارة العربية فقط، وإنما أيضاً ما يمثله راهناً في الوجدان العربي، ومن هنا حرصه على إبداء التفهم لبعض الرموز المتصلة بالأمر كارتداء النساء المسلمات للحجاب . سيكون تعسفاً منا لو قلنا إن خطاب اوباما خلا من المواقف السياسية، وتعسفاً أيضاً سيكون لو نفينا ما سعى الرئيس الأمريكي لإظهاره من تغير في لهجة الخطاب، وحتى محتواه، ويمكن تلمس ذلك من ردود الفعل المتشنجة في إسرائيل وفي بعض الأوساط اليمينية والمحافظة المعروفة بميلها للصهيونية، والتي رأى بعضها في لهجة أوباما هزاً للصورة القوية للولايات المتحدة على الصعيد الدولي. لكن كل هذا لا ينفي عن الخطاب طابعه، فهو، في الجوهر، لم يكن خطاباً سياسياً، وإنما هو خطاب ثقافي، أراد من خلاله أوباما أن يرّمم ما هدّه سلفه من جسور مع العالمين العربي والإسلامي، وأن يزيل، ما أمكن، ما طبع صورة السياسة الأمريكية في المنطقة، بصفتها سياسة للحرب والاحتلال وإملاءات القوة، والاستخفاف بالتضاريس الدينية والحضارية والثقافية في المنطقة. وحسب التقارير الصحافية فان أوباما استعان في وضع خطابه بعدد كبير من المستشارين المطلعين على خصوصيات العالم العربي والإسلامي، وعلى المزاج السيكولوجي للمسلمين، ليحسن مخاطبتهم، وهذا ما أفلح فيه بامتياز. أوباما كان محكوماً بألاّ يخرج عن حدود الخطاب الثقافي، وأن ينأى ما استطاع عن تحديد المواقف السياسية القاطعة، ليس لأنه لا يريد بالضرورة، وإنما لأنه يعي حدود الهامش الذي يتحرك فيه بوصفه رئيساً لدولة كبرى، تصنع سياستها عدة مواقع قرار ولوبيات مالية وسياسية ضخمة. لم يكن بوسعه وهو يتحدث أن ينسى نفوذ الكونغرس ومصالح البنتاغون والمجمع العسكري، وتأثير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي .آي . إيه”، ولا أن ينسى جبروت اللوبي الصهيوني أو المؤيد لإسرائيل في المجتمع وفي مواقع القرار.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسريحات بنك الخليج الدولي
- ما قبل الدولة وما بعدها
- المزيد من الحريات وليس العكس
- الدوائر الخمس والنساء الأربع
- النساء قادمات على الدوام
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر العام الخ ...
- صحافة الورق وصحافة الإلكترون
- الجواهري في براغ
- هكذا تكلمت المرأة
- مَن ضد الحوار إذاً؟
- بأي أسئلة يجب أن ننشغل؟
- خطر في ذهني في الأول من مايو
- عن إرث التنوير الخليجي
- « أجراس »
- للتجربة وجوه
- لزوم الفساد تعميمه
- لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟
- لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟
- في المسألة الطائفية
- عن البنى التقليدية


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - أوباما في خطاب ثقافي