أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر بولس - وجوب تفكيك النص المشفّر لخطاب اوباما في القاهرة الذي ألقي في الرابع من حزيران 2009















المزيد.....



وجوب تفكيك النص المشفّر لخطاب اوباما في القاهرة الذي ألقي في الرابع من حزيران 2009


زاهر بولس

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"وقال نصر بن سيار صاحب خراسان يصف الحرب ومبتدأ أمرها:
أرى خَلَلَ الرماد وميضَ نار * ويوشك أن يكون له ضرَامُ
فإن النَّار بالعودين تُذكَى * وإن الحربَ أولها الكلامُ"
من "العقد الفريد" لابن عبد ربه

إن الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها نظام حكم رئاسي يتمتع فيها الرئيس بصلاحيات واسعة، إلا أنها ليست مونارخيا يحكمها شخص واحد، بل دولة مؤسّسات وأحزاب، تتحكم فيها قوى ذات مصالح اقتصاديّة- سياسيّة تمارس نفوذها على عمليّة اتخاذ القرار في البيت الأبيض، تهتم بدعم المنظومات الحزبيّة في المعارك الانتخابيّة في شتّى المستويات، وتهتم بحشد ممثلي مصالحها في المواقع المؤثّرة، إما مباشرة أو من خلال المستشارين أو المجموعات الضاغطة أو غيرها من وسائل وأساليب تحت ستار "القانون الديمقراطي" إذا أمكن، أو الفساد إذا تعذّر. وحين ينتخب الرئيس ويدخل البيت الأبيض تدخل معه مؤثّرات القوى ذات المصالح، وتصبح آليّة اتخاذ القرار تحصيل حاصل لمعركة الوصول إلى سدّة الحكم. ولا مكان هنا للمفاجآت الشعبويّة. ومن هنا فان لعبة المصالح هي المفتاح والقاعدة لقراءة نص ما سمّي بالخطاب التاريخي لاوباما في القاهرة عاصمة مصر،اكبر (عدديًا) واهم دولة عربيّة، وللمكان أيضا دلالته العالميّة (حيث تجمع في مكان الدوائر العربيّة والإسلامية والأفريقية) والداخليّة في الولايات المتّحدة (الأفريقية والإسلامية). والخطاب حقّا تاريخيّ لأنه يؤسس لمرحلة جديدة لحماية المصالح القديمة. ولا بد من هذه المقدّمة أو العجالة من اجل فهم النص الصريح والرموز المشفّرة، والاهم، ما لم يذكر بتاتًا في الخطاب.

مرحلة جديدة 1 :
الحرب على الشيوعيّة

بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانيّة في أربعينيات القرن الماضي، شهد العالم اصطفافًا جديدّا، فبعد أن أفل نجم القوى الاستعماريّة، بالأساس فرنسا وبريطانيا، وصعود الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية كقطبي المرحلة الجديدة في حينه، دخل العالم إلى مرحلة الحرب الباردة وسباق التسلّح والحروب الإقليمية. وكل قطب شكل تحالفاته حول مصالح مشتركة لكل معسكر، وبالتالي صاغ كل معسكر شعاراته تلاؤما مع المرحلة. والخطاب الأساسي الذي خاطبت به الولايات المتحدة الأمريكية حلفاءها من الأنظمة العربيّة والإسلامية هو "الخطر الشيوعي" بما يحمل في طيّاته من تحريض على الفلسفة الماديّة وما تحمله من تناقض مع الفلسفة الميتافيزيقيّة.

لقد كان هذا الخطاب موفقًا في قدرته على تجييش مشاعر الشعوب العربيّة والإسلامية، المؤمنة، ضد المنظومة الاشتراكيّة، رغم تناقض مصالح الشعوب مع أنظمتها المتناغمة مع المشروع الأمريكي العالمي. ويصل هذا الخطاب إلى قمّته في الحرب الداخليّة الأفغانية بين المجاهدين الأفغان وبين الحكومة الموالية لموسكو، ولم يقدّر الاتحاد السوفييتي الحركات الجهاديّة ضده حق قدرها، مما كان احد عدّة عوامل أرهقته.

مرحلة جديدة 2 :
صراع الحضارات والحرب على "الإرهاب الإسلامي"

على اثر بدء عمليّة التآكل ومن ثم تهاوي وانهيار المنظومة الاشتراكيّة التي نواتها الاتحاد السوفييتي، وتحديدًا في العام 1989، عام تحطيم سور برلين، كتب المفكر الأمريكي الجنسيّة الياباني الأصول ذو الارتباط السياسي بالمحافظين الجدد يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما مقالته الشهيرة "نهاية التاريخ" في دوريّةNational Interest، طوّر مضمونها إلى كتاب تحت اسم "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" ينعي فيها الأنظمة الشموليّة لتحل محلّها الأنظمة الليبراليّة- الديمقراطيّة، معارضا بذلك المقولة الماركسيّة حول الحتميّة التاريخيّة، ولتبدأ مرحلة جديدة، مرحلة ما بعد الحرب الباردة، ولتدخل الولايات المتحدة إلى مرحلة الاستعمار المباشر القديم، من خلال الاحتلال الفعلي للأرض، الأمر الذي استبعد سابقًا بعد هزيمتها النكراء في فيتنام.

