أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله تركماني - نحو تصويب العلاقات العربية - الأمريكية














المزيد.....

نحو تصويب العلاقات العربية - الأمريكية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 05:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


خطاب الرئيس باراك أوباما التصالحي مع العرب والعالم الإسلامي يؤسس لتغيير جوهري في السياسة الأمريكية، ويدشن لحقبة جديدة، يمكن أن تكون حقبة للسلام العادل والشامل والدائم في المنطقة. وهنالك أسس وردت في الخطاب يمكن الاعتماد عليها لإقامة شبكة علاقات من نوع جديد، فيما لو أُحسن استخدامها عربيا وأمريكيا على نحو صحيح.
وتبقى الأسئلة: هل باستطاعة إدارة أوباما ترجمة هذه الأسس إلى قدرة فعلية ؟ وماذا سيفعل العرب للتأثير في أروقة صناعة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لتحقيق مصالحهم ؟ وهل يمكن أن يتغيروا فيما يتعلق بأوضاعهم الداخلية كي يتمكنوا من التعاطي المجدي مع التوجهات الأمريكية الجديدة ؟
لقد كانت العناوين التي تضمنها خطاب الرئيس أوباما في القاهرة متنوعة ومتوازنة ومثيرة للجدل والتحليل والاستشراف: التطرف، فلسطين، السلاح النووي، الديمقراطية، المرأة، الحرية الدينية والتسامح الديني، ثم التنمية الاقتصادية. وتحمل هذه الرؤية الجديدة في مضامينها، نظرة جديدة للأمن والسلم العالميين، لا تلغي الحروب الوقائية والضربات الاستباقية فحسب، وإنما تعترف بأهمية شراكة العرب والمسلمين ترتيبات الأمن والسلم العالميين، كما تحمل اعترافا بفعاليتهم وقدراتهم.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإنّ الخطاب انطوى على: أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد ترى في إسرائيل دولة خاصة أو استثنائية في الشرق الأوسط. وبرز ذلك واضحا حين قال: ليس هناك أي شك في أنّ وضع الفلسطينيين لا يطاق، ولن تدير أمريكا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين في الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة بهم.
وبداية، يجدر التنبه إلى أنه ما لم يتم التقاط هذه الفرصة عربيا، وتطوير صيغة فاعلة للتعامل مع الإدارة الأمريكية، ودعم وتقوية أوراق التفاوض التي يمتلكها العرب، والخروج من حالة الانقسام والتنافس العربي على تقديم الخدمات فرادى، طمعا بالحصول على مكانة خاصة، فإنّ هذه الفرصة مآلها الضياع، والعودة إلى مربع الركون إلى السلبية بذريعة عدائية أمريكا وانحيازها ضد قضايانا.
ومما لا شك فيه أنّ هنالك في تاريخ العلاقات الأمريكية - العربية ما يكفي لتكديس خلافات عميقة، ففي مخزون الذاكرة العربية ما يكفي للقول: إنّ ثمة تحالفا استراتيجيا بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. فقد حاولت الإدارات الأمريكية، منذ مؤتمر مدريد 1991 إلى أوسلو وكامب ديفيد الثاني وطابا وانتهاء بأنابولس، إلى تبرير عدم اللجوء للضغط على إسرائيل لجذبها إلى المفاوضات، وبعد دخولها في المفاوضات يصبح الهدف الحفاظ على بقائها في المفاوضات، وفي إطار هذه الرؤية التضليلية تمكّن المفاوض الإسرائيلي من التملص والمراوغة، وتحوّل التفاوض إلى لعبة ومضيعة للوقت.
اليوم جاء الرئيس باراك أوباما ليقول ويظهر أنّ أمريكا تتغير، ويمكن أن تتغير أكثر إذا لقيت التجاوب الكافي، وأنها ليست في حال عداء مع العرب، ولا في وضع تحالف أعمى مع إسرائيل، وأنها تسعى إلى حل ينصف الفلسطينيين. مما يستوجب إدراك التمايزات بين الإدارات الأمريكية، فأوباما الذي يريد إعادة أمريكا إلى روحها المدنية ويعطي الأولوية للقيمة على السلاح، وللحق على القوة، وللقانون على الغلبة، لا بد أن نأخذ دعواته على محمل الجد، وأن نرى فيه صديقا لا عدوا تحت أي ظرف من الظروف.
وإذا كان البعض ينظر بقلق إلى قدرته على تحقيق طموحاته تلك، من خلال قدرته على الضغط على إسرائيل وعدم الانصياع لضغوط المؤسسات الأمريكية، فإنه من المصلحة العربية التفكير من منطلق بناء الشراكات مع الولايات المتحدة الأمريكية. إذ ليس مقبولا أن ننتظر بلورة السياسة الأمريكية وأن نقصر دورنا على قبولها أو رفضها، بل يجب أن يكون لنا دور في عملية صياغة هذه السياسة. المطلوب انتقالنا من خانة إفشال خطط الأمريكيين إلى خانة المشاركة الفاعلة في صياغة هذه الخطط بشكل يحمي مصالحنا. إنّ العيب فينا نحن العرب، إذ أننا نتوقع أكثر مما ينبغي، ثم نشتكي إن لم يتحقق ما لم نتوقع، ولم يقع ما نتمنى، فقد تعودنا على المطلقات دون النسبيات.
لذا علينا ألا نبالغ كثيرا في أثر البعد الشخصي في تشكيل النظرة الجديدة لإدارة أوباما، حتى لا نخطئ التحليل وتقدير الموقف الصحيح، وبالتالي تصدر استجاباتنا مشوشة وغير موضوعية. فعلى الرغم من كون النظام الأمريكي نظاما رئاسيا، بمعنى أنه يعطي للرئيس صلاحيات واسعة، خصوصا في تقرير السياسة الخارجية، إلا أنّ توجهات هذه السياسة غالبا ما تعبّر عن رؤى وتصورات النخب والمؤسسات الأمريكية الفاعلة. وهكذا، ما زالت إدارة الرئيس باراك أوباما في الامتحان، وستبقى إلى حين إثباتها عزمها وقدرتها على أن تقوم بما يجب القيام به وعدم الاكتفاء بمجرد الخطاب والتمنيات.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (3)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (2)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (1)
- أي لبنان بعد الانتخابات ؟
- اليمن ليس سعيداً
- جدل العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي
- زمن حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية
- العرب والحاجة إلى التنمية الشاملة
- الصحراء الغربية على طريق إجراءات الثقة
- إنجازات رجل مثابر
- الديمقراطية والمسألة الاجتماعية في سورية
- المجتمع المدني في العالم العربي - الواقع والمعوّقات والآفاق
- سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟
- معوّقات الحداثة في العالم العربي
- الإطار الاستراتيجي للعلاقات الأمريكية - الروسية
- مؤشرات الانتخابات البلدية في تركيا
- تساؤلات بشأن التحول الديمقراطي في العالم العربي ؟
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (6)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (5)


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله تركماني - نحو تصويب العلاقات العربية - الأمريكية