أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدين:(1) فرويد















المزيد.....

تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدين:(1) فرويد


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ينقسم علماء النفس الى فريقين في موقفهم من الدين ..نوجز هنا مواقف نماذج من كلا الفريقين ونطرحها بموضوعية وحيادية ، أي أن دورنا في هذه الحلقة هو الناقل لوجهة النظر وليس الناقد لها ..ونبدأها ب(شيخ) النفسانيين ، سيجموند فرويد.





في حوارنا مع فرويد ( منشور سابقا ) وجهنا له سؤالين بخصوص موقفه من الدين فأجاب بالآتي:

+ لقد وصفت عصاب القهر بأنه دين خاص مشوه ، والدين بأنه عصاب قهري عام . هل يعني هذا انك لا تؤمن بالدين ؟

فرويد :

اننا حاولنا ان نحدد للدين مكانة في تاريخ تطور الانسانية فوجدناه يبدو أنه نظير للمرض النفسي الذي لابد ان يجتازه الانسان المتحضر وهو يتطور من الطفولة الى سن النضج . وكان التحليل النفسي آخر من تصدّى بالنقد للنظرة الدينية للكون ، اذ ردّ اصل الدين الى عجز الطفولة وقلة حيلتها ، كما ردّ مضمونه الى بقاء رغبات الطفولة وحاجاتها حتى سن النضج. وهذا لايتضمن على التحديد دحض الدين ، لكنه ضروري لمعلوماتنا عنه . على اننا لاتنناقض مع الدين الا حين يدّعي انه ذو اصل الهي .



+ اذا كان تاريخ نشوء غريزتي الحياة والموت يعود ــ من وجهة نظرك ــ الى اللحظة التي نفخت فيها الحياة في المادة الجامدة ، فاين يبدأ تاريخ نشوء الدين ؟

فرويد :

في التصور البدائي للكون الذي ينسب الارادة للجمادات ، مبدأ المغالاة في تقدير اهمية الواقع النفسي . ولقد اكتشفت مبدأ " القدرة المطلقة للافكار " الذي يوجد بدوره في اساس السحر . ومضيت في مقارنته نقطة فنقطة بعصاب الوسواس القهري ، فبينت ان كثيرا" من مسلمات الحياة النفسية البدائية لا تزال فعّالة لذلك الاضطراب الغريب . ولكن كثيرا" ما اجتذبتني في الطوطمية ــ اول اساليب النظام الاجتماعي في القبائل البدائية ــ اسلوب اتحدت فيه بدايات النظام الاجتماعي بدين ساذج ، وسيطرة صارمة لعدد ضئيل من نواهي التابو . في ذلك النظام ، الكائن المقدس هو دائما" وابدا" حيوان تدّعي القبيلة انها انحدرت منه . ومن الدلائل الكثيرة ثبت ان كل جنس من الاجناس، ايا كانت درجة رقيه ، قد مرّ لا محالة بطور الطوطمية . كانت نقطة بدايتي هي ذلك التقابل البارز بين الامرين اللذين حرمتهما الطوطمية ، اعني " تحريم قتل الطوطم وتحريم الاتصال الجنسي بأية امرأة من عشيرة الطوطم نفسها " وعنصري عقدة اوديب " قتل الاب واتخاذ الام زوجا " ، ولم يبق الا القليل كي اقرر ان قتل الاب هو نواة الطوطمية ونقطة البداية في نشأت الديانه .

( انتهى النص )

هذا يعني أن فرويد ربط بين صفات الاله الذي يؤمن به الفرد وفكرة الطفل عن أبيه بالمفهوم الأوديبي. وتعني عقدة أوديب ، كما طرحها فرويد ، بأنها موقف حتمي لابد أن يواجهه كل طفل يعيش مع والديه . ففي حوالى السنة الخامسة من عمره يصبح الطفل عاشقا لأمه.. يحب أن يمتلكها جسديا باساليب يستوحيها من خيالاته وتخميناته البدائية عن الحياة الجنسية ، فيتولد لديه شعور بالكراهية لأبيه بوصفه منافسا له في أمه . وكنتيجة تبعية تنشأ عقدة أخرى هي عقدة الأخصاء التي تعني خوف الطفل من أبيه أن يقطع عضوه الذكري اذا ما تمادى – الطفل – في ميله الجنسي نحو أمه . ويرى فرويد ان عقدة اوديب تمثل القمة التي يصل اليها النشاط الجنسي الطفلي والتي تؤثر بشكل حاسم على النشاط الجنسي للراشدين.