فكانت الحرب الأولى على العراق لتليها الحرب على أفغانستان، مستفيدة من هجمات ما عرف ب 11 سبتمبر، ولاحقًا حرب العراق الثانية. وفي كل الأحوال الهدف المعلن هو التبشير بالديمقراطيّة الغربيّة والحرب على ما أسمته بالإرهاب، والهدف المبطّن السيطرة المباشرة على مصادر الطاقة في العالم، من اجل ضمان مصالح الدول الغربيّة وهيمنة الولايات المتحدة أحادية القطب على العالم، من خلال الربط ما بين الإسلام والإرهاب، مسترشدين بنظرية صامويل هنتينغتونSamuel Phillips Huntington وكتابه "صراع الحضارات" الذي صدر عام 1996 أيضا تطويرا لموضوعات مقالة نشرها عام 1993 تحت نفس العنوان. وبذلك يصبح شعار المرحلة "الحرب على الإرهاب" من خلال المماهاة ما بين الإرهاب والإسلام.



مرحلة جديدة 3:
الحرب على الصين وروسيا

لقد فشل المشروع الأمريكي في ضمان تربّعه على عرش الهيمنة العالميّة كقطب واحد. فشل في احتواء إيران ومشروعها النووي، وفشل في تفكيك القدرة النوويّة في شمال كوريا، وفشل في تحقيق أهدافه المعلنة والمبطّنة في كل من أفغانستان والعراق، وفشل المشروع الأمريكي في الهيمنة على أمريكا الجنوبيّة وفشلت ربيبتها وراعية مصالحها في الشرق الأوسط، إسرائيل، في ردع المقاومة واضطرت إلى سحب قوات الاحتلال من لبنان مجرجرة أذيال الهزيمة خلفها، وفشلت في حربها أمام حزب الله عام 2006 ، وفشلت في إسقاط حماس وسلطتها في غزّة، قبيل استبدال إدارة بوش بإدارة اوباما، رغم الدعم المطلق الذي تلقته قوات الاحتلال الإسرائيلية من الولايات المتحدة وصمت اوباما ترقبًا، لعل وعسى تنتصر إسرائيل، ورغم دعم الأنظمة الرجعيّة العربيّة وعلى رأسها نظام مبارك في مصر ونظام الملك عبد الله في الأردن وسلطة عبّاس- دايتون في الضفّة الغربيّة، حيث خانت هذه الأنظمة مصالح شعوبها ارتباطًا بالمصالح الأمريكية والمشروع الصهيوني. إضافة إلى تشديد الطوق على روسيا من خلال نهش نفوذها في الدول التي انفصلت عنها، بما في ذلك إدخال دول من أوروبا الشرقيّة، التي دارت سابقًا في فلك الاتحاد السوفييتي، إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بما يتبعه من تهديد استراتيجي يتعلق بأنابيب النفط والغاز الروسيّة التي تمر عبر أراضي قسم من هذه الدول وصولا إلى أوروبا والمحاولات المستديمة لمحاصرة روسيا ب "الدرع الصاروخيّة" من أجل استهدافها بذريعة إيران، حتى كانت الذروة في المواجهات مع جورجيا.

لكن العالم لا يتطور ويتحرك بميكانيكيّة يرسمها خبراء ومستشارو البيت الأبيض، وكل تحرك في منطقة ما في العالم تستتبعه تغييرات وردود فعل ومبادرات، كتأثير الدومينو، على التعقيدات ذات الطابع الجيو- سياسي في العالم.

وفي هذه الفترة (ما بعد الحرب الباردة)، وبعد مسارات معقّدة، أخذت روسيا تستعيد عافيتها وبدأت تتحرّك باتجاه استرجاع دورها العالمي على الأقل كدولة نوويّة عظمى، وكمنتج للأسلحة بالإضافة إلى غنى مواردها الطبيعيّة، الأمر الذي يثير قلق الولايات المتحدة بالنسبة إلى مستقبل هيمنتها على العالم.

