أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - الدين والطائفية والقومية و بريمر افيون الشعوب















المزيد.....

الدين والطائفية والقومية و بريمر افيون الشعوب


محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما يؤخذ على الماركسية بين مآخذ عدة,من قبل الإسلام السياسي,هو نعته للدين بأفيون الشعوب.وليس في هذا مغالطة أو تجني على الدين المسيحي وقتها عندما قالها ماركس وإنما ما كان المقصود به هو استغلال الدين من قبل رجال الدين وقتها في السياسة وقهر الشعوب وسرقة قوتهم هو ما كان سببا لنعت الدين بأفيون الشعوب حيث يبقى الإنسان يأمن به ,وقد يكون صادقا لكنه ,الدين, يستغل لمآرب رجال الدين وقد اغتنوا به وحرمت الشعوب.وهذا ما يحدث في العراق الجديد.

بأسم الدين انتشر التزوير,والقتل,والمحسوبية,الرشاوى,الذبح الفظيع على الهوية الذي لم يعرفه العراقيون من قبل,تفشي الأمراض المنسية,تفشي البطالة,تفشي تعاطي المخدرات,فقدان الخدمات,توزيع ألأغذية الغير صالحة للاستعمال البشري,استعمال أموال الناس البسطاء التي تدفع بأسم الزكاة والخمس للاستعمال الشخصي والحزبي الضيق,سرقة المال العام.كل هذا استخدم باسم الدين,فأين مخافة الله التي يلوحون بها أمام الناس والجنة والنار والأمانة والاستقامة والعمل المثمر والتقوى من كل هذا؟ماذا أبقوا للدين حتى لا ينعت بأفيون الشعوب؟ كل الناس يعلمون ,متدينون وغيرهم ,ماذا كان رد الإمام علي على أخيه عقيل,وكذلك ردة فعله على بنته زينت عندما استعملت بعض الحلي لنفسها,وكيف مات أبو ذر الغفاري وهو منفيا وكان يوزع ما عنده على الفقراء وعنده أولاده الجياع,وغيرها من العبر التي يكررها المعممون لكنهم لا يلتزمون بها بقدر شعرة أمام ذهولهم عندما استتب لهم أمر السلطة فرأوا ما لم يكون في بالهم فنسوا الدين والله وتعاليمه طالما أخافوا الناس بها ,لكنهم في حل منها عندما يتعلق ألأمر بهم.

وقد استخدم المذهب وإتباعه بشك أكثر تشويها من ألأول.فسيّرت الملايين للزيارات الدينية وتحديدا في شهر محرم,دون مراعاة لعمل أو إنتاج أو إرهاب حيث يحصد الأبرياء بسبب الانتماء المذهبي وفي كل سنة يذهب العشرات من الزوار ضحايا هذا التقليد,بينما لو كان في ظروف هادئة دون تفجير وقتل أكثر تقبلا وتفهما لممارسة شعائر دينية.وتدار الانتخابات على هذا الوتر العاطفي,وبعد أن هدأت المليشيات من انفلاتها وقلمت أظافرها شعر الناس بنوع من الطمأنينة وقلت المضايقات في الشوارع وانسحبت العصابات المجرمة من كلا الطرفين من الشوارع لا سيما بعد اتخاذ رئيس الوزراء إجراءات أمنية متشددة اتجاه هؤلاء المنفلتين من كل القيم والقوانين,جاءت انتخابات مجالس المحافظات ليسيطر المالكي عبر حزبه على معظم محافظات الوسط والجنوب عبر رفض العراقيين لكل أساليب الخديعة باسم الطائفة,وقد صدق الناس المحبين للسلام فأعطوا أصواتهم لمن يريد البناء وكشف المجرمين من كل الأصناف ولكن ما ان اقتربت الانتخابات البرلمانية القادمة ألا ورأينا اصطفاف قديم جديد لكل الكتل الطائفية والقومية ليعيد التاريخ القريب نفسه,عبر دجل جديد وهو الاصطفاف الوطني .أي اصطفاف وطني يتشكل من نفس التكتلات والأحزاب؟أين الوعود التي أطلقها السيد رئيس الوزراء لمحاربة الفساد والطائفية؟أين الموقف الوطني من تصريحات القبانجي في النجف؟ماذا كان رد فعل الدولة من هذا التصريح عدا "أننا لا نسمح بتفتيت الوحدة الوطنية"؟وحتى في الجانب الثاني ,بعد أن خسر الكثير ارتأت قياداته أن تلتأم مرة أخرى بأسماء كلها تنادي بالوطنية وهي طائفية الى حد العظم.يمنعون المسائلة للمحتالين والمطلوبين للقضاء ويبقون يصرحون لا مانع لديهم من رفع الحصانة عن المطلوبين للقضاء على أن لا تسيس القضايا.ويبقى المجرمون المطلوبون للعدالة رهن التجاذبات السياسية والاتفاقات الثنائية,وأخرها هروب أو تهريب نائب محافظ ديالى الى ألمانيا وهو المطلوب للقضاء بسبب الفساد المالي,وغيره من قبل مثل وزير الثقافة السابق ووزير الكهرباء ومحمد الدايني والقائمة قد تطول,وليس هناك من متابع لهذا الهروب المتكرر,وقد يلحق بهم وزير التجارة المستقيل والموجود تحت ألإقامة الجبرية.السيد نائب رئيس الجمهورية يدافع وبعناد عن كل مجرم يلاحقه القانون بسبب انتمائه لطائفته وهو الذي يقول دائما أن المحاصصة الطائفية هي السبب في تدهور الوضع في العراق وهو الممارس الفعلي لها ,حيث قدم رسالة الى رئاسة الجمهورية بخصوص"الانتهاكات" في حي العامل والدورة,والتي تبين أن القوات الأمنية كانت تلاحق عناصر مطلوبة للعدالة بسبب جرائمهم,وقد عودنا السيد الهاشمي عن دفاعه عن أفراد من طائفته"وهو ليس طائفيا" مثل حادثة صابرين الجنابي لابل وتهريبها الى الأردن"الشقيق"كل هذا يجري باسم الطائفة التي وضعوا أنفسهم أوصياء لهم دون تخويل.من أين جاءت هذه الوصاية لتكتلين طائفيين على أبناء الشعب العراقي الذين ولدوا وهم على هذا الدين والطائفة أو تلك؟هكذا تستعمل الطائفة والدين معا.فهما أفيون دمر الشعب العراقي.

