أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - المراة ذات الوجه القططي














المزيد.....

المراة ذات الوجه القططي


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 04:31
المحور: الادب والفن
    


يحب القطط ويألف تواجدها البيتي ولكنه يكره السوداء اللون منها ويقنط من أطوال موائها الموجية قاطبة،يكره تلك النغمات الموائية لانها تعني له مقدمات رحيل وإرتسامات فراق في الأفق فهو يكره خيال الضعون وحداء القوافل ونغمات التوديع ويكره لذلك قبلات الوداع حتى ويظن ان المواء يختصر كل تراجيدية التخوف لديه. بل كان يكره حتى مواء الغنج الاستدعائي في فترة التقارب الجنسي القططي في موسم التزاوج مع إنه كان يستمتع بتمنع القطط الاناث ثم رضوخها للغر يزة بالمواء التوسلي!
كانت الجارة توران ذات الوجه القططي بالتكوير الملفت، تتميز في محيطها الشعبي بانها مانعة بهجة الاطفال حيث تمنعهم من اللعب في زقاقهم بحدة جعلتها محل غضب الاطفال ولكنها في المحيط الإجتماعي اول من يلبي الدعوات البهجية والحزائنية مع تقديم الواجب المادي المعروف. كانت توران امراة ضخمة الجثة،كتلة لحمية تثير غرائز الجميع ولكن جسدها ينساب كعمارة شاهقة يختصر وجهها ونظارتها السوداء كل ملامح المجهولية والغموض و اللاتعريف،وجه أبيض بضّ يغزوه نمش متناثر الجودة عبق الإطلالة،خدود لاتموّج ولاتسطيح تقطر دما عند الغضب والبهجة! . قليل جدا يعرف زرقة عينيها فلم يشاهدها احد خارج إرتسامات بيتها دون نظارة ليرى كيف تغزو الكحلة مقلتاها! ولم يعرف شقراوية شعرها المنسدل على الاكتاف الحنونة التي تحتضنه الا بعض النساء عندما يدلفن خلسة لدارها في ندرة مفتوحة لبابها المقفل دائما ، لم يعرفوا عنها مايثير الريبة ولم يشاهدوها خارج مألوفية الناس ولم يروها بمكياج متميز لان حلاوة رؤيتها جعلت كل اطفال الزقاق يرون تمايل اعناق الاباء وإتساع الأحداق والغمز واللمز عند قدومها وغيابها عن النواظر! لم يتجرأ احد ما على التحرش او تخديش حيائها ابدا لم يلوك بسمعتها احد فقط عندما يمر ذكرها تتصاعد اهات وزفير وحسرات كتومة التواضع... ولكنها عند اطفال الزقاق كانت صفتها الأميزّ مانعة البهجة!! تحب الهدوء التام وتمقت الغبار المتصاعد وصراخ الاطفال وهم يلعبون و يكسرون حاجز التميز في مملكتها فترشقهم بجردل ماء مؤدب دليل قمة الغضب!! يفهمون الرسالة فيتلاومون لانهم لايستطيعون كتم صرخات الطفولة على تراب ذاك الزقاق لذا عندما تذهب خارج دارها يأسر الفرح احداقهم ويقلبون الزقاق فرحا ولهوا وتراقصا بهندسية المنتصر أنسكابا لبهجتهم بغيابها.ظهيرة يوم ما كان الاطفال قرب الدكان المقفل المقابل لزقاقهم يتحسرون على دخول الزقاق بحرقة التشوق للعب الممنوع تورانيا...وإذا بتوران تخرج من الدار المقابلة لدارها وهي دار صاحب الدكان الذي يختبأون بظله توارى الاطفال منها فنظراتها الغضبية ترعبهم! الا الطفل كاره المواء! بقى يتابع مشهد مسيرها المرتبك وهي تلتفع بعبائتها السوداء بالطريقة العراقية ولكنها كانت تحمل شيئا ما بقبضة انامل يدها اليسرى متدليا كغصن في عصف ماكول، لم تكن قبضة اليد تكّور ماتحمل فكان تدلّيّه الساطع مثار فضول الطفل: كان المتدلي هو قماش العجيزة الداخلي أبيضا يرتجف بين تسوير سواد قلعةالعباءة حوله!! كانت توران في حفلة خطيئة!! لم تستطع ربما إكمالها فحملت الاندر وير بعجالة ونست دسّه و إخفاءه تحت سواد العباءة التي تلتفع !! أنبهر الطفل فالمشهد لم يتوقف وتوران مضت دون ان تلحظ ان احدا كان لسور عجيزتها القطني المتميزة بالمرصاد عندها تيقن الطفل أن المواء التناسلي كان خافيا وخافتا في حياة هذه المخلوقة ذات الوجه القططي!!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاذير الصراحة في العراق
- لندفع تعويضات الكويت برسوم شعبية!
- الكويت قلوبها معنا وسيوفها على أعناقنا!!
- من هم مرشحوا التسوية لرئاسة وزراء العراق ؟ج3
- شوطان الاول انتهى والثاني لم يبدأبعد
- رحلة سفر قصيرة من الداخل للجوادر لمدرب مبدئي قدير
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج2
- مرؤة في طعام تقود للاعدام!
- لاتضللونا فإيران ليست ارض المعاد لشيعة العالم!
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج1
- قتيل حوار النوافذ
- من هو رئيس جمهورية العراق القادم؟
- هل أنصفت التشريعات الإسلامية المرأة بالطلاق؟ ج3
- فازت الحكومة قبل فوز رعد حمودي بالاولمبية العراقية
- هل انصفت التشريعات الاسلامية المرأة بالطلاق؟ ج2
- حزن طفولي يرتدي زي انت عمري!
- لبوة تفجر قنبلة نيوترونية على الفاشست
- هل أ نصفت التشريعات الإسلاميةالمرأة بالطلاق؟ ج1
- لبوة تفجر قنبلة نيوترونية على الفاشست
- كناري الرصيف


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - المراة ذات الوجه القططي