وفي نفس السياق، وبشكل اكبر بكثير، أثار المارد الصيني وقدراته التنمويّة التي تتجاوز أل 10% سنويًا، حيث أصبحت الصين ثالث أكبر اقتصاد عالمي خلال العقدين الأخيرين، ولا تزال قدراتها الاقتصاديّة في تصاعد مستمر إلى جانب قدراتها العسكرية بما في ذلك النوويّة، وانفتاحها على العالم بحثا عن مصادر الطاقة في السودان وروسيا وفنزويلا وإيران (التي تؤمّن لها أكثر من %15 من حاجاتها إلى البترول بأسعار مخفّضة تجعلنا نفهم فشل الولايات المتحدة بتشكيل إجماع في مجلس الأمن حول النووي الإيراني) ودول أخرى طبعًا، وسوف لن تـأل الولايات المتحدة جهدا من اجل تجفيف هذه الموارد لئلا يحسم السباق لصالح التنّين الأحمر.

من هنا نستنتج أن إيران، وان كانت مستهدفة من الولايات المتحدة والغرب على المستوى الإقليمي، ليست الخطر الأكبر على ضمان الهيمنة العالميّة للولايات المتحدة، رغم أهميتها القصوى، وهي أكثر بمثابة "مستنقع كبير للبترول"، على الولايات المتحدة تجفيفه سريعًا في سبيل تجفيف شريان هام يمد الحياة للصناعات الصينيّة من جهة، ومن جهة أخرى، وإذا ما تم احتواء إيران (والتجربة تثبت بُعد إمكانية نجاح الاحتواء) من خلال تنازلها عن المشروع النووي، فبالإمكان الاستناد إلى دورها الإقليمي في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان، ولا تقل أهمية نفوذها لدى الدول الإسلامية التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي في تسعينيّات القرن الماضي، وإلا فان الولايات المتحدة سوف تنتظر الفرصة المواتية لضربها عسكريّا، إما مباشرة أو بواسطة الذراع العسكريّة الإسرائيلية التي لا تمتلك إسرائيل استقلاليّة قرارها، وهذا السيناريو أصبحت إمكانياته بعيدة جدًا تقارب المستحيل.

مما ذكر أعلاه، إضافة إلى العديد من القضايا العالميّة التي لا يمكن حصرها بمقالة، يصبح من ضرورات المرحلة للحفاظ على المصالح العالميّة للولايات المتحدة الأمريكية تحديد عدو المرحلة وشعار المرحلة وخطاب المرحلة.

عدو المرحلة الأول هو الصين، وتاليا روسيا أو معًا، وشعار المرحلة يتحوّل بجرّة قلم من الحرب على الإرهاب والإسلام إلى المعركة التي تقودها الولايات المتحدة متحالفة مع "الإسلام" من أجل "حقوق الإنسان" في الصين واستقلال هضبة التيبت ونووي كوريا الشماليّة كمنطقة نفوذ صينيّة، ودور الصين الاقتصادي في الدارفور والصراع بين الصين وتايوان وغيرها. وتصبح محاولة العودة إلى الأدوات الفعالة ضرورة، اعتقادا من الولايات المتحدة انه بالإمكان احتواء التيّارات الجهاديّة السنيّة والشيعيّة، وكأن شيئًا لم يكن في العقدين الأخيرين. إلا أن اوباما يعلم جيدًا أن لكل مرحلة استحقاقاتها، ولكل تغيير خطاب ثمن يتراوح بين الوعد والانجاز، أو الوعد ومحاولة الانجاز لحين تمرير المرحلة.

ما لم يذكر في الخطاب:

ذكرت صحيفة "هآرتس" (5.6.2009) عن وكالات الأنباء العالميّة أن وزيرة خارجيّة الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون، تطالب الصين بنشر تقرير حول أحداث "تيان آن مين"، في الذكرى العشرين (1989- 2009) ومطالبة أيضا بكين بمنح مواطنيها الحقوق الأساسية بحسب المواثيق الدوليّة، وجاء على لسان كلينتون استنادًا إلى نفس المصدر: "الصين، التي تطوّرت اقتصاديًّا بشكل مدهش وتحثّ السير لاستلام مكانتها في القيادة العالميّة، ملزمة بمراجعة علنيّة للأحداث الصعبة في ماضيها وبتقديم تقرير حول الضحايا والمعتقلين والمختفين، من اجل الاستفادة من العبر وتضميد الجراح".