هذه الحالة السيكولوجية الأوديبية المتمثلة بخوف الطفل من عداوة أبيه له ، وخوفه في الوقت نفسه من فقدان حبه له ، أي الخوف من العقوبة والتطلع الى العطف والحماية ، تبقى مستقرة في لاوعي الطفل وتظهر لاحقا بشكل ايمان روحي بقوة خارقة هي قوة الدين والايمان بالله.وهذا يعني أن الايمان بالدين هو حل مثالي لعقدة أوديب لأنه ينجم عنه أمران : راحة نفسيه يجدها المؤمن بالدين بأنهاء الصراع النفسي مع الأب ، وتقرّيب بين " الأنا الأعلى ّ الذي يمثل الضمير والقيم الأخلاقية وبين ّ الهو " الذي يمثل الغريزة الجنسية( وهما مكونان متناقضان ) فيكون الفرد بالمستوى الأخلاقي المقبول اجتماعيا.

وفي كتابه " مستقبل وهم " يرى فرويد ان الدين ينبع من عجز الانسان في مواجهة قوى الطبيعة بالخارج والقوى الغريزية داخل نفسه . وان الدين نشأ في مرحلة مبكرة من التطور الانساني عندما لم يكن الانسان يستطيع ان يستخدم عقله بعد في التصدي لهذه القوى الخارجية والداخلية ، ولا يجد مفرا" من كبتها ، ، أو التحايل عليها مستعينا" بقوى عاطفية أو وجدانية تكون وظيفتها الكبت أو التحكم فيما يعجز عن التعامل معه عقلانيا" ، فينمو لديه ما اطلق عليه فرويد أسم " الوهم " الذي يرتبط بتجربة الفرد عندما كان طفلا" . فالدين ، في رأي فرويد ، تكرار لتجربة الطفل في المرحلة الاوديبية . أي أن التحليل النفسي يفترض أن عملية ( الاسقاط –Projection) اللاشعورية هي المحددات الحقيقية للدافعية الدينية .فأصل الدين انما تشكل نتيجة لعقدة اوديب او شعور الأبناء بالأثم . ويشار الى ان فرويد اشتق هذه الفرضية من اسطورة ( المقدّس والمحرّم Totem and Taboo ).

والواقع ان نظريات التحليل النفسي تفسر الدين بدلالة وهم ناجم عن تفكير مرغوب فيه يشكل بديلا لشخص الأب ، وتصف الدين بأنه علاقة وهمية تتوسط بين العالم النفسي الداخلي للانسان وبين العالم الخارجي الذي يعيش فيه ، ناجمة عن عمليات اسقاطية.

غير أن فرويد يذهب الى ابعد من وصفه للدين بأنه " وهم " ، فيقول ان الدين " خطر " لأنه يميل الى تقديس مؤسسات انسانية سيئة تحالف معها على مر التاريخ . فضلا" عن ان ما يقوم به الدين ، يضيف فرويد ، من تعليم الناس الاعتقاد في وهم وتحريم التفكير النقدي فانه يجعله مسؤلا" عما اصاب العقل من املاق .

ومع أن فرويد وصف الدين بأنه حالة سيكولوجية لقضية وهمية ، فأنه لم يسفّه العقائد الدينية ولم يقل عنها انها كاذبة .غير انه وصف الدين بأنه العصاب الجمعي لطفولة الجنس البشري .



نعيد القول بأننا لا نقرر هنا موقفا مع او ضد النظرية ، مرجئين ذلك بعد ان تدلو حضراتكم بارائكم ، راجين أن لا يستهدف أحدكم النيل من شخص صاحب التعليق أو تسفيه رأيه.







#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثالثة - الدين والصحة الن ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثانية - التطرفان الديني ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الأولى -
- خذوا الحكمة من جلجامش
- دلالات اللون في اعلام دول العالم
- في سيكولجيا المجتمع العراقي بعد نيسان 2003
- في سيكولوجيا الحزب الشيوعي العراقي
- الصحافة : مهنة المتاعب ..والنفاق ايضا !
- علي الوردي ..وازدواج الشخصية العراقية
- كلنا مصابون بحول في العقل !
- ضمير..سز
- عبود ..والشطره ..وحال ما تغير
- في سيكولوجيا الناخب العراقي- قراءة نفسية سياسية -
- اسطورة أوباما ..هل ستنتهي بانتصار الوطن ام بموت البطل ؟!
- ثقافتا الفرد والدور ..واشكاليه السلوك
- في سيكولوجيا تصرّف منتظر الزيدي - ثقافة التعليق
- في سيكولوجيا تصّرف منتظر الزيدي
- تهنئة ,,وملاحظات واقتراح
- أمسية ..في شارع أبي نؤاس
- مخطوطة للدكتور علي الوردي معروضة للبيع


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدين:(1) فرويد