أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر جاسم محمد - من المسؤول عن حل الجيش العراقي السابق ؟















المزيد.....

من المسؤول عن حل الجيش العراقي السابق ؟


باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 817 - 2004 / 4 / 27 - 11:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قد يبدو السؤال الذي اتخذناه عنوانا لمقالتنا هذه من النوافل . فمن المعلوم أن بريمر ، ممثل سلطة الاحتلال ، قد أصدر أمرا بهذا الخصوص كما أننا على أعتدما علىسماع القول بخطأ هذا القرار و مسؤولية بريمر عنه . وقد ردد هذا الكلام الكثير من أنصار النظام السابق و ذوي الاتجاهات القومية فضلا عن بعض المفكرين ذوي الموقف المناهض للنظام السابق مثل الدكتور هاشم العقابي . و لعل هذا الترديد دونما تمحيص لدقة مضمون الكلام هو ما دفعنا إلى كتابة هذه المقالة عسى أن نتمكن من تحديد أدق لواقعة عشناها جميعا .
إن القول بمسؤولية بريمر عن قرار حل الجيش العراقي السابق تشبه ، من وجهة نظري ، مسؤولية الجهة التي تصدر شهادة الوفاة لشخص قتل في عراك ما بأنها هي المسؤولة عن قتل المتوفى . ربما يستغرب البعض من هذا التوصيف لما حصل في قضية حل الجيش العراقي السابق ، و لكن دعونا نعد للوراء قليلا. فما الذي حصل تماما ؟
إن انهيار النظام السابق و انحلال الدولة و هزيمة رموز النظام و على رأسهم صدام قد تمثل في سرعة اختفاء القيادات السياسية و العسكرية و الحزبية و المدنية و ذلك يوم التاسع من نيسان 2003، و هو أمر أذهل جميع المراقبين و حيرهم ، نقول أن هذا الانهيار كان لا بد أن يصحبه و يتزامن معه انهيار المؤسسة العسكرية ( العقائدية كما كان يحلو لصدام و أتباعه أن يسمونها ) . فلقد أظهرت الوقائع الحربية استسلام الفيلق الخامس في الشمال و الفيلق الأول في قاطع العمارة الكوت و ستة عشر ألف جندي و ضابط في قاطع الرمادي فضلا عن استسلام بقايا الوحدات التي قاتلت الحلفاء في بداية المعارك .
و أعقب ذلك ترك أعداد غفيرة من العسكريين تشمل كل العسكريين و في كل المواقع و الإدارات العسكرية ، و من شتى الرتب و الصنوف ، نقول أن هؤلاء تركوا مواقعهم و لزموا بيوتها . و هذا ساعد ، فضلا عن عوامل أخرى ، على تسهيل عملية السلب و النهب للمعسكرات و مخازن السلاح و العتاد المنتشرة في شتى أرجاء العراق و تسرب أسلحة ذات طابع عسكري بحت و ليست أسلحة دفاع فردي عن النفس إلى أيدي مختلفة المشارب و النوازع بحيث تحول البلد إلى برميل بارود يوشك على الانفجار في أية لحظة . و هكذا نرى أن انهيار الدولة قد جر معه و كنتيجة حتمية انهيار الجيش السابق و تفككه خاصة إذا ما عرفنا أن الكثير من ضباط و مراتب الجيش العراقي السابق كانوا في الوقت عينه يحتلون مناصب حزبية رفيعة فيما عرف بالمكتب العسكري الذي يحتل المرتبة الثانية في الأهمية بعد القيادة القطرية . و قد أعتزل أغلب هؤلاء بانتظار أن تنجلي الأمور تاركين المعسكرات نهبا لكل من هب و دب .
و هذا يعني انهيار البنية البشرية و البنية المادية والبنية المعنوية للجيش السابق أو بمعنى أدق أن الجيش العراقي السابق قد تم حله عمليا كنتيجة لمجريات الحرب. فإذا ما اتفقنا على صحة ودقة هذا التوصيف لما جرى فعليا فإن ذلك يعني أن قولنا السابق هو اتهام جهة إصدار شهادة الوفاة بالقتل يغدو سائغا من الناحية المنطقية و العلمية في آن معا . ولدعم هذا الرأي لنعد إلى برنامج "العراق بعد الحرب " الذي كانت تبثه قناة الجزيرة بعيد الحرب و قبل وصول بريمر إلى العراق حين خصص البرنامج حلقة لبحث موضوع الجيش العراقي السابق و قد استضاف فيها المدير السابق لصنف الدروع في الجيش العراقي و هو برتبة فريق ركن، و عميد كلية الأركان سابقا و أحد المؤرخين العسكريين . و دار نقاش حول سرعة انهيار الجيش الذي وصفه أحدهم بأنه ( كسيرة ) و قال أن الجيوش التي تعاني مثل هذه الحالة يجري حلها و إنشاء جيش جديد لا تثقله ذكريات الهزائم السابقة. و حين ذهب السيد أحمد منصور لتغطية أحداث الفلوجة الأخيرة التقى بعدد من كبار الضباط الذين أسهموا في المعارك ضد المحتلين ، و قد أجمع هؤلاء على أن الجيش لم يحارب لجملة من الأسباب لعل أهمها هو أنهم يعتقدون أن صداما قد عرض الجيش للمهانة حين زجه في حرب غير متكافئة و محسومة النتيجة . و قد وصل بهم الأمر إلى حد اتهامه بالخيانة .