كلينتون ومستشاروها يعون جيدًا قدرة الإعلام الغربي الرسمي على "صياغة الواقع" من خلال التأثير على الرأي العام العالمي، والمحلي الصيني، وقدرته على التركيز على قضايا بعينها وإخفاء ما عداها لتحديد الأجندات السياسيّة. فها هي كلينتون تتحدث عن حقوق الإنسان في الصين متناسية أن أكثر الدول خرقا لهذه الحقوق حليفة الولايات المتحدة، المملكة العربيّة السعوديّة ونظامها الملكي الدكتاتوري، والنظام المصري الحالي، والتي من المؤكد أن كلينتون تتذكرهما خصوصا وان اوباما يغذ السير في طريقه إلى هاتيك الدولتان لإلقاء خطابه التاريخي المثير للنقاش عالميّا، في لحظة إطلاق تصريحاتها الناريّة حول حقوق الإنسان في الصين، هذا إذا تجاهلنا سجن أبو غريب في العراق وسجن جوانتانمو الأمريكيين وما حصل ويحصل في السجون السريّة الأمريكية، وإذا تركنا مؤقّتًا جرائم الحرب التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في العراق وأفغانستان، أو جرائم وكيلتها في الشرق الأوسط، إسرائيل، حيث تتذكر كلينتون أحداث داخلية في الصين وتتناسى العدوان الإسرائيلي عام 1967 ودوام احتلالها للجولان السوريّة ومزارع شبعا اللبنانيّة وفلسطين، رغم أن تصريحها وخطاب اوباما يأتيان عشيّة ذكرى هذا العدوان والذي يصادف الخامس من حزيران والخطاب في الرابع منه.

"تحدّيات مشتركة"

جاء في الترجمة الرسميّة لخطاب اوباما في القاهرة، والتي نشرت في صحيفة القدس (5.6.2009) تحت عنوان "تحدّيات مشتركة" ما يلي:

"يمثل إدراك أوجه الإنسانية المشتركة فيما بيننا بطبيعة الحال مجرد البداية لمهمتنا إن الكلمات وحدها لا تستطيع سد احتياجات شعوبنا ولن نسد هذه الاحتياجات إلا إذا عملنا بشجاعة على مدى السنين القادمة وإذا أدركنا حقيقة أن التحدّيات التي نواجهها هي تحدّيات مشتركة وإذا أخفقنا في التصدي لها سوف يلحق ذلك الأذى بنا جميعًا"

وأضاف الخطاب: "لقد تعلمنا من تجاربنا الأخيرة ما يحدث من إلحاق الضرر بالرفاهيّة في كل مكان إذا ضعف النظام المالي في بلد واحد وإذا أصيب شخص واحد بالأنفلونزا فيعرّض ذلك الجميع للخطر وإذا سعى بلد واحد وراء امتلاك السلاح النووي فيزداد خطر وقوع هجوم نووي بالنسبة لكل الدول وعندما يمارس المتطرفون العنف في منطقة جبليّة واحدة يعرّض ذلك الناس من وراء البحار للخطر وعندما يتم ذبح الأبرياء في دارفور والبوسنة يسبب ذلك وصمة في ضميرنا المشترك هذا هو معنى التشارك في هذا العالم بالقرن الحادي والعشرين وهذه هي المسؤوليّة التي يتحملها كل منا تجاه الآخر كأبناء البشريّة". (انتهى الاقتباس- والتشديد من كاتب المقال).

فما هي التحدّيات المشتركة بيننا نحن العرب والمسلمون وبين الولايات المتحدة الأمريكية؟ خطر السلاح النووي الإيراني... الشيعي! واعتبار بعض الأنظمة العربيّة النظام الإيراني أخطر من إسرائيل! متناسين عمدًا الترسانة النوويّة الإسرائيلية. وذبح الأبرياء في دارفور التي تحاول الولايات المتحدة اتهام الصين بالوقوف خلف حرب الإبادة بدعمها النظام السوداني اقتصاديّا، مستغلة التناقضات بين النظامين المصري والسوداني، رغم أن ما تقوم به الصين في السودان عمليات استثمار واسعة النطاق لم تشهد القارّة الأفريقية لها مثيل، في كل المجالات المدنيّة وليس اقتصارا على البترول، رغم أهميته الإستراتيجية بالنسبة لبلد صناعي مثل الصين، من اجل تنمية السودان كحجر الزاوية في حل أزمة دارفور، إذ أن الجفاف والمجاعة منذ سبعينيّات القرن الماضي والتراجعات الاقتصاديّة كان لها عظيم الأثر في تفجير الأزمة، وترفض الصين فرض الحل العسكري الذي تحاوله الولايات المتحدة من خلال الهيئات الدوليّة المذدنبة لها. وكذلك الأمر بالنسبة للتذكير بأزمة البوسنة وحرب الإبادة ضد المسلمين فيها، وهي جريمة لا تغتفر، مذكرين بارتباط الصرب بروسيا، متناسين أيضا أن العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان، المتورطة مباشرة الولايات المتحدة في جرائم حرب ضدهم،هي أيضا بلدات ذات أغلبية إسلامية.