وأما الأفيون الثالث وهو القومية,والذي ابتلى به الكثيرون وحتى من البعض الذي يحاربه ,ربما ظاهريا وليس عن إيمان.فقد كنت في زيارة خاصة في مكان محترم جدا ,وأنا في الانتظار كان هناك شخصا جالسا بالقرب من مقعدي حيث دار نقاش حول استعمال اللغة القومية في مكان لا يتكلم أحد به أمام ألآخرين فقال ضمن ما قاله:الإنسان يولد قوميا!!وطبعا أجزم لو قالها تركمانيا أو ارمنيا لكان انقلبت الأمور الى عراك بدل السجال,ولم يشرح الكاكه كيف يولد الإنسان قوميا؟ولماذا لا يولد الإنسان متدينا,مثلا؟ونرى هذه الأيام السيد رئيس الجمهورية يدافع وبعناد مع كل كتلته عن الديمقراطية التوافقية لأنها في مصلحته(م)ولا شك سوف تسحب السجاد من تحت أقدام الكثيرين لو اتفق ألآخرين على الديمقراطية الحقة دون توافقان طائفية_عرقية ولكن بالنهاية سوف تستمر الديمقراطية التوافقية العرجاء الى ما شاء الله. واليوم صرح النائب الثاني لرئيس البرلمان عارف طيفور ان محافظة الموصل يجب تقسيمها الى قسمين عربي وكردي,هذا تفكير مسئول في أعلى هرم السلطة فكيف بحاقد على العراق كله جاء من الحدود المتاخمة للعراق؟وآخر يصرح بان نسبة ال17% قليلة لان إقليم كردستان ليس فقط السليمانية واربيل ودهوك وإنما الموصل وكركوك ديالى,وعليه كل التخصيصات والسفراء والوزراء وووو تشمل هذه المحافظات الستة وليس فقط 17% لثلاث منها.هذا أفيون سوف يدمر التنوع العراقي عاجلا أم آجلا ان لم يتوقف التمدد الكردي السياسي الغير مبرر وهم دائما يصرحون أنهم جزءا من العراق.

أما بريمر الذي هو أخطر من كل ألأنواع الثلاث أعلاه فقد وضع اللبنة القاتلة الأولى بتقسيمه الشعب العراقي الى سنة وشيعة وأكراد ووضع دستورا حسب مواصفاته وبالتالي سوف تستمر هذه التشوهات و آثارها في المجتمع العراقي الى فترة طويلة ليس من السهل أن تتلاشى.

فهل من شك ,أخيرا,أن الدين المسيس والطائفية والقومية وما فرضه بريمر على العراق ليس أفيونا قاتلا؟ لنحارب هذا الرباعي الخبيث عبر الوعي المتوازن واختيار الأفضل والانزه.



#محمود_القبطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذا التحدي 3/3
- لماذا هذا التحدي؟الجزء الثاني
- لماذا هذا التحدي؟
- مالفرق بين المتهم السوداني والدايني؟
- أنا أختلف معك
- قافلة الامل الاوروبية ...وموقف مصر المخجل
- من فمك ادينك ,السيد سفير امريكا في العراق
- ما بين المشهداني و... الحكيم
- مجسات عماد ألاخرس التحالفية
- ضرورة وجود السفارات الاجنبية....والمطارات
- احداث:من أفراد مدججين بالسلاح الى مدير نادي رياضي يضرب الحكم ...
- العراق يسلم مطلوبا الى السويد
- كيف يدار العراق ألآن؟
- كراسي فخمة تهتز وتحطيم مرايا بشكل همجي و...
- رئيس برلمان و رئيس قائمة و مجالس محافظات و...امير الدولة الا ...
- لا نرضى لاحد!طبيعة انسانية أم ماذا؟
- مبادرة شخصية,عسى أن تعمم
- اعتقال ابو سلمان ليسلم الى أبو علي
- عودة البعث لنفس البوابة في القصر الجمهوري
- 75 عاما من النضال إلى الذكرى الماسية لتأسيس الحزب الشيوعي ال ...


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - الدين والطائفية والقومية و بريمر افيون الشعوب