أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - خفة دم مصطفى أمين














المزيد.....

خفة دم مصطفى أمين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 08:26
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا هو المقال الثاني لي عن مصطفى أمين , فقد كتبتُ عنه في مقالاتي الأولى في الحوار المتمدن , بإسلوب غير ساخر , لأنني كتبتُ عن معاناته في السجن , أما اليوم فإنني سأكتبُ عن خفة دمّه.
وأنا دائماً (ديمن) أشعرُ بأنني محتاج لقراءة مصطفى أمين, أنا أقرأ مصطفى أمين كما أقرأ الشعر والقصة والرواية والتاريخ , فلمصطفى أمين نكهة وأي نكهة !.

فلخفة دم مصطفى أمين طعم ومذاق ماء النيل وجمال المصريات , وله خفة دم ورائحة إنبعاث الزهور من بين أحضانهم ومن تحت آباطهم , وعلى األسنتهم تنبتُ البراعم ومن فوق جلودهم تطلعُ الأعشاب , وأخف من دم مؤسس الصحافة الليبرالية الحرة في مصر لا يوجد أديب وصحفي بخفة دم مصطفى أمين وعلي أمين التوأمين اللذان أشرقا على مصر وأطلا عليها من حبر العتمة وأريج الأوراق الصحفية .

كان مصطفى أمين يحلق ذقنه ورأسه عند حلاق في القاهرة هو وأخيه علي أمين وكان الحلاق لا يدري أنه يحلق لرجلين , فكانوا يحلقون بنظام شهري , وكان كل إعتقاد الحلاق أنه يحلق لرجل واحد , فمن أين له أن يدري بأن مصطفى أمين وعلي أمين توأمين إثنين , كان كل إعتقاده أنهما شخص واحد ٌوليسا شخصان.

وكان كلما دخل مصطفى أمين لحلاقة وجهه(وشه) ورأسه , أو وشه (وجهه) يقول الحلاق لزبائنه وهو ينظر لمصطفى أمين , هذا الزبون يتردد عليّ منذ سنين ولم أر رجلاً بحياتي بغزارة شعر رأسه وذقنه , ثم يلتفت لمصطفى أمين ويقول له : أنا مش إمبارح أو قبله حلقتلك ذقنك ؟ فيرد عليه مصطفى أمين طبعاً أكيذ , فيلتفت الحلاق للزبائن وهو يقول : سامعين يا جماعه ما فيش أغزر من شعر وشه (ذقنه).
فكان مصطفى أمين يحلق وبعد يومين يأتيه علي أمي ليحلق هو الآخر , وهكذا دواليك .
وذات يوم على حسب أقوال مصطفى أمين لم يرتب علي أمين الوضع مع مصطفى أمين فذهب علي أمين قبل عيد الأضحى بيوم وحلق ذقنه ثم خرج من عنده , ظناً من الحلاق أن هذا هو مصطفى أمين ولكنه علي أمين وليس مصطفى أمين , وفي يوم من الأيام إنكشفت السولافة , فبعد ربع ساعة من ذهاب علي أمين دخل مصطفى أمين على الحلاق وذقنه طويلة , فسلم على الحضور وعلى الحلاق وحاول أن يستئذن من الجميع ليأخذ دورهم كونه مستعجل جداً وعنده شغل إكتير .
عندها نظر الحلاق إليه وكاد أن يغمى عليه ومن ثم قال له : إيه يا مولانا الحكايه مش حكاية غزارة شعر , لالا في حاجه تانيه أكبر من كذا , أنا من ربع ساعه حلقت ذقنك( ذئنك) على الموس , من ربع ساعه , ونظر للزبائن وهو يصرخ ويسألهم , مش ده يا جماعه إللي من شويه حلقت ذقنه , فردوا عليه طبعاً أكيذ إزاي الكلام ده يا راجل ؟
عندها أحرج الصحفي المفلس ونظر في الحلاق وقال له والله إلعظيم ما هو أنا ده أخويه علي أمين إحنا توأم , فقال الحلاق : أيوه بانوا على حئيئتكم , إنتوا بتستغفلوني شوية عيال صُيع وبتستغفلوني ؟؟!!, عليّ الطلاق لتدفعوا ثمن السنين إللي فاتوا هههه.