"مواجهة التطرّف"

يقول اوباما في خطابه (نفس المصدر السابق):
"لا بد أن تكونوا على علم أننا لا نريد من جيشنا أن يبقى في أفغانستان ولا نسعى لإقامة قواعد عسكريّة هناك. خسائرنا بين الشبان والشابات هناك تسبب لأمريكا بالغ الأذى كما يسبب استمرار هذا النزاع تكاليف باهظة ومصاعب سياسيّة جمّة ونريد بكل سرور أن نرحب بكافة جنودنا وهم عائدون إلى الوطن إذا استطعنا أن نكون واثقين من عدم وجود متطرفي العنف في كل من أفغانستان وباكستان والذين يحرصون على قتل اكبر عدد ممكن من الأمريكيين".

يعترف هنا اوباما أن المقاومة الجهاديّة وضرباتها هي التي تجعل إدارته تفكر جديّا بإمكانية سحب جيوشها، ولكن يترك بابا مفتوحا لاستمرار الاحتلال في أفغانستان، فلا يمكن إيجاد بديل يعوّض عن الموقع الجيوسياسي الهام لأفغانستان في مواجهة روسيا وتشديد قبضتها لمزيد من الخنق، ما دامت تربض بجيوشها هناك، إضافة إلى مصادر الطاقة. ولكن هذا مشروط بديناميكيّة الحركة في الشرق الأوسط وخصوصا العراق وإيران. الولايات المتحدة مستعدة أن تدفع ثمنا محدودًا في العراق وفلسطين من اجل الحفاظ على سيطرتها في أفغانستان في هذه المرحلة بدءًا باستعمال تسمية "العنف" بدل "الإرهاب" في خطاب إعلان النوايا، وهي إشارات تمهيديّة لإيران وسوريا.

ومع ذلك لا ينسى البيان أن يضيف التهديدات المبطّنة لمن يخرج عما يرسمه الخطاب فيقول (نفس المصدر):
"ورغم ذلك لن تشهد أمريكا أي حالة من الضعف لإرادتها ولا ينبغي على احد منا أن يتسامح مع أولئك المتطرفين، لقد مارسوا القتل في كثير من البلدان لقد قتلوا أبناء مختلف العقائد ومعظم ضحاياهم من المسلمين". والرسالة واضحة هنا ان لا انسحاب من أفغانستان في هذه المرحلة ولكن ليس حربا على "الإرهاب الإسلامي" كما صاغتها إدارة بوش، وإنما حربا من اجل الإسلام ضد "العنف" لان اغلب الضحايا هم من المسلمين، وطبعا بعيدا عن المصالح الأمريكية!!!

"الانسحاب من العراق"

ينهي اوباما الفقرة المتعلقة ب"مواجهة التطرف" بضريبة كلاميّة حول العرق قائلا (نفس المصدر):
"اسمحوا لي أيضا أن أتطرق إلى موضوع العراق لقد اختلف الوضع هناك عن الوضع في أفغانستان حيث وقع القرار بحرب العراق بصفة اختياريّة مما أثار خلافات شديدة سواء في بلدي أو في الخارج ورغم اعتقادي بان الشعب العراقي في نهاية المطاف هو الطرف الكاسب في معادلة التخلص من الطاغية صدّام حسين". ورأسًا يتراجع في خطابه تحت بند "الانسحاب من العراق فيقول (نفس المصدر السابق): "لذا أصدرت الأوامر بسحب الوحدات القتاليّة مع حلول شهر أغسطس القادم ولذا سوف نحترم الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقيّة المنتخبة بأسلوب ديمقراطي والذي يقتضي سحب القوات القتاليّة من المدن العراقيّة بحلول شهر يوليو وكذلك سحب جميع قواتنا بحلول عام 2012 سوف نساعد العراق على تدريب قواته الأمنية وتنمية اقتصاده ولكننا سنقدم الدعم للعراق الآمن والموحد بصفتنا شريك له وليس بصفة الراعي".

