أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم الحلفي - رن ... رن... خارج منطقة التغطية!














المزيد.....

رن ... رن... خارج منطقة التغطية!


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 05:41
المحور: كتابات ساخرة
    


يتصاعد تذمر المواطنين من سوء خدمات شركات الهاتف النقال في العراق، ويعبرون عن غضبهم تجاه تلك الخدمات التي تتردى يوما بعد آخر، متهمين الشركات باستنزاف جيوبهم في اكبر عملية سرقة منظمة.
ويسخر المواطنون بمرارة عند سماعهم الجواب الآلي عند محاولاتهم الاتصال بهاتف نقال آخر: " الجهاز مغلق او خارج منطقة التغطية" في وقت لم يكن فيه الهاتف المطلوب مغلقا، بل في منطقة التغطية ذاتها! ويعد المواطنون ذلك دليلا على عمليات الاحتيال الكبيرة عليهم من قبل الشركات.

ان فشل الشركات في تأمين اتصال ناجح، واستحالة إتمام المكالمة الواحدة دون محاولات عديدة ناهيك عن رداءة الصوت، فيما يدفع المواطن تكلفة كل انقطاع على أساس انها مكالمة ناجحة!. والغريب ان رصيد المكالمة يحسب على أساس الدقيقة وليس الثانية كما هو متبع في بلدان العالم الأخرى، وكما مثبت في العقد المبرم بين هيئة الاتصالات والإعلام وبين الشركات. وبهذا فان المواطن يدفع ثمن دقيقة واحدة حتى لو تكلم بضعة ثوان، سواء كانت المكالمة ناجحة او فاشلة! فهل هناك اغرب من عملية النصب هذه؟

يتحجج أصحاب الشركات، بطبيعة الحال، عن سوء خدمات شركاتهم بذرائع شتى لا تصمد أمام أي تدقيق جدي، تارة بسبب تشويش وتداخل أجهزة الإرسال الأمريكية وتارة بأعذار أخرى. وحتى لو افترضنا صحة تلك الأعذار فلماذا يتحمل المواطن أعباء ذلك؟. لكن هناك حقيقة أخرى هي لجوء الشركات إلى زيادة أعداد المشتركين بسبب اللهث وراء زيادة إلايرادات حتى وان كانت هذه الزيادة خارج طاقة الاستيعاب التقني للشبكات القائمة ما يؤدي الى قطع المكالمات فيضطر المواطن الى إعادة الاتصال عدة مرات.

إن الثلاثة مليارات وسبعمائة وخمسين مليون دولار التي دفعتها الشركات في المزايدة التي جرت في آب من عام 2007 في عمّان، للحصول على امتيازات التشغيل، ان هذه المبالغ قد خطط لها ان تسحب من جيوب المواطن بشتى الطرق. ويبدو ان الشركات المجهزة للخدمة حسبت هذه المبالغ ضمن كلفها الاستثمارية وتضيفها - حسب منطقها - الى المستخدم بشكل او بآخر. لذا لا تكترث الشركات كثيرا بالعقوبات المادية التي تفرض عليها بسبب تلكئها في تقديم الخدمات، فهي ستدفعها عبر جبايتها من المواطنين وبنفس الطريقة، من خلال سرقات منظمة ومبرمجة كما دفعت بها التزاماتها المالية من قيمة الترخيصات.

ان دراسة موضوع الهواتف النقالة في العراق ومراجعة العقود والملفات ومحاسبة الشركات عن عدم تنفيذ التزاماتها ومنها عدم فتح باب الاستكتاب العام لبيع الحصة المقررة للمواطنين في العقد وبالسعر الاسمي للسهم، وعدم الإيفاء بدفع حصة الدولة من نسبة الإيرادات الإجمالية من موارد الشركات، وتسديد الأقساط الباقية من قيمة التراخيص في الوقت المحدد. هذا فضلا عن سوء الخدمات التي تقدمها للمواطنين وتراجع أدائها الذي يتطلب المحاسبة، بالإضافة إلى محاسبة الجهات المسؤولة كونها لم تؤدي واجبها بمراقبة ومحاسبة هذه الشركات، ان النظر بجدية في كل ذلك هي قضايا أصبحت ملحة وغير قابلة للتأجيل.

كما ان استحداث شركة حكومية منافسة، قد يكون جزءا من الحل، الى جانب فرض إجراءات رادعة منها إلغاء العقود ان لم تتحسن الخدمات. كما ان تشريع وإقامة مؤسسات حكومة معنية بحماية المستهلك، قد تسهم في الحفاظ على حق المواطن في الحصول على خدمات يشتريها دون ان يحصل عليها بشكل صحيح. من جانب آخر هناك ضرورة ان تلعب مؤسسات المجتمع المدني دورها المنشود في حماية المستهلك من خلال نشر ثقافة: الحق مع الزبون دائما.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الرقابي للبرلمان ومدى ابتعاده عن الصفقات السياسية
- تحديات تشريعية إمام الكتل السياسية
- المؤسسة العسكرية وبناء الدولة المدنية
- على لسان الصادق المهدي
- انتخابات كوردستان: أية منافسة ستشهد؟
- غياب الكبار عن حملة تعليم الكبار
- أصوات للتغيير
- تجاذبات توزيع المناصب في المحافظات
- البرلمان يستجوب المفوضية، فمن يستجوب البرلمان
- للفساد محاصصة تحميه
- دعم النقابات ام محاصرتها؟
- رأي في اجتثاث البعث والمصالحة
- الانتخابات واللعبة الصفرية
- التقييم حين يكون منتجاً
- نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير
- الانتخابات... مفوضية -مستقلة- وقوانين غائبة!
- انتخبت بديلا اخر، فلا تستولوا على صوتي!
- المرشحون الاشباح والبرامج المنسية
- الانتخابات: هناك ثمة مفارقة
- المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم الحلفي - رن ... رن... خارج منطقة التغطية!