ومرة حين زارت أم كلثوم أمريكيا , دعاها مصطفى أمين على العشاء وكان مفلساً لا يقدر على شراء رغيف سندوتش, فقبلت أم كلثوم الدعوة , وبعد أن تناولوا طعام العشاء أرادت أم كلثوم تسديد فاتورة العشاء فحلف مصطفى أمين أن يدفع هو , فقالت أم كلثوم : خلاص ما دام دي رغبتك ما شي يا يا أستاذ, فقال مصطفى أمين ليه هو إنت زعلت؟ فآلت : لالا والله ما زعلتش خالص ,خلاص إدفع إنت .
فقال مصطفى أمين بينه وبين نفسه : ياه ده مصيبه كبيره فإلتفت على يمينه وإذا رجل من باشوات مصر داخل للمطعم فقال مصطفى أمين فرجت تاهت ولقيتها , فنادى عليه ففرح الرجل بأم كلثوم وأقسم يميناً أن يكون العشاء على حسابه , فقال له مصطفى أمين : خلاص مادام دي رغبتك ماشي يا سيدي .

ومن خفة دم مصطفى أمين إلى خفة دم الأديب الأردني الرائع (مؤنس الرزاز) فكان المرحوم مؤنس ماركسياً ويعملُ مستشاراً لوزير الثقافة الأردني وكان مكتب الروائي الكبير مؤنس يتوسط بين مكتب معالي وزير الثقافة والتواليت تاع الوزير , فكان وزير الثقافة لا يستشير الأديب مؤنس الرزاز إلا في دخول التواليت لأن التواليت بابه مخلوع وبلا مفتاح , يعني إللي بدخله ما بسكره خلفه , ويبقى مفتوحاً , فكان إذا أراد أن يدخل الحمام مر بجانب مكتب مؤنس وسأله : في حدى بالحمام( التواليت) يا مؤنس , فيرد عليه مؤنس : معاليكم ما بستشيرنيش غير في سوآله عن التواليت ؟

وكان من خفة دم أم كلثوم أنها قالت مرة : كان منزلي أشهر بكثير من منزل الملك فاروق , فكانت الدول الغربية والأجنبية في المراسلات البريدية بينها وبين الملك فاروق تكتبُ على مغلف الرسالة عبارة بخط صغير : ملاحظة , القصر بجانب قصر أم كلثوم على كورنيش النيل , أي أن أم كلثوم أكثر شهرة من الملك فاروق , وهذا يشبه تقريباً ما رواه الأدباء الأردنيون وخصوصاً الشيوعي هاشم غرايبه السابق , حين قال لي مرة : في بغداد بباب المعظم يوجد بائع لبن أربيلي , وبجانبه وزارة الدفاع العراقية وتبلغ مساحتها 10 كيلو مترات , ومساحة دكان بائع اللبن الأربيلي لا تتجاوز بعض المترات , فكان اأفراد الجيش العراقي حين يركبون في السيارة وهم يقصدون وزارة الدفاع يقولون للسائقين : لو سمحتم نزلونا عند دكانة لبن الأربيلي , أي أن الأربيلي ولبنه أشهر من وزارة الدفاع العراقية , وهذه دعاية مني للبن الأربيلي .
ونعود لمصطفى أمين صاحب الدم الخفيف هؤلاء الأهرام المصريين عَلمونا كيف نكتب ُ؟وكيف نقرأ ؟وكيف نجعل من دمائنا خفيفة تطير في الهواء, يا سلام أين خفة دم الكتاب اليوم ؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلالة الإنبراطور باراك أوباما
- إنتصرنا في كل المعارك
- أنا
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة
- اللغة والتنمية الشاملة
- أتمناها بحضني وحشايا في حشاها
- إنفلونزا العشق
- يا الله لا اتنجح إولادي
- مقال باللهجه العاميه
- شاعر ما حدى شاعر معه
- رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي
- صباح الخير يا نائمة في عمان


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - خفة دم مصطفى أمين