أولا يفرّق ما بين الوضع في أفغانستان والوضع في العراق، لان إلقاء الخطاب في القاهرة موجه لجمهور هدف بعينه، ويضفي بذلك شرعيّة على احتلال أفغانستان، ويعترف أن قرار الحرب على العراق كان بصفة اختياريّة إلا انه لا ينسى أن يدّعي تنوّر احتلاله فالرابح هو الشعب العراقي بملايين قتلاه ودمار اقتصاده وسرقة آثاره وحضارته ، ومن ثم يقترح الحل، وما الحل الذي تقترحه إدارة اوباما للشعب العراقي والعالم العربي والإسلامي؟ خروج قوات الاحتلال الأمريكية، والتي يسمّيها بالقوات القتاليّة! من المدن العراقيّة حيث تشكل المقاومة فيها خطرًا على جيش الاحتلال، فانسحابها هو حماية لها، بحيث تقوم مقامها قوات الحكومة العراقيّة الموالية للولايات المتحدة، ويعد بالانسحاب عام 2012 دون حتى ذكر التاريخ، وان كان يقع في نهاية ولايته الأولى أو بعدها؟ وعندها "قد يموت الملك أو المعلّم أو الجمل". ولكن الملفت للنظر أن هذا السيناريو ليس بجديد، فقد استخدمته ، ألإدارة الأمريكية بنجاح مرّتين في الشرق الأوسط، ففي المرّة الأولى تم تحديد فترة زمنيّة لإقامة الحكم الذاتي الفلسطينيّ من خلال اتفاق كامب ديفيد في أواخر سبعينيّات القرن الماضي، الأمر الذي تجاوزه تسلسل الإحداث في الشرق الأوسط، رغم انه دون السقف الأدنى للحل، بدءًا بالحرب على لبنان عام 1982، والمرّة الثانية عندما انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المدن الفلسطينيّة وسلّمتها لقوات الأمن التابعة للسلطة الوطنيّة لتقوم بقمع الشعب الفلسطيني نيابة عنها، واتقاءً لنيران المقاومة أو بالأصح حجارتها في حينها، استنادًا إلى اتفاقيّات كامب ديفيد.

هذا الجيش، الأنجلو- سكسوني، الذي احتل وقتل ودمر العراق، وفرض ب"انتخابات ديمقراطيّة" حكومة موالية له لا تملك استقلاليّة قرارها فرض عليها اتفاقيّة تحفظ مصالح الولايات التي يدّعي اوباما أنها شريك للعراق وليس راعيًا. من طلب أصلا هذه الشراكة!

"الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني"

يطلق اوباما على الصراع مصطلح "الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني" بدل مصطلح "الصراع العربي- الاسرائيلي" حتى يختصر المسافات بجملة، فلا علاقة لسوريا ولا للأردن ولا لمصر ولا للبنان، دول الطوق! بالقضيّة الفلسطينيّة حتى لو احتلت إسرائيل أراضي بعضها، وحتى لو تواجد اللاجئون الفلسطينيّون على أراضيها، فما بالكم بالعالم العربي والإسلامي وقضيّة القدس والأقصى؟! فالصراع بالنسبة للولايات المتحدة هو إسرائيلي- فلسطيني. وقالوا سابقا أن المكتوب يُقرأ من عنوانه.

بعد التباكي على وضع الفلسطينيين والام "النزوح" (بدل استعمال مصطلح التهجير لأن النزوح اختياريّا) التي جاوزت الستين عامًا والاهانات اليوميّة التي يتحملها الفلسطينيّون جراء الاحتلال الذي ما كان ليصمد لولا السلاح والدعم الأمريكي لإسرائيل يقول (نفس المصدر السابق):
"ليس هناك أي شك من أن وضع الفلسطينيين لا يطاق ولن تدير أمريكا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة بهم"، ويضيف لاحقا: "...إن السبيل الوحيد للتوصل إلى تحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن".

براك اوباما يتحدث عن قيام دولة فلسطينيّة "خاصة بهم" دون ذكر وفق أي القرارات يريدها، ماذا عن القرارات الدولية؟ حدود الدولة؟ الأرض؟ الجو؟ المياه الإقليمية ومياه الشرب؟ والجيش؟ والاهم، ماذا عن عودة اللاجئين إلى حدود عام 1948 وعام 1967 ؟ والعديد من الأسئلة طبعا متروكة لمفاوضات عقدين قادمين من الزمان حتى تتبخر كما تبخرت اتفاقيّات أوسلو. إن ما يطرحه اوباما لا يزيد عن تصريحات الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أثناء ولايته وزيارته في غزّة. أهي دولة "خاصّة بهم" أم دولة فلسطينيّة مستقلّة ذات سيادة بكل ما تعني السيادة من كلمة؟!

وفي المقابل لا ينسى أن يطالب الفلسطينيين بان يتخلّوا عن "العنف" واصفا المقاومة الفلسطينيّة بالعنف بدل "الإرهاب" لمتطلبات المرحلة فيقول (نفس المصدر):
"يجب على الفلسطينيين ان يتخلوا عن العنف، إن المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح لقد عانى السود في أمريكا طوال قرون من الزمن من سوط العبوديّة ومن مهانة التفرقة والفصل بين البيض والسود ولكن العنف لم يكن السبيل الذي مكنهم من الحصول على حقوقهم الكاملة والمتساوية بل كان السبيل إلى ذلك إصرارهم وعزمهم السلمي على الالتزام بالمثل التي كانت بمثابة الركيزة التي اعتمد عليها مؤسسو أمريكا وهو ذات التاريخ الذي شاهدته شعوب كثيرة تشمل شعب جنوب أفريقيا ...".