و بعد هذا الوصف للوقائع و تحليلها نعود إلى مناقشة الفرضيات المحتملة في حال لأن بريمر لم يصدر تنفيذيا بحل الجيش العراقي السابق . فإذا بقي الجيش العراقي و التحق أفراده و ضباطه إلى ثكناتهم بعد انهيار النظام السابق فمتى يمكن إعادة تأهيله مجددا خصوصا بعد ما لحق به من خسائر جسيمة في الأرواح و المعدات ؟ و ما هو مصير ( الرفاق ) أعضاء المكتب العسكري من الضباط ؟و ما الذي يمكن أن يقوم به الجيش في هذه الحالة؟
هل سيتحول إلي رديف لقوات الاحتلال؟ أم سيتولى حماية الحدود تاركا لقوات الاحتلال السيطرة على المدن ؟
إن هذا الاحتمال ، لو كان قد حصل ، فسيمثل عارا ما بعده عار للجيش السابق . انه عار لا يرتضيه كل إنسان له ذرة من الوطنية ناهيك عن العسكريين أنفسهم . إذ كيف يتحول الجيش بين ليلة و ضحاها من الدفاع عن البلاد ضد المحتل إلى رديف للمحتل؟
أما الاحتمال الثاني فهو أن يلتحق العسكريون إلى وحداتهم و ينظموا صفوفهم ثم يبدأو بمهاجمة قوات الاحتلال . وهذا الفرض يجانب العقل و يفصح عن سؤ الظن بالخصم و عدم تقدير لخبرته في مجال الحروب . فلو أن الأمريكيين فعلوا ذلك و أبقوا الجيش العراقي حتى ينظم نفسه و يلتقط أنفاسه ليعيد الكرة عليهم فأنهم سيجعلون القاصي و الداني يضحك من غبائهم الذي لا نظير له. و ما لنا نذهب بعيدا و هذا صدام نفسه حين غزا الكويت حل جيشها الصغير ونهب معداته و حل الأجهزة الأمنية كافة و لم يقم بدمج الجيش الكويتي بالجيش العراقي أو بدمج الأجهزة الأمنية بمثيلتها العراقية .
و مما سبق يمكن القول إن انهيار الدولة ليس أمرا هينا و إنما هو كارثة ماحقة و شاملة و تلحق أفدح الأضرار بالبلاد و لنا أنت نتذكر ما حصل في المانيا و ايطاليا و اليابان بعد الحرب العالمية الثانية . و لعل هذا هو السبب الذي دفع بعض عقلاء العرب إلى إسداء النصيحة لصدام كي يترك البلاد و يجنبها كارثة محققة كان العقلاء يرونها رأي العين. أما الذين يتباكون على الجيش السابق فأنهم مستمرون في لعن بريمر و اللعب بعواطف العراقيين و العرب معتمدين على ضعف ذاكرة الناس متناسين أن حل الجيش العراقي كان نتيجة لسياسات خاطئة استمرت منذ مجيء حزب البعث إلى السلطة و تولي صدام سدة الحكم قبل توليه الرئاسة رسميا. ولعل من المفيد هنا أن نذكر بما جاء على لسان صلاح عمر العلي ، عضو القيادة القطرية السابق ، في شهادته على العصر مع أحمد منصور حين قرر بشكل قاطع على أن صدام حسين قد دمر الجيش العراقي حين حوله من جيش محترف إلى جيش يدين بالولاء لصدام شخصيا ، و لا بأس في أن يتولى وزارة الدفاع شخص شبه أمي هو حسين كامل أو شخص أمي فعليا هو علي حسن المجيد .
بعد هذا هل عرفنا الجواب للسؤال : من المسؤول عن حل الجيش العراقي ؟د
و أخير لا بد من تثبيت حقيقة مهمة و هي أننا لا نبريء بريمر و قبله سلطة اٌحتلال من المسؤولية عن العقابيل التي حصلت بعد انهيار الجيش السابق فهم مسؤولون عن المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و حتى الأمنية التي نجمت عن تفكك الجيش العراقي فهم الذين أهملوا مراقبة و حماية المعسكرات و مخازن السلاح و العتاد بعد أن هجرها من كان يفترض فيهم أن يحموها من السلب و النهب و هذا الأمر يسير جدا نظرا لأن هذه المعسكرات مؤشرة لديهم عن طريق الأقمار الصناعية و طائرات التجسس و فرق التفتيش السابقة . و هي مواقع تمثل نقاط جذب للجيوش المتحاربة . و لو كانت قد فعلت ما يمليه عليها واجبها حسب القوانين الدولية لما كان الذي نشهده من قتال و تدمير و فقدان للأمن، أليس كذلك ؟



#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدمع صولجان والروح أقحوان
- رداء لشتاء القلب
- الاحتلال و الاستقلال بين منطق الرصاص و منطق العقل
- رقيم سومري حديث
- المرأة العراقية و الدستور المؤقت و المستقبل
- نصيحة سيدوري الأخيرة
- الدولة و السلطة والعشائر العراقية
- العراقيون وحقوقهم بين الأمس و اليوم
- أخلاقيات الحوار و شروطه المعرفية


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر جاسم محمد - من المسؤول عن حل الجيش العراقي السابق ؟