إن اوباما، الذي تتفاخر الديمقراطية الأمريكية بانتخابه كأول رئيس اسود، لا يجد حرجًا وربما بُدًّا من تزوير تاريخ نضالات السود في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا. وربما لهذا السبب انتخب اوباما لهذه المرحلة! فكتب التاريخ وكتب العلوم السياسيّة والأفلام الوثائقيّة والأفلام الهوليووديّة الأمريكية تزخر بمآثر نضالات السود في الولايات المتحدة فهل نسي مارتن لوثر كينغ ونيلسون منديلا والمظاهرات الدامية التي قادها المؤتمر الوطني الأفريقي. إن السود لم يتحرّروا من العبوديّة ولم ينالوا حقوقهم في بلاد "الحريّة!" إلا بالعنف، ولم تسترجع الأكثرية السوداء في جنوب أفريقيا السلطة على بلادها من المستوطنين الكولونياليين البيض إلا بعد أن سالت انهار من الدماء. وجيش الاحتلال الانجلو- سكسوني لن يرحل عن العراق وأفغانستان إلا بالعنف وتحت ضربات المقاومة الأليمة، ولن تقوم الدولة الفلسطينيّة ذات السيادة إلا بالعنف وتحت ضربات المقاومة، وبإمكان بوش تسميتها إرهابًا وبإمكان اوباما وبيندكتوس السادس عشر تسميتها عنفًا، فالمقاومة تبقى مقاومة ومشروعة وليست بحاجة إلى إذن من احد وخصوصًا المغتصِب، وما خطاب اوباما بهذا النص إلا دعما لمواقف إسرائيل وطلبا للفلسطينيين بالاستسلام وإلقاء السلاح.

وماذا بشأن القدس؟ يخطب اوباما (نفس المصدر السابق): "لقد تدفّقت دموع الكثيرين وسالت دماء الكثيرين وعلينا جميعًا تقع مسؤولية العمل من اجل ذلك اليوم الذي تستطيع فيه أمهات الإسرائيليين والفلسطينيين مشاهدة أبنائهم يتقدمون في حياتهم دون خوف وعندما تصبح الأرض المقدسة التي نشأت فيها الأديان الثلاثة العظيمة مكانًا للسلام الذي أراده الله لها وعندما تصبح مدينة القدس وطنًا دائمًا لليهود والمسيحيين والمسلمين المكان الذي يستطيع فيه أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يتعايشوا...".

مرّة أخرى يحاول اوباما أن يزوّر التاريخ، وكأن الصراع على القدس هو صراع تعايش، أو أن الخلاف حول حسم نقاش حول قدسية القدس للديانات الثلاث. إن الصراع على القدس هو صراع سياسي حول السيادة، فالقدس عربيّة فلسطينيّة، ولا يمكن أن تكون تحت أية سيادة أخرى غيرها. وفقط تحت هذه السيادة بالإمكان ضمان حريّة العبادة للجميع، والتاريخ، الذي يستشهد به اوباما ومستشاري البيت الأبيض انتقائيًّا، يشهد على ذلك، بدءًا من ظهور الدولة الإسلامية مرورًا بالأحقاب العربيّة الإسلامية والأحقاب الإسلامية، وكل ما عدا ذلك كان عابرا وشاذّا وحضارتنا العربيّة الإسلامية منه براء. ومن نافل القول التأكيد على أن الأقصى اسلاميًّا، وكل ادّعاء آخر محض تزوير للتاريخ.

إن خطاب اوباما ونوايا إدارته المعلنة تتضمن دعمًا ابعد مدىً من الإدارات السابقة قياسًا مع ظروف المرحلة. وليس أدلّ على ذلك من تصريح شمعون بيرس تعقيبًا على الخطاب بأن "خطّة اوباما عبقريّة ولصالح إسرائيل" (صحيفة يديعوت احرونوت 7.6.2009) داعيا رئيس حكومته إلى عدم تفويت الفرصة.

"الانتشار النووي"

يقول اوباما متوجهًا إلى إيران (المصدر السابق نفسه):
"إن الأمر الواضح لجميع المعنيين بموضوع الأسلحة النوويّة أننا قد وصلنا إلى نقطة تتطلب الحسم وهي ببساطة لا ترتبط بمصالح أمريكا ولكنها ترتبط بمنع سباق للتسلح النووي قد يدفع بالمنطقة إلى طريق محفوف بالمخاطر ويدمر النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحة النوويّة".

إن اوباما يعرض الجزرة والعصا في آن، وعلى إيران أن تختار، وطبعا النووي الإيراني خطر على العالم والنووي الإسرائيلي مغيّب عن أجندات المحافل الدوليّة ذات العلاقة. ويجب ألا يغيب عن بالنا أن توقيت إلقاء الخطاب في الشرق الأوسط كان عشيّة الانتخابات البرلمانية اللبنانيّة والانتخابات الرئاسيّة الإيرانية، مما حدا باوباما إلى تخفيف لهجة العصا في محاولة للتأثير على مجريات الأمور في الدولتين.

التوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية الجديدة أعلنه اوباما في موقع آخر خارج نَص الخطاب القاهري، ككثير من القضايا الهامّة التي لم يذكرها الخطاب عمدًا. فبعد إلقاء الخطاب مباشرة التقى اوباما مجموعة صحافيين، ستة من العالم الإسلامي وصحافي إسرائيلي واحد، ناحوم برنياع، وصرّح: "النووي هو الموضوع المستعجل والأكثر حساسية. أنا ملزم بالدبلوماسيّة، ولكني لا استثني وسائل أخرى" (يديعوت احرونوت 5.6.2009)، ملمحًا إلى إمكانية توجيه ضربة عسكريّة لإيران.

نهاية الخطاب

لا ينسى اوباما أن يتطرّق إلى الحريّة الدينيّة وحريّة المرأة والديمقراطيّة ومصالح الشعوب والتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي، ولكن في الفقرة ما قبل الأخيرة يكشف اوباما أوراقه كاملة بقوله:"إننا نملك القدرة على تشكيل العالم الذي نسعى من اجله"، وهو بيت القصيد في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

الخاتمة:

لم تكن صدفة اختيار القاهرة مسرحًا لإلقاء الخطاب الموجه إلى العالم العربي والإسلامي، وأقول، موجه إلى أرجاء العالم أيضا. إن مصر تعتبر أهم واكبر دولة عربيّة، ومركز العالم السنّي، وهي دولة افريقيّة ذات ارتباطات ونفوذ في القارة السوداء، فتتحدد بذلك الدائرة الثانية في تحالفات الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة بعد الغرب وإسرائيل، تليها الدائرة الثالثة ألا وهي دائرة العالم الإسلامي الشيعي، وهي دائرة مشروطة بالتجاوب والتساوق مع المشاريع الاستعماريّة في المنطقة. إضافة إلى دوائر إقليمية أخرى في العالم، ولكل دائرة خطابها، لتصب جميعها في سبيل إحكام الهيمنة الأمريكية على العالم، ولتفرمل صحوة الصين وروسيا وأي محاولة تقارب بينهما.

إن الاعتقاد بان إيران وسوريا والمقاومة اللبنانيّة والفسطينيّة بما فيها الحركات الجهاديّة السنّية كحماس والجهاد الإسلامي وغيرهم قد ينطلي عليهم وَهم "الخطاب الجديد"، هو بعينه الواهم، ولم يستفد من عبر التاريخ.

إن خطاب براك اوباما لم يأت بجديد سوى الصياغات العبقريّة لدولة مارقة تبحث عن الهيمنة واستعباد الشعوب، من اجل حفظ ماء الوجه لحلفائها من الأنظمة العربيّة الرجعيّة بعد أن فقدت ثقة شعوبها بها، فصفّقت هذه القيادات وهتفت عاليًا، لتبدأ بالتحضير لمؤتمر قمة عربية جديد على ضوء "المستجدّات"! و"الآفاق الجديدة"! التي فتحها الخطاب التاريخي، وتبدأ بتحضير مبادرة عربيّة جديدة أو إحياء قديمها وهي رميم من أجل دفن القضيّة الفلسطينيّة ومنع عودة اللاجئين، ضمن مسار الخط العام الذي ترسمه الولايات المتحدة التي تعتقد واهمة أنها تمتلك القدرة على تشكيل العالم كما تبغي.
"وإن الحربَ أولها الكلامُ"



#زاهر_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكراك يا أيّار
- ارتقاء قسري
- هذيان جندي إسرائيلي في مشفى الأمراض النفسية
- براك وغزًة (1)- براك يبرمج رد الفعل العربي الرسمي
- على رقعة الشطرنج السياسيّة:على الأسود أن يبدأ
- فِطنَةُ مَوْلايَ
- اصحي يا مصر... اصحي يا ناصرة...
- 2- قالت شهرزاد (قصّة للمُدافعين)
- قالت شهرزاد (قصّة للمُدافعين)
- ايزيس
- أنا والأفعى ووحدة الأضداد
- الورد يعشقها
- ولّلا بايدك رسمتن؟
- برم الدولاب
- ألأفق ألأحمر
- المسكين ونَصَمة الخلود
- من اعالي اجنحة النسور.. الى مهاوي افواه الحيتان (القومي والط ...
- افتحوا الدفاتر...درس في المنطق الاسرائيلئ!!!
- ألأيادي السّود
- غيّاث بن غوث يهجو أُولمرت


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر بولس - وجوب تفكيك النص المشفّر لخطاب اوباما في القاهرة الذي ألقي في الرابع من حزيران 2009